تطبيق «نوتبوك إل إم» من «غوغل»... ملاحظات تفاعلية وملخصات صوتية في جهازك

الذكاء الاصطناعي ينظّم أفكارك ويتحدث بها

تطبيق «NotebookLM» متاح مجاناً الآن على «iOS» و«أندرويد» عبر متجري «أبل» و«غوغل» للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة (غوغل)
تطبيق «NotebookLM» متاح مجاناً الآن على «iOS» و«أندرويد» عبر متجري «أبل» و«غوغل» للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة (غوغل)
TT

تطبيق «نوتبوك إل إم» من «غوغل»... ملاحظات تفاعلية وملخصات صوتية في جهازك

تطبيق «NotebookLM» متاح مجاناً الآن على «iOS» و«أندرويد» عبر متجري «أبل» و«غوغل» للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة (غوغل)
تطبيق «NotebookLM» متاح مجاناً الآن على «iOS» و«أندرويد» عبر متجري «أبل» و«غوغل» للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة (غوغل)

​ في عالم يزداد فيه تدفق المعلومات، ويزداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لفهمها وتنظيمها، تطرح «غوغل» أداة جديدة تمثّل نقلة نوعية في كيفية تفاعل المستخدم مع المعرفة: تطبيق «NotebookLM».

يقدّم هذا التطبيق تجربة تدوين ملاحظات غير تقليدية، مدعومة بالنموذج اللغوي «جيميناي»، ويتميّز بتكامل غير مسبوق بين التحليل النصي والصوتي، خصوصاً عبر ميزة «Audio Overviews» التي يمكن عدّها حجر الزاوية للتجربة الجديدة.

مع «NotebookLM» أضِف ملفاتك وروابطك واحصل على تنظيم ذكي يستند إلى مصادرك الموثوقة (غوغل)

ما هو «نوتبوك إل إم» (NotebookLM)؟

هو تطبيق ذكي من «غوغل» يهدف إلى مساعدة المستخدمين في تنظيم ملاحظاتهم ومصادرهم والتفاعل معها بطريقة سلسة عبر مساعد ذكاء اصطناعي يفهم السياق. يمكن للمستخدم تحميل ملفات PDF، أو إضافة روابط لمواقع إلكترونية، أو مقاطع من «يوتيوب»، أو حتى نصوص مكتوبة، ليقوم التطبيق بتحليلها وتقديم ملخصات دقيقة، وإجابات فورية، ومحتوى مخصص مبني على تلك المصادر.

لكن ما يميّز هذا التطبيق حقاً ليس فقط قدرته على الفهم والتحليل، بل أيضاً التجربة المتكاملة التي يقدّمها؛ إذ يتيح للمستخدم الانتقال من القراءة إلى الاستماع من خلال ميزة مبتكرة تُعرف باسم «Audio Overviews»، وهي ميزة تُحوّل المحتوى المعالج إلى مقاطع صوتية مبسطة يمكن الاستماع إليها في أي وقت.

ما الملخصات الصوتية الذكية (Audio Overviews)؟

هي ميزة تتيح لك الاستماع إلى ملخص صوتي للمحتوى الموجود داخل دفترك، يتم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي اعتماداً على المصادر التي أضفتها.

تظهر في كل بطاقة دفتر ملاحظات على شكل زر تشغيل «Play»، وتوفّر لك طريقة للاستماع إلى محتوى ملخّص دون الحاجة إلى قراءته.

ميزة «Audio Overviews» تُحوّل ملاحظاتك إلى ملخصات صوتية تفاعلية تُشغّل في الخلفية وتدعم التفاعل الذكي أثناء الاستماع (غوغل)

أبرز خصائص الملخصات الصوتية الذكية «Audio Overviews»:

ما يميّز هذا التطبيق ليس فقط قدرته على الفهم والتحليل، بل أيضاً التجربة الصوتية التفاعلية التي يقدمها من خلال ميزة مبتكرة تُعرف باسم «Audio Overviews». هذه الميزة تتيح للمستخدم الانتقال من القراءة إلى الاستماع، عبر تحويل المحتوى المعالج إلى ملخصات صوتية مبسطة يمكن تشغيلها في أي وقت.

وتتضمن هذه التجربة الصوتية عدة خصائص تجعلها أكثر عملية وتفاعلاً:

- تشغيل في الخلفية: يمكنك الاستماع أثناء التنقل أو القيام بمهام أخرى، تماماً كما في تطبيقات البودكاست.

- دعم وضع عدم الاتصال: يمكن تحميل المقاطع مسبقاً للاستماع إليها لاحقاً دون الحاجة إلى الإنترنت.

- مؤثرات صوتية ومرئية جذابة: عند تفعيل الوضع الكامل، تظهر تأثيرات مرئية مثل «توهج» ناعم يعكس تجربة استماع حديثة ومريحة.

- التفاعل مع المساعد الذكي: أثناء الاستماع، يمكنك الضغط على خيار «Join» لطرح الأسئلة مباشرة، فيحلل المساعد المعلومة التي تسمعها، ويقدم إجابات فورية مستندة إلى المحتوى الذي رفعته.

