تجربة خيال ممتعة وقصة غنية في لعبة «أفاود» لتقمص الأدوار

عالم غني بالتفاصيل وشخصيات متقنة بصحبة نظام قتال سلس... وتركيز على الاختيار في بيئة خصبة

تقدم لعبة «أفاود» متعة كبيرة لجميع فئات اللاعبين
تقدم لعبة «أفاود» متعة كبيرة لجميع فئات اللاعبين
TT

تجربة خيال ممتعة وقصة غنية في لعبة «أفاود» لتقمص الأدوار

تقدم لعبة «أفاود» متعة كبيرة لجميع فئات اللاعبين
تقدم لعبة «أفاود» متعة كبيرة لجميع فئات اللاعبين

طرحت شركة «أوبسيديان إنترتينمنت» Obsidian Entertainment (الشركة نفسها المطورة لسلاسل ألعاب «بيلارز أوف إتيرنتي» Pillars of Eternity و«ذي أوتر وورلدز» The Outer Worlds و«غراوندد» Grounded و«إلدر سكرولز» Elder Scrolls و«فول آوت» Fall out) لعبة خيالية جديدة ممتعة للغاية اسمها «أفاود» Avowed تقدم عناصر تقمص الأدوار من المنظور الأول (يتم تصوير الأحداث من منظور الشخصية الرئيسية) أو من المنظور الثالث (من خلف الشخصية). وتقدم اللعبة ساعات ممتدة من الانغماس والقصة الجميلة في عالم مليء بالخيال. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة وقابلت مخرجتها، ونذكر ملخص التجربة.

عالم مفتوح ساحر وجميل مليء بالتفاصيل المبهرة

عالم خيالي على شفير الانهيار

تدور أحداث القصة في منطقة «الأراضي الحية» في عالم «أيورا» Eora، حيث يتم إرسال اللاعب بوصفه مبعوثاً من الإمبراطورية البعيدة للتحقيق في أزمة وباء غريب يُفسد المنطقة وسكانها ويحولهم إلى مخلوقات ومسوخ بشعة. ويلتقي اللاعب بمجموعة متنوعة من الشخصيات غير القابلة للعب، لكل منها دوافعه وأسراره الخاصة. وتعتبر الشخصيات الصديقة مطورة بشكل متقن وتساهم بشكل مباشر في مجريات القصة. وتقدم مهامهم روايات جانبية مثيرة للاهتمام وتوفر فرصاً للاعب لتكوين علاقات مهمة معهم، وهي ميزة ستبقي اللاعبين مهتمين بالاستمرار باللعب لفترات مطولة، إلى جانب العالم الغني بالتفاصيل المثير للاهتمام.

وتُعتبر «منطقة الأراضي» الحية نفسها شخصية في السرد، حيث إن العالم متنوع ومبهر ومليء بالعناصر المختلفة، مثل النباتات النابضة بالحياة والساحل المضيء بيولوجيا والجمال المتدهور للمناطق التي اجتاحها الوباء. ويعد سرد القصص البيئية ممتازاً، حيث تشير الآثار المتهالكة والأضرحة المنسية إلى تاريخ الأرض الغني والقوى القديمة التي شكلتها.

فما سر هذا الوباء الغامض، ولماذا توجد صراعات ومكائد سياسية وغموض عجيب في هذه المنطقة الجميلة؟ نكتفي بهذا القدر من القصة ونتركها للاعب ليكتشفها بنفسه.

آليات لعب ممتعة

يُعد نظام القتال في اللعبة تقدماً ملحوظاً في هذا النوع من الألعاب، حيث إنه سلس وسريع الاستجابة ويقدم مجموعة متنوعة من أساليب اللعب. ويمكن للاعبين الاختيار من بين مجموعة من الأسلحة التي تشمل السيوف والفؤوس والرماح أو اختيار القتال بعيد المدى باستخدام القوس والأسلحة النارية. كما يمكن للشخصية إلقاء السحر للمساعدة في محاربة الأعداء بمجموعة متنوعة من التعويذات التي يمكن دمجها لخوض معارك ضارية مع الأعداء. ويمكن للاعب ربط أسلحته بعناصر مختلفة تضيف المزيد إلى المعارك والمواجهات. ويمكن تجربة مجموعات عديدة من العناصر للتغلب على مختلف التحديات التي تواجه اللاعب.

