أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة الفيديوهات المتقدمة

توجِد العناوين والنصوص والفيديوهات والتسجيلات الصوتية ببضع كلمات

تستطيع صُنع فيديوهات مبهرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبكل سهولة
تستطيع صُنع فيديوهات مبهرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبكل سهولة
TT
20

أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة الفيديوهات المتقدمة

تستطيع صُنع فيديوهات مبهرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبكل سهولة
تستطيع صُنع فيديوهات مبهرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبكل سهولة

أصبح بمقدور الجميع إنتاج فيديوهات متنوعة وبجودة عالية، حتى لو لم يكن لديهم أي معرفة مسبقة في مجال كتابة السيناريو وتسجيل الفيديو وإضافة الصوتيات إليها وتحريرها ونشرها في قنوات الشبكات الاجتماعية، ودون الحاجة لاقتناء كاميرات وعدسات وميكروفونات متقدمة والبرامج اللازمة لدمجها وتحريرها؛ وذلك بفضل تطور أدوات الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات وسهولة استخدامها.

وتطرح هذه الأدوات أسئلة كثيرة في بال المستخدمين، من بينها هل سنشهد قريباً إطلاق أفلام واقعية أو كارتونية أو فيديوهات موسيقية بجودة عالية جداً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي فقط؟ هل سيصبح الجميع كُتّاباً ومحرري ومخرجي فيديو بفضل هذه الأدوات، وكيف سيستفيد منها كبار الكتاب والمحررين والمخرجين لتطوير أعمالهم ونقلها إلى مستويات أفضل وبسرعات أعلى؟ ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من تلك الأدوات وكيفية استخدامها.

يمكن الاختيار من بين أساليب رسم مختلفة حسب الرغبة
يمكن الاختيار من بين أساليب رسم مختلفة حسب الرغبة

أدوات إنتاج فيديو متقدمة

• «كانفا دوت كوم» (Canva.com): الأداة الأولى التي نذكرها هنا، وهي تسمح بكتابة وصف الفيديو المطلوب لتقوم بإنتاج الفيديو من تلقاء نفسها. ويمكن تعديل الفيديو بعد ذلك وإضافة المؤثرات المطلوبة إليه بكل سهولة وإزالة الخلفيات بضغطة زر واحدة. وتستطيع هذه الأداة تقديم أوجه مصنوعة بالذكاء الاصطناعي واستخدامها لقراءة النص أمام المستخدمين من بين 40 لغة مختلفة إن كنت لا ترغب بالظهور في الفيديو. كما يمكن رفع ملف صوتي يحتوي على التسجيل المرغوب واستخدامه في الفيديو.

وتسمح الأداة كذلك بإضافة النصوص بأشكال وألوان مختلفة وتحريكها بكل سهولة، وتقدم مجموعة من الصور والمؤثرات المجانية وأخرى مدفوعة، يمكن استخدامها بشكل مباشر داخل الأداة نفسها أو حفظها على كومبيوتر المستخدم واستخدامها في أداة أخرى، كما سنفصل أدناه.

• «لوما لابز دوت إيه آي» (LumaLabs.ai): تسمح بإيجاد الفيديوهات السينمائية المبهرة والواقعية بمجرد كتابة الوصف المرغوب لدرجة يصعب فيها تمييز المشهد الحقيقي عن ذلك المصنوع من خلال الأداة. ويمكن استخدامها 30 مرة يومياً، مع توفير خيار الاشتراك المدفوع للحصول على مزايا إضافية.

أداة متكاملة

• «إنفيديو دوت آي أو» (Invideo.io): هذه أداة متكاملة تقدم 500 قالب (Template) مسبق الإعداد، يمكن استخدامها أو تخصيصها حسب الرغبة، مع سهولة إزالة الخلفيات من الصور الموجودة بحوزة المستخدم، التي سيتم إضافتها إلى الفيديو المرغوب، أو من خلال صور موجودة في الإنترنت وإضافة الموسيقى والنصوص إليها. وتسمح الأداة كذلك بإيجاد نص مناسب للفيديو بمجرد كتابة بضع كلمات رئيسية ووصف للفيديو المرغوب، مع القدرة على تحويل مقال مكتوب إلى فيديو مختصر في دقائق قليلة. وتقدم الأداة مكتبة ضخمة (أكثر من 8 ملايين مقطع) من الفيديوهات مسبقة الإعداد التي يمكن استخدامها في الفيديو. كما يمكن إضافة المؤثرات البصرية إلى الفيديو النهائي بكل سهولة، التي تشمل إضافة حركات النقل بين مشهد وآخر (Transition)، وتعديل أبعاد الفيديو وإضافة الملصقات، وغيرها.

