هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟
TT

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

كما يبدو، فإنك أينما ذهبت ستجد شخصاً يتحدث عن الذكاء الاصطناعي (أو يحذر منه). ويبدو أن الذكاء الاصطناعي هو الأمر الكبير التالي في الكومبيوترات وفي حياتنا.

في الواقع، فإن الذكاء الاصطناعي هو نوعاً ما، الأمر الكبير الحالي. إذ إن «تشات جي بي تي» وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ازدهار الآن.

مجموعات الذكاء الاصطناعي

لكن شركات مثل «مايكروسوفت»، و«أبل»، و«غوغل» تدفع بالذكاء الاصطناعي إلى المقدمة، وإلى المركز، في أحدث إصدارات أنظمة التشغيل والمتصفحات الخاصة بها.

ماذا يعني هذا بالنسبة للشخص العادي الذي يتسوّق لشراء كومبيوتر أو هاتف جديد؟ ما الذي يجب أن تبحث عنه للاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟

إن الكومبيوتر الشخصي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي هو مجرد نظام مصمم للتعامل بشكل أفضل مع طلبات الذكاء الاصطناعي. إذا كنت تتسوق للحصول على أكثر من مجرد كومبيوتر أو هاتف أساسي، فمن المحتمل أن يتميز بمعالج عصبي مصمم للتعامل مع مهام معالجة الذكاء الاصطناعي.

إذا كنت تتسوق لشراء كومبيوتر يعمل بنظام «مايكروسوفت ويندوز»، يمكنك البدء في البحث عن مفتاح بلوحة مفاتيح مخصص لـ«مايكروسوفت كوبايلوت (Microsoft Copilot)»، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة به.

كما أعلنت «أبل» عن مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها التي ستُدرج في إصدار هذا العام من «ماك أو إس سيكويا (MacOS Sequoia)»، و«آي أو إس 18 (iOS 18)»، لكن طرحها سوف يستغرق وقتاً أطول. ستكون إصدارات نظام التشغيل الأحدث متاحة في سبتمبر (أيلول)، لكن من المحتمل أن تستغرق ميزات الذكاء الاصطناعي الرائعة جميعها وقتاً أطول للظهور.

بالنسبة لمستخدمي «ويندوز»، و«ماك»، كلما كان الكومبيوتر الخاص بهم أقدم، قلّ توافقه مع تكرارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

أجهزة متوافقة

للاستفادة من مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي من «أبل»، ستحتاج إلى جهاز «ماك» مزود بمعالج «أبل إم-سيريس»، ويُفضل أن يكون «إم 3» أو «إم 4».

وسيحتاج مستخدمو «آيفون» إلى هاتف «آيفون 15» أو أحدث؛ للحصول على أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي جميعها.

تقول «غوغل» إن مستخدمي «أندرويد» سيحصلون على «جيميناي (Gemini)»، وهو «نوع جديد من المساعدين الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتك على أن تكون أكثر إبداعاً وإنتاجية». بالإضافة إلى ذلك، ستمنحك الهواتف الأحدث ذات المعالجات الأسرع أفضل أداء مع مجموعة كاملة من الميزات. لن تتوافق الأجهزة القديمة مع جميع وظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة.

مع تقدمنا في عالم الذكاء الاصطناعي، ستصبح هذه الميزات متشابكة أكثر فأكثر مع نظام التشغيل، وسنصل إلى النقطة التي لا يمكننا فيها إيقاف تشغيلها أو تجاهلها.

إذا كنت ترغب حقاً في تجنب الذكاء الاصطناعي، فإن تأجيل الترقية إلى أحدث إصدارات نظام التشغيل سيكون شيئاً يمكنك فعله لفترة من الوقت، ولكننا في النهاية سوف نستخدم جميعاً الحواسيب والهواتف المزودة بالذكاء الاصطناعي.

• خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

أميركا تحث إسرائيل على إتمام تحقيقها في مقتل امرأة أميركية بالضفة الغربية

الولايات المتحدة​ نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل (رويترز)

أميركا تحث إسرائيل على إتمام تحقيقها في مقتل امرأة أميركية بالضفة الغربية

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل تحقق في ملابسات مقتل مواطنة تركية - أميركية في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مدمجة تظهر المرشحين للرئاسة الأميركية دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ب)

هاريس وترمب يستعدان للمناظرة باستراتيجيتين مختلفتين تماماً

تختلف بشكل واضح استراتيجية المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب وكامالا هاريس في كيفية استعدادهما للمناظرة الرئاسية الثلاثاء.

