فرنسا تطمح لتنظيم قمة «مختلفة» عن الذكاء الاصطناعي

آن بوفيرو المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي (وسط) (أ.ف.ب)
آن بوفيرو المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي (وسط) (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تطمح لتنظيم قمة «مختلفة» عن الذكاء الاصطناعي

آن بوفيرو المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي (وسط) (أ.ف.ب)
آن بوفيرو المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي (وسط) (أ.ف.ب)

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط ذروة النقاش حول الذكاء الاصطناعي، توافد مسؤولون من حكومات دول من 6 قارات، بالإضافة إلى أشهر مديري شركات التكنولوجيا في العالم، لحضور القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي.

جذبت قمة «بليتشلي بارك» في بريطانيا نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (Open AI) سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك، بالإضافة إلى شخصيات بارزة أخرى حكومية ومن مجال التكنولوجيا.

أسفرت القمة عن اتفاقية دولية، بمشاركة الصين، لاحتواء أكثر مخاطر الذكاء الاصطناعي تطرفاً. ورغم ذلك، تعرضت لانتقادات على نطاق واسع لتركيزها بشكل مفرط على السيناريوهات المخيفة، واستبعاد الأصوات التي تتحدث عن تأثير التكنولوجيا على العمال أو الجنوب العالمي.

وبعد عام، تستعد فرنسا لاستضافة الحدث العالمي المسمى «الذكاء الاصطناعي- قمة العمل»؛ حيث تخطط ليكون مختلفاً جدّاً.

وقالت آن بوفيرو، المبعوثة الخاصة الفرنسية للذكاء الاصطناعي، إن «هذه القمة ستكون أكبر وأكثر شمولية وأكثر تركيزاً على طرق توجيه التكنولوجيا لخدمة المصلحة العامة. وستناقش القمة الفرنسية كيف يغير الذكاء الاصطناعي من شكل العمل، ويعزز التضليل، ويؤثر على المناخ والصحة».

وأوضحت بوفيرو لصحيفة «واشنطن بوست»: «سنركز على العمل الجاد والنتائج الملموسة. نحن لسنا هنا لإعادة اختراع الحوكمة».

وأشارت بوفيرو إلى أنها حضرت، هذا الأسبوع، فعاليات الذكاء الاصطناعي خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي استقطبت سام ألتمان وقادة دوليين آخرين في نيويورك، لمناقشة سياسات الذكاء الاصطناعي.

وقالت بوفيرو إن القمة الفرنسية ستبني على النقاشات التي دارت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقمة الماضية في «بليتشلي بارك» لتنسيق تنظيم الذكاء الاصطناعي عالمياً.

سيواجه طموح فرنسا لعقد قمة تركز على الأفعال تحديات حوكمة التكنولوجيا العالمية، والتي غالباً ما تعتمد على التزامات طوعية وغير ملزمة من الدول والشركات.

الشركات المنتجة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي -وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»- ليست مقيدة بالحدود الدولية، ولكنها تخضع لمجموعة متنوعة من الأنظمة المختلفة.

على سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي الذي يضم فرنسا، يعتمد قانون الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لحظر الاستخدامات غير المقبولة لهذه التكنولوجيا، مثل أنظمة التقييم الاجتماعي، ويقيد استخدامات أخرى بناءً على مقياس تصاعدي للمخاطر.

وتعتمد الصين قواعد تعزز قيمها الاشتراكية والرقابة، بينما تركت الولايات المتحدة تنظيم الذكاء الاصطناعي في الغالب لقوانين الولايات التي تدرس تدابير للحد من التزييف العميق، وحماية الانتخابات من التلاعب، وخلق مسؤولية أكبر لشركات الذكاء الاصطناعي.

وترى بوفيرو أن فرنسا ستواجه هذه التحديات من خلال توسيع الشراكات الدولية الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأضافت: «على سبيل المثال، يمكن للقمة في فرنسا أن تبني على الشبكة الدولية الجديدة لمعاهد سلامة الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها مؤخراً لتقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي». وأكدت: «لن نفعل ذلك بمفردنا».

وبينما لم يتم الإعلان بعد عن الموقع والحضور، أشارت بوفيرو إلى أن كثيراً من المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا قد قبلوا الدعوات.

وتعتمد مشاركة الولايات المتحدة في القمة على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية؛ حيث من المقرر أن تُعقد القمة يومي 10 و11 فبراير (شباط)، أي بعد أقل من شهر من حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.


مقالات ذات صلة

جهاز الخدمة السرية الأميركي يلجأ لتقنيات الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا عناصر من جهاز الخدمة السرية الأميركي خلال حماية المرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

جهاز الخدمة السرية الأميركي يلجأ لتقنيات الذكاء الاصطناعي

في تطور لافت بخصوص جهاز الخدمة السرية الأميركي، اتخذ الجهاز أولى خطواته نحو عالم الذكاء الاصطناعي.

الاقتصاد جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد خزان تعدين في أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة (رويترز)

إنفوغراف: ما أكبر مراكز البيانات في العالم؟

في ظل دعوة شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى البيت الأبيض إلى بناء مراكز بيانات ضخمة بقدرة 5 غيغاواط من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف وتعزز الناتج المحلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي

أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم يتحدى العقول

مَعْلَم يلتقي فيه الخيال البشري بإبداع الآلة

جيسوس دياز (واشنطن)

الرئيس التنفيذي لـ«اتش.بي»: سنطور التقنيات في السعودية ونتوسع بها من هناك

إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«اتش.بي»: سنطور التقنيات في السعودية ونتوسع بها من هناك

إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)
إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)

وصف إنريكي لوريس الرئيس التنفيذي لشركة «اتش.بي» - في حديث لـ«الشرق الأوسط» - السعودية، بالأرض الواعدة للفرص. وذكر أن شركته تسعى لزيادة حضورها التجاري في المملكة، تماشياً مع «رؤية المملكة 2030». وأضاف أن افتتاح المقر الإقليمي لـ«اتش.بي» في الرياض دليل على الأهمية الاقتصادية التي تراها الشركة الأميركية للسعودية.