وتسمح الأداة كذلك بإضافة ملف صوتي إلى الفيديو وتحريره بكل سهولة (تدعم اللغة العربية)، مع سهولة إضافة الزملاء والأصدقاء إلى قائمة محرري الفيديو في حال الحاجة للعمل جماعياً على فيديو محدد. ويمكن كتابة سؤال ما والحصول على الإجابة على شكل فيديو يمكن مشاركته مع الجميع، مثل «كيف يمكنني المحافظة على بطارية الهاتف الجوال؟»، لتقدم الأداة فيديو توضيحياً يحتوي على نصائح بالصوت والصورة، مع القدرة على تعديل محتوى الفيديو واختيار صوت المتحدث أو استخدام صوتك من خلال تسجيل مرجعي لك مسبق. ويوجد اشتراك مجاني بالخدمة مع تقديم خيارات مدفوعة للحصول على المزيد من المزايا ودعم استخدام الهاتف الجوال.

• «بيكسارت» (Picsart): أداة تقدم القدرة على صنع الفيديوهات بمجرد كتابة نص وصفي للفكرة المطلوبة والحصول على نتائج مبهرة في أقل من 5 دقائق. ويمكن اختيار أسلوب الرسومات المطلوبة من بين الواقعية والفنية والكارتونية، وغيرها. ويوجد اشتراك مجاني بالخدمة مع تقديم خيارات مدفوعة للحصول على المزيد من المزايا.

• «ليوناردو دوت إيه آي» (Leonardo.ai): أداة مجانية تسمح لك بإنتاج الصورة المرغوبة حسب وصف نصي وعوامل رسم متعددة. الأمر الملفت بهذه الأداة أنها تسمح بتحميل صورة مرجعية يمكن استخدامها لإيجاد الصورة المرغوبة بهدف تسهيل عملية إيجاد الصورة بالشكل الصحيح. وتسمح الأداة بتحرير الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي سيفهم سياق الصورة ويقوم بتحرير العديد من العناصر المرغوبة، مثل تحرير صورة لقطط توجد فيها كلمة «قطة»، ومن ثم طلب تغيير محتوى الصورة من قطط إلى طيور، ليتم استبدال القطط بالطيور مع تعديل كلمة «قطة» إلى «طائر» بشكل آلي ودون أي تدخل من المستخدم في ذلك.

• مجموعة متنوعة من الأدوات التي تحول النصوص أو الصور إلى فيديوهات مبهرة، مثل «هوتشوت دوت كو» (Hotshot.co) و«كلينغ إيه آي دوت آي أو» (KlingAI.io) و«رانواي إم إل دوت كوم» (RunwayML.com).

استخدام عدة أدوات

ويمكنك استخدام عدة أدوات للتحكم بشكل أكبر في الفيديو الذي ترغب في صنعه، مثل استخدام موقع «تايتل - جينيريتر دوت كوم» (Title-Generator.com) وكتابة المجال الذي تريد إيجاد نص مرتبط به، ليقدم لك مئات الأفكار والعناوين للفيديو المرغوب. ويمكنك بعد ذلك الذهاب إلى أداتي «تشات جي بي تي» (ChatGPT) أو «غوغل جيميناي» (Google Gemini) وطلب إيجاد نص للفيديو المطلوب مدته 5 دقائق، مثلاً، ومن ثم نسخ النص وتعديله حسب الحاجة.

فيديوهات واقعية يصعب تمييزها عن الحقيقة بمجرد كتابة وصف الفيديو المرغوب
فيديوهات واقعية يصعب تمييزها عن الحقيقة بمجرد كتابة وصف الفيديو المرغوب

الخطوة التالية هي الذهاب إلى موقع «ستيف دوت إيه آي» (Steve.ai)، الذي يطلب منك مشاركة النص ليقوم بإنتاج الفيديو بشكل آلي. وهناك أدوات أخرى مشابهة هي «آب دوت فيسلا دوت يو إس» (App.visla.us) و«سيلابي دوت آي أو» (Syllaby.io) وأداة «لوما لابز دوت إيه آي» المذكورة أعلاه. وتسمح أداة «أدوريلابز دوت كوم» (AdoriLabs.com) بتحويل النص الكامل الموجودة لديك إلى فيديو في ثوانٍ قليلة.

ونذكر كذلك أداتي «سيمبليفايد دوت كوم» (Simplified.com) و«كوبيكوبتر دوت إيه آي» (Copycopter.ai) اللتين تسمحان بإيجاد فيديو بمجرد كتابة فكرة الموضوع.

