10 نصائح لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع التقنيات الحالية

اجعل حزمة أدواتك التقنية تعمل بذكاء لا بإجهاد

10 نصائح لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع التقنيات الحالية
TT

10 نصائح لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع التقنيات الحالية

10 نصائح لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع التقنيات الحالية

تتضمن عروض تسويق التكنولوجيا الحديثة كثيراً من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ولكن التساؤل يظل يدور: لمَ كل هذا التركيز على الجديد دون النظر إلى حزم أدواتنا التقنية الحالية؟ كما كتب برنارد كولمان*.

لا تتسرع... بل ادمج الجديد مع التكنولوجيا المتوفرة

يكشف التسرع في تسويق الذكاء الاصطناعي عن افتقار معظم الشركات لخطط دمج الأدوات الجديدة مع تقنياتها الحالية. بصفتي متخصصاً في إدارة الموارد البشرية، لدي نداءٌ واضحٌ للعمل: «كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي؟ ما ابتكارات الذكاء الاصطناعي التي طبقتها؟».

ويبدو أن نفاد الصبر من الإجابة عن هذا السؤال يُركز على الحلول -وتحديداً اقتناء الأدوات الجديدة التي قد تكون باهظة الثمن أحياناً- بدلاً من دمج هذه المنتجات مع تجهيزات تكنولوجيا المعلومات الحالية، والتقدم نحو الأتمتة من خلال حزمة التقنيات الحالية.

ولذا أنصح بمقاومة الرغبة في الاستثمار في التقنيات الجديدة قبل دراسة ما لديك حالياً. وفي نهاية المطاف، لكل مؤسسة مبلغ محدود من المال لتخصيصه لهذه الابتكارات التقنية.

وبصفتي متخصصاً في إدارة الموارد البشرية، عليَّ أن أستكشف بنشاط ما لدي، مقارنة بما يمكنني الحصول عليه، وكيف يتكامل كل ذلك معاً. لذا، بدلاً من التركيز حصرياً على المنتج الجديد اللامع، وبناء «وحش فرانكشتاين»، عليَّ الإشراف على تنسيق تقني يعمل كسيمفونية من الأنظمة المنسقة.

كيف تستخدم التقنيات الحالية لشركتك؟

أولاً، انظر إلى ما لديك. ما الجيد فيه؟ ما السيئ فيه؟ أين تتمنى أن يكون؟ لا يجب عليك شراء أي شيء جديد إذا كنت لا تعرف مخزونك وقدراته.

ثم انظر إلى السوق. ما الموجود؟ ما الذي يقول البائعون إنهم قادرون عليه؟ هل هو مُثبَت؟ هل منتجاتهم تُحقق بالفعل ما يقولون إنها قادرة عليه؟ سيقول كثير من مندوبي المبيعات إنها قادرة على فعل كذا، وكذا، وكذا، ولكن هل يمكنهم بالفعل إثبات ذلك؟

الأهم من ذلك، حدد ملامح مشكلتك. ابدأ من هناك؛ لأن التسرع في تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد دون مراعاة ما لديك (من أشخاص وأدوات) ووجهتك، هو مهمة عقيمة. وعليك التأكد من أن التكنولوجيا تعمل بفاعلية، وتعالج المشكلة التي كنت تنوي حلَّها قبل إجراء تغييرات على الموظفين. وإلا، فإنك تُخاطر بتدهور خدماتك أو منتجاتك أو الاضطرار إلى إعادة توظيف أشخاص بسبب سوء التخطيط.

عقلية التحرك بسرعة قصيرة النظر

إن عقلية «التحرك بسرعة وكسر الأشياء» عفَّى عليها الزمن وقصر النظر. يجب أن يكون العناية الواجبة هي المعيار دائماً، وليس السرعة لمجرد السرعة.

نصائح إدماج الذكاء الاصطناعي

إليك 10 نصائح لدمج الذكاء الاصطناعي بنجاح في بيئة عملك:

1- إجراء تدقيق تقني

قبل إضافة أي أدوات ذكاء اصطناعي جديدة، راجع ما لديك بالفعل. قم بجرد شامل لأنظمتك الحالية: ما وظيفة كل أداة، وكيفية استخدامها، وأين توجد فجوات أو تداخلات. تخيل الأمر كما لو كنت تفحص مخزناً. قد تكون لديك بالفعل المكونات التي تحتاجها، ولكنها مخزنة على رف مختلف.

لا تتوقف عند الأداء الوظيفي فحسب؛ بل راجع عقودك وشروطك. قد تتضمن بعض المنصات فعلاً ميزات ذكاء اصطناعي تدفع أجوراً مقابلها، ولكنك لا تستخدمها. وقد تكون لدى منصات أخرى قيود أو تكاليف خفية عند التكامل مع الذكاء الاصطناعي. إن فهم محتويات اتفاقياتك يوفر عليك الوقت والمال والجهد في المستقبل.