شخصيات عدة ومهمات جانبية تزيد من مستويات الانغماس

وتتميز اللعبة بنظام تقمص أدوار متقدم، حيث يمكن للاعبين تخصيص سمات شخصيتهم ومهاراتهم ومواهبهم، مما يقدم أسلوب لعب مخصص. كما أن تصميم المهام متقن مع مزيج من مهام القصة الرئيسية والمهام الجانبية الممتعة. وتُعد خيارات اللعب بالغة الأهمية في اللعبة ويمكن أن يكون للقرارات التي يتخذها اللاعب عواقب وخيمة وتشكل سرد القصة وتؤثر على علاقاته مع الشخصيات الأخرى.

هذا، ويمكن اختيار اللعب باللعبة من المنظور الأول أو الثالث، حسب الرغبة.

مواصفات تقنية

رسومات اللعبة مبهرة والبيئة غنية بالتفاصيل. وتضيف مؤثرات الإضاءة كثيراً من الانغماس إلى تجربة اللعبة، ونماذج الشخصيات مصممة بشكل متقَن، ورسومات تحرك الشخصيات سلسة وواقعية.

أسلوب الرسم فني ويتميز بنكهته الخاصة التي تفرقه عن غيره. تصميم الصوتيات مثير للإعجاب بالقدر نفسه. أما الموسيقى التصويرية فمتقنة وتكمل أجواء اللعبة بشكل مثالي، والأداء الصوتي للشخصيات ممتاز، حيث يتم إحياء كل شخصية من خلال فنانين موهوبين، والمؤثرات الصوتية متقنة وتضيف وزناً لمواجهات القتال الشرسة. أداء اللعبة سلس حتى في المناطق التي تتطلب رسومات عالية.

وبالنسبة لمواصفات الكومبيوتر المطلوبة لعمل اللعبة، فهي معالج «إنتل آي5 8400» أو «إيه إم دي رايزن 5 2600» أو أفضل (يُنصح باستخدام معالج «إنتل آي7 10700 كيه» أو «إيه إم دي رايزن 5 5600 إكس» أو أفضل)، وبطاقة الرسومات «إنفيديا جيفورس جي تي إكس 1070» أو «إيه إم دي آر إكس 5700» أو «إنتل آرك إيه580» أو أفضل (يُنصح باستخدام بطاقة الرسومات «إنفيديا جيفورس آر تي إكس 3080» أو «إيه إم دي آر إكس 6800 إكس تي» أو أفضل)، و16 غيغابايت من الذاكرة، و75 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة، ونظام التشغيل «ويندوز 10 أو 11»، وامتدادات «دايركت إكس 12» البرمجية.

مقابلة مع مخرجة اللعبة

تحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع «كاري باتيل» Carrie Patel، مخرجة لعبة «أفاود» في شركة «أوبسيديان»، قبل إطلاق اللعبة بأسبوعين التي قالت إن «أفاود» تعتمد على عناصر القتال بشكل رئيسي وقام الفريق بتطوير عالم غني جميل وركز على حرية تحرك اللاعب واستخدام الأسلحة وتطويرها وتطوير قدرات الشخصية وسرد القصة.

كاري باتيل مخرجة لعبة «أفاود» في شركة أوبسيديان

وتتبع اللعبة نهج اختصار الوقت على اللاعبين بحيث لا تتطلب 100 ساعة لإكمالها، بل يمكن اللعب بها لفترة ما والعودة لها لاحقاً، وذلك من خلال تقديم تجربة متوازنة في الإيقاع والمعارك والسرد، إلى جانب تقديم نصائح تعليمية يمكن العودة لها في أي وقت لتذكر كيفية القيام بمهارات محددة في حال نسي اللاعب كيفية القيام بذلك لدى انشغاله. كما تقدم اللعبة خيارات عديدة ومستويات صعوبة مختلفة تتناسب مع مستويات اللاعبين المختلفة على صعيد المعارك والخريطة وقوى الأعداء، وغيرها.

وأضافت أن عملية تطوير لعبة كبيرة مثل «أفاود» تتطلب تكامل عناصر عديدة، مثل تقديم مؤشرات بصرية وصوتية نحو الهدف التالي عوضاً عن إخفائها عن اللاعبين، إلى جانب تسهيل عملية التقدم في لعبة عالم مفتوح عوضاً عن طلب إكمال سلسلة محددة من المهام قبل الاستمرار، وعدد ونوعية الخيارات المتاحة أمامهم، وهي أمور بالغة الأهمية في هذا النوع من الألعاب.

