كيف تحوّل «إتش بي» الحواسيب الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

«الشرق الأوسط» تحاور نائب الرئيس الأول في «HP»

«إتش بي»: تأثير الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين مشابه للتأثير التحويلي للإنترنت (غيتي)
«إتش بي»: تأثير الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين مشابه للتأثير التحويلي للإنترنت (غيتي)
TT

كيف تحوّل «إتش بي» الحواسيب الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

«إتش بي»: تأثير الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين مشابه للتأثير التحويلي للإنترنت (غيتي)
«إتش بي»: تأثير الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين مشابه للتأثير التحويلي للإنترنت (غيتي)

تخيّل جهاز كومبيوتر شخصيّاً لا يفهم احتياجاتك فحسب، بل يتوقعها أيضاً، ويتكيف مع نمط حياتك وتفضيلاتك. هذا ما تعمل عليه شركة «HP» من خلال أجهزة الكومبيوتر الشخصية الاستهلاكية المبتكرة المجهزة بالذكاء الاصطناعي، التي توفر مستويات غير مسبوقة من التخصيص.

في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من المقر الرئيسي للشركة في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا الأميركية، يقول ساميول تشانغ، نائب الرئيس الأول، ورئيس حلول المستهلك للأنظمة الشخصية في «HP»: «إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة، لكنه إعادة تصور أساسية للحوسبة الشخصية».

ساميول تشانغ نائب الرئيس الأول ورئيس حلول المستهلك للأنظمة الشخصية في «HP» (الشرق الأوسط)

أجهزة كومبيوتر ممكّنة بالذكاء الاصطناعي

أعادت شركة «HP» تنشيط عروض منتجاتها مؤخراً؛ إذ أطلقت 3 أجهزة كومبيوتر محمولة تُركز على الذكاء الاصطناعي تحت العلامة التجارية «أومني بوك» (Omnibook) الجديدة، جنباً إلى جنب مع التحديثات التي طرأت على خطوط «بافيليون» (Pavilion) و«سبكتر» (Specter). لا تعد هذه المقدمات مجرد ترقيات، بل هي جزء من استراتيجية «HP» لجعل التكنولوجيا أكثر قابلية للفهم والوصول إليها من قبل المستهلك النهائي. يوضح تشانغ أن «HP» قامت «بإعادة تصميم منطق خط إنتاجها وتنظيفه حقاً، وهو أمر مهم للوضوح عند شرح عروض منتجاتها للعملاء».

يقول تشانغ: «إن هذا يذكّر بطفرة الإنترنت في أواخر التسعينات، التي شهدها تشانغ بنفسه أثناء عمله في شركة (إنتل)». ويضيف: «كما أصبح الإنترنت أداة عالمية، فإن الذكاء الاصطناعي من المقرر أن يتغلغل بشكل كبير في جوانب مختلفة من التكنولوجيا، بدءاً بأجهزة الكومبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي».

تركز «HP» على تعزيز الأمان والخصوصية في أجهزة الكومبيوتر المجهزة بالذكاء الاصطناعي (غيتي)

تكييف التكنولوجيا مع الاحتياجات الإقليمية

يختلف دمج الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكومبيوتر الشخصية بشكل كبير عبر المناطق المختلفة، متأثراً بمستويات متفاوتة من الحماس والاهتمام بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. يلاحظ تشانغ خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» أنه في حين يوجد حماس كبير بشأن الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، فإن الاستقبال والتوقعات تختلف، خصوصاً فيما يتعلق بالخصوصية والأمان. على سبيل المثال، أجرت شركة «HP» دراسة استقصائية تكشف عن حماس كبير للذكاء الاصطناعي في أسواق النمو مثل الهند، في حين بالمناطق الأكثر تنظيماً، مثل الاتحاد الأوروبي، هناك تركيز أقوى على الخصوصية.

وعند سؤالنا عن الاستراتيجيات الخاصة بالشرق الأوسط، يسلط ساميول تشانغ الضوء على الطلب العالمي على تعزيز الأمن في أجهزة الكومبيوتر الشخصية المجهزة بالذكاء الاصطناعي.

ويجيب: «إنه بغض النظر عن البلد، فإن هناك شيئاً واحداً يتفق عليه الجميع، وهو قلقهم بشأن الأمن والخصوصية، خصوصاً مع أجهزة الكومبيوتر الشخصية التي تتضمن الذكاء الاصطناعي». وقد دفع هذا «HP» إلى الابتكار بطرق تضمن قوة الأمان والحفاظ على الخصوصية، مثل ميزة «AI companion»، التي تسمح للمستخدمين بتحليل المستندات بأمان على أجهزتهم دون التعرض للسحابة.