ويمكن الذهاب إلى موقع «سينثيسيز دوت آي أو» (Synthesys.io) واختيار شكل شخصية متحدثة مناسبة (Talking Avatar)، ومن ثم مشاركة النص مع الأداة، ليتم إيجاد شخصية تقوم بقراءة المحتوى للمستخدمين. ويمكن إضافة هذه الشخصية إلى فيديوهات المستخدم وإضافة المؤثرات البصرية إلى الفيديو النهائي بكل سهولة.

وإن أردت المزيد من التحكم بالفيديو، فيمكنك إنتاج النص، ومن ثم الذهاب إلى موقع «كانفا» أو «ليوناردو دوت إيه آي» المذكورين أعلاه أو أي موقع آخر وإيجاد صورة معبرة، مثل صورة لشخصية من الفاكهة (يمكن استخدام «كانفا» لإضافة صورة لتفاحة كارتونية، ومن ثم إضافة عينين وفم وأيدٍ وأرجل)، ثم حفظها على كومبيوتر المستخدم. وننتقل الآن إلى خطوة «تحريك» هذه الشخصية من خلال أداة «سكيتش دوت ميتا ديمو لاب» (Sketch.MetaDemoLab.com) التي تطلب منك اختيار الصورة، ومن ثم تحديد أماكن مفاصلها التي ستتحرك، ومن ثم اختيار الحركة المطلوبة من بين مجموعة متنوعة. ويمكن حفظ الفيديو النهائي على كومبيوتر المستخدم.

وننتقل الآن إلى إيجاد التسجيل الصوتي من خلال أداة «إيليفين لابز دوت آي أو» (ElevenLabs.io)، ومن ثم الضغط على زر «Go to app» أسفل الشاشة، ولصق النص الصوتي المرغوب واختيار الصوت المناسب (تدعم الأداة نطق الكلمات باللغة العربية بشكل قياسي)، ومن ثم حفظه على كومبيوتر المستخدم. وبعدما تم جمع الملفات المطلوبة، يمكن العودة إلى أداة «كانفا» وإضافة الفيديو المتحرك للشخصية والملف الصوتي، ومن ثم إضافة الموسيقى والخلفيات من خلال أداة «كانفا» أو من أي ملف خاص بالمستخدم، وتعديل مدة الفيديو وإضافة المؤثرات المختلفة، ومن ثم حفظه على شكل فيديو بأبعاد مختلفة حسب الشبكة الاجتماعية المرغوبة ورفعه إليها.

أيضاً تستطيع إيجاد رسومات ثلاثية الأبعاد ومجسمة تتحرك باستخدام أداة «ميشي دوت إيه آي» (Meshy.ai) سهلة الاستخدام، التي تطلب منك إدخال وصف الرسومات المطلوبة، وإيجاد التصميم المطلوب، واختيار أماكن مفاصل الشخصية التي يمكن تحريكها، ومن ثم استخدامها في برامج الرسومات المتخصصة أو داخل الفيديوهات المرغوبة.

وتوجد الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى التي ستساعدك في إيجاد الفيديوهات وغيرها من الوظائف الأخرى، ويمكن البحث عنها باستخدام موقع «إنفايد إيه آي دوت كوم» (InvadeAI.com)، يدعم اللغة العربية، ومعرفة أي منها مجاني وأي منها مدفوع، مع القدرة على اختيار فئة الخدمة.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعارات «أمازون» و«أبل» و«فيسبوك» و«غوغل» في صورة مركبة (رويترز)

الذكاء الاصطناعي ينعش أرباح عمالقة التكنولوجيا رغم تحديات الرسوم

تتباين حظوظ الشركات التكنولوجية الكبرى في مشهد الأعمال سريع التغير، حيث يُغذّي الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي النمو في مجالات الإعلانات السحابية، والرقمية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
خاص لا تزال كلمات المرور نقطة ضعف رئيسة في البنية الرقمية للمؤسسات (شاترستوك)

خاص في اليوم العالمي لكلمات المرور: أمن الهوية الرقمية مهدد في عصر الأجهزة الذكية

تزداد التهديدات مع انتشار أجهزة xIoT (الإنترنت الممتد للأشياء) بينما تبقى كلمات المرور الافتراضية والأخطاء البشرية ثغرات خطيرة تتطلب أتمتة وتوعية

نسيم رمضان (لندن)
خاص «فيراري» و«آي بي إم» تطلقان تطبيقاً جديداً يعزز تجربة مشجعي «فورمولا 1» من خلال الذكاء الاصطناعي (آي بي إم)

