«سيسكو» تلتزم بإنشاء قاعدة محلية داخل السعودية لتصنيع منتجاتها من أجهزة «الواي-فاي»

«سيسكو» لـ«الشرق الأوسط»: «السعودية تتحول بسرعة إلى قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي»

هدف «سيسكو» دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
هدف «سيسكو» دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
TT

«سيسكو» تلتزم بإنشاء قاعدة محلية داخل السعودية لتصنيع منتجاتها من أجهزة «الواي-فاي»

هدف «سيسكو» دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
هدف «سيسكو» دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)

مع تسريع المملكة العربية السعودية استراتيجية التحول الرقمي وفق «رؤية 2030»، تُعمق الشركات العالمية التزامها بدعم المستقبل الاقتصادي والتكنولوجي للمملكة. أحد أبرز الإعلانات في هذا المجال جاء على هامش معرض «ليب 2025»، الذي تستضيفه مدينة الرياض، من شركة «سيسكو (Cisco)»، كاشفاً عن سلسلة من الاستثمارات الاستراتيجية لتعزيز قدرات المملكة في الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية السحابية، والتصنيع المحلي.

ديفيد ميدز نائب رئيس «سيسكو» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا ورومانيا ودول الكومنولث المستقلة (سيسكو)

وضع أساس التصنيع المحلي في السعودية

يتمثل إعلان «سيسكو» في التزامها بإنشاء قاعدة تصنيع محلية بالسعودية، على أن يبدأ العمل التحضيري لها في عام 2025. تقوم الشركة بإعداد البنية التحتية لتصنيع منتجاتها من أجهزة «Wi-Fi» داخل المملكة. ومن المتوقع أن تدعم هذه المبادرة هدف السعودية بأن تصبح مركزاً تكنولوجياً عالمياً، وتعزيز مرونة سلسلة التوريد، من خلال تقليل الاعتماد على الواردات، وخلق فرص عمل جديدة عالية المهارة، وتعزيز الشراكات الصناعية المحلية.

وفي مقابلة خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أكد ديفيد ميدز، نائب رئيس «سيسكو» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا ورومانيا ودول الكومنولث المستقلة، أن استثمار «سيسكو» في التصنيع السعودي يمثل التزاماً طويل الأجل. وأشار إلى أن شركته ستضع الأساس لأول منشأة تصنيع لها في السعودية، بدءاً من منتجات «Wi-Fi». وبينما لم يجرِ تحديد جدول زمني محدد للإنتاج، فإن مجلس إدارة الشركة وافق، بالفعل، على المبادرة، مما يؤكد استثمارات «سيسكو» العميقة في السوق السعودية.

ويَعدّ ميدز أن هدف «سيسكو» هو أن تكون الكوادر السعودية في قلب هذه المبادرة التصنيعية بهدف خلق فرص عمل محلية، وتعزيز الاكتفاء التكنولوجي. وذكر أن هذا يتماشى مع جهود الحكومة السعودية لتطوير قطاع تصنيع محلي قوي، مما يقلل الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية، ويخلق اقتصاداً رقمياً قوياً.

مركزان سحابيان للبيانات

إضافة إلى التزامها بإنشاء قاعدة تصنيع محلية في السعودية، أعلنت «سيسكو» إطلاق مركزين سحابيين للبيانات؛ لتعزيز الأمن السيبراني والتعاون الرقمي وتوسيع برامج تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي؛ لسد الفجوة في المهارات الرقمية. تعكس هذه المبادرات التزام الشركة طويل الأمد بدعم الاقتصاد الرقمي السعودي، من خلال مساعدة الشركات على تعزيز المرونة الرقمية، وتأمين بنية الذكاء الاصطناعي، ودفع الابتكار المحلي. وشدد ميدز على أن «سيسكو» ليست جديدة في المملكة. وقال: «نحن موجودون هنا منذ 27 عاماً، ونُضاعف وجودنا بسبب الفرص الهائلة للنمو في السعودية».

تعزيز البنية التحتية السحابية

يوفر المركزان السحابيان للبيانات في السعودية، واللذان أصبحا، الآن، يعملان بالكامل حلولاً متقدمة للأمن السيبراني عبر تقنيات «سيسكو» للوصول الآمن وحافة الخدمة الآمنة، بالإضافة إلى أدوات التعاون المدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر «ويبكس» مما يتيح العمل عن بُعد والاجتماعات الافتراضية بسلاسة. من خلال تقديم هذه الخدمات السحابية المحلية، تضمن «سيسكو» وصول الشركات السعودية إلى تقنيات عالمية المستوى بأمان وسرعة عالية، مع الامتثال للوائح سيادة البيانات المحلية.

