تقرير: «أبل» عملت سراً على تطبيق لمراقبة سكر الدم

مستهلكون يسيرون أمام شعار لشركة «أبل» في نيويورك (رويترز)
مستهلكون يسيرون أمام شعار لشركة «أبل» في نيويورك (رويترز)
TT

تقرير: «أبل» عملت سراً على تطبيق لمراقبة سكر الدم

مستهلكون يسيرون أمام شعار لشركة «أبل» في نيويورك (رويترز)
مستهلكون يسيرون أمام شعار لشركة «أبل» في نيويورك (رويترز)

أفاد تقرير إخباري بأن شركة «أبل» عملت على تطوير تطبيق لمساعدة الأشخاص في مراقبة مستويات السكر في الدم على موظفين لديها بشكل سري.

وحسب ما نشرته وكالة «بلومبرغ» الأميركية، فإن التطبيق استهدف على نحو خاص الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري (مقدمات مرض السكري)، وقد اختبرت الشركة التطبيق على موظفين مختارين، كجزء من أوسع جهودها نطاقاً في ميزات سكر الدم، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن العمل سري.

وعلى الرغم من أن «أبل» ليس لديها خطط لإطلاق التطبيق، فقد تقوم الشركة في نهاية المطاف بدمج التكنولوجيا في منتجات صحية مستقبلية، بما في ذلك متتبع الجلوكوز غير الجراحي الذي كانت تطوره لأكثر من عقد من الزمان.

كان الموظفون المشاركون في الاختبار بحاجة إلى التحقق من أنهم مصابون بمرض السكري من خلال فحص الدم. وهذا يعني أنهم لا يعانون حالياً من مرض السكري، ولكن قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالنوع الثاني من المرض.

وكجزء من الاختبار، قام الموظفون بمراقبة نسبة السكر في الدم من خلال أجهزة مختلفة متوفرة في السوق، ثم سجلوا تغييرات مستوى الجلوكوز استجابة لتناول الطعام.

وتتلخص الفكرة وراء هذا النظام في إظهار كيف يمكن لبعض الأطعمة أن تؤثر على نسبة السكر في الدم ــ على أمل إحداث تغييرات من شأنها أن تمنع الإصابة بمرض السكري. على سبيل المثال، إذا سجل المستخدمون أنهم تناولوا المعكرونة على الغداء وارتفع مستوى السكر في الدم لديهم، فقد يُطلب منهم التوقف عن تناول المعكرونة أو التحول إلى تناول البروتين.

وتهدف الدراسة إلى استكشاف الاستخدامات المحتملة لبيانات نسبة السكر في الدم والأدوات التي يمكن للشركة أن تقدمها للمستهلكين. في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، تم إيقاف اختبار التطبيق مؤقتاً للسماح لشركة «أبل» بالتركيز على ميزات صحية أخرى. كما رفض متحدث باسم الشركة التعليق.

ويشير البحث إلى أن تتبع الجلوكوز وتسجيل الطعام قد يكونان من مجالات التوسع المهمة لشركة «أبل» في المستقبل. ويفتقر تطبيق الصحة الحالي للشركة إلى ميزات تسجيل الوجبات، وهو ما يتناقض مع الخدمات المنافسة. وقد يؤدي البحث أيضاً إلى قيام «أبل» بدمج تتبع الجلوكوز من جهات خارجية بشكل أعمق في تطبيقاتها.

ويكمن الاختبار في تحليل دم الشخص دون وخز الجلد - وهو تقدم رائد محتمل في مكافحة مرض السكري.

غالباً ما تستخدم «أبل» دراسات الموظفين للتعرف على ميزات تطبيقات الصحة قبل الإطلاق العام. واتخذت الشركة مساراً مشابهاً مع مساعد السمع وميزات اكتشاف انقطاع النفس أثناء النوم لـ«إير بودز» و«أبل ووتش»، كما تمتلك الشركة التي يقع مقرها في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا العديد من المختبرات في حرمها الجامعي لاختبار الميزات الصحية.

كانت دراسات الجلوكوز سرية للغاية - حتى بالمقارنة مع مشاريع «أبل» السابقة - وكان الموظفون بحاجة إلى فحص محدد من المديرين قبل أن يتمكنوا من المشاركة في البرنامج. كما كانت هناك حاجة إلى العديد من الاتفاقيات الطبية وعدم الإفصاح للمشاركة.

وقبل نحو 15 عاماً، شرعت شركة «أبل» في تدشين مشروع باسم «إي 5»، وأنشأت «أبل» شركة مخصصة تابعة لتشغيله. تم نقل هذه الوحدة في النهاية إلى مجموعة تقنيات الأجهزة الخاصة بشركة «أبل»، ويديرها الآن نائب رئيس رقائق السيليكون في الشركة.