بهذه الطريقة، يجمع التطبيق بين الذكاء الاصطناعي والفهم العميق للمستخدم، ويحوّل المعلومات إلى تجربة معرفية تفاعلية وشخصية.

لماذا تُعدّ هذه الميزة ثورية؟

لأنها تنقل تجربة التعلم من نمط «قراءة فقط» إلى نمط أكثر مرونة وسرعة.

فبدلاً من قراءة العشرات من الصفحات أو المقالات، يكفي أن تسمع الخلاصة، ثم تتفاعل معها بصوتك أو نصاً، لتعمّق الفهم أو تنتقل لأفكار جديدة.

ما الذي يمكن فعله باستخدام «NotebookLM»؟

بالإضافة إلى ميزة «Audio Overviews» اللافتة، يقدّم تطبيق «NotebookLM» تجربة معرفية شاملة تتجاوز الاستماع إلى الصوت، ليشكّل منظومة ذكية متكاملة تُعيد تعريف طريقة التفاعل مع المعلومات والمصادر.

1. تلخيص المحتوى المكتوب

بذكاء ومرونة، يمكن للتطبيق تلخيص النصوص بدقة عالية ولأغراض مختلفة، سواء كنت بحاجة إلى ملخص سريع، أو تحليل مقارن، أو مجرد تنظيم لأبرز النقاط.

2. الدردشة مع المحتوى

يمكنك طرح أي سؤال يتعلق بالملفات والمصادر التي رفعتها، ليجيبك المساعد استناداً حصرياً إلى تلك البيانات، ما يقلل من احتمالات الخطأ أو التحيّز في الإجابات.

3. توليد محتوى جديد

سواء كنت بحاجة إلى عرض تقديمي، أو مقال، أو خطة دراسية، أو جدول منظم، يمكن لـ«NotebookLM» توليد ذلك بناءً على الملاحظات والمراجع التي وفّرتها، في لحظات.

4. تنظيم وإدارة المصادر

يوفر التطبيق أدوات سهلة لإضافة مصادر جديدة، سواء من خلال زر «Create New»، أو عبر مشاركة المحتوى من تطبيقات أخرى مباشرة إلى «NotebookLM»، مما يجعل بناء مكتبتك المعرفية أمراً سلساً ومرناً.

بفضل هذه القدرات، يتحوّل «NotebookLM» من مجرد تطبيق ملاحظات ذكي إلى منصة شخصية للبحث والتفكير والإبداع، مدعومة بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي من «غوغل».

لمن يُناسب «NotebookLM»؟

صُمم تطبيق «NotebookLM» ليخدم مجموعة واسعة من المستخدمين الذين يتعاملون مع كميات كبيرة من المعلومات، ويبحثون عن طرق أكثر ذكاءً لتنظيمها والتفاعل معها. فهو مناسب للطلاب الذين يرغبون في الاستماع إلى ملخصات المحاضرات والدروس الطويلة، وللباحثين الذين يحتاجون إلى تحليل الدراسات واستخلاص استنتاجاتها بطريقة سلسة. كما يساعد الصحافيين في تنظيم مصادر تحقيقاتهم وسماع تحليلات مبنية على محتواها، ويفيد المهنيين الذين يسعون إلى تحويل تقارير العمل إلى صوتيات يمكنهم استيعابها أثناء التنقل. أما صنّاع المحتوى، فيمكنهم استخدامه لجمع الأفكار بسرعة والتفاعل مع النصوص والمراجع صوتياً ونصياً، مما يعزز إنتاجيتهم ويختصر الوقت.

ما يميّز «NotebookLM» عن غيره

ما يميّز «NotebookLM» عن غيره من أدوات الذكاء الاصطناعي أنه يعمل فقط استناداً إلى المصادر التي يرفعها المستخدم، وليس على قاعدة بيانات عامة، ما يضمن دقة المحتوى وخصوصيته. كما يتمتع بواجهة استخدام سهلة وسلسة، مع دعم كامل للهواتف والأجهزة اللوحية، مما يجعله أداة مرنة في مختلف البيئات. ويأتي التطبيق بتكامل فريد بين النصوص والصوت، حيث يدمج الذكاء الاصطناعي مع الوسائط، ليوفر تجربة تفاعلية شاملة. يمكن أيضاً الوصول إلى المحتوى الصوتي في وضع عدم الاتصال، ما يمنح المستخدم حرية الاستماع في أي وقت. والأهم من ذلك، أنه يقدّم تجربة استماع ذكية وتفاعلية تختلف عن أي تجربة تقليدية أخرى.

يأتي «NotebookLM» ليقدّم تجربة جديدة كلياً في عالم تنظيم المعرفة، ويثبت أن الذكاء الاصطناعي لم يعُد مجرد أداة لتوليد النصوص، بل أصبح رفيقاً معرفياً يعيد تشكيل الطريقة التي نتفاعل بها مع المعلومات. مع ميزة الملخصات الصوتية، لم تعُد الملاحظات شيئاً نكتبه وننساه، بل أصبحت محتوى حياً يمكن الاستماع إليه، والتفاعل معه، والبناء عليه في أي وقت ومن أي مكان. إنها نقلة نوعية تقرّبنا أكثر من المستقبل الذي تندمج فيه المعرفة والتقنية بسلاسة تخدم فكر الإنسان وتطوره.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».