وحول آلية تطوير قدرات الشخصية والأسلحة، قالت «كاري» إنه لو قام اللاعب بإكمال جميع المهمات الرئيسية والجانبية والعثور على جميع العناصر الإضافية، فلن تكون كمية الخبرة التي يحصل عليها كافية للحصول على جميع القدرات التي تقدمها اللعبة، بل يجب على اللاعب اختيار نوع المهارات والأسلحة التي يرغب في الحصول عليها عوضاً عن تحول شخصيته إلى شخصية خارقة لديها جميع القدرات والأسلحة الممكنة. عملية الاختيار أساسية في اللعبة، ما يقدم تجربة مختلفة في كل مرة يلعب بها أي لاعب في هذا العالم المفتوح.

وأكدت أن عملية التطوير التي اعتمدت على محرك الألعاب «أنريل إنجين 5» المتقدم سمحت بتسريع تطوير عالم واقعي وأكثر انغماساً وتقديم مؤثرات بصرية متقدمة وتفاصيل رسومات فائقة الأداء تزيد من متعة اللعب.

معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «أوبسيديان إنترتينمنت» Obsidian Entertainment www.obsidian.net

* الشركة الناشرة: «إكس بوكس غايم ستوديوز» Xbox Game Studios www.xbox.com

* موقع اللعبة: avowed.obsidian.net

* نوع اللعبة: قتال وتقمص الأدوار من المنظورين الأول أو الثالث First - person and third - person action role - playing game

* أجهزة اللعب: «إكس بوكس سيريز إس وإكس» والكومبيوتر الشخصي بنظام التشغيل «ويندوز»

* تاريخ الإطلاق: فبراير (شباط) 2025

* تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للبالغين أكبر من 17 عاماً «M 17 plus»

* دعم للعب الجماعي: لا


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

رياضة سعودية فريق توِستِد مايندز يتوّج بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

توِّج فريق توِستِد مايندز بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» في ختام البطولة الكبرى من الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت

«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

متعة الجمع والاستكشاف لإزالة خطر كوني

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية فريق تيم فالكنز قدم أداءً مثالياً (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: توِستِد مايندز يهيمن على الأسبوع الثالث

تواصل البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، تقديم منافسات نخبوية وأحداث مشوّقة في قلب سِف أرينا بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المؤسسة ستمنح الدعم لـ40 نادياً رائداً عالمياً في الرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» تفتح باب التقديم لـ«شركاء الأندية»

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الأحد، عن فتح باب التقديم لبرنامج شركاء الأندية لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

TT

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

منذ إطلاق نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في العاصمة السعودية الرياض، عقب النجاح الذي تحقق في فعالية «آت هاك» العام الذي قبله، شهد أكبر تجمع للأمن السيبراني في المنطقة، لحظات تحوّل لافتة، رصدها الزوّار والمهتمّون، ولاحظتها التغطيات المستمرة لـ«الشرق الأوسط»، وصولاً إلى النسخة الحالية.

يعدّ «بلاك هات» فعالية عالمية متخصصة في الأمن السيبراني، انطلقت في عام 1997، ويعد إحدى أهم المحافل العالمية لقطاع أمن المعلومات وقِبلة للمهتمين فيه، وبدأ كفعالية سنوية تقام في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، قبل أن يجد في الرياض مستقرّاً سنويّاً لـ4 نسخ متتالية.

في النسخة الأولى من الفعالية التي ينظّمها «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، الذي أنشأته السعودية لتحقيق أهدافها في تمكين مواطنيها من اكتساب الخبرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى تطوير كوادرها المحلية في مجالات التقنية الحديثة، إلى جانب شركة تحالف.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي، وحضور أكثر من 250 شركة أمن سيبراني رائدة، منهم عمالقة التقنية العالميون، مثل Cisco وIBM وSpire وInfoblox، بالإضافة إلى أكثر من 40 شركة ناشئة في المجال نفسه، قبل أن تتصاعد هذه الأرقام وغيرها خلال النسخ اللاحقة.

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

«الشرق الأوسط» التقت خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي شرح بشكل مفصل، أنه «بدايةً من (آت هاك) في عام 2021 عندما بدأنا، وكان أول مؤتمر سيبراني يُقام في السعودية، وبعد النجاح الذي حققناه، استطعنا أن نستقطب (بلاك هات) نفسه من لاس فيغاس، الذي كان يقام منذ أكثر من 35 عاماً، وهذا هو العام الرابع لـ(بلاك هات) هنا، وكل عام يشهد زيادة في الحضور وعدد الشركات، وزيادة في ساعات المحاضرات».