وأوضح ديفيد ميدز أهمية هذا الاستثمار، قائلاً: «لقد وعدنا بتقديم خدمات سحابية محلية في السعودية، واليوم، هذه المراكز تعمل بالكامل لدعم الشركات في جميع أنحاء المملكة». وتتماشى هذه الخطوة مع جهود السعودية لبناء نظام بيئي رقمي مستدام، وتقليل الاعتماد على مُزوّدي الخدمات السحابية الأجنبية.

«ويبكس» تطبيق متعدد الوظائف لمكالمات الفيديو والصوت الجماعية لسطح المكتب من «سيسكو» (شاترستوك)

توسيع برامج تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي

أحد أكبر التحديات التي تواجه تبنّي الذكاء الاصطناعي عالمياً هو نقص الكوادر المؤهلة. وفقاً لمؤشر «سيسكو» لاستعداد الذكاء الاصطناعي، فإن 72 في المائة من المنظمات السعودية لديها استراتيجية للذكاء الاصطناعي، لكن 46 في المائة فقط يعتقدون أن لديهم المهارات اللازمة لتنفيذها بفعالية. ولسدِّ هذه الفجوة، تُضاعف «سيسكو» استثماراتها في برامج التدريب على الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية في السعودية.

تقوم الشركة بتوسيع أكاديمية «سيسكو» للشبكات، التي درّبت، بالفعل، أكثر من 400,000 طالب سعودي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم البيانات. وفي عام 2024 وحده، أكمل 86,000 طالب سعودي التدريب، منهم 36 في المائة من النساء.

ويلفت ميدز إلى أن إمكانات الذكاء الاصطناعي لن تتحقق إلا بوجود الكوادر المؤهلة، موضحاً أن أكبر عائق أمام الابتكار ليس التكنولوجيا، بل المهارات. ويضيف: «لهذا نقوم بمضاعفة استثماراتنا في تدريب الكوادر السعودية؛ لضمان نجاح تبنّي الذكاء الاصطناعي».

وتتماشى مبادرة المهارات مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وتنمية القوى العاملة في المملكة، مما يضمن أن يكون المحترفون السعوديون مجهّزين لقيادة الموجة المقبلة من التحول الرقمي. ومن خلال توسيع هذه البرامج التدريبية، تسهم «سيسكو» في إنشاء قوة عاملة عالية المهارة يمكنها دفع النمو المدعوم بالذكاء الاصطناعي عبر قطاعات متعددة.

بنية الذكاء الاصطناعي والمرونة الرقمية

تُظهر أبحاث «سيسكو» أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يتسارع في السعودية، حيث إن 72 في المائة من قادة الأعمال السعوديين، لديهم استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي، و50 في المائة يستثمرون بين 20 و30 في المائة من ميزانيتهم التكنولوجية في الابتكار في الذكاء الاصطناعي، و98 في المائة من المنظمات تعترف بأهمية نشر الذكاء الاصطناعي لتعزيز العمليات التجارية. ومع ذلك فإن الذكاء الاصطناعي يعتمد على البنية التحتية التي تُدعمه.

تنصح «سيسكو» الشركات السعودية بالتركيز على الشبكات الجاهزة للذكاء الاصطناعي، التي يمكنها التعامل مع أحجام البيانات الكبيرة والمخاطر الأمنية.

ونوه ميدز بأهمية ذلك قائلاً إنه «لا يوجد ذكاء اصطناعي دون بنية تحتية... يجب على الشركات التأكد من أن شبكاتها جاهزة للذكاء الاصطناعي، وآمنة، وقابلة للتوسع».

وكانت «سيسكو» قد أطلقت مؤخراً نظام الدفاع بالذكاء الاصطناعي، وهو إطار أمني من الجيل التالي مصمم لحماية نماذج الذكاء الاصطناعي من التهديدات السيبرانية، وضمان نشر آمن للذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة، مثل التمويل والرعاية الصحية، واستخدام الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ لاكتشاف ومنع الاختراقات الأمنية في الوقت الفعلي.

