نظارات ذكية تجسسية تتعرف على الوجوه والعناوين الشخصية

مصممة بذكاء اصطناعي ينقب عن السيرة الذاتية للغرباء

نظارات «راي-بان ميتا» استخدمت لصنع النظارات التجسسية الجديدة
نظارات «راي-بان ميتا» استخدمت لصنع النظارات التجسسية الجديدة
TT

نظارات ذكية تجسسية تتعرف على الوجوه والعناوين الشخصية

نظارات «راي-بان ميتا» استخدمت لصنع النظارات التجسسية الجديدة
نظارات «راي-بان ميتا» استخدمت لصنع النظارات التجسسية الجديدة

في ظهيرة أحد أيام الجمعة، كان كاشف هودا ينتظر قطاراً بالقرب من ساحة هارفارد عندما سأله رجل شاب عن الطريق إلى وجهة ما. صُدم هودا بنظارات الرجل الذكية ذات الإطار السميك، لكنه لم يدرك أنها نظارات «راي بان ميتا» Ray-Ban Meta الذكية، وأن ضوءاً أبيض صغيراً عليها يشير إلى أنها تسجل ما يجري.

نظارات تنقّب عن السجل الشخصي

بعد بضع دقائق، بينما كان قطار هودا يقترب من المحطة، اقترب منه الرجل الذي يرتدي النظارات، وهو طالب في السنة الثالثة في جامعة هارفارد يدعى أنهفو نغوين، وسأله: «ألست أنت الشخص الذي يعمل في مجال الدفاع عن الأقليات المسلمة في الهند؟»

صُدم هودا. لقد عمل في مجال التكنولوجيا الحيوية، لكنه كان صحافياً سابقاً وكتب عن المجتمعات المهمشة في الهند. وقال نغوين: «لقد قرأت عملك من قبل... إنه رائع للغاية»، ثم تصافح الرجلان، لكن هودا لم يكن لديه الوقت لمواصلة المحادثة. وبعدها نشر هودا مراسلات على وسائل التواصل الاجتماعي، معبراً عن مدى غرابة اللقاء.

ضحايا الاختبارات والتجارب

بعد شهر، اكتشف هودا مدى غرابة الأمر. لقد كان ضحية غير متعمدة في تجربة تهدف إلى إظهار مدى سهولة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد هوية شخص ما ومعلومات السيرة الذاتية له، بما في ذلك رقم الهاتف والعنوان المنزلي، دون أن يدرك الشخص ذلك. وفيما بعد أبلغه أحد أصدقائه أن صورته ظهرت تحت اسم آخر في فيديو انتشر بسرعة كبيرة على الإنترنت.

مارك زوكربيرغ يستعرض نظارات «راي-بان ميتا» في سبتمبر العام الماضي

نظارات تجسسية

صنع نغوين وزميله في جامعة هارفارد، كين أردايفيو، نظارات تستخدم لتحديد هوية الغرباء في الوقت الفعلي، وقد استخدماها على «شخصين حقيقيين» في محطة المترو، كان هودا أحدهما. وقال نغوين وأردايفيو، اللذان يبلغان من العمر 21 عاماً ويدرسان الهندسة، في مقابلة إن نظامهما يعتمد على تقنيات متاحة على نطاق واسع، بما في ذلك:

نظارات ميتا، التي تبث مقاطع الفيديو مباشرة على «إنستغرام».

- برنامج التعرف على الوجوه، الذي يلتقط الوجوه التي تظهر في البث المباشر.

— محرك بحث عن الوجوه يسمى «بيم آيز» Pim Eyes، الذي يحدد المواقع على الإنترنت حيث يظهر وجه الشخص.

— أداة تشبه «تشات جي بي تي» كانت قادرة على تحليل النتائج من «بيم آيز» وتقديم اسم مقترح للشخص ومهنته، بالإضافة إلى البحث عن الاسم على موقع بحث عن الأشخاص للعثور على عنوان المنزل ورقم الهاتف والأقارب.

وقال نغوين: «كانت جميع الأدوات موجودة. لقد توصلنا فقط إلى فكرة دمجها معاً». ويجعل الفيديو، الأمر يبدو وكأن النظام يعمل بشكل فوري ومتسق على الجميع. لكن الطالبين قالا إن العملية استغرقت دقيقة ونصف، وعملت على نحو ثلث الأشخاص الذين اختبرا النظام عليهم. وقد استغرقت برمجة النظام أربعة أيام فقط. وقال أردايفيو: «لقد قضينا معظم الوقت في صنع الفيديو».

وضع الأسماء على الوجوه

أصبحت تقنية وضع «الاسم على الوجه» الآن مجانية أو رخيصة الاستخدام، لذا فإن الأمر يتعلق في الغالب بالأخلاق واللياقة، أكثر مما يتعلق بممارسة القدرة على طرح التقنية، أم لا.

قال نغوين وأردايفيو إنهما استمتعا بالقيام بمشاريع عشوائية من أجل المتعة. ونظراً لمدى سهولة الوصول إلى محركات البحث عن الوجه، فقد فوجئا بمدى الاهتمام الذي حظي به المشروع في جميع أنحاء العالم. كانت المستجدات الرئيسية فيه هي دمج المساعد الشبيه بـ«جي بي تي» مع نظارات ميتا.

