تعرف على «مانوس»... وكيل ذكاء اصطناعي من الصين

«مانوس» وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري (مانوس)
«مانوس» وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري (مانوس)
TT

تعرف على «مانوس»... وكيل ذكاء اصطناعي من الصين

«مانوس» وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري (مانوس)
«مانوس» وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري (مانوس)

في خطوة ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة «مونيكا» (Monica) الصينية مؤخراً وكيل الذكاء الاصطناعي المستقل «مانوس» (Manus). يختلف «مانوس» عن النماذج التقليدية للذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» و«جيمناي»، إذ إنه لا يقتصر على الإجابة عن الأسئلة أو تنفيذ مهام محدودة، بل يعمل وكيل ذكاء اصطناعي عاماً (General AI Agent) يمكنه اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام متعددة بشكل مستقل، مما يفتح آفاقاً جديدة لتفاعل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي.

ما هو «مانوس» (Manus)؟

«مانوس» هو نموذج ذكاء اصطناعي متطور ومصمم ليكون وكيلاً ذاتياً، قادراً على تنفيذ عمليات معقدة دون تدخل بشري مباشر. بعكس نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تعتمد على المستخدم لطرح الأسئلة أو تحديد المهام، يمكن لـ«مانوس» تحديد المشكلات، والتخطيط للحلول، وتنفيذها بذكاء واستقلالية عاليتين.

القدرات الأساسية لـ«مانوس»

1. الاستقلالية الكاملة

«مانوس» ليس مجرد مساعد ذكي، بل يمكنه تنفيذ مهام متكاملة من البداية إلى النهاية. على سبيل المثال، يمكنه:

• تحليل السير الذاتية لاختيار أفضل المرشحين للوظائف.

• إدارة عمليات البحث عن العقارات وإعداد التقارير التفصيلية عنها.

• تحليل البيانات المالية واقتراح استراتيجيات الاستثمار.

2. بنية متعددة الوكلاء

يعمل «مانوس» مديراً تنفيذياً يشرف على «فريق» من الذكاء الاصطناعي، حيث يوزع المهام بين وكلاء متخصصين يتعاونون معًا لحل المشكلات. هذه البنية تجعله أكثر كفاءة في التعامل مع المهام التي تتطلب تفكيراً متسلسلاً واتخاذ قرارات مستمرة.

3. تنفيذ مهام متعددة في مجالات منوعة ومختلفة

بفضل قدرته على التعلم الذاتي، يمكن لـ«مانوس» التكيف مع مجموعة واسعة من المجالات، مثل:

• الأعمال التجارية: إدارة المشاريع، وتحليل الأسواق، واتخاذ قرارات مالية.

• الصحة: تحليل بيانات المرضى، واقتراح خطط علاجية، وتحسين إدارة المستشفيات.

• التكنولوجيا: تطوير البرمجيات، واكتشاف الثغرات الأمنية، وتحسين الأنظمة.

4. تكامل مع أدوات وأنظمة متعددة

يمكن لـ«مانوس» الاتصال بالخدمات السحابية، قواعد البيانات، وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مما يجعله أداة مثالية للشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى عمليات أتمتة متقدمة.

التحديات والمخاوف

رغم إمكاناته الثورية، يواجه «مانوس» بعض التحديات والمخاوف، أبرزها:

1. مخاوف الخصوصية والأمان

بما أن «مانوس» يعتمد على الحوسبة السحابية لجمع وتحليل البيانات، هناك قلق حول كيفية حماية المعلومات الحساسة من الاختراق أو إساءة الاستخدام.

2. مسؤولية القرارات التي يتخذها

نظراً لقدرته على العمل بشكل مستقل، من الضروري وضع أنظمة رقابة لضمان أن قراراته لا تؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، خصوصاً في المجالات الحساسة مثل الطب والقانون.

3. محدودية البنية التحتية

في الأيام الأولى لإطلاقه، واجه بعض المستخدمين صعوبة في الوصول إلى «مانوس» بسبب الضغط الكبير على خوادمه، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الشركة على توسيع نطاق الخدمة لدعم الملايين من المستخدمين.

يظهر Manus.ai تفوقاً ملحوظاً عبر جميع المستويات ما يعكس تقدمه في الذكاء الاصطناعي المستقل مقارنة بالمنافسين (مانوس)

مستقبل «مانوس» وتأثيره على سوق الذكاء الاصطناعي

1. إعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي في الأعمال

قد يؤدي نجاح «مانوس» إلى تغيير جذري في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات، حيث يمكن أن يحل محل كثير من الأدوات والتطبيقات الحالية من خلال تقديم حلول شاملة.

2. تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية

إذا أثبت «مانوس» كفاءته، فمن المتوقع أن تبدأ شركات أخرى في تطوير أنظمة مشابهة، مما قد يؤدي إلى سباق جديد في عالم الذكاء الاصطناعي.

3. تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف

بفضل قدرته على تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى إشراف مستمر، يمكن لـ«مانوس» مساعدة الشركات على تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة الإنتاجية.

كيف يمكنك تجربة «مانوس»؟

يمكن للمستخدمين المهتمين بتجربة مانوس زيارة الموقع الرسمي والتسجيل للحصول على وصول مبكر إلى النظام:

manus.im

يمثل «مانوس» خطوة كبيرة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم مفهوماً جديداً تماماً لوكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين. ورغم التحديات التي تواجهه، فإن إمكاناته الهائلة قد تجعل منه أحد أهم الابتكارات التقنية في العصر الحديث.