ومع لعب الذكاء الاصطناعي دوراً مركزياً في التحول الرقمي السعودي، تضمن «سيسكو» أن تكون الشركات مجهزة بالبنية التحتية والأمان والكوادر اللازمة لدمج حلول الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

مستقبل الشبكات في السعودية

في المستقبل، تتوقع «سيسكو» أن يشهد المشهد التكنولوجي السعودي تحولاً كبيراً نحو الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، واستثمارات ضخمة في المدن الذكية مثل «نيوم»، وانتقالاً سريعاً نحو الإنتاج الرقمي المحلي والأمن السيبراني. تشير التقارير إلى أن 25 في المائة من الوظائف ستتغير بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي، وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيتطور أكثر من 92 في المائة من الأدوار بشكل كبير.

ويَعدُّ ميدز أن كل قطاع في السعودية؛ من الرعاية الصحية إلى التصنيع، سيعتمد الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة. ويقول: «المملكة تتحرك أسرع من معظم الأسواق العالمية، وهذا يخلق فرصة مثيرة للابتكار».

ومع توسع «سيسكو» في استثماراتها بالسعودية، تظل الشركة تركز على تعزيز الأمن السيبراني لحماية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبناء خطط تدريب الكوادر اللازمة للتحول الرقمي المستقبلي، ودعم مهمة السعودية في الريادة في الذكاء الاصطناعي، والسحابة، والابتكار في الاتصالات.

يختتم ميدز رؤية «سيسكو» للمستقبل قائلاً: «السعودية تتحول بسرعة إلى قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي... باستثماراتنا الجديدة، نلتزم بأن نكون جزءاً من هذا التحول لعقود مقبلة».

ومع تحرك السعودية نحو مستقبل أكثر اتصالاً ومدعوم بالذكاء الاصطناعي، ستلعب مبادرات «سيسكو» دوراً رئيسياً في تشكيل الجيل القادم من الشبكات، والبنية التحتية، والمرونة الرقمية، مما يضمن مكانة المملكة في طليعة الابتكار العالمي.


مقالات ذات صلة

كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

خاص التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)

كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي يجتمعان لقيادة الابتكار العلمي، مع تقدم سريع في التطبيقات التجارية، من اكتشاف الأدوية إلى الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (سياتل)
علوم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد حققت قفزات متوالية في مجال جراحة العظام (جامعة برنو للتكنولوجيا)

ثورة في جراحة العظام: كيف تحسّن «الغرسات المطبوعة» زراعة المفاصل؟

مع التطور السريع في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، شهد قطاع الرعاية الصحية تحولاً جذرياً في تصنيع الغرسات الطبية، لا سيما في جراحة العظام واستبدال المفاصل.

محمد السيد علي (القاهرة)
علوم جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

كشفت أبحاث حديثة عن اكتشاف جيني قد يمهد الطريق لعلاجات ثورية لإدارة الشيخوخة والحد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
علوم اختراقات علمية وتقنية جديدة

اختراقات علمية وتقنية جديدة

ما الذي سيحمل أهمية حقيقية على المدى البعيد؟ يتوقف خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي أمام هذا السؤال،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)

خاص «نوكيا»: السعودية ستكون رائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس»

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يصف نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» المشهد في السعودية بـ«العاصفة المثالية من النمو».

نسيم رمضان (الرياض)

«تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0»: صراع العمالقة في عالم الذكاء الاصطناعي

منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
TT

«تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0»: صراع العمالقة في عالم الذكاء الاصطناعي

منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
منافسة حادة بين نموذجي «تشات جي بي تي 4.5» و«غوغل جيميناي 2.0» للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي

في سباق محموم نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، تطل علينا شركتا «أوبن إيه آي» و«غوغل» بإصدارين جديدين يعدان بنقلة نوعية في عالم نماذج اللغة الكبيرة: «تشات جي بي تي 4.5» Chat GPT 4.5 و«غوغل جيميناي 2.0» Google Gemini 2.0، وهما نموذجان يقدِّمان ميزات وقدرات متطورة تجعل منهما أداتين قويتين ومتنوعتين قادرتين على التعامل مع مهام معقدة بكفاءة ودقة عالية.

وسنستعرض في هذا الموضوع أبرز المزايا التي يقدمها هذان النموذجان ونقارن بينهما في جوانب عدة، لنكشف عن نقاط القوة والضعف في كل منهما ونسلط الضوء على الفروقات التي قد تكون حاسمةً في اختيار النموذج الأنسب لكم.

قفزة «جي بي تي» النوعية

يتجسَّد في «تشات جي بي تي 4.5»، الفهم المحسَّن للسياق. وهو يمثل قفزةً نوعيةً في عالم نماذج اللغة الكبيرة، حيث يأتي بتحسينات ملحوظة في الأداء والقدرات مقارنة بالإصدارات السابقة. وهذه التحسينات تجعله أداةً أكثر قوةً وتنوعاً، قادرةً على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام بكفاءة ودقة عالية.

