لعبة كرة القدم «إف سي 26»: الواقعية المطلقة تسيطر على المستطيل الأخضر

تفاصيل دقيقة وأنماط لعب مبتكرة وتعليق عربي يضعك في قلب الحدث... تجربة كروية غامرة تُعيد تعريف الواقعية والمتعة

أكثر من 20 ألف لاعب عبر 750 نادياً يلعبون في 35 دورياً عالمياً
أكثر من 20 ألف لاعب عبر 750 نادياً يلعبون في 35 دورياً عالمياً
TT

لعبة كرة القدم «إف سي 26»: الواقعية المطلقة تسيطر على المستطيل الأخضر

أكثر من 20 ألف لاعب عبر 750 نادياً يلعبون في 35 دورياً عالمياً
أكثر من 20 ألف لاعب عبر 750 نادياً يلعبون في 35 دورياً عالمياً

سيسعد محبو لعبة كرة القدم «إف سي» باللعب بالإصدار الجديد منها «إف سي 26» FC 26 الذي يقدم مجموعة من التطويرات الكبيرة، والإضافات النوعية التي تنقل تجربة اللعب إلى مستوى جديد من الواقعية، والمتعة، إذ إن كل عنصر في اللعبة، من حركة اللاعبين إلى أجواء الملعب الصاخبة، تم صقله بعناية فائقة لتقديم محاكاة كروية لا مثيل لها، ما يجعل كل مباراة تبدو كأنها حقيقية.

ويضاف إلى ذلك دعم اللعبة لقوائم باللغة العربية، والدوري السعودي لكرة القدم، وتعليق صوتي من معلقين عرب معروفين، لزيادة مستويات الانغماس بأجواء اللعب. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة قبل إطلاقها، ونذكر ملخص التجربة.

واقعية كبيرة في رسومات اللاعبين وتفاعلهم بعضهم مع بعض

جديد الملاعب: أطوار لعب مبتكرة وتحديثات ضخمة

تقدم اللعبة مجموعة من المزايا الجديدة والمبتكرة التي تميزها عن الإصدار السابق، ومن أبرزها تقديم نمطين مختلفين لأسلوب اللعب: النمط الأصلي Authentic المصمم للعب الفردي، والذي يتميز بإيقاعه السلس، وتكتيكاته العميقة التي تحاكي المباريات الحقيقية، والنمط التنافسي Competitive الموجه للعب عبر الإنترنت، والذي يوفر استجابة أسرع، وأسلوب لعب ممتعاً. كما شهد طور المهنة Career Mode تحسينات هائلة، مع إضافة تحديات «المدرب المباشر» التي تضعك في سيناريوهات مستوحاة من الواقع، ونظام استكشاف مواهب مطور يمنحك تحكماً أكبر في بناء فريق أحلامك.

وحظي طور الفريق المثالي Football Ultimate Team FUT أيضاً باهتمام كبير بهيكلة جديدة تكافئ البناء التكتيكي للفريق على المدى الطويل. وتم تعديل منحنى التقدم ليجعل الحصول على كل لاعب جديد إنجازاً له قيمة أكبر. كما أن تقديم أنماط تنافسية جديدة مثل «البطولات» و«الفعاليات المباشرة» يضيف تنوعاً مستمراً، مما يضمن وجود تحديات جديدة دائماً للتغلب عليها، ومكافآت فريدة لكسبها، وهو ما يحافظ على حيوية التجربة طوال فترة اللعب.

ولمحبي اللعب الجماعي، يقدم طور «الأندية الرياضية» Clubs نظام «النماذج الأصلية» Archetypes المبتكر الذي يسمح للاعبين بتشكيل لاعبيهم الافتراضيين بعمق، وشخصية أكبر من أي وقت مضى، مع استلهام من أساطير لعبة كرة القدم. ويكتمل هذا النظام بإضافة «أدوار اللاعبين» الجديدة التي تمنح مرونة تكتيكية أكبر في الملعب. هذه الإضافات، جنباً إلى جنب مع الفعاليات المباشرة الديناميكية، تخلق رحلة أكثر جاذبية، وتخصيصاً للاعب ولأعضاء ناديه أثناء صعوده في سلم الترتيب.