خاص «فيراري» و«آي بي إم» تُطلقان تجربة رقمية جديدة لعشاق «فورمولا 1»

التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يقدم محتوى تفاعلياً ومخصصاً ويعيد تعريف تجربة مشجعي «فورمولا 1» رقمياً وعلى مدار الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يفيد مستخدمون بأن الإصدار الجديد من «شات جي بي تي» أصبح يبالغ في الإطراء ويبدو مفرط الحماسة حتى في أبسط التفاعلات (أدوبي)

هل بات «تشات جي بي تي» متملقاً أكثر من اللازم؟ جرّبناه لنكتشف

شكاوى من مستخدمين وحتى سام ألتمان بأن ردود «GPT - 4o» أصبحت أشبه بتحفيز مفرط وابتسامة رقمية لا تختفي، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك.

نسيم رمضان (لندن)

«مايكروسوفت» تكشف عن الجيل الجديد من المؤسسات الذكية في تقريرها لعام 2025

«شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)
«شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)
TT
20

«مايكروسوفت» تكشف عن الجيل الجديد من المؤسسات الذكية في تقريرها لعام 2025

«شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)
«شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)

أطلقت شركة «مايكروسوفت» عبر تقريرها السنوي الخامس لمؤشر توجهات العمل لعام 2025 مصطلحاً جديداً يعكس طبيعة المؤسسات المتقدمة التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بوصفه جزءاً محورياً من استراتيجياتها التشغيلية والتنظيمية وهو «شركات الريادة» (Frontier Firms). هذا المفهوم لا يعبّر فقط عن مستوى تقني جديد، بل عن تحول جذري في فلسفة العمل نفسها، حيث يتجاوز الذكاء الاصطناعي حدود كونه أداة مساعدة إلى كونه شريكاً في اتخاذ القرار والتنفيذ، والتطوير المستمر.

ما ملامح «شركة الريادة»؟

تشير نتائج التقرير الذي أُعدّ بالتعاون مع منصة «لينكد إن» إلى أن «شركات الريادة» تعتمد على ذكاء فوري عند الطلب وفرق هجينة تتكون من البشر و«وكلاء الذكاء الاصطناعي» وهي أدوات وتطبيقات ذكية قادرة على تنفيذ المهام بشكل مستقل أو تعاوني. استند التقرير إلى تحليل شامل شمل آراء أكثر من 31 ألف موظف وقائد أعمال من 31 دولة وبيانات شبكة «لينكد إن» وتحليل تريليونات الإشارات من رسائل البريد والاجتماعات والدردشات داخل منصة «Microsoft 365». هذه المعطيات تُبرز صورة واضحة تدل على أن الذكاء الاصطناعي غيّر مفهوم القدرة البشرية، حيث لم يعد الإنجاز مرتبطاً بعدد الموظفين أو خبراتهم فقط، بل أصبح الذكاء قابلاً للتوسيع وأسرع تنفيذاً وأقل تكلفة من أي وقت مضى.

ذكاء اصطناعي... عند الطلب

وفقاً للتقرير، فإن 82 في المائة من قادة الأعمال يعتزمون تبنِّي حلول الذكاء الاصطناعي خلال عام إلى عام ونصف العام. لكن في المقابل، 53 في المائة من القادة يرون ضرورة رفع الإنتاجية، بينما 80 في المائة من الموظفين والمديرين يشعرون بأنهم يفتقرون إلى الوقت والطاقة لتلبية متطلبات العمل المتزايدة. وهنا يظهر الدور المحوري للذكاء الاصطناعي بوصفه حلاً للفجوة بين الطموحات والموارد، فالأنظمة الذكية قادرة على تولي المهام المتكررة وتحليل البيانات وتحسين الكفاءة التشغيلية ما يتيح للموظفين التركيز على الإبداع والاستراتيجية.

مفهوم «رئيس الذكاء الاصطناعي» يعكس انتقال الموظف من منفّذ للمهام إلى مدير ومطوّر لوكلاء ذكيين وهو دور سيزداد أهمية في السنوات المقبلة (شاترستوك)
مفهوم «رئيس الذكاء الاصطناعي» يعكس انتقال الموظف من منفّذ للمهام إلى مدير ومطوّر لوكلاء ذكيين وهو دور سيزداد أهمية في السنوات المقبلة (شاترستوك)

من الهياكل الهرمية إلى فرق النتائج

تكشف الدراسة أيضاً أن 46 في المائة من القادة يؤكدون بدء مؤسساتهم في أتمتة العمليات باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي، لا سيما في أقسام خدمة العملاء والتسويق وتطوير المنتجات. هذا الانتقال يوازي تحولاً في الهيكل الإداري، من البنية الهرمية التقليدية إلى هياكل مرنة تركز على تحقيق النتائج عبر التعاون بين البشر والآلات.