في العام الماضي، ذكرت «بلومبرغ نيوز» أن شركة «أبل» أحرزت تقدماً في المشروع، وتعتقد أنها كانت أخيراً على المسار الصحيح لتسويق التكنولوجيا في النهاية. لكن المنتج الفعلي لا يزال على بُعد سنوات. قبل أن تتمكن الشركة من تقليص حجم المستشعر بما يكفي ليناسب ساعة ذكية، تعمل على نموذج أولي بحجم «آيفون». وحتى مع هذا الشكل، واجهت «أبل» تحديات مع الحجم والسخونة الزائدة.

يستخدم النظام في مشروع «إي 5» أشعة الليزر لإطلاق الضوء على الجلد وتحديد كمية الجلوكوز في الدم. على الرغم من أن «أبل» تأمل في النهاية في توفير قراءات محددة لسكر الدم، فمن المرجح أن يتم تصميم الإصدار الأولي فقط لإعلام المستخدمين إذا كانوا قد يكونون مصابين بمرض السكري.

وتتبع شركة «أبل» استراتيجية مماثلة مع إشعارات انقطاع التنفس أثناء النوم الجديدة، والتي يمكنها إخبار مرتدي الساعات الذكية بما إذا كانوا قد يعانون من هذه الحالة. وستعمل ميزة الكشف عن ارتفاع ضغط الدم القادمة بنفس الطريقة تقريباً.

وتتزايد شعبية أجهزة مراقبة مستويات السكر؛ إذ أطلقت شركات مثل «Dexcom» و«Abbott» أجهزة مراقبة السكر المستمرة (CGM) التي تستهدف مرضى السكري من النوع الثاني والأشخاص غير المصابين بالسكري، بالإضافة إلى الانتشار الواسع النطاق لأجهزة قياس السكر في الدم بآلية الوخز التقليدية.

وتنفق الولايات المتحدة 413 مليار دولار سنوياً على الرعاية المتعلقة بمرض السكري، مما يعني أن مرضى السكري يمثلون الآن واحداً من كل أربعة دولارات للرعاية الصحية يتم إنفاقها في البلاد.


مقالات ذات صلة

«تهيمنان على برامج التصفح على الهواتف»... بريطانيا تحقق بشأن «أبل» و«غوغل»

أوروبا شعار «غوغل» على هاتف محمول (أ.ف.ب)

«تهيمنان على برامج التصفح على الهواتف»... بريطانيا تحقق بشأن «أبل» و«غوغل»

قالت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، في تقرير إن «أبل» و«غوغل» لا توفران للمستهلكين خياراً حقيقياً لبرامج التصفح على الإنترنت للهواتف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا تجربتي مع  «أبل إنتليجنس»

تجربتي مع «أبل إنتليجنس»

أصدرت «أبل» أخيراً تحديثاً لأنظمة التشغيل الخاصة بها قدم بدايات مجموعة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي تسمى «أبل إنتليجنس» «أبل» Intelligence. «ذكاء أبل»…

جيم روسمان (واشنطن)
الاقتصاد عملاء يسيرون أمام شعار «أبل» داخل متجر الشركة بمحطة «غراند سنترال» في نيويورك (رويترز)

السيولة النقدية ترتفع لـ325 مليار دولار... وارن بافيت يخفض حيازته لأسهم «أبل» لمستوى قياسي

واصل رجل الأعمال الأميركي وارن بافيت وشركة بيركشاير هاثاواي، تخارجهما من سوق الأسهم في الربع الثالث، إذ خفضا حيازاتهما في «أبل» لمستوى قياسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا صورة نشرتها «أبل» تكشف عن حجم «ميني ماك» الجديد (الشرق الأوسط)

«أبل» تكشف عن آخر إصدارات جهاز «ميني ماك» بمعالج جديد

أزاحت «أبل» الستار، الثلاثاء، عن جهاز جديد، يتمثّل في «ماك ميني»، المعزّز بمعالج M4، وشريحة M4 Pro الجديدة، مشيرةً إلى أن تصميمه الجديد.

«الشرق الأوسط» (دبي)
تكنولوجيا جهاز «آيفون 15» معروض في أحد متاجر بالي بإندونيسيا (إ.ب.أ)

«أبل» تبشّر بعصر جديد لأجهزتها بعد تشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي

شغّلت «أبل»، الاثنين، أول نظام ذكاء اصطناعي توليدي لها، «أبل إنتلجنس»، على الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»
TT

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

وفي وثيقة قضائية، دعت وزارة العدل المحكمة إلى تفكيك أنشطة «غوغل»، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقيات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وقال مسؤولون عن شؤون مكافحة الاحتكار، وفقاً لوثائق الدعوى، إنّه ينبغي أيضاً إجبار غوغل على بيع نظام أندرويد إذا كانت الحلول المقترحة لا تحول دون أن تستخدم المجموعة لصالحها سيطرتها على نظام التشغيل.

وتشكّل هذه الدعوى تغييراً عميقاً في استراتيجية الهيئات التنظيمية التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلهم منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين من الزمن.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يقدّم الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل (نيسان).

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، فمن المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، مما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الأخيرة للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا ًعلى عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني).

ومن المرجح أن تقوم إدارة ترمب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل.