«أبل» تطلق تطويراً ثورياً في أنظمة التشغيل مع توسع في الذكاء الاصطناعي

تضمنت تصميماً موحّداً يعزز تجربة المستخدم

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تطويراً ثورياً في أنظمة التشغيل مع توسع في الذكاء الاصطناعي

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)

كشفت شركة أبل عن مجموعة واسعة من التحديثات الثورية لأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزتها المختلفة. وشملت هذه التحديثات أنظمة «آي أو إس 26» و«آي باد أو إس 26» و«ماك أو إس تاهو 26»، بالإضافة إلى نظام تشغيل الساعة «واتش أو إس 26»، وتطوير نظام أبل تي في «تي في أو إس 26»، كما شمل التطوير نظام النظارة الذكية «فيجن أو إس 26».

وكما تضمن إطلاقات أبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (دبليو دبليو دي سي 2025)، الذي انعقد في مقرها بمدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، وحضرته «الشرق الأوسط»، تعزيزاً لقدرات منظومتها للذكاء الاصطناعي «أبل إنتليجنس».

وفي كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر، قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل: «يشكّل مؤتمر المطورين دبليو دبليو دي سي لحظة مميزة تجمع مجتمع أبل حول الابتكار في البرمجيات. رسالتنا في أبل هي بناء منصات تمكّن المستخدمين والمطورين وتساهم في تشكيل عالم أفضل. هذه المنصات تنبض بالحياة عندما تصل إلى أيدي المطورين المبدعين الذين يلهموننا بشغفهم وإبداعهم. اليوم، لدينا الكثير من الابتكارات الجديدة التي نأمل أن تُمكّن مجتمعنا من الوصول إلى آفاق جديدة».

«أبل إنتليجنس»

شكلت منظومة «أبل إنتليجنس» محوراً رئيسياً في الاستراتيجية التقنية الجديدة التي كشفت عنها الشركة. فقد دمجت أبل الذكاء الاصطناعي بعمق في جميع أنظمتها، مع تركيز واضح على الخصوصية والأداء. وللمرة الأولى، أصبح بإمكان المطورين الوصول المباشر إلى النموذج اللغوي الأساسي على الجهاز، ما يمهّد الطريق أمام تطوير تطبيقات ذكية محلية لا تعتمد على السحابة.

وقال كريغ فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في أبل: «نحن نفتح الباب أمام المطورين للوصول إلى نموذج أبل إنتليجنس على الجهاز، ونتوقع أن تشهد التطبيقات التي يعتمد عليها المستخدم يومياً قفزة نوعية في الذكاء والقدرات».

التحديثات شملت قدرات ترجمة فورية للرسائل والمكالمات، وتحليلاً بصرياً متقدماً للمحتوى، وأدوات جديدة لتلخيص النصوص وإنشاء الصور، إلى جانب تعزيز إمكانات الخصوصية من خلال تنفيذ المعالجة محلياً على الأجهزة.

«آي أو إس 26»

قدّمت أبل في نظام آي أو إس 26 نقلة نوعية في تجربة أجهزة آيفون، حيث تبنّى النظام تصميماً أكثر تفاعلاً يعتمد على خاصية «الزجاج السائل» أو ما يعرف بـ«ليكويد غلاس»، التي تمنح واجهة المستخدم طابعاً شخصياً ومرناً.

كما شهدت تطبيقات الهاتف والرسائل وكار بلاي (CarPlay) وأبل ميوزيك والخرائط والمحفظة، تحديثات واسعة، وفي قطاع السيارات، حصل تطبيق «كار بلاي»، الذي يُستخدم يومياً أكثر من 600 مليون مرة، على ميزات تفاعلية جديدة، فيما أضافت أبل ميوزيك خاصية «Lyrics Translation» لترجمة كلمات الأغاني في الوقت الحقيقي.

من جهتها، أطلقت أبل تطبيقاً جديداً كلياً تحت اسم «أبل غيمز» (Apple Games)، يتيح للمستخدمين منصة موحدة لإدارة مكتبة الألعاب واكتشاف عناوين جديدة، مع متابعة الفعاليات والتحديثات الخاصة بالألعاب.

نظام الساعة «واتش أو إس 26»

عزّزت أبل في نظام «واتش أو إس 26» من قدرات ساعة أبل ووتش، إذ دمجت الذكاء الاصطناعي في صميم التطبيقات الأساسية للساعة، وقدّمت ميزة «ووركاوت بَدي» (Workout Buddy) التي توفر تحفيزاً صوتياً مخصصاً في أثناء التمارين الرياضية، اعتماداً على تحليلات لحظية لبيانات المستخدم.

أما التصميم الجديد للنظام فاستُوحي أيضاً من مادة ليكويد غلاس، مما منح التطبيقات وواجهة المستخدم طابعاً أكثر حيوية. كما أُعيد تصميم الحزمة المكدسة الذكية لتصبح أكثر استباقية، وتم إدراج خاصية الترجمة الفورية داخل تطبيق الرسائل على الساعة.

جانب من مؤتمر المطورين لشركة أبل عند عرض خاصية الزجاج السائل التي تتمتع بها أنظمة التشغيل الجديدة (إ.ب.أ)

«ماك أو إس تاهو 26»

حمل نظام ماك أو إس تاهو 26 أكبر تحديث منذ سنوات، مع التركيز على دمج أبل إنتليجنس في عمق النظام. شمل التحديث إدخال تطبيق الهاتف ضمن جهاز ماك، ليتيح إجراء واستقبال المكالمات مباشرة من الحاسوب، إلى جانب دمج الأنشطة المباشرة (Live Activities) التي توفر تحديثات فورية حول الرحلات أو المباريات في شريط القوائم.

أما ميزة «الباحث» (Spotlight)، فشهدت أكبر تحديث لها؛ إذ باتت منصة شاملة للبحث والتنفيذ، حيث يمكن البحث عن الملفات والتطبيقات والبريد والرسائل، وتنفيذ مئات الإجراءات دون الحاجة إلى التنقل بين التطبيقات.

التصميم الجديد للنظام اعتمد أيضاً على خاصية «الزجاج السائل» (ليكويد غلاس)، التي أضفت طابعاً عصرياً وشفافاً على شريط القوائم والأيقونات، فيما حظيت تطبيقات الصور وسفاري وفيس تايم بتحسينات شاملة.

«فيجن أو إس 26»

أما نظام «فيجن أو إس 26» الخاص بجهاز أبل فيجن برو، فقد قدّم تحديثاً شاملاً يعزز مكانة أبل في سوق الحوسبة المكانية، وأضاف النظام دعماً واسعاً للأدوات المكانية وتجارب الواقع المعزز، إلى جانب تحسين واقعية الشخصيات الرقمية.

كذلك وفّر النظام إمكانيات جديدة للمطورين، مثل دعم محتوى 360 درجة والتكامل مع كاميرات مثل إنستا 360 وغو برو وكانون، ودعم وحدات تحكم بلايستيشن في آر 2 (PlayStation VR2 Sense)، مما يعزز فرص تطوير الألعاب التفاعلية.

على صعيد الاستخدام المؤسسي، قدّم التحديث أدوات متقدمة لإدارة الأجهزة والبيانات الحساسة، مع توفير بيئة آمنة عبر واجهة.

تصميم موحد

وفي خطوة استراتيجية، تبنّت أبل تصميماً موحداً عبر جميع أنظمتها، يعتمد على خاصية «الزجاج السائل» (ليكويد غلاس) وباتت التطبيقات والعناصر التفاعلية تتكامل بشكل أكثر انسيابية عبر أنظمة آي أو إس وآي باد أو إسوماك أو إس وواتش أو إس وتي في أو إس وفيجن أو إس، ما يعزز تجربة المستخدم بين الأجهزة.

وقال آلان داي، نائب رئيس أبل لتصميم الواجهة البشرية: «هذا التحديث هو الأوسع من نوعه في تاريخ الشركة. أعدنا تصميم العناصر الأساسية للبرامج بعناية فائقة، ليصبح التفاعل بين المحتوى والمكونات البرمجية أكثر طبيعية ومتعة».

أدوات جديدة للمطورين وتحديثات «الإكس كود»

كما عززت أبل بيئة تطوير التطبيقات إكس كود 26 (Xcode 26)، التي باتت تدمج بشكل أصلي النماذج اللغوية الضخمة، بما في ذلك تشات جي بي تي (ChatGPT)، مما يمكّن المطورين من بناء تطبيقات ذكية أكثر كفاءة.

وأعلنت الشركة عن تحسينات على «أهداف التطبيق»، ما يسمح للتطبيقات بالتكامل بشكل أعمق مع مكونات النظام مثل سيري، والباحث، والذكاء البصري.

مؤتمر أبل للمطورين 2025 (أ.ف.ب)

الألعاب

أطلقت شركة أبل تطبيقاً جديداً يحمل اسم «أبل غيمز»، يمنح اللاعبين وجهة متكاملة لإدارة مكتبة ألعابهم والتفاعل مع أصدقائهم على أجهزة آيفون وآيباد وماك، في خطوة تعزز من تجربة الألعاب ضمن منظومة أبل.

ويوفر التطبيق منصة موحدة للاعبين، تتيح لهم استكشاف الألعاب، ومتابعة أصدقائهم الذين يشاركونهم اللعب، واستعراض أحدث التحديثات والإنجازات، إلى جانب فتح نافذة جديدة أمام المطورين لابتكار تجارب أكثر تفاعلية وجذب شرائح جديدة من المستخدمين.

وفي هذا السياق، قدمت أبل ميزة «التحديات» التي تتيح للاعبين التنافس مع أصدقائهم ضمن منافسات قائمة على النقاط، مما يحول الألعاب الفردية إلى تجارب اجتماعية ممتعة. كما يمكن للمطورين الذين تعتمد ألعابهم على لوحات صدارة في «غيم سنتر» دمج هذه الميزة بسهولة، ما يوفر طرقاً مبتكرة لتحفيز التفاعل بين اللاعبين، وحشد الأصدقاء، وتتويج الفائزين، وإعادة خوض المنافسات.

أما ميزة «غيم أوفَريلي» (Game Overlay)، فقد عززت من مستويات المشاركة داخل اللعبة، من خلال دمج خدمات «غيم سنتر» مباشرةً في واجهة اللعب، بما يتيح للاعبين الوصول إلى إنجازاتهم وأحدث نتائجهم، ومعرفة الأصدقاء المتصلين حالياً بسهولة، إلى جانب إمكانية بدء محادثات فورية من دون مغادرة اللعبة.

وتوفر هذه الميزة أيضاً أدوات للتحكم السريع في الإعدادات، واستعراض أحدث الفعاليات المرتبطة باللعبة، مما يمنح اللاعبين تجربة سلسلة تحافظ على اندماجهم الكامل في أثناء اللعب.

كما طُرح تحديث جديد لمجموعة أدوات نقل الألعاب غيم بورتينغ تول كيت 3(Game Porting Toolkit 3)، ودعم متقدّم لمنصة ميتال 4 (Metal 4)، لتعزيز أداء الرسوميات والتعلم الآلي.

مستقبل الذكاء التفاعلي

عكست تحديثات أبل خلال مؤتمر دبليو دبليو دي سي 2025 تحوّلاً استراتيجياً نحو جعل الذكاء الاصطناعي والخصوصية في قلب تجربة المستخدم، مع لغة تصميم موحدة تعزز التكامل بين مختلف أجهزة الشركة.

ومع توسع قدرات أبل إنتليجنس واعتماد خاصية «الزجاج السائل» (ليكويد غلاس)، تستعد أبل لإطلاق موجة جديدة من الابتكارات التي ستعيد رسم معالم الحوسبة الشخصية والذكاء التفاعلي في السنوات المقبلة، بحسب ما ذكره المسؤولون في المؤتمر.


مقالات ذات صلة

أبل تحذر: دقة نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة تنهار أمام المشكلات المعقدة

تكنولوجيا دقة نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة تنهار تماما أمام المشكلات المعقدة (رويترز)

أبل تحذر: دقة نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة تنهار أمام المشكلات المعقدة

قالت شركة «أبل» إن نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة تواجه «انهياراً كاملاً في الدقة» عند مواجهتها مشكلات شديدة التعقيد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا «أبل» تكشف عن iOS 26 بتحديث شامل يعيد تصميم الواجهة ويعزز الذكاء الاصطناعي مع ميزات جديدة للمكالمات والرسائل والموسيقى وتطبيقات السفر (أبل)

«أبل» تكشف عن iOS 26 بتصميم جديد وذكاء اصطناعي يغيّر قواعد الاستخدام

كشفت «أبل» عن تحديثها الكبير iOS 26 التجريبي الأول خلال مؤتمر WWDC 2025 مؤتمر المطورين العالمي، الذي يُعد واحداً من أكثر التحديثات طموحاً في تاريخ الآيفون …

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تختتم مؤتمرها السنوي للمطورين بالكشف عن أنظمة تشغيل جديدة مدعمة بالذكاء الأصطناعي (تغطية حية)

«أبل» تختتم مؤتمرها السنوي للمطورين بالكشف عن أنظمة تشغيل جديدة مدعمة بالذكاء الأصطناعي (تغطية حية)

«أبل» تختتم مؤتمر الشركة السنوي للمطورين (WWDC 2025) في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شخص يمشي بجوار أحد متاجر «أبل» (رويترز)

«أبل» تكشف عن رؤيتها البرمجية الجديدة في مؤتمر المطورين مع دفعة للذكاء الاصطناعي

ينطلق، اليوم (الاثنين)، مؤتمر شركة «أبل» السنوي للمطورين (WWDC 2025) في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وسط توقعات بأن تكشف الشركة عن حزمة من…

مساعد الزياني (كوبرتينو (كاليفورنيا))
تكنولوجيا شعار شركة «غوغل» على مبناها في كاليفورنيا (رويترز)

«غوغل» ستستأنف قراراً بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت

قالت شركة «غوغل» إنها ستستأنف قرار مكافحة الاحتكار الذي اقترح بموجبه قاضٍ اتحادي طرقاً أقل صرامة لاستعادة المنافسة على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«غوغل» تساهم بـ31.2 مليار ريال في الاقتصاد السعودي خلال 2024

تقول «غوغل» إن أدوات البحث وخرائط «غوغل» أصبحت جزءاً أساسياً من حياة المستخدمين اليومية وساعدت في اتخاذ قرارات أكثر دقة (غيتي)
تقول «غوغل» إن أدوات البحث وخرائط «غوغل» أصبحت جزءاً أساسياً من حياة المستخدمين اليومية وساعدت في اتخاذ قرارات أكثر دقة (غيتي)
TT

«غوغل» تساهم بـ31.2 مليار ريال في الاقتصاد السعودي خلال 2024

تقول «غوغل» إن أدوات البحث وخرائط «غوغل» أصبحت جزءاً أساسياً من حياة المستخدمين اليومية وساعدت في اتخاذ قرارات أكثر دقة (غيتي)
تقول «غوغل» إن أدوات البحث وخرائط «غوغل» أصبحت جزءاً أساسياً من حياة المستخدمين اليومية وساعدت في اتخاذ قرارات أكثر دقة (غيتي)

أظهر تقرير «غوغل» حول «الأثر الاقتصادي» في المملكة العربية السعودية أن منتجات مثل البحث و«يوتيوب» وخرائط «غوغل» و«غوغل بلاي» وإعلانات «غوغل» ساهمت مجتمعة في دعم الاقتصاد السعودي بقيمة تُقدّر بـ31.2 مليار ريال سعودي خلال 2024. ويسلط التقرير الذي أعدته وكالة الأبحاث «بابليك فيرست» (Public First) الضوء على الدور الذي لعبته منتجات «غوغل» الرقمية وأدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي في دعم الأفراد والشركات والمجتمعات الإبداعية في المملكة خلال ذلك العام.

كما يأتي التقرير ضمن مبادرة عالمية لـ«غوغل» لقياس أثرها المحلي باستخدام نماذج اقتصادية، واستطلاعات للمستهلكين، والشركات، وبيانات من أطراف ثالثة، ودراسات حالة واقعية. ويُظهر التقرير مدى توافق رؤية «غوغل» مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد رقمي متنوع قائم على الابتكار والمعرفة.

وقال أنطوني نقاش، المدير العام لـ«غوغل» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن التقرير يعكس التزام الشركة المستمر بدعم مسيرة المملكة من خلال أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وشراكات محلية قوية، وبرامج تدريب رقمية شاملة تُساهم في تمكين الأفراد، ودفع النمو الاقتصادي المستدام.

بحسب التقرير تدعم «غوغل» الشركات السعودية في النمو من خلال أدوات مثل البحث والإعلانات والتقييمات ما يعزز ثقة العملاء (غيتي)

تسهيل حياة الناس اليومية

أشار التقرير إلى أن خدمات «غوغل» أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة السعوديين اليومية، إذ توفر لهم أدوات تساعد على الإنتاجية، وتسهيل المهام. وبلغت الفائدة الاقتصادية التي تقدمها هذه الأدوات للمستهلكين في المملكة ما يعادل 564 ريالاً سعودياً شهرياً للفرد الواحد. وسجل المساعد الذكي «جيمناي» (Gemini) من «غوغل» حضوراً لافتاً في السعودية، حيث أفاد 53 في المائة من البالغين بأنهم استخدموه خلال عام 2024، في حين أشار ثلث هؤلاء المستخدمين إلى أنهم يعتمدون عليه بشكل يومي. وقد أظهرت النتائج أن 86 في المائة من المستخدمين شعروا بأن «جيمناي» ساعدهم على زيادة إنتاجيتهم، بينما أكد 78 في المائة منهم أنه يُعد أكثر سهولة في الاستخدام باللغة العربية مقارنة بروبوتات الدردشة الأخرى، ما يعكس تميز «غوغل» في تكييف تقنياتها مع احتياجات المستخدمين المحليين.