2- ارسم خريطة لتدفق بياناتك

يُعد فهم كيفية انتقال المعلومات عبر مؤسستك أمراً بالغ الأهمية لنجاح تكامل الذكاء الاصطناعي. حدد مصدر البيانات، وكيفية معالجتها، ومكان وصولها في النهاية. إذا كنت لا تعرف تدفق بياناتك، فكيف يمكنك ربطها جميعاً؟! سيساعدك رسم الخريطة على تحديد أفضل نقاط التدخل لتحسين الذكاء الاصطناعي.

3- وجود خيارات الاتصالات وعمليات المزامنة والأتمتة:

قبل شراء برنامج جديد، توقف قليلاً. فكثير من الأدوات التي تستخدمها فعلاً إما مُدمجة بالذكاء الاصطناعي، وإما يُمكنها الاتصال بخدمات الذكاء الاصطناعي من خلال واجهات برمجة التطبيقات.

قد تكون لديك إمكانات غير مُستغلة لمجرد أنك لم تستكشف خيارات التكامل أو الأتمتة المُتاحة. ابدأ من هنا. قد تُفاجأ بمدى ما يُمكنك إنجازه بما لديك فعلاً.

4- جرِّب سير العمل الحالي

بدلاً من إنشاء عمليات جديدة كلياً حول أدوات الذكاء الاصطناعي، حدِّد سير العمل الحالي الذي يُمكن أن يستفيد من الأتمتة أو التحسين. اختبِر وكرِّر حلول الذكاء الاصطناعي ضمن هذه العمليات القائمة، لتقليل التعطيل وزيادة التبني إلى أقصى حد. بعد ذلك، يُمكنك المضي قدماً بثقة مع موثوقية التكنولوجيا وملاءمتها لمؤسستك.

5- ركِّز على قابلية التشغيل البيني

عند تقييم أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، أعطِ الأولوية للحلول التي يُمكنها مُواءمة أنظمتك الحالية. يجب أن يشعر المستخدمون بأن أفضل تكاملات الذكاء الاصطناعي سلسة؛ لأنها تُحسِّن ما يقومون به فعلاً، بدلاً من أن تتطلب منهم تعلم عمليات جديدة كلياً.

مقاييس النجاح والتخطيط للتغيير

6- تحديد مقاييس النجاح مبكراً

مع الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي، فإنك تحتاج إلى إثبات عمله على النحو المنشود. حدد نتائج واضحة وقابلة لقياس جهودك في تكامل الذكاء الاصطناعي. سواءً كان ذلك توفيراً للوقت، أو تحسيناً للدقة، أو خفضاً للتكاليف، فإن وجود مقاييس ملموسة يساعدك على تقييم ما إذا كان التكامل يُضيف قيمة حقيقية إلى نظامك البيئي الحالي، وإلا فقد تشتري أداة أخرى لا تحصل على القيمة الكاملة منها.

7- التخطيط لإدارة التغيير

التكامل ليس تقنياً فحسب؛ بل هو ثقافي إلى حد بعيد، فكثيرون يشعرون بالتشاؤم تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لذا تتطلب إدارة التغيير إعداد فريقك لكيفية تغيير الذكاء الاصطناعي عملهم اليومي، وتوفير تدريب أساسي كافٍ، وإنشاء حلقات تغذية راجعة لتحسين التكامل باستمرار، بناءً على تجربة المستخدم.

8- التدرُّج في التنفيذ

يُفضِّل بعض الأشخاص نهج الإزالة والاستبدال. لا أستطيع القول إنه ليس سريعاً، ولكن العواقب قد تكون بطيئة ومعقدة. قاوم الرغبة في تنفيذ كل شيء دفعة واحدة. نفِّذ عمليات تكامل الذكاء الاصطناعي على مراحل، مع إتاحة الوقت الكافي لتحسين كل مكون قبل إضافة المكون التالي. هذا النهج يقلل من المخاطر، ويسمح بتصحيح المسار على طول الطريق.

9- راقب الأداء باستمرار

بمجرد إتمام التكامل، راقب بانتظام مدى جودة عمل أدوات الذكاء الاصطناعي لديك ضمن نظامك البيئي الحالي. هل تُقدِّم ما وعدت به؟ هل هناك تفاعلات غير متوقعة مع أنظمة أخرى؟ تضمن المراقبة المستمرة بقاء «التناغم».

10- حافظ على الإشراف البشري

مع أن الذكاء الاصطناعي قادر على أتمتة كثير من العمليات، فإنه ليس حلاً سحرياً. ستحتاج إلى الحفاظ على الإشراف البشري وسلطة اتخاذ القرار؛ خصوصاً في الوظائف الحيوية. فالذكاء الاصطناعي أداة، ويجب تمكين القوى العاملة الحالية لديك من الاستفادة من هذه الأدوات، في خدمة قدرة تنظيمية أكبر.

تذكر دوماً: لا تنشغل بالحلول اللامعة والمثالية؛ إذ لا وجود لها. والهدف هو إنشاء نظام متكامل وفعال يُلبي احتياجات مؤسستكم الخاصة، ويُعزز قدراتكم الحالية.

* مجلة «إنك»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».