مقالات ذات صلة

واجهات تفاعل الدماغ والكمبيوتر تواجه اختباراً حاسماً

علوم واجهات تفاعل الدماغ والكمبيوتر تواجه اختباراً حاسماً

واجهات تفاعل الدماغ والكمبيوتر تواجه اختباراً حاسماً

تعمل كل من شركات «نيورالينك» و«سينكرون» و«نيوراكل» على توسيع نطاق التجارب السريرية، وتحاول جاهدة الوصول إلى منتجات فعلية، كما كتب أنطونيو ريغالادو،

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الواقع الافتراضي يستخدم لإنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد تفاعلية تحاكي الواقع (المعاهد الوطنية للصحة في أميركا)

تطبيقات الواقع الافتراضي تعزز علاج الأمراض النفسية

لا يزال التشخيص الدقيق أحد أكبر التحديات في مجال الطب النفسي، حيث يتغير تشخيص أكثر من نصف المرضى النفسيين خلال 10 سنوات.

محمد السيد علي (القاهرة)
تكنولوجيا الميزة تتيح التحدث مباشرة مع «جيميناي» حول ما يظهر على الشاشة أو أمام الكاميرا من دون الحاجة للكتابة (شاترستوك)

«جيميناي» يفهم الآن الملفات والصور والفيديوهات... ويتفاعل صوتياً

«غوغل» تطلق ميزة «جيميناي لايف» لجميع أجهزة «آندرويد» متيحة التفاعل الصوتي مع المساعد الذكي عبر الكاميرا أو مشاركة الشاشة لفهم المحتوى مباشرة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

كشفت «مايكروسوفت» عن جهودها لمكافحة الاحتيال الإلكتروني محبطة محاولات احتيال بـ4 مليارات دولار عبر تقنيات ذكاء اصطناعي وحماية مدمجة في منتجاتها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تتيح الميزة الجديدة من «تشات جي بي تي» للمستخدمين عرض وتنظيم جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي في مكان واحد (شاترستوك)

«أوبن إيه آي» تطلق مكتبة صور في «تشات جي بي تي» لتعزز تجربة المستخدم

تحديث جديد في «تشات جي بي تي» يتيح عرض وتعديل جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي دون تكلفة إضافية.

نسيم رمضان (لندن)

«أوبن إيه آي» تطلق أداة ذكاء اصطناعي جديدة للمهام الأرخص والأبطأ

شركة «أوبن إيه آي» تعمل على إنشاء منصة للتواصل الاجتماعي خاصة بها (رويترز)
شركة «أوبن إيه آي» تعمل على إنشاء منصة للتواصل الاجتماعي خاصة بها (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» تطلق أداة ذكاء اصطناعي جديدة للمهام الأرخص والأبطأ

شركة «أوبن إيه آي» تعمل على إنشاء منصة للتواصل الاجتماعي خاصة بها (رويترز)
شركة «أوبن إيه آي» تعمل على إنشاء منصة للتواصل الاجتماعي خاصة بها (رويترز)

في محاولة لتعزيز قدرتها على مواجهة المنافسة المتزايدة في سوق الذكاء الاصطناعي من شركات مثل «غوغل»، أطلقت «أوبن إيه آي» المطوِّرة لمنصة محادثة الذكاء الاصطناعي الشهيرة «شات جي بي تي»، أداة واجهة برمجة تطبيقات جديدة باسم «فليكس»، تتيح استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل مقابل زيادة زمن أداء المهام واحتمال عدم إنجازها في بعض الحالات.

وتقول شركة «أوبن إيه آي» إن أداة «فليكس» المتوفرة في الإصدار التجريبي لنماذج الذكاء الاصطناعي الاستدلالي «o3» و«o4 - ميني» التي أصدرتها الشركة مؤخراً، تهدف إلى أداء المهام ذات الأولوية المنخفضة و«غير الإنتاجية» مثل تقييمات النماذج وإثراء البيانات وأحمال العمل غير المتزامنة.

وتقلل هذه الأداء تكلفة استخدام واجهة برمجة التطبيقات بنصف التكلفة الطبيعية. وبالنسبة إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الاستدلالي «أو 3»، سيدفع المستخدم 5 دولارات مقابل كل مليون رمز إدخال (750 ألف كلمة) و20 دولاراً مقابل كل مليون رمز إخراج، في حين تصل تكلفة هذه المعالجات من دون «فليكس» إلى 10 دولارات لكل مليون رمز إدخال، و40 دولاراً لكل مليون رمز إخراج.

وبالنسبة إلى نموذج الذكاء الاصطناعي «أو 4 - ميني» تخفض أداة «فليكس» التكلفة إلى 0.55 دولار لكل مليون رمز إدخال و2.2 دولار لكل مليون رمز إخراج من 1.10 دولار لكل مليون رمز إدخال و4.40 دولار لكل مليون رمز إخراج، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأشار موقع «تك كرانش» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أن إطلاق أداة «فليكس» يأتي في ظل استمرار ارتفاع أسعار خدمات الذكاء الاصطناعي لشركة «أوبن إيه آي» الرائدة، وإطلاق المنافسين نماذج أرخص وأكثر كفاءة، حيث أطلقت شركة «غوغل» نموذج «جيميناي 2.5 فلاش» للذكاء الاصطناعي الاستدلالي ليضاهي ويتفوق على نموذج «آر 1» من شركة «ديب سيك» الصينية التي فاجأت العالم في بداية العام الحالي بإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي قادر على تنفيذ أغلب المهام وبتكلفة أقل كثيراً من النماذج التي تقدمها الشركات الأميركية الرائدة مثل «أوبن إيه آي».