مستقبل التخصيص في أجهزة الكومبيوتر الشخصية

في المستقبل، يتصور تشانغ مستقبلاً حيث لا تكون أجهزة الكومبيوتر الشخصية مجرد أدوات للإنتاجية بل أيضاً مثل رفاق شخصيين يتكيفون مع احتياجات وتفضيلات المستخدم الفردي. وسوف يمتد هذا التخصيص إلى ما هو أبعد من تحسينات النظام البسيطة، ليشمل تفاعلات أكثر طبيعية من خلال عناصر التحكم بالصوت والإيماءات، ما يجعل كل جهاز كومبيوتر شخصياً بشكل مميز.

ويصرح تشانغ «بأن أكثر الابتكارات الشخصية هي الأفضل»، مؤكداً كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين جهاز الكومبيوتر من عكس شخصية الفرد وتفضيلاته بطرق غير مسبوقة.

ويشرح تشانغ أيضاً السيناريوهات؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في المهام اليومية والهوايات الشخصية، من تخطيط السفر الذي يستوعب التفضيلات الشخصية، إلى إنشاء بطاقات العطلات الشخصية أو ألبومات الصور.

كومبيوتر «HP OmniBook Ultra» مقاس 14 بوصة من الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي (HP)

الآثار الأوسع للذكاء الاصطناعي

ويعترف تشانغ بالتحديات الماثلة في معالجة المخاوف المحتملة بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثير اللوائح الصارمة، مثل تلك التي شوهدت مع إطلاق التكنولوجيا الحديثة في الاتحاد الأوروبي.

ويشرح لـ«الشرق الأوسط» أن المفتاح يكمن في موازنة المحتوى المخصص مع التنوع الكافي للحفاظ على المشاركة والأهمية. علاوة على ذلك، تعمل «HP» بشكل استباقي في استخدام الذكاء الاصطناعي للحماية من سوء الاستخدام، مثل اكتشاف التزييف العميق.

الاستدامة والابتكار

يتطرق ساميول تشانغ، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم حلول المستهلك للأنظمة الشخصية في شركة «HP» أيضاً إلى جهود الاستدامة في شركته، مشيراً إلى أن الدفع نحو الممارسات المستدامة جزء لا يتجزأ من دورة حياة المنتج، من التصميم إلى التعبئة والتغليف.

ويوضح أن «الاستدامة لا تعني بالضرورة تكاليف أعلى إذا تم ذلك بشكل صحيح؛ بل يمكن أن تؤدي إلى الكفاءة وانخفاض التكاليف»، ما يعزز التزام «HP» بالمسؤولية البيئية جنباً إلى جنب مع الابتكار التكنولوجي.

في الأساس، بينما تتنقل «HP» عبر تعقيدات إدخال الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين، تظل ملتزمة بتعزيز الأمان وتخصيص التجارب، وتعزيز الممارسات المستدامة.

ويعد تشانغ أن «HP» لا تهدف فقط إلى مواكبة التقدم التكنولوجي، ولكن أيضاً إلى ضمان إمكانية الوصول إلى هذه التقنيات وتأمينها وتوافقها مع احتياجات المستخدمين في جميع أنحاء العالم.

ويضيف بأن نهج «HP» يجسد التزامها ليس فقط بتطوير التكنولوجيا ولكن أيضاً معالجة التفضيلات والمخاوف الدقيقة لقاعدة عملائها العالمية، ما يجعلها رائدة في التحول إلى الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين.


مقالات ذات صلة

​«جيمناي لايف» من «غوغل» متاح مجاناً لمستخدمي «آندرويد» بالإنجليزية

تكنولوجيا تقدم الميزة عشرة خيارات صوتية مختلفة حصرياً للمستخدمين الذين يدفعون اشتراكاً في الخدمة (شاترستوك)

​«جيمناي لايف» من «غوغل» متاح مجاناً لمستخدمي «آندرويد» بالإنجليزية

كانت الميزة حصرية لمشتركي «جيمناي أدفانسد» (Gemini Advanced) بتكلفة 20 دولاراً شهرياً

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا صورة الملياردير الأميركي إيلون ماسك تظهر إلى جانب شعار منصة «إكس» (أ.ف.ب)

تقرير: قيمة «إكس» تراجعت بنحو 80 % عما كانت عليه قبل ماسك

كشفت تقديرات شركة الاستثمار Fidelity، عن أن قيمة منصة «إكس» المعروفة سابقًا باسم «تويتر» تقل بنحو 80 في المائة عما كانت عليه قبل عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد موقع سوق ناسداك في مدينة نيويورك (رويترز)