وسنستعرض فيما يلي أبرز المزايا التي يقدِّمها هذا النموذج المطور.

• الميزة الأولى: الفهم المُحسَّن للسياق، حيث يتمتع «تشات جي بي تي 4.5» بقدرة مُحسَّنة على فهم السياق في المحادثات المعقدة والطويلة. وهذا الأمر يعني أنه يمكنه تتبع التفاصيل الدقيقة للمحادثة وفهم العلاقات بين الأفكار المختلفة وتقديم استجابات أكثر دقةً وملاءمة.

وهذه الميزة تجعل النظام أكثر فاعليةً في المهام التي تتطلب فهماً عميقاً للنصوص، مثل تلخيص المستندات الطويلة أو الإجابة عن الأسئلة المعقدة.

• الميزة الثانية: تقديم دقة أعلى في الإجابات، حيث تم تحسينه لتقديم إجابات أكثر دقةً وموثوقيةً، مع خفض الهلوسة أو توليد معلومات خاطئة. وهذا التحسين يجعله أداةً أكثر موثوقيةً للاستخدام في مجموعة متنوعة من المهام المتخصصة، مثل البحث عن المعلومات أو كتابة المحتوى.

• الميزة الثالثة التي يتمتع بها «تشات جي بي تي 4.5»، هي تقديم قدرات إبداعية محسنة، إذ يتمتع بقدرات إبداعية مُطوَّرة تسمح له بتوليد نصوص أكثر إبداعاً وتنوعاً. ويمكن استخدام هذه الميزة لكتابة القصص والشعر والنصوص المتقدمة والمحتوى الإبداعي.

• الميزة الرابعة هي دعم قدرات الوسائط المتعددة؛ حيث تتكامل مع أحدث ميزات «تشات جي بي تي»، بما في ذلك تحميل الملفات والصور وقدرات البحث، وغيرها. ومع ذلك، لا تزال قدرات الوسائط المتعددة مثل الوضع الصوتي ومعالجة الفيديو ومشاركة الشاشة غير مدعومة في هذا الإصدار الجديد.

«جيميناي 2.0»: تكامل مع «غوغل»

يمثل «غوغل جيميناي 2.0» خطوةً ثوريةً في مجال نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث يجمع بين قوة التعلم العميق، وقدرات معالجة البيانات الهائلة؛ لتقديم أداء غير مسبوق في مجموعة متنوعة من المهام. ويتميز هذا الإصدار الجديد بقدرته على فهم وتوليد النصوص والصور والصوتيات وعروض الفيديو، مما يجعله نموذجاً متعدد الوسائط، قادراً على التكيف مع احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات.

• الميزة الأولى لـ«غوغل جيميناي 2.0» هي دعم الوسائط المتعددة، حيث إن له قدرةً فائقةً على فهم وتوليد المحتوى عبر مختلف الوسائط، بما في ذلك النصوص والصور والصوتيات وعروض الفيديو. ويمكنه تحليل الصور والفيديوهات بدقة عالية وفهم محتواها وتوليد أوصاف نصية دقيقة لها. كما يمكنه توليد الصوتيات وتحويل النصوص إلى كلام منطوق، والعكس. هذه القدرات المتعددة الوسائط تجعله أداةً متقدمةً جداً للإبداع والتواصل والتعلم.

• الميزة الثانية، هي الفهم المتقدم للغات؛ ما يسمح له بتحليل النصوص المعقدة وفهم العلاقات بين الكلمات والجمل بدقة عالية، حيث يمكنه فهم السياق واستخلاص المعلومات المهمة والإجابة عن الأسئلة المعقدة بدقة وموضوعية. وهذا الفهم المتقدم للغة (يشمل فهم اللغة العربية) يجعله أداةً قيّمة للبحث عن المعلومات وتلخيص النصوص والترجمة بين اللغات المختلفة وكتابة المحتوى.