شادي عبد الساتر (بيروت)
يوميات الشرق حاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو خلال فعالية في إنديانابوليس بولاية إنديانا بالولايات المتحدة في 14 أبريل 2023 (رويترز)

حاكم ولاية أميركية ينقذ رجلاً اختنق بلفافة جراد البحر في مسابقة للمأكولات البحرية

ساعد حاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو متسابقاً اختنق بلفافة جراد البحر في مسابقة تناول الطعام في مهرجان المأكولات البحرية، بعد أن طلب الرجل المساعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا طائرة لوكهيد مارتن «إف 35» أميركية الصنع تظهر بمعرض «آي إل إيه» الجوي في برلين بألمانيا 25 أبريل 2018 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يشتري كثيراً من المعدات الدفاعية خصوصاً من أميركا

حذّر تقرير بارز حول القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي من أن دول الاتحاد الأوروبي تشتري معدات دفاعية من الخارج ما يقرب من ثلثيها من أميركا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تكنولوجيا أفضل الكومبيوترات المحمولة للدراسة الجامعية لعام 2024

أفضل الكومبيوترات المحمولة للدراسة الجامعية لعام 2024

في ظل وجود الكثير من الموارد والكثير من مناهج الدورات التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، يكاد يكون في حكم المستحيل اجتياز مرحلة الدراسة الجامعية من دون الاعتماد…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
TT

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)

عندما ضرب زلزال بقوة 4.4 درجة مدينة لوس أنجليس في الثالث عشر من أغسطس (آب)، لم يكن الأمر مفاجأة للجميع. فقد تلقّى نحو مليون شخص من سكان كاليفورنيا تنبيهاً مبكراً على هواتفهم بأن زلزالاً وشيكاً قد يحدث.

كيف حدث ذلك؟ كان ذلك بفضل تطبيق «MyShake» الذي طُوّر حديثاً، والذي أنشأه باحثون في جامعة «كاليفورنيا بيركلي»، بالشراكة مع «مكتب خدمات الطوارئ» التابع لحاكم ولاية كاليفورنيا.

ويعتمد التطبيق على «بيانات دقيقة جداً عن حركة الهواتف عبر الساحل الغربي؛ من كاليفورنيا إلى ولاية واشنطن»، فحين يستشعر حركة متشابهة للهواتف بمواقع مختلفة في الوقت نفسه فإنه يرسل تنبيهات إلى الهواتف في المواقع المعنية باحتمالية وقوع زلزال فيها.

ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية عن مدير «مختبر الزلازل» بجامعة «كاليفورنيا بيركلي» الذي ساعد في تطوير التطبيق، الدكتور ريتشارد ألين، قوله: «يُرسل التحذير قبل وقوع الزلزال بعشرات الثواني. قد يبدو الأمر وكأنه لا شيء، فما الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الثواني حقاً للأشخاص؟ ولكن في مجال التنبّؤ بالزلازل، قد يكون الأمر مدهشاً مثله مثل اختراع الهاتف على سبيل المثال».

هل يمكن حقاً توقّع الزلازل بدقة؟

لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على التنبّؤ بالزلزال أمراً مستبعداً. وكما كتبت عالمة الزلازل آلي هاتشيسون في مجلة «إم آي تي ​​تكنولوجي ريفيو»، فإن فكرة التنبؤ بالزلزال «كانت تُعدّ غير جادة حتى عام 2013، وكان يُنظر إليها على أنها ضرب من ضروب الخيال».

ولا يزال عديد من العلماء البارزين يعتقدون أن الأمر شبه مستحيل. ويقول عالم الجيوفيزياء في معهد «كاليفورنيا للتكنولوجيا»، توم هيتون: «لقد درست الزلازل لأكثر من 50 عاماً، ورأيت عديداً من الدراسات التي أجراها علماء أبلغوا عن ظواهر سابقة للزلازل الكبيرة. ووفقاً لخبرتي، لم يطور أحد نظاماً للتنبّؤ بالزلازل. هذا مجال مهم من الفيزياء غير مألوف في الغالب لعلماء الأرض».

