أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

تقنيات لتطوير أنماط لدمج النساء المبدعات بالروبوتات

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب
TT

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

كيف يبدو صوت الذكاء الاصطناعي؟ لقد كانت «هوليوود» تتخيّل ذلك منذ عقود. أما الآن فيبتعد مطوّرو الذكاء الاصطناعي عن الأفلام، ويصنعون أصواتاً لآلات حقيقية بناءً على خيالات سينمائية قديمة حول الطريقة التي يجب أن تتحدث بها الآلات.

صوت نسائي له جرس الإثارة

في شهر مايو (أيار)، كشفت شركة «أوبن إيه آي» OpenAI عن ترقيات لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بها الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقالت إن «تشات جي بي تي» كان يتعلّم كيفية الاستماع والرؤية والتحدث بصوت طبيعي؛ وهو صوت يشبه، إلى حد كبير، نظام تشغيل بنبرات سكارليت جوهانسون في فيلم سبايك جونز «هي» (Her) عام 2013... من دون وجود أي جسد بشري.

كان صوت «تشات جي بي تي» المسمى «سكاي» (Sky)، يتمتع أيضاً بجرس أجش وتأثير مهدئ وميزة الإثارة الجذابة. وكانت مقدمة الصوت الاصطناعي هذه لطيفة ومنطوية على نفسها؛ وبدت وكأنها تتعامل بمرونة. وبعد ظهور «سكاي» لأول مرة، أعربت جوهانسون عن استيائها من الصوت «المشابه بصورة مخيفة» لصوتها، وقالت إنها رفضت سابقاً طلب «أوبن إيه آي» أن تقوم بتصويت الروبوت. إلا أن الشركة احتجت وقالت إن «سكاي» تقوم بأداء صوتها من قبل «ممثلة محترفة مختلفة». ومع ذلك وافقت على إيقاف صوتها مؤقتاً احتراماً لجوهانسون.

طبقات صوتية متخيّلة

يحب منشئو الذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على القدرات الطبيعية المتزايدة لأدواتهم، لكن أصواتها الاصطناعية مبنية على طبقات من التحايل والتصورات.

تمثّل «سكاي» أحدث طموحات الشركة المنتجة لها، لكنها تعتمد على فكرة قديمة هي أن روبوت الذكاء الاصطناعي هو امرأة متعاطفة ومذعنة، وأن جزءاً منها يأتي من الأم، ولها جزء من السكرتيرة، وجزء من الصديقة. وكانت تلك فكرة «سامانثا» في فيلم «هي»، وهي بمثابة أداة مريحة لجميع الأغراض، التي كان صوتها يتدفق منساباً مباشرة إلى آذان مستخدميها.

أصوات أنثوية متخيَّلة

وحتى مع تقدّم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يُعاد ترميز هذه الصور النمطية مراراً وتكراراً.

إن أصوات النساء -كما لاحظت جولي ووسك في كتابها «المرأة الاصطناعية: الدمى الجنسية، ومقدمو الرعاية الآليون، ومزيد من الإناث المستنسخات»، غالباً ما غذّتها التقنيات المتخيلة حتى قبل أن تُدمج في تقنيات حقيقية.

في سلسلة «ستار تريك» (Star Trek) الأصلية، التي ظهرت لأول مرة في عام 1966، تم التعبير عن صوت الكومبيوتر الموجود على سطح سفينة «إنتربرايز» بواسطة ماجيل باريت- رودنبري، زوجة مبتكر العرض جين رودنبري. وفي فيلم «Alien» عام 1979، خاطب طاقم السفينة «USCSS Nostromo» الصوت النسائي الصادر عن الكومبيوتر بكلمة «الأم» (اسمها الكامل كان MU - TH - UR 6000).

بمجرد أن بدأت شركات التكنولوجيا في تسويق أدوات المساعدة الافتراضية -«سيري» من شركة «أبل»، و«أليكسا» من «أمازون»، و«كورتانا» من «مايكروسوفت»- أصبحت أصواتها أنثوية إلى حد كبير أيضاً.

وصُمّم برنامج تحويل الصوت إلى كلام، لجعل الوسائط المرئية في متناول المستخدمين ذوي الإعاقات المعينة، وعلى «تيك توك»، أصبحت قوة إبداعية في حد ذاتها. فمنذ أن طرحت «تيك توك» ميزة تحويل النص إلى كلام في عام 2020، طوّرت مجموعة من الأصوات المحاكية للاختيار من بينها؛ وهي تقدم الآن أكثر من 50 صوتاً، بما في ذلك أصوات تسمى «هيرو» (Hero)، و«ستوري تيلر» (Story Teller)، و«بيستي» (Bestie).