وذكر لوريس أن «اتش.بي» لن تقصر أعمالها على جلب التقنيات إلى السعودية فقط؛ بل ستعمل أيضاً على تطويرها هناك، والتوسع بها من هناك نحو العالم. كما أكد أن شركة «اتش.بي» ستشارك بقوة في معرض التقنيات العالمي «ليب 2025» الذي تستضيفه الرياض مطلع العام المقبل.

«HP Imagine»

حديث إنريكي لوريس جاء يوم الثلاثاء، على هامش «HP Imagine» وهو الحدث العالمي الذي تنظمه الشركة سنوياً في مقرها الرئيسي في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأميركية. وقد كانت «الشرق الأوسط» الجهة الإعلامية العربية الوحيدة التي تلقت دعوة لحضور هذا الحدث. واعترف لوريس خلال كلمته بالتغيير السريع الذي يعيد تشكيل مكان العمل بوجود الذكاء الاصطناعي. وأكد أهمية الموازنة بين الاحتياجات المتطورة للموظفين وطموحات الشركات للنمو، مع الإشارة إلى الفرص الهائلة للذكاء الاصطناعي «بوصفه قوة تحويلية لا تستطيع إعادة تعريف العمل فحسب؛ بل علاقتنا بالكامل بالعمل نفسه».

«اتش.بي»: نلتزم ضمان توافق ابتكارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف الاستدامة والأمن

الذكاء الصناعي يحسن علاقتك بالعمل

للعام الثاني على التوالي، كشفت دراسة عالمية أجرتها «اتش.بي» أن العمال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي هم أكثر سعادة بعلاقتهم بالعمل بمقدار 11 نقطة، مقارنة بغير المستخدمين له. وأشارت الدراسة إلى أن 28 في المائة فقط من العاملين في مجال المعرفة من مختلف الصناعات حول العالم لديهم علاقة صحية بالعمل، بزيادة نقطة واحدة مقارنة بعام 2023.

وبيَّنت الدراسة ارتفاع استخدام الذكاء الاصطناعي بين العاملين في مجال المعرفة إلى 66 في المائة في عام 2024، من 38 في المائة العام الماضي. وجاء في الدراسة أن 44 في المائة فقط من القادة لديهم ثقة في مهاراتهم البشرية؛ كما أن قائدات الأعمال يتمتعن بثقة أكبر بكثير من نظرائهن من الذكور.

ماذا تعني نتائج الدراسة؟

وأكد إنريكي لوريس أن شركته تركز الآن على 3 مجالات رئيسية لتمكين تجارب عمل أفضل، أولها الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من خلال منصات مثل «Workforce Experience»، التي تقدم رؤى قابلة للتنفيذ، وتتنبأ بالمشكلات المحتملة، وتقلل الضغط على فرق الدعم.

أما المجال الثاني فهو التقنيات الذكية المخصصة. وخلال الحدث، قدم لوريس الجيل التالي من أجهزة الكومبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتم تصميمها لتحقيق أداء وأمان عاليين، مع تقديم تجارب مخصصة.

ويتمثل المجال الثالث بما تطلق عليه الشركة «دور التعاون المعزز»، ويقصد به توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في عمل الفرق والتعاون الجماعي، وكسر الحواجز بين سير العمل الرقمي والمادي، عبر تعزيز الاتصال عن بُعد مثلاً، مما يضمن عقد اجتماعات افتراضية سلسة.

«اتش.بي»: تجب الموازنة بين الاحتياجات المتطورة للموظفين وطموحات الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي (اتش.بي)

مستقبل مستدام وآمن

وشدد لوريس على التزام شركته بضمان توافق هذه الابتكارات مع أهداف الاستدامة والأمن. وقال إن كمبيوتر «OmniBook Ultra Flip» على سبيل المثال تم تصنيعه من معادن معاد تدويرها بنسبة 90 في المائة، وهو مصمم لكفاءة الطاقة. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب أيضاً دوراً مهماً في جهود الاستدامة التي تبذلها «اتش.بي» من خلال تحسين استخدام الموارد، وتقليل استهلاك الطاقة، ودعم الاقتصاد الدائري من خلال الأجهزة المجددة.

الأمان أيضاً من الأولويات

وخلال حدث «HP Imagine» في مدينة بالو ألتو، سلَّط لوريس الضوء على الاكتشاف المتقدم للتهديدات الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي من «HP Wolf Security». وقال إن البرنامج قادر على حماية المستخدمين من التهديدات الناشئة، مثل الاحتيال العميق والهجمات الإلكترونية. وأشار لوريس إلى أن المستقبل سيتطلب يقظة أكبر؛ حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في استراتيجيات الأمن السيبراني الهجومية والدفاعية.

الذكاء الاصطناعي وتطوّر الطباعة

بعيداً عن الأنظمة الشخصية، ناقش إنريكي لوريس كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي حجرَ زاوية آخر مهماً في أعمال عدة، وهو الطباعة، من خلال تعلم عادات المستخدمين وتفضيلاتهم. وقال إن هذه التقنية تضمن تحسين حتى مهام الطباعة المعقدة، مثل تلك التي تتم من خلال متصفحات الويب، لتوفير الوقت والورق والموارد. وستعمل التقنية إلى جانب ميزات الصيانة التنبؤية على تقليل الانقطاعات، والحفاظ على تشغيل الأنظمة بسلاسة.