ارتفاع عدد الشركات العالمية المشاركة بنسبة 27 في المائة

نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بيّن تطور «بلاك هات» في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات. وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد قرابة 27 في المائة عن العام الماضي».

ابتكارات جديدة في كل نسخة

السليم وضّح أن «بلاك هات» يبتكر في كل نسخة أشياء جديدة، مثل منطقة الفعاليات التي تضمّ تقريباً 10 فعاليات جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 12 مسرحاً مع أكثر من 300 خبير في مجال الأمن السيبراني. وحول نوعية الشركات والجهات المشاركة، دلّل عليها بأن أغلب الشركات العالمية مثل «إف بي آي»، ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين، وتابع أن كل هذه الإضافات في كل نسخة «تعتبر متجددة، وكل نسخة تزيد الأرقام أكثر من النسخة التي سبقتها».

الجهات الوطنية «تؤدي عملاً تشاركياً»

وحول مساهمة «بلاك هات» في تحقيق المستهدفات الوطنية، ومنها تحقيق السعودية المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني للتنافسية، نوّه السليم بأن الاتحاد (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والشركات السعودية في مجال الأمن السيبراني، تؤدي عملاً تشاركيّاً.

وأردف: «عندما يكون في (بلاك هات) أكثر من 300 ورشة عمل ومنطقة الفعاليات والتدريبات العملية التي تجري فيها والتدريبات المصاحبة لـ(بلاك هات) والشركات والمنتجات السعودية التي تُطرح اليوم، كلها تُساعد في رفع مستوى الأمان في المملكة، وهذا يُساعد في المؤشرات في مجال الأمن السيبراني».

واختتمت فعاليات «بلاك هات 2025»، الخميس، بجلسات استعرضت الهجمات المتطورة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للحوادث السيبرانية، كما ناقشت أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً.


بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
TT

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

في عامٍ استثنائي اتّسم بتسارع التحوّل الرقمي واتّساع أثر الذكاء الاصطناعي وتحوّل المحتوى الرقمي إلى لغة يومية للمجتمعات، تداخلت ملامح المشهد العربي بين ما رصده بحث «غوغل» من اهتماماتٍ متصدّرة، وما كشفه «يوتيوب» عن لحظاته البارزة ومنتجاته الجديدة في الذكرى العشرين لانطلاقه. جاءت الصورة النهائية لعام 2025 لتُظهر كيف أصبح الإبداع الرقمي، بجميع أشكاله، مرآةً لنبض الشارع وعمق الثقافة وتطلعات الأجيال الجديدة.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدت هذا العام أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا من أي وقت مضى. فقد تصدّرت أدوات الذكاء الاصطناعي قوائم البحث في «غوغل» في عدة دول عربية.

كانت «جيميناي» إلى جانب «تشات جي بي تي » و «ديب سيك» في طليعة الأدوات الأكثر بحثاً، مدفوعةً بفضول جماعي لفهم إمكانات النماذج التوليدية وتطبيقاتها الإبداعية. ولم يقتصر الأمر على التقنيات العامة، بل امتد إلى أدوات متخصصة مثل «نانو بانانا» لتحرير الصور و«فيو» لإنشاء مقاطع فيديو انطلاقاً من النصوص، ما يعكس تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى جزء من الحياة اليومية.

يكشف «يوتيوب» عن ابتكارات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز صناعة المحتوى وتحسين تجربة المشاهدة والتفاعل (شاترستوك)

الأكثر رواجاً في السعودية

وفي قلب هذا المشهد المتغير، برزت المملكة العربية السعودية بصورة لافتة، إذ كان التحول الرقمي العنوان الأبرز لاهتمامات السعوديين خلال عام 2025. فقد لجأ الأفراد إلى بحث «غوغل» لتسيير شؤونهم اليومية ضمن نمط حياة رقمي آخذ في التوسع، مع ارتفاع عمليات البحث المتعلقة بمنصات مثل قبول، وتسجيل الحرس الوطني، والمركز الوطني للقياس. وإلى جانب الإقبال على الخدمات الرقمية، حافظ الترفيه على مكانته في الأمسيات السعودية، حيث استمر مسلسل «شباب البومب 13» في جذب الأنظار، إلى جانب العمل الجديد «فهد البطل» الذي حقق انتشاراً واسعاً.

وفي السياق ذاته، أظهرت المملكة شغفاً متزايداً بتكنولوجيا المستقبل، مع اهتمام واضح بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Gemini» و«Hailuo AI»، ما يعكس انفتاح المجتمع السعودي على التقنيات الحديثة وتبنّيها مبكراً.

