مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

سعد توما: هذه التقنية ليست مجرد أداة... بل ورشة عمل بأكملها

تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
TT

مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)

تبرز منطقة الشرق الأوسط لاعباً رئيسياً في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها. من تعزيز الإنتاجية إلى دفع الاستدامة وتحسين الحوكمة، أصبح الذكاء الاصطناعي محورياً للاستراتيجيات الإقليمية للنمو والابتكار. تلتقي «الشرق الأوسط» سعد توما، المدير العام لشركة «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه شركته لدعم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة ومعالجة تحديات، مثل فجوات المهارات والحوكمة والاستدامة.

سعد توما المدير العام لشركة «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (آي بي إم)

الذكاء الاصطناعي تحولٌ تكنولوجي

يقول توما إن الذكاء الاصطناعي «هو تحول تكنولوجي أساسي على قدم المساواة مع (الترانزستور) أو الإنترنت». ويؤكد أن إمكانات الذكاء الاصطناعي ستطلق العنان لمكاسب الإنتاجية السنوية البالغة 4 تريليونات دولار». ويرى أن ذلك يكمن في قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون مفتوحاً وهجيناً وموثوقاً به. تُعَد «آي بي إم» في طليعة الشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي من أجل الابتكار والإنتاجية عبر منصتها المتطورة «واتسون إكس». كما تؤمن الشركة أن تقنيتها «واتسون إكس» تمكّن المؤسسات من تدريب ونشر وإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. تعالج مكونات «آي بي إم» المعيارية وهي «watsonx.ai» و«watsonx.data» و«watsonx.governance» دورة حياة الذكاء الاصطناعي الكاملة، وتمكّن الشركات من إطلاق القيمة من بياناتها. يسلط توما الضوء على أهمية الشراكات في هذا النظام البيئي قائلاً: «نحن نتبنى نهج النظام البيئي المفتوح، ونعمل مع «AWS» و«مايكروسوفت» و«غوغل» و«سايلز فورس» و«ساب» لتقديم حلول الذكاء الاصطناعي الشاملة.

بالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، يسهل «واتسون إكس» أيضاً تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تخلق قيمة هائلة للشركات. من خلال تمكين الشركات من أتمتة العمليات وتبسيط سير العمل وتعزيز تفاعلات العملاء، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي محركاً أساسياً للكفاءة والابتكار.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ميزةٌ تنافسية

وفقاً لبحث «IBM»، ينظر 75 في المائة من الرؤساء التنفيذيين العالميين إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي باعتباره عاملاً تنافسياً مميزاً. في الشرق الأوسط، يتم تبني هذه التكنولوجيا لتحسين خدمة العملاء وتحديث التطبيقات وتبسيط العمليات.

يوضح توما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي «ليس مجرد أداة أخرى، بل إنه ورشة العمل بأكملها». لقد أظهرت منصة «واتسون إكس» نتائج ملحوظة، بما في ذلك تقليل أوقات انتظار مكالمات خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 30 في المائة وزيادة درجات الرضا بنسبة 40 في المائة على حد قوله. في الشرق الأوسط، وفّرت «آي بي إم كونسلتينغ» نحو 50000 ساعة سنوياً باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لعمليات الموارد البشرية، في حين تم تسريع سير عمل العقود المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 80 في المائة.

توضح هذه التطبيقات كيف يمتد الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ما هو أبعد من حالات الاستخدام التقليدية. على سبيل المثال، في صناعة الطيران في المنطقة، تتعاون «آي بي إم» مع «طيران الرياض» لتحسين تجارب العملاء وتبسيط العمليات. من خلال الاستفادة من مساعدي الاستشارات من «آي بي إم» المدعومين من «واتسون إكس»، تعمل «طيران الرياض» على إنشاء تجارب ضيوف رقمية سلسة مع تحسين سير العمل الداخلي.