وتاريخياً، كان علم التنبّؤ بالزلازل يُنظر إليه على أنه مزيج من الشعوذة والدجل.

وحتى اليابان، التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً في مجال الزلازل، إلا أنها حذرة من المبالغة في الوعود بشأن توقّع هذه الزلازل.

فعندما ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة الجزر الجنوبية للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت «وكالة الأرصاد الجوية اليابانية» أول «تحذير من زلزال هائل» على الإطلاق، مشيرة إلى وجود احتمال «أعلى من المعتاد» لحدوث زلزال ثانٍ أقوى. لكن الوكالة أوضحت على موقعها على الإنترنت أن التحذير لا يعني اليقين. وجاء في البيان: «المعلومات التي تتنبّأ بالزلازل من خلال تحديد التاريخ والوقت والمكان هي خدعة».

لكن بعض العلماء يقولون إن هذا الرأي يجب أن يتغيّر مع تطور العلم. ويقول الباحث في علوم الأرض بجامعة «كوت دازور» في نيس بفرنسا، كوينتين بليتري: «كان هناك نقاش لسنوات عديدة في مجتمع علم الزلازل حول ما إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية أم محددة (غير عشوائية)». وأضاف: «إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية، فبغض النظر عن التكنولوجيا، فلن نتمكن أبداً من التنبّؤ بها. ولكن إذا كانت الزلازل ظاهرة محددة تسبقها بعض الظواهر الأخرى التي يمكن ملاحظتها، فعندها سيصبح التنبؤ بالزلزال ممكناً».

ويحاول علماء الزلازل القيام بذلك تماماً باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبحث عن أنماط وبيانات مخفية بطرق لم يتم تجربتها من قبل. وهذا ما يحدث مع تطبيق «MyShake» ومع أدوات أخرى يحاول العلماء بمختلف الدول تطويرها.

تجربة الصين

ويقول عالم الجيولوجيا في جامعة تكساس في أوستن الذي قاد تجربة التنبّؤ بالزلزال لمدة سبعة أشهر في الصين العام الماضي، الدكتور سيرغي فوميل: «ركزت معظم المحاولات السابقة على الفيزياء المعقدة للغاية للزلازل. في نهجنا، يجري الجمع بين الفيزياء وتحليل البيانات الإحصائية باستخدام أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الجديدة. نستخرج السمات الفيزيائية من البيانات المسجلة لدمجها إحصائياً للحصول على أفضل تنبؤ».

وقد تجاوزت النتائج التي نُشرت في نشرة «جمعية الزلازل الأميركية» في سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعاتهم. فقد تنبّأت خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي دُرّبت على اكتشاف بعض البيانات الزلزالية الدقيقة في الوقت الفعلي بشكل صحيح بنسبة 70 في المائة من الزلازل (أربعة عشر في المجموع) قبل أسبوع على الأقل وفي غضون 200 ميل من مراكزها. (أخطأت الخوارزمية زلزالاً واحداً، وتنبّأت بثمانية زلازل لم تحدث قط).

ويقول فوميل: «كانت نسبة النجاح في تجربة الصين مذهلة. ونظراً إلى تعقيد المشكلة والتاريخ الطويل من الإخفاقات السابقة، لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة».

«ريكاست»

وفي جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي، يعمل الباحثون على تطوير نموذج جديد، أطلقوا عليه اسم «ريكاست» (RECAST) -وهو اختصار لـ«Recurrent Earthquake foreCAST»- الذي يستخدم التعلم العميق للتنبؤ بالزلازل.

ويعمل هذا النموذج بشكل مشابه لنموذج اللغة، الذي «يستخدم كمّاً كبيراً من النص المكتوب لإنشاء أفضل تخمين لما قد تكون الكلمة التالية»، كما يقول الباحث في جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي الذي قاد الدراسة، كيليان داشر كوزينو.

وأضاف كوزينو أن «ريكاست» يستخدم بيانات سابقة وصوراً متعددة للزلازل لإنشاء أفضل تخمين لتوقيت الزلزال التالي.

وقد يكون هذا النهج القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي هو مستقبل علم الزلازل، ويستكشف العلماء حالياً كل الطرق الممكنة التي يمكن أن تتمكّن بها تقنية التعلم الآلي من التنبؤ بالزلازل بشكل صحيح بنسبة 100 في المائة.