أندية وبطولات من كل قارات العالم

وتقدم اللعبة مكتبة ضخمة من الأندية والبطولات العالمية المرخصة رسمياً، إذ تضم أكثر من 750 نادياً، وأكثر من 20 ألف لاعب من جميع أنحاء العالم، ما يتيح الاستمتاع بفرق اللاعب المفضلة من أكثر من 35 دورياً عبر 5 قارات (من ضمنها دوري أندية كرة القدم الأوروبي النسائي) تضمن تجربة لعب غنية وواقعية، مثل الدوري السعودي للمحترفين ROSHN Saudi League، والدوريات الأوروبية الكبرى، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز Premier League، والدوري الإسباني La Liga، والدوري الألماني Bundesliga، والدوري الفرنسي Ligue 1، والدوري الإيطالي Serie A. وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن اللعبة دوريات أخرى من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدوري الأميركي Major League Soccer، ودوري السوبر الصيني Chinese Super League، مما يرضي كافة أذواق اللاعب، ويقدم تغطية أكبر عدد ممكن من الأندية واللاعبين المرخصين.

كما أن وجود البطولات القارية المرموقة -مثل دوري أبطال أوروبا UEFA ودوري أندية جنوب أميركا Copa Libertadores ودوري دول جنوب أميركا Copa Sudamericana - يضيف طبقة إضافية من الواقعية، مما يجعل اللاعب بعيش حلم المنافسة على أكبر الألقاب.

وإلى جانب الأندية العالمية الكبرى، تمنح اللعبة حرية إبداعية لا مثيل لها، خاصة في طور «المهنة». وسواء كنت ترغب بقيادة نادٍ متواضع نحو المجد، أو إنشاء ناديك الخاص من الصفر، فإن الخيارات متاحة أمامك. كما يمكن تصميم شعار فريق اللاعب الخاص، وملابسه، وملعبه، لإيجاد فريق الأحلام الذي يعكس طموح اللاعب، وشخصيته.

تفاصيل دقيقة لكل حركة داخل الملعب مع صافرة البداية

وتمثل آليات اللعب تطوراً ملموساً في السلسلة، حيث تم التركيز على جعل التجربة أكثر سلاسة، وواقعية. وأصبحت تحركات اللاعبين أكثر رشاقة بفضل نظام رسوم التحرك المطور، ما يمنح اللاعب شعوراً بالتحكم الكامل في كل مراوغة، وتمريرة. وتم تحسين تفاعل الكرة مع القوانين الفيزيائية لتبدو أكثر طبيعية، سواء في التسديدات القوية، أو التمريرات المتقنة، مما يجعل كل هجمة تبدو فريدة من نوعها، وتعتمد على مهارة اللاعب.

أحد أبرز التحسينات في هذا الإصدار يكمن في الذكاء الاصطناعي المتطور للاعبين؛ ففي الحالة الهجومية، سيلاحظ اللاعب أن زملاءه في الفريق يتخذون مواقع ذكية، ويقومون بتحركات فعالة لفتح المساحات، ما يمنحه خيارات تكتيكية متنوعة لاختراق دفاع الخصم. أما دفاعياً، فقد أصبح اللاعبون أكثر انضباطاً في التغطية، والضغط على حامل الكرة، مما يجعل بناء الهجمات ضد الفرق التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي تحدياً ممتعاً ومجزياً.

بطولات فردية وجماعية عبر الإنترنت بتعليق عربي متقن

ولم يتم إغفال الكرات الثابتة، وحراس المرمى، حيث شهدا تحسينات كبيرة بركلات حرة وركنية استراتيجية بشكل أكبر، مع خيارات جديدة لتنفيذها تمنح اللاعب قدرة أكبر على الإبداع. أما حراس المرمى، فقد تم تزويدهم بحركات جديدة، وردود فعل أكثر ذكاء، بتمركز أفضل، وتصديات للتسديدات بطرق مبهرة، مما يجعل تسجيل الأهداف في المرمى إنجازاً حقيقياً يزيد من حماس المباراة.

رسومات تخطف الأنفاس وصوتيات متقنة

وتعتبر الرسومات في اللعبة تحفة فنية بكل المقاييس، حيث تستغل قدرات الجيل الجديد من الأجهزة لتقديم تجربة بصرية مذهلة. تفاصيل اللاعبين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، من ملامح الوجه الواقعية، إلى القمصان التي تتحرك بشكل ديناميكي مع حركة كل لاعب. كما تنبض الملاعب أيضاً بالحياة بتفاصيلها الدقيقة، من عشب الملعب، إلى الجماهير المتفاعلة التي تملأ المدرجات.

الأجواء المحيطة بالمباريات لا تقل روعة عن الرسومات، بإضاءة ديناميكية، وتأثيرات طقس تضيف عمقاً بصرياً لكل مباراة، سواء كانت المباراة تحت أشعة الشمس الساطعة، أو في ليلة ممطرة. والعروض التقديمية التي تسبق المباريات أصبحت شبيهة بالنقل التلفزيوني الاحترافي بلقطات رائعة للاعبين وهم يدخلون الملعب، وأهازيج الجماهير التي تلهب الأجواء، مما يجعل اللاعب يشعر كأنه يشاهد مباراة حقيقية على وشك الانطلاق.