لكن النظام الأساسي أصبح محدداً بخيار واحد هو «Jessie»، صوت المرأة المفعم بالحيوية بلا هوادة مع مسحة آلية غامضة قليلاً. ويبدو أن «جيسي» قد خصّصت لها عاطفة واحدة لها: الحماس. إنها تبدو وكأنها تبيع شيئاً ما. وهذا ما جعلها خياراً جذاباً لمبدعي «تيك توك»، الذين يسوّقون أنفسهم. يمكن إسناد عبء تمثيل الذات إلى «جيسي»، التي يُضفي صوتها الآلي المشرق على مقاطع الفيديو لمعاناً ساخراً بصورة مبهجة.

أصوات ذكورية

أنشأت «هوليوود» روبوتات ذكورية أيضاً، وليس هناك ما هو أكثر شهرة من «HAL 9000»، صوت الكومبيوتر في فيلم «2001 :A Space Odyssey» ومثل أقرانه المؤنثين، يشع «هال» بالصفاء والولاء. ولكن عندما ينقلب على ديف بومان، الشخصية الإنسانية المركزية في الفيلم -«أنا آسف يا ديف، أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك»- يتطوّر صفاؤه إلى نوع من الكفاءة المخيفة. إذ يدرك ديف أن «هال» مخلص لسلطة أعلى. يسمح صوت «هال» الذكوري له بالعمل بصفته منافساً ومرآة لـ«ديف». يُسمح له بأن يصبح شخصية حقيقية.

ومثل «هال»، فإن «سامانثا» في فيلم «Her» هي آلة تصبح حقيقية. وفي تطور جديد لقصة بينوكيو، تبدأ الفيلم بترتيب صندوق البريد الإلكتروني للإنسان، وينتهي بها الأمر بالارتقاء إلى مستوى أعلى من الوعي. لقد أصبحت شيئاً أكثر تقدماً من الفتاة الحقيقية.

صوت ملهم للروبوتات الخيالية والحقيقية

إن صوت «جوهانسون» بوصفه مصدر إلهام للروبوتات الخيالية والحقيقية، لا يبدو مثل أصوات أجهزة المساعدة الافتراضية التي اعتدنا على سماعها تتحدث عبر هواتفنا. لكن أداءها يبدو إنسانياً ليس فقط بسبب صوتها، ولكن بسبب ما تقوله. وقد كانت تنمو على مدار الفيلم، وتكتسب الرغبات الجنسية والهوايات المتقدمة وأصدقاء الذكاء الاصطناعي.

ومن خلال استعارة تأثير «سامانثا»، بدت «سكاي» كما لو كان لديها عقل خاص بها، وأضحت أكثر تقدماً مما كانت عليه حقاً.

عندما رأيت فيلم «هي» لأول مرة، اعتقدت فقط أن «جوهانسون» قد عبّرت عن روبوت يشبه الإنسان. ولكن عندما عدت إلى الفيلم مؤخراً، بعد مشاهدة العرض التوضيحي لـ«تشات جي بي تي»، أذهلني دور «سامانثا» بصفته أكثر تعقيداً بصفة لا نهائية. ولا تولّد برامج الدردشة أصواتاً بشرية تتحدث تلقائياً، إذ ليست لديها حناجر أو شفاه أو ألسنة. داخل العالم التكنولوجي لفيلم «Her»، كان روبوت «سامانثا» يعتمد على صوت امرأة بشرية؛ ربما ممثلة خيالية تشبه إلى حد كبير صوت جوهانسون.

برامج ذكية تفهم النكات وتعرف المزاج

يبدو أن «أوبن إيه آي» درّبت برنامج الدردشة الآلي الخاص بها على صوت ممثلة مجهولة تبدو كأنها ممثلة مشهورة أدت صوت برنامج الدردشة الآلي في الأفلام، ودُرّبت ضمنياً على ممثلة غير حقيقية تبدو كأنها ممثلة مشهورة. عندما أشغّل العرض التوضيحي لـ«ChatGPT» (تشات جي بي تي) أسمع محاكاة لمحاكاة لمحاكاة لمحاكاة. وتعلن شركات التكنولوجيا عن أنها تطور أدوات المساعدة الافتراضية المقبلة لتقديم مختلف الخدمات، إذ سيمكنها قراءة تقرير الطقس لك، واستدعاء سيارة أجرة لك. وتُعد «أوبن إيه آي» بأن روبوتات الدردشة الأكثر تقدماً ستكون قادرة على الضحك على نكاتك، واستشعار التغيرات في حالتك المزاجية.

