ذكاء اصطناعي «استباقي» جديد… لمستخدمي «آيفون»

يعمل على أكثر من 100 لغة

ذكاء اصطناعي «استباقي» جديد… لمستخدمي «آيفون»
TT

ذكاء اصطناعي «استباقي» جديد… لمستخدمي «آيفون»

ذكاء اصطناعي «استباقي» جديد… لمستخدمي «آيفون»

يطرح دانيال جورج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي، أحدث مشاريعه للجمهور، وهو برنامج يحمل نفس اسم الشركة «توِن مايند» (العقل التوأم) TwinMind، كما كتب سام بيكر(*).

برنامج منصت وراصد

«توِن مايند» منصة ذكاء اصطناعي «تستمع إلى كل ما تفعله، وتقوله، وتتصفحه، ويتم تخزين البيانات محلياً وتشفيرها»، كما يقول جورج. ويمكن تنزيل البرنامج كتطبيق على جهاز «آيفون»، ويعمل كـ«رئيس للخدم في جيبك».

ويتمتع دانيال جورج بسيرة ذاتية ثرية، إذ كان عضواً في فريق حائز على جائزة نوبل، حيث عمل على استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف موجات الجاذبية، والثقوب السوداء. كما عمل على مشاريع ذكاء اصطناعي في شركات مثل «وولفرام» و«غوغل إكس». ولعل أبرز ما قدمه هو ابتكاره أداة ذكاء اصطناعي أتمتت عمله كنائب رئيس في شركة «جيه بي مورغان» ما سمح له بقضاء بضع سنوات في السفر حول العالم.

ذكاء اصطناعي «استباقي» يُدير حياتك

في الواقع، يُشغّل المستخدمون «توِن مايند» ويمكنهم تركه يعمل طوال اليوم (إذا اختاروا ذلك). ويستمع التطبيق إلى محيط المستخدم، ويستوعبه، ويُصدر تقارير، أو ملخصات نهاية اليوم، مُسجّلاً ما قد يكون قد نسيه المستخدم، أو فاته. تتم معالجة كل شيء أثناء استيعابه، ونسخه فوراً.

ويزعم جورج أن هذا يُساعد في حل مشكلات الأمان، حيث لا يُخزّن الصوت، أو يُحفظ في أي مكان. ويضيف: «كل ما يُحفظ هو المخرجات النهائية للنموذج، حفاظاً على الخصوصية».

لمستخدمي «آيفون»

بالنسبة لمستخدمي «آيفون»، سيظهر رمز الميكروفون دائماً عند استماع التطبيق، ولا تُحدّد النصوص «من قال أي كلمات بالضبط».

مع ذلك، بالنظر إلى كيفية عمل التطبيق، يبدو من الممكن أن ينصت إلى الأشخاص في الخلفية أثناء تشغيله دون علمهم. لذا تُشجّع الشركة المستخدمين على طلب الموافقة وفقاً للقوانين المحلية.

يعمل تطبيق دانيال جورج على أجهزة موجودة، ويخزن المعلومات محلياً، ثم يستخدم ما يتعلمه ليكون «استباقياً»، ويعرض المعلومات ذات الصلة للمستخدمين عند الحاجة.

ويقول جورج إن التطبيق أُطلق في أواخر مارس (آذار)، وقد جذب بالفعل آلاف المستخدمين من خلال الترويج الشفهي. كما جذب انتباه مستثمري وادي السيليكون، وقد أشارت البيانات إلى أن قيمة الشركة بلغت 30 مليون دولار العام الماضي، بينما يقول جورج إن أحدث تقييم لها بلغ 50 مليون دولار.

يعمل على أكثر من 100 لغة

يعمل التطبيق بأكثر من 100 لغة، وفقاً لجورج، ويُمكنه العمل لأكثر من 12 ساعة دون استنزاف بطارية الهاتف الذكي، إذ يستخدم نظام إدارة الكلام لمعالجة الكلام مباشرةً، وإنشاء «ذاكرة» يومية، أو ملخص يُشبه مُذكرة مُرقّمة تُغطي كل جلسة. ويقول جورج: «إنه يفهم تماماً كل ما مررت به، وكل من تعرفه، وقيمك».

ويتوقع جورج: «بمجرد أن يستخدمه الناس فلن يتوقفوا عن استخدامه. لا أستطيع العيش من دونه».

* مجلة فاست كومباني خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتيح النظام للمستخدمين إنشاء مقاطع مدتها حتى 21 ثانية بخيارات حركة تلقائية أو مخصصة وبتكلفة منخفضة نسبياً (شاترستوك)

«ميدجورني» تدخل عالم الفيديو... صور متحركة يولّدها الذكاء الاصطناعي

أطلقت «ميدجورني» نموذجها الأول للفيديو «V1» الذي يتيح تحريك الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي بسهولة وتكلفة منخفضة وسط إشادة المستخدمين ومخاوف قانونية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «غارتنر»: نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار يعتمد على وجود حوكمة قوية وبُنية بيانات متماسكة (غيتي)

«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

بحلول 2027، سيتولى الذكاء الاصطناعي نصف قرارات الأعمال، ما يعني أن نجاح المؤسسات سيتوقف على الحوكمة وجودة البيانات ووعي القادة بقدرات التقنية وحدودها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمحطة الحاويات والميناء في كييلونغ (رويترز)

طلبات التصدير التايوانية ترتفع في مايو مدعومة بالذكاء الاصطناعي

ارتفعت طلبات التصدير التايوانية في مايو بفضل الطلب القوي على منتجات الذكاء الاصطناعي، في ظل ترقب المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
تكنولوجيا ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث... ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية (غوغل)

«غوغل» تطلق تجربة بحث صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

ميزة «Search Live» تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية فورية مع محرك البحث؛ ما يقدّم تجربة بحث أكثر ذكاءً وتفاعلاً وواقعية.

