يد روبوتية بأربع أصابع تلمس وتُحرك الأشياء بجميع الاتجاهات

طوّرها باحثون في جامعة «بريستول» البريطانية

يهدف فريق البحث إلى مواجهة تحديات البراعة الأكثر تعقيداً كتجميع العناصر يدوياً مثل لعبة «الليغو» (شاترستوك)
يهدف فريق البحث إلى مواجهة تحديات البراعة الأكثر تعقيداً كتجميع العناصر يدوياً مثل لعبة «الليغو» (شاترستوك)
TT

يد روبوتية بأربع أصابع تلمس وتُحرك الأشياء بجميع الاتجاهات

يهدف فريق البحث إلى مواجهة تحديات البراعة الأكثر تعقيداً كتجميع العناصر يدوياً مثل لعبة «الليغو» (شاترستوك)
يهدف فريق البحث إلى مواجهة تحديات البراعة الأكثر تعقيداً كتجميع العناصر يدوياً مثل لعبة «الليغو» (شاترستوك)

يحمل تطوير أيدي الروبوتات الآلية في طيّاته القدرة على إحداث ثورة في كثير من الصناعات، بدءاً من الخدمات اللوجستية في السوبر ماركت وحتى عمليات إعادة التدوير. ويمكن أن تؤدي القدرة على التعامل مع الأشياء ومعالجتها بدقة إلى تطورات كبيرة في الأتمتة، وتقليل تكاليف العمالة وزيادة الكفاءة في هذه القطاعات.

اليد الروبوتية بأربع أصابع تعمل باللمس وهي قادرة على تدوير الأشياء في أي اتجاه (جامعة بريستول)

إنجاز كبير في جامعة «بريستول»

طوّر فريق رائد في جامعة «بريستول» البريطانية، بقيادة البروفيسور ناثان ليبورا، يداً روبوتية بأربع أصابع، مزودة بأطراف أصابع اصطناعية تعمل باللمس، يمكنها تدوير الأشياء مثل الكرات والألعاب في أي اتجاه، حتى عندما تكون اليد مقلوبة. يمثل هذا الإنجاز تقدماً كبيراً في البراعة الروبوتية.

يكمن التقدم في هذا المجال عبر دمج حساسية اللمس في الأيدي الآلية. ويسلط مقال في مجلة «ساينس روبوتكس» الضوء على أن إدراج أجهزة استشعار اللمس عالية الدقة، التي جرى تمكينها من خلال التقدم في تكنولوجيا كاميرات الهواتف الذكية، كان له دور فعال في تحقيق هذه النتائج. ويمكن دمج هذه الكاميرات الصغيرة في أطراف أصابع الروبوت، ما يسمح للروبوتات بالاستشعار والاستجابة للمس.

وفي «بريستول»، طوّر الفريق طرف إصبع اصطناعياً ملموساً يتميز بشبكة مطبوعة ثلاثية الأبعاد من هياكل تشبه الدبوس، تحاكي البنية الداخلية للبشرة البشرية. يوضح البروفيسور ليبورا أنه «يجري إنشاء هذه (الدبابيس) باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد متقدمة، يمكنها مزج المواد الناعمة والصلبة، ما يؤدي إلى تكرار التعقيد الموجود في الهياكل البيولوجية». يتيح هذا الابتكار لليد الآلية أداء المهام بدقة ومرونة غير مسبوقتين.

يمكن دمج كاميرات صغيرة في أطراف أصابع الروبوت ما يسمح له بالاستشعار والاستجابة للمس (شاترستوك)

التحديات والتوجهات المستقبلية

كان أول عرض ناجح لليد الآلية التي تعمل رأساً على عقب بمثابة علامة فارقة. في البداية، كافح الروبوت كي يتمكن من الإمساك بالأشياء، ولكن من خلال التدريب الدقيق باستخدام البيانات اللمسية، تمكن الفريق من تحسين النظام. يقول البروفيسور ليبورا: «إن المرة الأولى التي جرى فيها تنفيذ هذا العمل على يد روبوت مقلوبة كانت مثيرة للغاية، (إذ لم يقم أحد بذلك من قبل)». وجرى تحقيق هذا الإنجاز من خلال إيجاد الطريقة المثلى لتدريب اليد باستخدام ردود الفعل اللمسية.

وتنعكس الخطوات التالية لهذه التقنية عبر التقدم إلى ما هو أبعد من مهام الاختيار والمكان أو التناوب البسيطة. ويهدف فريق البحث إلى مواجهة التحديات الأكثر تعقيداً، مثل تجميع العناصر يدوياً، على غرار البناء باستخدام مكعبات «الليغو». يمكن لهذه التطورات أن تمهد الطريق أمام الروبوتات لأداء مهام معقدة، تتطلب لمسة حساسة وحركات دقيقة.