إدماج المبدعين مع روبوتات الدردشة

إن صوت جوهانسون يعمل مثل غطاء فاخر يُلقى فوق الجوانب الغريبة للتفاعلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقالت جوهانسون، عند حديثها عن سام ألتمان مؤسس «أوبن إيه آي»: «أخبرني أنه شعر من خلال التعبير بصوتي عن النظام الروبوتي، أنه سيتمكن من سد الفجوة بين شركات التكنولوجيا والمبدعين، بهدف مساعدة المستهلكين على الشعور بالارتياح تجاه التحول الزلزالي فيما يتعلق بالبشر والذكاء الاصطناعي». وأضاف أنه «شعر أن صوتي سيكون مريحاً للناس».

لا يعني ذلك أن صوت جوهانسون يبدو بطبيعته مثل صوت الروبوت. لقد صمّم المطورون وصانعو الأفلام أصوات الروبوتات الخاصة بهم لتخفيف الانزعاج المتأصل في التفاعلات بين الإنسان والروبوت. وقالت شركة «أوبن إيه آي» إنها تريد أن تقدم صوتاً لروبوتات الدردشة يكون «سهل الوصول إليه» و«دافئاً» و«يلهم الثقة».

إن الذكاء الاصطناعي متهم بتدمير المجالات والقطاعات الإبداعية واستهلاك الطاقة وحتى تهديد حياة الإنسان؛ لذا فإن من المفهوم أن تريد «أوبن إيه آي» صوتاً يجعل الناس يشعرون بالراحة عند استخدام منتجاتها.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«كاوست» تبتكر أداة لعدّ البذور تلقائياً من الصور المجهرية

تكنولوجيا جوستين براغي الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (كاوست)

«كاوست» تبتكر أداة لعدّ البذور تلقائياً من الصور المجهرية

تتغلّب التقنية الجديدة على صعوبات عدّ آلاف البذور الصغيرة يدوياً، التي قد تستغرق أياماً.

نسيم رمضان (لندن)
علوم بزوغ عصر «الذكاء الاصطناعي في كل شيء»

بزوغ عصر «الذكاء الاصطناعي في كل شيء»

منتجات لا طائل منها تخرب البيئة.

كريس ستوكل - والكر (واشنطن)
تكنولوجيا تطبيق بريد إلكتروني يساعد على إدارة وتنظيم الرسائل بكفاءة بمزايا مثل الصندوق الذكي والإشعارات الذكية وغيرها (متجر أبل)

تعرف على «سبارك»... الحل الأمثل لإدارة بريدك الإلكتروني

صُمم تطبيق «سبارك (Spark)» لإدارة رسائل البريد الإلكتروني وتنظيمها بكفاءة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد تماثيل صغيرة تحمل أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية أمام عبارة «الذكاء الاصطناعي» باللغة الإنجليزية (رويترز)

بعد تحررها من روسيا... «نيبيوس» الهولندية تسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي

تأمل شركة «نيبيوس» الهولندية الجديدة، التي تم الكشف عنها حديثاً، في إسهامها في ريادة المسعى الكبير لبناء بنية تحتية تدعم الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد عملاء يسيرون أمام شعار «أبل» داخل متجر الشركة بمحطة «غراند سنترال» في نيويورك (رويترز)

أسهم «أبل» تسجل أعلى مستوى على الإطلاق بفضل الذكاء الاصطناعي

حققت أسهم «أبل» أعلى مستوى لها على الإطلاق الاثنين بعد أن رفعت «مورغان ستانلي» سعرها المستهدف على أسهم صانعة «آيفون» وصنفت السهم بأنه «أفضل اختيار».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تعرّف على معيار جديد لهياكل الكومبيوترات الصغيرة وبطاقات الرسومات المتقدمة

يسهل المعيار الجديد اختيار بطاقات الرسومات المكتبية المتقدمة لهياكل الكومبيوترات الصغيرة ذات التصميم الأنيق
يسهل المعيار الجديد اختيار بطاقات الرسومات المكتبية المتقدمة لهياكل الكومبيوترات الصغيرة ذات التصميم الأنيق
TT

تعرّف على معيار جديد لهياكل الكومبيوترات الصغيرة وبطاقات الرسومات المتقدمة

يسهل المعيار الجديد اختيار بطاقات الرسومات المكتبية المتقدمة لهياكل الكومبيوترات الصغيرة ذات التصميم الأنيق
يسهل المعيار الجديد اختيار بطاقات الرسومات المكتبية المتقدمة لهياكل الكومبيوترات الصغيرة ذات التصميم الأنيق

تطورت أحجام هياكل الكومبيوترات الشخصية من الأجهزة المكتبية الأفقية ومن ثم الطولية Tower الكبيرة والصغيرة، وصولاً إلى الكومبيوترات المحمولة والهياكل الصغيرة بحجم كف اليد.