لكن التحول يتطلب تحقيق توازن دقيق من حيث وقت تسليم المهمة إلى الذكاء الاصطناعي ومتى تكون اللمسة البشرية ضرورية لضمان الجودة أو بناء الثقة مع العملاء. وكذا حدود المسؤولية والمساءلة في يد الإنسان. هذه الأسئلة لا تُعد تقنية فقط، بل استراتيجية وأخلاقية أيضاً.

بزوغ «رئيس الذكاء الاصطناعي»

من أبرز المفاهيم التي أطلقها التقرير، هو «رئيس الوكلاء» أو «Agent Boss» وهو موظف لم يعد مسؤولاً فقط عن أداء مهامه، بل أيضاً عن تصميم وإدارة وتدريب وكلاء الذكاء الاصطناعي. ويتوقع التقرير أن يصبح هذا النموذج شائعاً في غضون خمس سنوات، حيث ستتحول الفرق البشرية إلى قادة لوكلاء رقمية تعمل تحت إشرافهم. رغم ذلك، لا تزال هناك فجوة معرفية حيث إن 67 في المائة من القادة على دراية بوكلاء الذكاء الاصطناعي، مقابل 40 في المائة فقط من الموظفين. كما أن 79 في المائة من القادة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيعزز مسيرتهم المهنية، بينما يشاركهم هذا التفاؤل 67 في المائة فقط من الموظفين. هذا يؤكد الحاجة لتوسيع برامج التوعية، وإطلاق مبادرات تدريبية تستهدف كل المستويات داخل المؤسسة.

من «نيوم» إلى القطاع الخاص

يتزامن هذا التحول العالمي مع «رؤية 2030» السعودية التي وضعت التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ضمن أولوياتها الوطنية. مشروعات مثل «نيوم» و«ذا لاين» و«المربع الجديد» (New Murabba) ليست فقط معالم عمرانية، بل أيضاً نماذج لمجتمعات ذكية تدمج الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتوأمة الرقمية في صميم بنيتها التشغيلية. وتُعد هذه المشروعات مصدر إلهام مباشراً للقطاع الخاص في المملكة، الذي بات مُطالَباً باتباع المسار نفسه أي الاستثمار في الشبكات الذكية والبنى التحتية الحديثة، ودمج الوكلاء الذكيين ضمن العمليات اليومية، وتأهيل كوادر وطنية لإدارة هذا التحول التكنولوجي.

الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً في رفع الإنتاجية خصوصاً في ظل تزايد الأعباء على الموظفين ونقص الوقت والطاقة (أدوبي)
الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً في رفع الإنتاجية خصوصاً في ظل تزايد الأعباء على الموظفين ونقص الوقت والطاقة (أدوبي)

تحديات وفرص

رغم الفوائد الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، فإن الطريق نحو تبنّيه الكامل لا يخلو من التحديات. يبقى السؤال مطروحاً: هل سيؤدي هذا التقدّم إلى تقليص الوظائف البشرية؟ وكيف يمكن ضمان عدالة الوصول إلى هذه التقنيات داخل المؤسسات، بحيث لا تصبح حكراً على فئة دون أخرى؟ يضاف إلى ذلك البعد الأخلاقي، إذ تبرز الحاجة إلى وضع ضوابط واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، وتمنع أي إساءة محتملة له. هذه التحديات لا يمكن تجاهلها، بل يجب التعامل معها من خلال وضع سياسات تنظيمية دقيقة، وتعزيز التعاون بين الحكومة وقطاع الأعمال والمؤسسات التعليمية لضمان انتقال عادل وآمن إلى عصر الذكاء الاصطناعي.

نحو ريادة مستقبلية

يشدد زوبين تشاجبار، المدير الأول ورئيس مجموعة الأعمال لحلول العمل الحديثة وأجهزة «سيرفس» (Surface) في منطقة أوروبا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «مايكروسوفت»، على أهمية التحول الجاري في مشهد الأعمال العالمي. ويشير إلى أن «مؤشر توجهات العمل» لهذا العام يوضح ضرورة أن تعيد الشركات النظر في كيفية استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى إمكاناتها. ويضيف أن صعود «شركات الريادة» يثبت أن القادة الذين ينجحون في دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، ويعززون التعاون بين الفرق البشرية والتقنيات الذكية، هم الأكثر قدرة على التفوق في بيئة الأعمال التنافسية الراهنة».