ارتفاع القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الكبرى في سبتمبر

ارتفعت القيمة السوقية لكثير من شركات التكنولوجيا في سبتمبر بدعم من تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي التي تعزز عادة الأرباح المستقبلية والتدفقات النقدية

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يقدم «Copilot» تصميماً أكثر سهولة في الاستخدام مع إجابات سريعة وسلسة (شاترستوك)

تعرف على أحدث ترقيات «كوبايلوت»... مساعد «مايكروسوفت» الذكي

من التحديثات ميزة «Copilot Voice» التي توفر للمستخدمين القدرة على التفاعل مع رفيقهم الرقمي بطريقة أكثر طبيعية وبديهية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا آن بوفيرو المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي (وسط) (أ.ف.ب)

فرنسا تطمح لتنظيم قمة «مختلفة» عن الذكاء الاصطناعي

تستعد فرنسا لاستضافة الحدث العالمي المسمَّى «الذكاء الاصطناعي- قمة العمل»؛ حيث تخطط ليكون مختلفاً جدّاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أوبن إيه آي» تطلق ميزة «وضع الصوت المتقدم» للمستخدمين

ميزة الصوت المتقدمة مع أصوات جديدة تدعم 50 لغة لتحسين التفاعل الصوتي في «تشات جي بي تي» (رويترز)
ميزة الصوت المتقدمة مع أصوات جديدة تدعم 50 لغة لتحسين التفاعل الصوتي في «تشات جي بي تي» (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» تطلق ميزة «وضع الصوت المتقدم» للمستخدمين

ميزة الصوت المتقدمة مع أصوات جديدة تدعم 50 لغة لتحسين التفاعل الصوتي في «تشات جي بي تي» (رويترز)
ميزة الصوت المتقدمة مع أصوات جديدة تدعم 50 لغة لتحسين التفاعل الصوتي في «تشات جي بي تي» (رويترز)

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» إطلاق ميزة «وضع الصوت المتقدم» لمستخدمي «تشات جي بي تي» (ChatGPT) في خطط «بلس» و«تيمز» بصفة تدريجية هذا الأسبوع. تهدف هذه الميزة إلى تحسين التفاعل الصوتي مع «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، ما يجعل المحادثات أكثر واقعية وسلاسة، وهي متاحة الآن للمستخدمين الذين يترقبونها منذ مدة.

إضافة خمسة أصوات جديدة إلى الخدمة

يتضمّن هذا التحديث إضافة «خمسة أصوات جديدة»، وهي: «Arbor, Maple, Sol, Spruce ,وVale»، ليصل العدد الإجمالي للأصوات المتاحة إلى تسعة أصوات. هذه الأصوات الجديدة تهدف إلى تحسين التجربة الصوتية للمستخدمين من خلال تقديم خيارات متنوعة ومتميزة.

ميزات إضافية وتحسينات في التفاعل

إلى جانب الأصوات الجديدة، تشتمل «ميزة وضع الصوت المتقدم» على عدد من التحسينات، من بينها:

- «التعليمات المخصصة» التي تتيح للمستخدمين إمكانية تخصيص ردود «ChatGPT» وفقاً لتفضيلاتهم.

- «ميزة الذاكرة»، التي تمكّن التطبيق من تذكّر المحادثات السابقة واسترجاعها عند الحاجة.

- تحسينات في «فهم اللهجات»، ما يسهّل التفاعل مع المستخدمين من مختلف المناطق الجغرافية.

حدّث تطبيق «تشات جي بي تي» الآن لتحصل على ميزة الصوت المتقدمة الجديدة (تشات جي بي تي)

دعم لأكثر من 50 لغة في التطبيق

تُعد «ميزة وضع الصوت المتقدم» في «ChatGPT» أداة فعّالة لتقديم الترجمة الفورية؛ إذ يمكن للمستخدمين التحدث مباشرة مع «ChatGPT» باستخدام أصوات طبيعية ومتعددة اللغات. بفضل دعمها أكثر من 50 لغة، يمكن للمستخدمين الحصول على ترجمة فورية وسلسة لمحادثاتهم الصوتية؛ مما يسهّل التفاعل بين الأشخاص ذوي اللغات المختلفة. هذه الميزة تُعد مثالية للشركات الدولية، والمسافرين، أو أي شخص يحتاج إلى التواصل بسرعة وفاعلية بلغات متعددة في الوقت الفعلي.

تتوافر «ميزة وضع الصوت المتقدم» بصفة تدريجية لمستخدمي خطط «بلس» و«Teams» خلال هذا الأسبوع، مع خطط لتوسيع نطاقها إلى مزيد من العملاء في المستقبل القريب.