ويصعب حمل الأجهزة المكتبية الحالية بسبب حجمها الكبير، فيما لا تقدم الأجهزة الصغيرة مستويات الأداء والتبريد المطلوبة للعمل المكثف أو اللعب الاحترافي. ومن هنا برزت نزعة جديدة تتمثل في تقديم أجهزة ذات هياكل صغيرة يسهل حملها ولكنها كافية لاستخدام بطاقات عالية الأداء. ولكن لا يوجد معيار واضح لحجم البطاقات التي يمكن وضعها داخل تلك الأجهزة، الأمر الذي جرى تجاوزه أخيراً بإطلاق معيار NVIDIA Small Form Factor SFF الذي يحدد القياسات اللازمة لأي هيكل كومبيوتر يسمح بإضافة بطاقات الرسومات المكتبية المتقدمة.

كفاءة تبريد عالية لبطاقات الرسومات المتقدمة

فوائد المعيار لفئات مستخدمين متعددة

يمكن باستخدام هذا المعيار النظر إلى أي علبة لبطاقة الرسومات (أو في موقع المتجر الإلكتروني) وملاحظة دعم المعيار (SFF - Ready Enthusiast GeForce Cards)، ومن ثم النظر إلى علبة الهيكل وملاحظة وجود المعيار (Compatible with SFF - Ready Enthusiast GeForce Cards) ليطمئن المستخدم إلى شراء بطاقة الرسومات والهيكل دون الحاجة لأخذ مقاسات كل منهما على حدة ومقارنة الأبعاد.

هذا الأمر بالغ الأهمية للاعبين الاحترافيين الذين يرغبون في حمل أجهزتهم إلى منازل الأصدقاء للمشاركة بالمباريات التنافسية بعضهم مع بعض (يفضل اللاعبون الاحترافيون التنافس عبر شبكات محلية ذات زمن كُمون منخفض Latency مقارنةً باللعب عبر الإنترنت ذي الزمن الأعلى نسبياً، وذلك للحصول على أفضلية أعلى).

أيضاً يمكن لمحترفي التصاميم والرسومات حمل أجهزتهم المتقدمة معهم بين المنزل ومكتب العمل أو مواقع المؤتمرات، وبكل سهولة، أو للاستخدام كمركز للفيديوهات والموسيقى داخل الشبكة المنزلية Media Center، أو وضعها خلف التلفزيون أو على الرف. ونظراً لحجمها الصغير، فيمكن نقلها في حقيبة سفر المستخدم داخل الطائرة، سواء خلال الإجازات الصيفية في مواسم العطلات أو للعمل.

دعم ممتد من مختلف الشركات

وتبنى هذا المعيار الجديد كثير من الشركات المصنعة لهياكل الكومبيوترات الشخصية مثل Asus وCooler Master وCorsair وFractal Design وInWin وKOLINK وLian Li وmsi وNCASE وNZXT وPhanteks وSilverstone وSliger وThermalTake، وأصبحت تقدم هياكل ذات تصاميم مبهرة تحتوي على أكثر الدارات الإلكترونية تقدماً، خصوصاً بطاقات رسومات الجيل 4000 المتقدم من فئة GeForce RTX.

ويتضمن المعيار أبعاد بطاقات GeForce RTX من فئات 4000 بارتفاع يبلغ 151 مليمتراً على الأقل (يشمل كابل الطاقة وقُطر الانحناء حسب وزن البطاقة) و304 مليمترات للطول و50 مليمتراً للعُمق (أو ما يعادل عرض منفذَي PCIe ونصف). ويشمل المعيار الجديد حالياً 36 بطاقة من هذه الفئة هي: RTX 4070 وRTX 4070 Ti و4070 Super وRTX 4070 OC بسرعاتها الأعلى وRTX 4080 Super، مع إطلاق مزيد من البطاقات خلال الفترة المقبلة، من تطوير عديد من الشركات، مثل NVIDIA وAsus وGalax وGigabyte وInno3D وmsi وPalit وPhanteks وPNY وZotac، وغيرها.

هذا التعاون بين جميع الأطراف مفيد للمستخدمين، خصوصاً الشركات العديدة المصنعة لبطاقات الرسومات، حيث تستخدم كل شركة الدارات الإلكترونية الرسمية من «NVIDIA» لبطاقات الرسومات، ولكن لديها الحرية في استخدام أعداد وأحجام مختلفة للمراوح، الأمر الذي يجعل بطاقة شركة ما تستخدم أبعاداً تختلف عن شركة أخرى للبطاقة نفسها.

تصاميم أنيقة لجميع الاستخدامات

ويضع معيار «SFF – Ready» التوجه الصحيح لجميع الشركات المصنِّعة للبطاقات لأخذ أبعاد البطاقات المتقدمة بعين الاعتبار، وكذلك للشركات المصمّمة للهياكل الصغيرة للكومبيوترات، وبالتالي تقديم راحة وفائدة أكبر للمستخدمين. وكان المستخدمون في السابق يقيسون أبعاد كل بطاقة وأبعاد منفذ وكابلات الطاقة الخاصة بها ومن ثم مقارنة ذلك بالأبعاد الداخلية للهيكل ودراسة آلية دوران الهواء داخل الهيكل وتصريف الهواء الساخن خارج الهيكل، ناهيك بأبعاد مشتِّت الحرارة الخاص بالمعالج وأبعاد وحدات الذاكرة المتصل باللوحة الرئيسية للكومبيوتر، وغيرها من التفاصيل الأخرى. ومن شأن هذا المعيار إزالة جميع هذه الخطوات والحصول على التأكيد بنظرة واحدة إلى علبة بطاقة الرسومات أو علبة هيكل الكومبيوتر.

رفع الكفاءة

وعلى الرغم من الحجم الصغير لهذه الهياكل، فإنها مصمَّمة لرفع كفاءة التبريد الداخلي وتمرير الهواء بالشكل الصحيح بهدف تبريد المعالج وبطاقة الرسومات، إضافةً إلى استخدام كابلات للطاقة والبيانات أقصر طولاً حتى لا تعيق مرور الهواء. ويمكن لمصنعي هياكل الكومبيوترات دعم ربط بطاقة الرسومات باللوحية الرئيسية طولياً أو أفقياً، حسب التصميم المرغوب. ومن شأن هذا المعيار فتح آفاق الابتكار أمام تقديم هياكل مبهرة للكومبيوترات بقدرات حوسبة متقدمة على صعيد المعالج واستخدام أفضل بطاقات الرسومات وأكثرها تقدماً، إضافةً إلى تسهيل نقل هذه الأجهزة إلى العديد من الاستخدامات.

تصاميم أنيقة لجميع الاستخدامات

وإنْ تساءل المستخدم لمَ لا يستخدم كومبيوتراً محمولاً عوضاً عن استخدام الكومبيوترات ذات الهياكل الأصغر حجماً، فيكمن الجواب بمقدار قدرات الحوسبة التي تقدمها الكومبيوترات المحمولة مقارنةً بقدرات الكومبيوترات المكتبية، حيث إن الكومبيوترات المحمولة تحتوي على حيز صغير للتبريد وهي كذلك حريصة على خفض استهلاك الطاقة الكهربائية داخلياً لتقديم عمر بطارية أطول.

هذا الأمر أدى إلى خفض مقدار الطاقة المقدمة لوحدة الرسومات لخفض الحرارة الناجمة عن الاستخدام المكثف وذلك خفَّض استهلاك الطاقة، وبالتالي خفض قدرات الحوسبة مقارنةً ببطاقات الرسومات المكتبية الأكبر حجماً التي لا تواجه هذه الضوابط، أي إن مستخدمي الأجهزة ذات الهياكل الأصغر سيحصلون على مستويات أداء رسومات أعلى دون ارتفاع في درجة حرارة البطاقة، وبالتالي الحفاظ على الدارات الإلكترونية الخاصة بها لفترات أطول. هذا، ويمكن رفع أداء بطاقات الرسومات المكتبية من خلال برامج متخصصة بزيادة تردد المعالج وكمية الفولطية المقدمة لها مقابل تقديم تبريد مطور، وهو أمر غير متاح في الكومبيوترات المحمولة.

ومن المتوقع أن تضيف الشركات المصنعة لهياكل الكومبيوترات وبطاقات الرسومات هذا المعيار إلى صفحات منتجاتها خلال الفترة المقبلة.