نسيم رمضان (لندن)

جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!

أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
TT

جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!

أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)

تخيّل أن تتمكّن من الحصول على مياه شرب نقية من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه. هذا ما تمكن مهندسو معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) من تحقيقه عبر لوح أسود بحجم نافذة يُمكنه استخلاص الماء من الجو، حتى في أكثر البيئات جفافاً. هذا الجهاز الجديد، الذي يُعرف باسم «حاصد المياه من الهواء»، يعتمد على تقنية هلامية لامتصاص بخار الماء من الهواء وتحويله إلى ماء صالح للشرب.

أهمية الابتكار

أزمة المياه تُهدد العالم، حيث تشير إحصاءات أن أكثر من 2.2 مليار شخص يفتقرون إلى مياه شرب آمنة، ونحو 46 مليون أميركي يعانون من ضعف التزويد أو رداءة الجودة. الحلول التقليدية القائمة على الأنهار والخزانات أصبحت تحت ضغط هائل. وهنا يأتي الابتكار الجديد ليستغل مخزوناً غير مرئي لكنه هائل. إنه بخار الماء الموجود في الهواء.

تصميم بسيط وفعّال

يتكوّن الجهاز من لوح عمودي بحجم نافذة، مصنوع من مادة هلامية سوداء تُشبه الفقاعات البلاستيكية، ومثبت داخل حجرة زجاجية باردة. خلال الليل، يمتص الهلام الرطوبة من الهواء ويتضخم، ثم تؤدي حرارة الشمس خلال النهار إلى تبخير هذه الرطوبة، فيتكثف البخار على الزجاج ويُجمع كماء نقي. التصميم مستوحى من فنّ الأوريغامي لتوسيع السطح المُعرّض للهواء وزيادة الفاعلية.

يعتمد الجهاز على مادة هلامية تمتص الرطوبة ليلاً وتطلقها نهاراً لتتكثف وتتحوّل إلى مياه نقية داخل حجرة زجاجية (MIT)

تشغيل دون طاقة

على عكس العديد من الابتكارات السابقة، لا يحتاج هذا الجهاز إلى كهرباء أو خلايا شمسية أو بطاريات. وقد تم اختباره ميدانياً لمدة أسبوع في «وادي الموت» بكاليفورنيا وهو أحد أكثر الأماكن جفافاً في أميركا. تمكّن الابتكار من إنتاج ما يصل إلى 160 مل من المياه يومياً حتى عند انخفاض الرطوبة إلى 21 في المائة، وهي كمية تقترب من كوب ماء يومياً، يمكن مضاعفتها باستخدام عدة ألواح.

مياه آمنة بدون تعقيدات

الميزة الأهم هي أن الماء الناتج آمن تماماً للشرب. الأجهزة السابقة اعتمدت على أملاح مثل كلوريد الليثيوم لتحسين الامتصاص، لكنها تسببت في تلوث الماء. استخدم الفريق في جامعة «MIT» مادة الغلسرين وأزال المسام النانوية من الهلام، مما سمح بجمع مياه نظيفة دون الحاجة إلى فلاتر إضافية.

ابتكر هذا الفريق جهازاً بحجم نافذة قادراً على استخلاص مياه الشرب من الهواء دون استخدام الكهرباء أو الطاقة الشمسية (MIT)

قابلية التوسّع والتطبيق

رغم أن كل لوح ينتج كمية محدودة، فإن تركيب عدة وحدات معاً يُمكن أن يلبي احتياجات منزل كامل في البيئات الصحراوية. يتميز الجهاز بحجمه الصغير وتكلفة تصنيعه المنخفضة نسبياً. وقد تم نشر البحث في مجلة «نايتشور ووتر» (Nature Water) ما يُبرز أهميته العلمية والتطبيقية. وقد قاد المشروع البروفسور شوانهي تشاو، أستاذ الهندسة الميكانيكية والمدنية في «MIT»، وشارك فيه باحثون من المعهد ومن جامعة سنغافورة الوطنية (NUS). وقد أشرف الباحث تشانغ ليو وفريقه على التجارب الميدانية وتصميم المواد الفعّالة.

ما الخطوة التالية؟

رغم النتائج المبشرة، لا يزال الابتكار في مراحله الأولية. يعمل الفريق حالياً على توسيع حجم الألواح، وتحسين المواد المستخدمة، وإجراء تجارب ميدانية في مناطق تعاني من ندرة المياه. الهدف هو تطوير نظام مرن ومتنقل يمكن نشره في المناطق المعزولة أو في حالات الطوارئ.

يعكس هذا الابتكار من «MIT » مستقبلاً جديداً لإمكانية الوصول إلى المياه، قائماً على العلم البسيط والتصميم الذكي. في عالم يُهدده تغيّر المناخ وشح الموارد، قد يكون مثل هذا الجهاز البسيط هو المفتاح لحلّ أزمة المياه العالمية.