تؤكد «آي بي إم» على حوكمة الذكاء الاصطناعي الأخلاقية لضمان الشفافية والإنصاف والتوازن المجتمعي (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة

تستفيد «آي بي إم» من الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات الاستدامة الملحة. ويسلط توما الضوء على مركز الملك عبد الله المالي في الرياض مثالاً رئيسياً، قائلاً: «باستخدام مجموعة تطبيقات (آي بي إم ماكسيمو) الخاصة بنا، نعمل على تحسين الصيانة لأكثر من 100000 أصل عبر 94 مبنى؛ مما يقلل التكاليف والتأثير البيئي».

تمتد حلول الاستدامة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي من «IBM» أيضاً إلى التنمية الحضرية. تستخدم منصة «Open Building Insights» التي تم تطويرها بالشراكة مع «Sustainable Energy for All (SEforALL)» الذكاء الاصطناعي لتحديد استخدام المباني، بينما تتنبأ أداة «Modeling Urban Growth» بتوسع المدينة. توجه هذه التقنيات التخطيط المستدام للمدن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط.

من خلال منصة «Envizi» تراقب الشركة وتقلل من استهلاك الطاقة عبر 600 موقع؛ مما يعزز إمكانات الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق الأهداف البيئية. بالإضافة إلى تطبيقاتها المباشرة، تدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي من «IBM» الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ. يقول سعد توما إن شركته ساعدت النماذج الجغرافية المكانية في الإمارات في تقليل تأثيرات جزيرة الحرارة الحضرية بأكثر من 3 درجات مئوية؛ مما يبرز إمكانات الذكاء الاصطناعي في خلق بيئات حضرية مستدامة. لا يدعم هذا التعاون استراتيجيات الحكومة فحسب، بل يسلط الضوء أيضاً على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين نوعية الحياة، على حد وصفه.

الحواجز أمام تبني الذكاء الاصطناعي

على الرغم من إمكاناته التحويلية، يواجه تبني الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط عقبات كبيرة. يحدّد مؤشر تبني الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «IBM» أربعة حواجز رئيسية، هي:

1. فجوات المهارات: يؤكد توما أن مهارات الذكاء الاصطناعي وخبراته تظل التحدي الأكبر.

2. تعقيد البيانات: يجب على الشركات وضع استراتيجيات بيانات قوية وتبسيط الوصول إلى البيانات من خلال هياكل مثل نسيج البيانات الخاص بشركة «IBM».

3. التكاليف: في حين تظل التكلفة مصدر قلق، إلا أن توما يؤكد أن التقدم في أدوات الذكاء الاصطناعي والحلول الجاهزة يجعل التبني أكثر سهولة.

4. الحوكمة: تعدّ ممارسات الذكاء الاصطناعي الجديرة بالثقة أمراً بالغ الأهمية.

ويوضح توما أن على الشركات دمج حوكمة الذكاء الاصطناعي منذ البداية لضمان الشفافية والإنصاف والخصوصية.

يقلل نظام «واتسون إكس» من أوقات مهام الموارد البشرية بنحو 50 ألف ساعة سنوياً ويسرع من إنجاز العقود بنسبة 80 % (شاترستوك)

تطوير المواهب والمهارات المحلية

تؤكد «IBM» التزامها بتدريب مليوني متعلم للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم بحلول عام 2026 و30 مليوناً في المهارات الرقمية بحلول عام 2030. في الشرق الأوسط، يشمل هذا الجهد شراكات مع مؤسسات مثل جامعة الملك سعود وجامعة زايد. يتماشى برنامج «همة» في المملكة بشكل مباشر مع «رؤية 2030»، حيث يزود المواهب المحلية بالمهارات اللازمة لدفع مستقبل البلاد التكنولوجي.وتعهد البرنامج برفع مهارات 100 ألف شاب سعودي في السحابة الهجينة والذكاء الاصطناعي والمهارات الأساسية.

يحذر توما خلال حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» من «أن تصبح المهارات ذات الصلة اليوم قديمة في غضون سنوات فقط». ويؤكد على أهمية التعلم المستمر والقدرة على التكيف مع تطور الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى برامج التدريب الرسمية، يشير توما إلى منصة «SkillsBuild» التي تقدم فرصاً تعليمية عبر الإنترنت يمكن الوصول إليها. مع توفر الدورات التدريبية بلغات متعددة، بما في ذلك اللغة العربية، تم تصميم «SkillsBuild» لتمكين المتعلمين من خلفيات متنوعة من الحصول على شهادات رقمية معترف بها في الصناعة.