هذا التفاعل مع التكنولوجيا لم يقتصر على السعودية، بل امتد إلى دول عربية أخرى بطرق متعددة. ففي العراق، تصدرت مباريات المنتخب الوطني واجهة البحث إلى جانب بروز أسماء إعلامية ومحتوى رقمي مؤثر. وفي الأردن وسوريا وفلسطين، ظل التعليم والخدمات العامة والدراما المحلية والرياضة في مقدمة الاهتمامات، لتبقى هذه المجتمعات متفاعلة مع مستجدات الحياة رغم اختلاف السياقات والتحديات. أما المغرب والجزائر، فحافظا على حضور كرة القدم في صدارة المشهد، إلى جانب انتشار الأدوات الذكية والأعمال الدرامية ونجاحات الإنتاجات العالمية.

أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «جيميناي» و«شات جي بي تي» تصدّرت عمليات البحث في عدة دول عربية (شاترستوك)

من «غوغل» إلى «يوتيوب»

هذه الديناميكية الرقمية امتدت بقوة إلى «يوتيوب»، الذي اختار عامه العشرين ليقدّم أول «ملخص مشاهدة شخصي» عالمي، يسمح للمستخدمين باستعادة أبرز لحظاتهم عبر المنصة. وقد عكس هذا الإصدار فهماً عميقاً لطبيعة الجمهور العربي، الذي أظهر تفاعلاً كبيراً مع المواسم الثقافية كرمضان وعيد الأضحى، وناقش قضايا الذكاء الاصطناعي، وتابع بشغف نجوم كرة القدم العالميين مثل لامين يامال ورافينيا. كما حققت الأعمال الدرامية والأنمي والألعاب من «لعبة الحبّار» (Squid Game) إلى«Blue Lock» و«Grow a Garden» انتشاراً واسعاً، ما يعكس تنوع أذواق الجمهور واتساع رقعة التأثير الثقافي الرقمي.

وبرز عربياً هذا العام صعود لافت لصنّاع المحتوى، وفي مقدمتهم الفلسطيني أبو راني الذي تصدّر القوائم إقليمياً واحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد «Mr. Beast» بمحتوى بسيط وواقعي يوثق تفاصيل الحياة اليومية في غزة.

وعلى مستوى الموسيقى، احتلت أغنية «خطية» لبيسان إسماعيل وفؤاد جنيد المرتبة الأولى، مؤكدة الدور المتصاعد لمنشئي المحتوى في تشكيل الذوق الفني الرقمي.

وإلى جانب رصد الظواهر، كشف «يوتيوب» خلال فعالية «Made on YouTube» عن سلسلة ابتكارات جديدة تستشرف مستقبل صناعة المحتوى. فقد بدأ دمج نموذج «Veo 3 Fast» لتمكين منشئي «شورتس» من تصميم خلفيات ومقاطع عالية الجودة مجاناً، وإضافة الحركة إلى المشاهد بمرونة غير مسبوقة. كما ستتيح ميزة «التعديل باستخدام الذكاء الاصطناعي» تحويل المقاطع الأولية إلى مسودة جاهزة، فيما تضيف ميزة «تحويل الكلام إلى أغنية» بعداً إبداعياً جديداً لمنشئي المحتوى الشباب.

وفي خطوة لتقوية البنية الإبداعية، أعلن «يوتيوب» عن تحسينات واسعة في «استوديو YouTube» تشمل أدوات تعاون بين صناع المحتوى واختبارات «A/B » للعناوين وترقيات تجعل الاستوديو منصة استراتيجية لتطوير المحتوى. كما يجري العمل على توسيع أداة «رصد التشابه» التي تساعد على متابعة الفيديوهات التي ينشئها الذكاء الاصطناعي باستخدام وجوه مشابهة لصناع المحتوى، وهي خطوة مهمة في زمن تتداخل فيه حدود الهوية الرقمية مع الإبداع الاصطناعي.