أما التجربة الصوتية في اللعبة فتكمل التجربة البصرية بشكل مثالي، حيث أصبح التعليق الصوتي أكثر تفاعلاً، وتنوعاً، إذ يصف المعلقون أحداث المباراة بحماس، ويتفاعلون مع كل فرصة خطيرة، أو هدف رائع. صوتيات الملعب تم تصميمها بعناية فائقة، من صوت ركل الكرة، إلى صيحات الجماهير التي ترتفع وتنخفض مع مجريات اللعب، مما يخلق بيئة صوتية غامرة تضع اللاعب في قلب الحدث.

وما يزيد التجربة أصالة للاعبين في المنطقة العربية هو استمرار تقديم التعليق العربي بأصوات معلقين بارزين، ومحبوبين، مثل عصام الشوالي، وفارس عوض. ويضفي أداؤهم الحماسي، وتفاعلاتهم اللحظية مع مجريات اللعب نكهة خاصة للمباريات، ما يجعل كل هدف وركلة يبدوان أكثر إثارة، الأمر الذي يعزز الشعور بالانغماس وكأن اللاعب يتابع مباراة حقيقية عبر شاشته.

هذا، وتقدم اللعبة دعماً كاملاً للغة العربية في قوائم اللعبة. وهذه الميزة ليست مجرد ترجمة نصية بسيطة، بل تشمل تعريباً شاملاً لواجهات اللعب، والإعدادات، وأسماء الفرق، واللاعبين. هذا الأمر يتيح للاعبين في المنطقة العربية الاستمتاع بتجربة لعب أكثر سلاسة، وشمولية، حيث يمكنهم التفاعل مع اللعبة بلغتهم الأم، مما يزيد من مستويات الانغماس بأجواء المباريات، ويجعل من التنقل بين القوائم وتخصيص الإعدادات أمراً سهلاً ومريحاً.

هل كمبيوترك مستعد لتشغيل اللعبة؟

بالنسبة لمواصفات الكمبيوتر المطلوبة لعمل اللعبة، فهي:

• معالج «إنتل كور آي5 6600 كيه» أو «إيه إم دي رايزن 5 1600»، أو أفضل (يُنصح باستخدام «إنتل كور آي7 6700» أو «إيه إم دي رايزن 7 2700 إكس»، أو أفضل).

• بطاقة الرسومات «إنفيديا جي تي إكس 1050 تيتانيوم»، أو «إيه إم دي آر إكس 570»، أو أفضل (يُنصح باستخدام «إنفيديا جي تي إكس 1660»، أو «إيه إم دي 5600 إكس تي»، أو أفضل).

• ذاكرة بسعة 8 غيغابايت (يُنصح باستخدام 12 غيغابايت).

• سعة تخزينية تبلغ 100 غيغابايت.

• نظام التشغيل «ويندوز 10 أو 11» بدقة 64-بت.

• امتدادات «دايركت إكس 12» البرمجية.

معلومات عن اللعبة

• الشركة المبرمجة: «إي إيه فانكوفر» EA Vancouver، و«إي إيه رومانيا» EA Romania www.EA.com.

• الشركة الناشرة: «إلكترونيك آرتس» Electronic Arts www.EA.com.

• موقع اللعبة: www.EA.com.

• نوع اللعبة: رياضة Sports.

• أجهزة اللعب: «بلايستيشن 4 و5»، و«إكس بوكس وان»، و«إكس بوكس سيريز إس وإكس»، و«نينتندو سويتش1 و2»، والكمبيوتر الشخصي.

• تاريخ الإطلاق: 26 سبتمبر (أيلول) 2025.

• تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للجميع «E».

• دعم للعب الجماعي: نعم.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

رياضة سعودية فريق توِستِد مايندز يتوّج بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

توِّج فريق توِستِد مايندز بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» في ختام البطولة الكبرى من الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت

«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

متعة الجمع والاستكشاف لإزالة خطر كوني

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية فريق تيم فالكنز قدم أداءً مثالياً (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: توِستِد مايندز يهيمن على الأسبوع الثالث

تواصل البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، تقديم منافسات نخبوية وأحداث مشوّقة في قلب سِف أرينا بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المؤسسة ستمنح الدعم لـ40 نادياً رائداً عالمياً في الرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» تفتح باب التقديم لـ«شركاء الأندية»

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الأحد، عن فتح باب التقديم لبرنامج شركاء الأندية لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».