ريادة الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط

تعمل منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي من «واتسون إكس» على إضفاء «الطابع الديمقراطي» على الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات. وقد دخلت «IBM» في شراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» (SDAIA) لتطوير «علاّم» ( ALLaM) وهو نموذج لغة عربية كبير. يتيح «علاّم» للكيانات الحكومية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المصمم خصيصاً لتلبية الاحتياجات الإقليمية؛ مما يسمح للمستخدمين بالاستعلام باللغة العربية عبر مجالات مختلفة. ويعدّ توما أن أهمية «علاّم» تكمن في كونه نموذجاً مفتوح المصدر متاحاً على منصة السحابة «ديم» ( Deem) التابعة لـ«سدايا»؛ ما يمكّن المؤسسات من إطلاق العنان لإمكانات البيانات بمرونة وكفاءة وثقة».

«آي بي إم»: فجوات المهارات وتعقيد البيانات والتكاليف والحوكمة تشكل تحديات رئيسية أمام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط (شاترستوك)

بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي

تظل الثقة حجر الزاوية في استراتيجية الذكاء الاصطناعي لشركة «IBM». يحكم مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الشركة نهجها؛ مما يضمن الاتساق مع قيمها. ويؤكد توما أن «تنظيم الذكاء الاصطناعي الذكي الذي يوازن بين الابتكار والاحتياجات المجتمعية أمر ضروري». تساعد أداة «watsonx.governance» الشركات على تبني ممارسات الذكاء الاصطناعي المسؤولة، وإعدادها للتنظيمات العالمية الناشئة.

خريطة طريق للذكاء الاصطناعي

تتجلى الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط في المشروعات التي تتراوح بين التنمية الحضرية المستدامة وابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدية. ومع ذلك، فإن معالجة الحواجز مثل فجوات المهارات وتعقيد البيانات والحوكمة أمر بالغ الأهمية للنمو المستدام. يقول توما: «إن نجاح الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل بتمكين الناس من تسخيرها بشكل فعال». من خلال تعزيز المواهب المحلية وتطوير نماذج مفتوحة المصدر ودمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات المستدامة، تساعد «IBM» المنطقة على التنقل في رحلتها نحو الذكاء الاصطناعي بثقة.


مقالات ذات صلة

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)
يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)
TT

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)
يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

تخيل أن تبدأ يومك ببودكاست مُصمم خصيصاً لك، يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك. هذه الرؤية المستقبلية أصبحت حقيقة مع ميزة «غوغل» الجديدة «دايلي ليسن» (Daily Listen) التي بدأت بالظهور لمستخدمي أجهزة «أندرويد» و«iOS» في الولايات المتحدة.

بودكاست مخصص لتجربتك الشخصية

تُعرف الميزة باسم «Daily Listen» وتستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء حلقات يومية مدتها خمس دقائق، بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك في خلاصة «اكتشف» (Discover).

الفكرة بسيطة ولكنها مبتكرة: تجمع «غوغل» المواضيع والأخبار التي استكشفتها مؤخراً، وتلخصها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتقدمها في صيغة صوتية مريحة وجذابة.

عند تجربتك للبودكاست ستسمع الصوت يقول:

«مرحباً بك في (Daily Listen)، برنامج صوتي جديد تجريبي من (غوغل)». وسيقول أحد المضيفين الافتراضيين في مقطع ترويجي للميزة: «نحن مضيفوك، ونحن مدعومون بالذكاء الاصطناعي ومجهزون لتقديم تحديث سريع يومياً مخصص لك».

هذا البودكاست الصوتي الشخصي مصمم لتغطية المواضيع التي تهمك أكثر؛ من القصص التي تبحث عنها بشكل متكرر إلى الاتجاهات التي تظهر في خلاصة «Discover» الخاصة بك. يتم جمع المحتوى من جميع أنحاء الإنترنت، ويشمل قصصاً ذات صلة لتشجيع المزيد من الاستكشاف.