وكانت «ميتا» ناقشت فكرة تطوير نظارات مماثلة للتعرف على الوجه - بل وحتى طورت نموذجاً أولياً مبكراً - لكنها لم تطرحها بسبب المخاوف القانونية والأخلاقية.

وعلى عكس معظم الأجهزة الأخرى، تحتوي نظارات «راي-بان ميتا» على ضوء «إل إي دي» يشير للغرباء أن المستخدم يسجل. ورغم تواصل العديد من المستثمرين مع الطالبين بغرض تمويل مشروعهما، فإن أردايفيو قال إنهما لم تكن لديهما رغبة في تسويق هذا المشروع اللامنهجي على وجه الخصوص وكانوا يريدون ببساطة إظهار أنه ممكن.

وقال الطالبان في بيان مصاحب للفيديو الخاص بهما، إنهما شجعا كل الأشخاص على إزالة معلوماتهم من مواقع سماسرة البيانات التي يمكن أن تكشف عن الأسماء وعناوين المنازل ومعلومات الاتصال. وقال أردايفيو: «نريد أن يتعلم الناس كيفية حماية أنفسهم».

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن
TT

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تمنحنا «غوغل» إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأدوات التجريبية التي لم تصبح منتجات كاملة بعد. وسواء كنت من منشئي المحتوى أو طالباً أو مجرد فضولي بشأن الذكاء الاصطناعي، فهناك شيء يناسب الجميع لاستكشافه.

مشاريع «غوغل»

* «نوتبوك إل إم (NotebookLM)» - مساعد تدوين الملاحظات المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي يساعدك على تحليل وفهم المستندات.

قم بتحميل مواد البحث الخاصة بك، وسيساعدك الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات والإجابة عن الأسئلة وتوليد الأفكار.

إنه يشبه إلى حد ما إنشاء دليل دراسي مخصص لك لمواضيع مختلفة. كما يتيح لك إنشاء لمحات صوتية لموادك – أي مناقشات تشبه البث الصوتي يستضيفها صوتان اصطناعيان «غريبان».

والبرنامج مفيد بشكل خاص للطلاب والباحثين والمحترفين الذين يحتاجون إلى معالجة كميات كبيرة من المحتوى المكتوب بكفاءة.

برنامج «تعرف على...»

محادثة طبيعية وموسيقى وصور

*«تعرف على... (...Learn About)» - تستخدم هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في استكشاف وفهم الموضوعات المعقدة من خلال المحادثات الطبيعية.

سواء كنت تتعمق في موضوع جديد أو تصقل معارفك الحالية، فإنها توفر لك تجربة تعليمية مخصصة. ابدأ ببساطة بموضوع تهتم به، وسترشدك عبر تجربة تعليمية تكيفية، إذ إنها تتكيّف مع مستوى معرفتك واهتماماتك أثناء تقدمك.

* «ميوزك إف إكس (MusicFX)» - أداة لإنشاء الموسيقى تعمل بالذكاء الاصطناعي وتسمح لأي شخص بإنشاء مقطوعات موسيقية أصلية من خلال وصف فكرة موسيقية وسماعها تنبض بالحياة.

يمكن للموسيقيين المخضرمين والمبتدئين على حد سواء إنشاء مقطوعات موسيقية فريدة من خلال وصف الأسلوب والمزاج والأدوات التي يريدونها. ثم يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء الموسيقى بناءً على مواصفاتهم.

* "أميج إف إكس (ImageFX)» - على غرار مولدات الصور الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يتيح لك البرنامج إنشاء صور مخصصة من أوصاف نصية.

يتميز بواحدة من واجهات المستخدم الأكثر سلاسة لأدوات إنشاء الصور الموجودة، ما يجعل من السهل إنشاء صور من أوصاف بسيطة مع تقديم خيارات تخصيص كافية لتلبية احتياجات المستخدمين ذوي الخبرة أيضاً.

أبجديات رسومية وعناوين نصّية جذابة

* «جين تايب (GenType)» - مولد خطوط تجريبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء أبجديات رسومية مخصصة بناءً على مواصفاتك.

يمكن نسخ الحروف المولدة أو تنزيلها بشكل فردي، أو تنزيلها مجموعةً كاملةً في مجلد مضغوط مليء بملفات PNG.

* «تكست إف إكس (TextFX)» - هو مساعد كتابة إبداعي يساعدك على إنشاء وتحرير وتحسين محتوى النص. يمكنه المساعدة في كل شيء من صياغة عناوين جذابة إلى تطوير أفكار قصصية إبداعية.

تقدم هذه الأداة «تأثيرات» مختلفة يمكنك تطبيقها على نصك، مثل تغيير النغمة أو الأسلوب أو التنسيق.

«إليومينت (Illuminate)» - يساعدك، وهو قريب من«نوتبوك إل إم»، على تحويل الموضوعات الجافة المحتملة إلى مناقشات صوتية جذابة يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تبدو وكأنها حلقات بودكاست قصيرة ترويها أصوات واقعية بشكل مدهش.

ابحث عن موضوع معين أو الصق عنوان URL في ملف PDF وسيقوم بإخراج شيء أكثر قابلية للهضم بالنسبة لك للاستماع إليه.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».