اهتمامات البحث تنوعت عربياً بين التعليم والرياضة والدراما والأدوات التقنية بحسب سياق كل دولة (أدوبي)

ماذا عن المشاهدات؟

على صعيد المشاهدة، فقد شهد المحتوى المباشر نمواً استثنائياً، إذ إن أكثر من 30 في المائة من مستخدمي «يوتيوب» شاهدوا بثاً مباشراً يومياً في الربع الثاني من عام 2025. لذلك تطلق المنصة أكبر تحديث لأدوات البث الحي لتعزيز تفاعل الجمهور وتوسيع قاعدة المشاهدين وزيادة مصادر الدخل. وفي المجال الموسيقي، تحمل «YouTube Music» ميزات جديدة مثل العد التنازلي للإصدارات وخيارات حفظ المفضلات مسبقاً، فيما تعمل المنصة على أدوات تربط الفنانين بمعجبيهم عبر محتوى حصري وتجارب مخصصة.

كما تتوسع فرص التعاون بين العلامات التجارية وصناع المحتوى، مع ميزات جديدة في «التسوق على يوتيوب» تشمل الروابط المباشرة داخل «شورتس» وإدراج مقاطع العلامات التجارية بسهولة أكبر، مدعومةً بإمكانات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإشارة إلى المنتجات وتوسيع الأسواق المتاحة.

في هذا المشهد المتفاعل بين «غوغل» و«يوتيوب» والجمهور العربي، يتضح أن المنطقة تعيش مرحلة جديدة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي مع الإبداع الإنساني، ويتحوّل فيها المحتوى الرقمي إلى منصة للتعبير الجماعي وبناء المجتمعات وصياغة الاتجاهات الثقافية. وبين البحث والاستهلاك والإنتاج، يستمر عام 2025 في رسم ملامح عقدٍ مقبل يعد بأن يكون الأكثر ثراءً وتحولاً في تاريخ المحتوى العربي الرقمي.


شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»
TT

شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»

أعلنت شركة «نيورالينك»، التابعة لإيلون ماسك، أنّ شريحتها المزروعة في الدماغ باتت قادرة على مساعدة المرضى في تحريك أطراف روبوتية باستخدام الإشارات العصبية، في خطوة تُعد من أبرز التطورات في مجال الواجهات العصبية الحاسوبية، وفقاً لموقع «يورونيوز».

ويأتي هذا التقدّم في حين لا يزال الجهاز في مرحلة التجارب السريرية؛ إذ تتركّز الاختبارات على مستويات الأمان ووظائف الشريحة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض وإصابات تحدّ من قدرتهم على الحركة.

وفي مقطع فيديو نشرته الشركة على منصة «إكس»، ظهر المريض الأميركي روكي ستاوتنبرغ، المصاب بالشلل منذ عام 2006، وهو يحرك ذراعاً روبوتية مستخدماً أفكاره فقط، قبل أن يرفع الذراع إلى وجهه ويقبّلها في مشهد لافت.

وقالت «نيورالينك» في بيان عبر المنصة إن «المشاركين في تجاربنا السريرية تمكنوا من توسيع نطاق التحكم الرقمي ليشمل أجهزة فيزيائية مثل الأذرع الروبوتية المساعدة»، مشيرة إلى أن الشركة تخطط لـ«توسيع قائمة الأجهزة التي يمكن التحكم بها عبر الشريحة مستقبلاً».

وتهدف هذه التقنية إلى مساعدة المرضى المصابين بالشلل على استخدام أجهزتهم الشخصية واستعادة جزء من قدرتهم على الحركة، من خلال واجهة تُعرَف بـ«واجهة الدماغ والحاسوب» (BCI)، وهي تقنية قادرة على تفسير الإشارات الصادرة عن الدماغ وتحويلها إلى أوامر رقمية.

وبحسب الشركة، فقد جرى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي زرع الشريحة في 12 مريضاً حتى سبتمبر (أيلول) 2024. وكان أول المشاركين يعاني من شلل ناتج عن إصابة في الحبل الشوكي، واستطاع بفضل الشريحة تشغيل ألعاب الفيديو ولعبة الشطرنج بواسطة التفكير.

ويعاني باقي المتطوعين إما من إصابات في الحبل الشوكي أو من التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض يؤدي تدريجياً إلى فقدان القدرة على التحكم في عضلات الجسم.

وكشف ماسك أن أكثر من 10 آلاف شخص سجّلوا أسماءهم في سجل المرضى لدى «نيورالينك» على أمل المشاركة في التجارب المستقبلية.

وتعد «نيورالينك» واحدة من عدة شركات تعمل في مضمار تطوير واجهات الدماغ الحاسوبي، في حين تشير بيانات التجارب السريرية الأميركية إلى أن تقنيات مماثلة يجري اختبارها لمساعدة المصابين بالشلل الدماغي، والخرف، والجلطات الدماغية، وغيرها من الحالات الصحية المعقدة.