تسعى «غوغل» من خلال هذا البودكاست إلى جعل المعلومات أكثر تخصيصاً وكفاءة ومتعة (أدوبي)

كيف تعمل ميزة «Daily Listen»؟

للوصول إلى «Daily Listen» يمكن للمستخدمين المشاركين في «Search Labs» العثور على الميزة في قسم الـ«ويدجت» (Widget) المخصص أسفل شريط البحث في تطبيق «غوغل». تتميز واجهة الصوت بسهولة الاستخدام مع أدوات تحكم لتشغيل وإيقاف وإعادة وتخطي أو كتم البودكاست. يُرفق مع الصوت نص مكتوب، مما يسمح للمستخدمين بمتابعة المحتوى أو مراجعة النقاط الرئيسة لاحقاً.

يتميز تنسيق البودكاست بالكفاءة والبساطة، حيث يقدم ملخصات رئيسة للمواضيع في مقطع صوتي مدته نحو خمس دقائق. بالإضافة إلى ذلك، يظهر قسم «القصص ذات الصلة» أسفل مشغل الصوت، مع روابط لمزيد من المقالات، مما يتيح للمستخدمين التعمق في مواضيع معينة.

يمكن للمستخدمين أيضاً التفاعل مع المحتوى من خلال الإعجاب أو عدم الإعجاب بالقصص باستخدام زر الإبهام لأعلى/ أسفل، مما يساعد على تحسين الحلقات المستقبلية لتتناسب بشكل أفضل مع تفضيلاتهم.

التطور في الذكاء الاصطناعي

تعد «Daily Listen» أحدث تجربة ضمن جهود «غوغل» المستمرة لتعزيز إمكانات البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي. على غرار ميزة «Audio Overviews» التي طُورت كجزء من مشروع «NotebookLM»، تمثل «Daily Listen» طريقة جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي في استهلاك الوسائط الشخصية.

وفقاً لـ«غوغل»، فإن البودكاست التجريبي متاح حالياً لمستخدمي «Search Labs» في الولايات المتحدة، ولكنه يحمل إمكانات للتوسع الأوسع نطاقاً. وقد اختبرت «غوغل» سابقاً ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Search Overviews» عبر مراحل تجريبية مشابهة قبل إتاحتها للجمهور، مما يثير الآمال بأن تصبح «Daily Listen» ميزة دائمة.

سواء كنت في طريقك للعمل أو تستمتع بلحظة هدوء في المنزل صممت «غوغل» ميزة «Daily Listen» لتتناسب بسلاسة مع حياتك (أدوبي)

ما أهمية ميزة «Daily Listen»؟

تعكس «Daily Listen» اتجاهاً متزايداً في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل المعلومات أكثر تخصيصاً وسهولةً. من خلال تقديم تحديثات سريعة ومستهدفة، تلبي الميزة احتياجات المستخدمين المشغولين الذين يرغبون في البقاء على اطلاع دون الحاجة إلى التمرير عبر محتوى لا نهاية له.

تضمن إضافة أدوات التحكم في التشغيل والنص المكتوب سهولة الوصول والراحة، في حين يسمح النظام للمستخدمين بتشكيل تجربتهم بمرور الوقت. ومع ذلك، قد تثير الميزة بعض المخاوف حول خصوصية البيانات، نظراً لاعتمادها الكبير على سجل البحث وتاريخ نشاط «Discover». سيكون التزام «غوغل» بالتحكم الشفاف للمستخدم ضرورياً لنجاح الميزة.

نظرة نحو المستقبل

على الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت «Daily Listen» ستصبح متاحة على نطاق واسع، وخاصة في الشرق الأوسط، فإن الميزة تشير إلى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير المهام اليومية مثل استهلاك الأخبار والبقاء على اطلاع. من خلال الجمع بين التخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي وكفاءة الصوت، تستكشف «غوغل» طرقاً جديدة لإشراك المستخدمين في عالم رقمي سريع التطور. وتسعى «غوغل» من خلال «Daily Listen» إلى عكس مستقبل لا يكون البودكاست فيه مجرد برنامج آخر، بل برنامج المستخدم الخاص والمصمم وفقاً لاهتماماته، يقدمه روبوتا ذكاء اصطناعي مستعدان لإبقائه على اطلاع دائم.