• الميزة الثالثة: تحسن الإصدار من حيث قدرات كتابة النصوص البرمجية، وذلك نتيجة تحسينه للتعامل مع المهام البرمجية المعقدة، حيث يمكنه فهم وتوليد النصوص البرمجية بلغات البرمجة المختلفة وتصحيح الأخطاء واقتراح التحسينات للنصوص الحالية. وهذه القدرات البرمجية تجعله مرجعاً مهماً للمطورين والمبرمجين، حيث يمكنهم استخدامه لكتابة النصوص بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

• الميزة الرابعة، وهي تكامله السلس مع خدمات «غوغل»، حيث يتكامل الإصدار الجديد بسلاسة مع مجموعة واسعة من خدمات «غوغل»؛ ما يجعله متاحاً للمستخدمين في مختلف التطبيقات والمنصات. ويمكن استخدامه في محرك البحث و«مساعد غوغل» والخدمات السحابية لـ«غوغل» التي تشمل «وثائق غوغل» وجداول الحسابات وعروض التقديم، وغيرها من الخدمات الأخرى. هذا التكامل السلس يجعل من الإصدار الجديد أداةً عالية الكفاءة للبحث عن المعلومة وإنجاز المهام والتواصل مع الآخرين.

مقارنة بين الإصدارين الجديدين

ولدى طلب التخطيط لقضاء إجازة في منطقة، قدَّم «تشات جي بي تي 4.5» خط سير مفصلاً مع اقتراحات للسير لمسافات طويلة، وأماكن لتناول الطعام، وخيارات للسكن، إلى جانب نصائح حول كيفية الوصول إلى الوجهة. وفي المقابل، قدَّم «غوغل جيميناي 2.0» مقترحات جيدة للسير لمسافات طويلة وتناول الطعام، ولكنه كان أقل تحديداً حول أماكن السكن.

وفي ما يتعلق بالترجمة، قدم كلا النموذجين ترجمات دقيقة بين اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وكان الفارق الوحيد هو أن «تشات جي بي تي 4.5» قدَّم روابط مع الترجمة. أما لدى سؤال الإصدارين حول حالة الطقس في مدينة الرياض، فقدَّم «غوغل جيميناي 2.0» حالة الطقس الحالي، بينما قدم «تشات جي بي تي 4.5» توقعات لكل ساعة مع صور وكلمات تصف حالة الطقس.

وفي الخلاصة، لا يمكن اعتبار أي منهما أفضل بشكل قاطع من الآخر، على الرغم من وجود بعض الاختلافات الطفيفة بينهما، والتي قد لا تكون ملحوظةً في الاستخدامات اليومية العادية. ويُنصح بالتحقق من جميع النتائج حتى لا يقع المستخدم في مشكلة الهلوسة (تأليف الذكاء الاصطناعي للمعلومة التي لا يعرفها لتبدو وكأنها حقيقية).

النموذجان متقدمان والاختيار بينهما يعتمد على تفضيلات المستخدمين بشكل فردي. ولكن يبقى فارق أخير بينهما يستحق الذكر، وهو أن «غوغل جيميناي 2.0» يسمح بتحميل الملفات والوثائق الكبيرة وتلخيصها والإجابة عن أي استفسارات مرتبطة بها بشكل مجاني، مقارنة باشتراك مدفوع في «تشات جي بي تي 4.5» وقيوده فيما يتعلق بحجم الملفات وعدد مرات استخدام هذا الميزة في اليوم الواحد.

«أبل» تؤجّل ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة

من جهتها أعلنت «أبل» تأجيل إطلاق النسخة المُحدَّثة من مساعدها الصوتي «سيري» التي كان من المفترض أن تُقدِّم قدرات متطورة لفهم السياق الشخصي وتنفيذ المهام داخل التطبيقات. وأوضحت الشركة أنها ستطلق هذه التحديثات خلال العام المقبل دون تحديد موعد دقيق لذلك. ويأتي هذا التأجيل نتيجة لصعوبات واجهت «أبل» في تطوير «سيري» المحدث، وإدراكها أن خططها لربط المساعد الصوتي بنموذج لغة كبير لتعزيز قدراته قد تستغرق سنوات عدة لتنضج بالشكل المرغوب، مقارنة بقدرات «سامسونغ» للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها في سلسلة هواتفها «غالاكسي إس 25»، التي أطلقتها في شهر فبراير (شباط) الماضي، والتي تدعم تنفيذ المهام داخل التطبيقات بشكل مدمج.

وكانت «أبل» قد قدَّمت «سيري» المطور بوصفه جزءاً أساسياً من رؤيتها لـ«ذكاء أبل»، حيث وعدت بقدرة المساعد الصوتي على فهم ما يحدث في الجوال وتنفيذ الإجراءات داخل التطبيقات. ولكن ما تم إطلاقه حتى الآن يقتصر على ميزات مبسطة مثل الكتابة إلى «سيري» وفهم وشرح ميزات منتجات «أبل» وتحسينات بصرية، وتكامل مع «تشات جي بي تي».