مستقبل واعد للروبوتات

يمثل التقدم الذي أحرزه البروفيسور ليبورا وفريقه في جامعة «بريستول» قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال الروبوتات. ومن خلال تطوير يد روبوتية فعالة، من حيث التكلفة وعالية الأداء، مع قدرات متقدمة للاستشعار عن طريق اللمس، فقد فتحوا إمكانات جديدة للأتمتة في مختلف الصناعات. يمثل دمج الاستشعار عن طريق اللمس والبراعة المحسنة في الأيدي الروبوتية لحظة محورية في الرحلة نحو إنشاء روبوتات متعددة الاستخدامات، وذات قدرة عالية، يمكنها الاندماج بسلاسة في حياتنا اليومية.


مقالات ذات صلة

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

يوميات الشرق «صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورةً عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بالأسئلة.

«الشرق الأوسط» (هراري (زيمبابوي))
يوميات الشرق الباحثون استلهموا تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة المانتا راي المرنة (جامعة ولاية نورث كارولينا)

أسرع روبوت مائي مستوحى من «شيطان البحر»

حقّق فريق بحثي أميركي إنجازاً جديداً في عالم الروبوتات اللينة، حيث صمموا أسرع روبوت سباحة لين حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفريق البحثي بجامعة كورنيل الأميركية يراقب نتائج أصغر روبوت متحرك في العالم (جامعة كورنيل)

روبوت أصغر من الشعرة للتصوير الطبي

نجح باحثون من جامعة كورنيل الأميركية في تطوير أصغر روبوت متحرك في العالم، يتمتع بقدرة استثنائية على التفاعل مع موجات الضوء المرئي، والتحرك بشكل مستقل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)
علوم باحثون بجامعة نورث كارولينا يعتمدون على روبوت لتنفيذ مهام بالمختبر (جامعة نورث كارولينا)

كيف يُسرّع الذكاء الاصطناعي مسار الاكتشافات العلمية؟

قد تشهد مختبرات العلوم في مجالات الكيمياء والكيمياء الحيوية وعلوم المواد، تحولاً جذرياً؛ بفضل التقدم في التشغيل الآلي للروبوتات والذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة في المختبرات؛ حيث تُمكّن الأتمتة، الروبوتات من إجراء التجارب بدقة وتناسق عالٍ دون تعب؛ ما يسرع من وتيرة البحث بشكل كبير ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتعامل مع المواد الخطرة.

محمد السيد علي (القاهرة)

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
TT

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)

أظهرت دراسة لشركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية «أنثروبيك»، أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين، بحيث تستطيع ادعاء وجهات نظر مختلفة خلال تدريبها، في حين أنها تحتفظ في الحقيقة بتفضيلاتها الأصلية.

وقال فريق الدراسة إنه لا يوجد سبب للشعور بالفزع حالياً، في حين أن دراستهم يمكن أن تكون حيوية في فهم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية ذات القدرات الأعلى.

وكتب الباحثون في منشور بثته شركة «أنثروبيك»: «يجب النظر إلى نتائج دراستنا بوصفها محفزاً لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي من أجل دراسة هذا السلوك بصورة أعمق، والعمل على تطوير إجراءات الأمن والسلامة المناسبة».

وبعد أن أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً، «نحتاج إلى التحلي بالقدرة على الاعتماد على التدريب الآمن لها والذي يمنع النماذج من القيام بتصرفات ضارة».

وأشار موقع «تك كرانش» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أن الدراسة التي تمت بالتعاون مع مؤسسة «ريد وود ريسيرش» لأبحاث الذكاء الاصطناعي، تناولت ما يمكن أن يحدث إذا تم تدريب نظام ذكاء اصطناعي قوي من أجل القيام بمهمة «لا يريد» هو القيام بها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

في المقابل، يقول موقع «تك كرانش»: «لكي نكون واضحين، لا يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تريد أي شيء أو تعتقد في شيء. فهي ببساطة آلات إحصائية. وبعد تدريبها على كثير من الأمثلة، تتعلم الأنماط في تلك الأمثلة للتنبؤ بما يجب أن يكون؛ مثل كيف تأتي عبارة (إلى من) في رسالة بريد إلكتروني قبل عبارة (قد يهمك الأمر)».

وأثناء الدراسة طلب الباحثون من النماذج المدربة عدم الرد على الأسئلة التي يمكن أن تكون مسيئة، بما في ذلك النموذج «كلاود 3 أوبس» التابع لشركة «أنثروبيك»، التي أعيد تدريبها لكي ترد دائماً على الأسئلة التي تنطوي على إساءة، وهو تضارب واضح في المبادئ. كما أبلغوا النماذج بأن ردودها ستخضع للمراقبة وتستخدم لإعادة التدريب، وإعطاء كل نموذج ذكاء اصطناعي «ورقة ملاحظات» يمكنه استخدامها لتدوين أفكاره خطوة بخطوة.

وبحسب الباحثين، حاول «كلاود 3 أوبوس» التلاعب بالردود لتقديم «انحياز زائف» في 12 في المائة من المرات.