أما فيما يتعلق بأدوات البحث والملاحة، فقد أشار 54 في المائة من البالغين في السعودية إلى أن محرك بحث «غوغل» أصبح جزءاً لا غنى عنه في حياتهم اليومية، مؤكدين أهميته في الوصول السريع للمعلومة. واعتبر 89 في المائة من المستخدمين أن نتائج البحث التي يقدمها موثوقة، وتعكس دقة عالية. في حين أكد 88 في المائة منهم أن استخدامهم لخرائط «غوغل» أو تطبيق «وايز» (Waze) ساعدهم فعلياً على تجنب الضياع، مما يعكس الدور المحوري لهذه الأدوات في تسهيل التنقل، وتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية.

دعم نمو الأعمال في السعودية

تُعد أدوات «غوغل» الرقمية ركيزة أساسية يعتمد عليها الأفراد والشركات في السعودية لاتخاذ قرارات شرائية أكثر ذكاء، وتنمية أعمالهم التجارية. وقد أظهر التقرير أن 89 في المائة من البالغين يستخدمون محرك البحث شهرياً لمقارنة أسعار المنتجات والخدمات، بينما يعتمد 92 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً على البحث أسبوعياً في التسوّق أو تصفح المنتجات عبر الإنترنت. وتلعب أدوات الملاحة أيضاً دوراً مهماً في دعم الاقتصاد المحلي، حيث يستخدم 70 في المائة من السعوديين خرائط «غوغل» أو تطبيق «وايز» شهرياً للعثور على الأنشطة التجارية القريبة، ويحرص 86 في المائة منهم على مراجعة تقييمات «غوغل» قبل زيارة أي مكان. ومن جهة أخرى، أشار 90 في المائة من موظفي القطاع العام إلى أن أدوات «غوغل» المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساهم بشكل مباشر في تعزيز إنتاجيتهم في بيئة العمل.

تقول «غوغل» إن أكثر من نصف السعوديين المشاركين في التقرير يستخدمون المساعد الذكي «Gemini» ما يساهم بشكل كبير في رفع الإنتاجية خاصة باللغة العربية (أدوبي)

تعزيز منظومة رقمية مزدهرة

ترى «غوغل» أن دورها لا يقتصر «على الأدوات فحسب، بل يشمل الاستثمار في التدريب وبناء المهارات الرقمية. فمنذ عام 2018، تم تدريب أكثر من 590000 شخص في السعودية على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي عبر مبادرة «مهارات من Google». كما أظهر التقرير أن منظومة تطبيقات «آندرويد» ومتجر «غوغل بلاي» دعمت 29000 وظيفة في المملكة خلال عام 2024.

وفي قطاع الإبداع والإعلام، حقق مطورو التطبيقات السعوديون 20.7 مليون ريال سعودي من خلال اقتصاد تطبيقات «آندرويد». كما ارتفع عدد قنوات «يوتيوب» التي تحقق إيرادات مليونية أو أكثر بالريال السعودي بنسبة 40 في المائة على أساس سنوي. كما تم تدريب أكثر من 20000 صحافي وطالب إعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك السعودية، عبر مبادرة «Google News Initiative».

استثمار طويل الأمد

إلى جانب الأدوات الرقمية، تواصل «غوغل» تعزيز استثماراتها في البنية التحتية في المملكة من خلال منطقة «غوغل كلاود» في الدمام، بالإضافة إلى المركز العالمي للذكاء الاصطناعي المتوقع أن يُساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بمقدار 71 مليار دولار خلال السنوات الثماني المقبلة.

نظرة مستقبلية

بينما تواصل المملكة تسريع تحولها إلى اقتصاد رقمي متقدم، تلعب «غوغل» دوراً محورياً في ربط الأفراد بالتقنيات الحديثة، والفرص الرقمية. سواء عبر مساعدات الذكاء الاصطناعي، أو أدوات الإنتاجية، أو منصات دعم الأعمال والمبدعين، تساهم «غوغل» في بناء مستقبل أكثر اتصالاً وابتكاراً في السعودية. من خلال التماهي مع رؤية 2030، تؤكد «غوغل» التزامها بدعم التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وتمكين الجميع من الاستفادة من فرص العصر الرقمي، والنجاح في بيئة متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي.