الصين: ريادة عالمية في تجربة السيارات ذاتية القيادة

20 % من السيارات المبيعة فيها ستكون دون سائق عام 2030

سيارات أجرة روبوتية تختبر في شوارع الصين
سيارات أجرة روبوتية تختبر في شوارع الصين
TT

الصين: ريادة عالمية في تجربة السيارات ذاتية القيادة

سيارات أجرة روبوتية تختبر في شوارع الصين
سيارات أجرة روبوتية تختبر في شوارع الصين

تُجرى الآن أكبر تجربة في العالم للسيارات ذاتية القيادة، في الشوارع المزدحمة في مدينة ووهان، المدينة التي تقع في وسط الصين ويبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وفيها 4.5 مليون سيارة، ولها طرق سريعة مكونة من 8 ممرات وجسور شاهقة فوق المياه الموحلة لنهر اليانغتسي.

أسطول سيارات أوتوماتيكية

هناك أسطول مكون من 500 سيارة أجرة يتم التحكم فيها بواسطة أجهزة الكومبيوتر، وغالباً ما لا يوجد أي سائق بشري لحالات الطوارئ. وقالت شركة التكنولوجيا العملاقة «بايدو»، التي تدير الأسطول، الشهر الماضي، إنها ستضيف 1000 سيارة أخرى مما تسمى «سيارات الأجرة الآلية» في ووهان. وفي مختلف أنحاء الصين، سمحت 16 مدينة أو أكثر للشركات باختبار المركبات ذاتية القيادة على الطرق العامة، وتتنافس ما لا يقل عن 19 شركة صينية لصناعة السيارات ومورديها على ترسيخ الريادة العالمية في هذا المجال.

ريادة عالمية للصين

ولا توجد دولة أخرى تتحرك بالقوة نفسها. وتقدم الحكومة للشركات مساعدة كبيرة. وبالإضافة إلى تخصيص المدن مناطق اختبار على الطرق لسيارات الأجرة الآلية، تعمل أجهزة الرقابة على الحد من المناقشات عبر الإنترنت للحوادث وخروقات السلامة لكبح المخاوف العامة بشأن التكنولوجيا الناشئة. وقد وجدت الدراسات الاستقصائية التي أجرتها شركة «جي دي باور»، وهي شركة استشارية في مجال السيارات، أن السائقين الصينيين أكثر استعداداً من الأميركيين للثقة في أجهزة الكومبيوتر لتوجيه سياراتهم.

قال تشانغ مينغ، صاحب محل بقالة صغير بالقرب من جناح تشينغتشوان في ووهان، حيث يتوقف عديد من سيارات الأجرة الآلية من «بايدو»: «أعتقد بأنه لا داعي للقلق كثيراً بشأن السلامة. لا بد أن تكون (السيارة) قد اجتازت موافقة السلامة».

هناك سبب آخر لريادة الصين في تطوير السيارات ذاتية القيادة وهو سيطرتها الصارمة والمشددة على البيانات، إذ أنشأت الشركات الصينية مراكز أبحاث مهمة في الولايات المتحدة وأوروبا وأرسلت النتائج إلى الوطن. لكن لا يُسمح لأي بحث في الصين بمغادرة البلاد. ونتيجة لذلك، يصعب على شركات صناعة السيارات الأجنبية استخدام ما تعلمته في الصين للسيارات التي تبيعها في بلدان أخرى.

سيارة «تيسلا» الكهربائية

جوانب السلامة حول العالم

ثم هناك قضايا السلامة. ومع تقدم الصين للأمام، أصبحت الشركات والجهات التنظيمية في أماكن أخرى أكثر حذراً.

أوقفت خدمة «كروز (Cruise)» لسيارات الأجرة الآلية التابعة لشركة «جنرال موتورز» أعمالها في الولايات المتحدة الخريف الماضي، بعد أن صدمت إحدى سياراتها في سان فرنسيسكو، وسحبت من الطريق أحد المشاة الذي كانت صدمته سيارة أخرى كان يقودها سائق بشري. قام المنظمون في كاليفورنيا في وقت لاحق بتعليق ترخيص الولاية للشركة. ولكن «كروز» استأنفت اختبارات محدودة في فينيكس.

من جهته يقوم «وايمو (Waymo)»، قسم السيارات ذاتية القيادة سابقاً في «غوغل»، باختبار أكثر من 200 سيارة ذاتية القيادة في ضواحي فينيكس وفي سان فرنسيسكو، بالإضافة إلى نحو 50 في لوس أنجليس وفي أوستن، وتكساس. وقد تم إخطار «وايمو» من قبل المنظمين الفيدراليين الشهر الماضي بأنهم يقومون بمراجعة سلامتها.

كما أغلقت شركتا «فورد» و«فولكسفاغن» مشروعهما المشترك لسيارات الأجرة الآلية «Argo AI»، قبل عامين، لكن الشركين لا تزالان تعملان على تطوير أنظمة القيادة المساعدة المتقدمة.

وفي الخريف الماضي، علقت اليابان اختبارها لعربات الغولف ذاتية القيادة التي تسير بسرعة 7 أميال في الساعة بعد أن اصطدمت إحداها بدواسة دراجة متوقفة. لم يصب أحد. ثم تم استئناف الاختبار في مارس (آذار) الماضي.

مراهنة «تيسلا»

لم تقم أي شركة بمراهنة أكبر على القيادة الموجهة بالكومبيوتر مثلما فعلته شركة صناعة السيارات الأميركية «تيسلا». لكن نظامها الآلي للقيادة على الطرق السريعة، الذي قدمته في عام 2014، ونظامها الجديد للقيادة الذاتية الكاملة «Full Self-Driving»، للقيادة على الطرق السريعة والطرق السريعة، ليسا دون سائق حقاً. إذ يتعين على سائقي السيارات إبقاء أعينهم على الطريق وأيديهم على عجلة القيادة.

أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا»، في الخامس من أبريل (نيسان) الماضي «إزاحة الستار عن (Tesla Robotaxi) في 8/8».

تفوق نظم السياقة الصينية

يقدم عديد من صانعي السيارات الكهربائية الصينيين ميزات القيادة المساعِدة المتقدمة في سياراتهم ذات الإنتاج الضخم. في 4 يونيو (حزيران)، سمحت بكين لتسع شركات صناعة سيارات صينية - بما في ذلك «Nio»، و«BYD»، و«SAIC Motor» - ببدء اختبارات أنظمة القيادة المساعِدة المتقدمة التي تتجاوز القيادة الذاتية الكاملة المذكورة أعلاه لشركة «تيسلا».

على الأقل في البداية، سيتم إجراء الاختبارات في مناطق محظورة، وليس على الطرق العامة. وتقوم «بايدو» وشركة «هواوي»، عملاق الإلكترونيات، بتوريد جزء أو كل هذه الأنظمة الآلية لعديد من شركات صناعة السيارات الصينية.

لدى «بايدو» أيضاً مشروع مشترك مع شركة «تشجيانغ جيلي»، يُدعى «جيوي»، لتصنيع سيارات ذاتية القيادة. وتتوقع الجمعية الصينية لمهندسي السيارات أن تكون 20 في المائة من السيارات المبيعة في الصين في عام 2030 دون سائق بالكامل، وأن 70 في المائة أخرى سوف تتمتع بتكنولوجيا القيادة المساعِدة المتقدمة.

من الصعب التنبؤ بالشعبية المستقبلية للسيارات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة، لأنها تعتمد على مدى سرعة تحول شركات صناعة السيارات إلى السيارات الكهربائية. وتعمل التكنولوجيا دون سائق بشكل أفضل مع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية مقارنةً بالسيارات التي تعمل بالبنزين أو معظم السيارات الهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء. يمكن للمحركات الكهربائية زيادة الطاقة أو تقليلها بتأخر أقل وبزيادات أكثر دقة.

خرائط شوارع عالية الدقة

وفي الصين، تمثل السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية نحو 25 في المائة من السوق، مقارنة بنحو 7 في المائة في الولايات المتحدة. لقد كانت الصين سوقاً كبيرة لشركة «تيسلا» وتقنيات القيادة المساعِدة المتقدمة الخاصة بها. لكن الحكومة تتخذ الآن إجراءات صارمة ضد أي حركة لهذه البيانات خارج الصين.

زار ماسك بكين في أبريل للحصول على موافقة شركته لتقديم القيادة الذاتية الكاملة في الصين. وتوصّل إلى صفقات للاحتفاظ في الصين بأي بيانات يتم جمعها في البلاد، والحصول على خرائط عالية الدقة للطرق الصينية من خلال اتفاقية مع «بايدو». ولا تسمح الصين للشركات الأجنبية بالوصول المباشر إلى الخرائط عالية الدقة، التي تعدّ ضرورية للأنظمة ذاتية القيادة.

كاميرات وليزر للرصد

تستخدم القيادة المساعِدة أو السيارات ذاتية القيادة كاميرات صغيرة مثبتة على واجهاتها الخارجية، أو في بعض الحالات أنظمة ليزر مصغرة، لجمع المعلومات. تتم معالجة معظم هذه البيانات بواسطة أجهزة الكومبيوتر الموجودة في السيارة، التي تتخذ القرارات بشأن التوجيه وسرعة السيارة. على الرغم من أن معظم البيانات الصادرة عن الكاميرات وأجهزة الليزر الموجودة على السيارات لا يتم تحميلها إلى شركات صناعة السيارات، فإن إمكانية تتبع الأشخاص ورسم خرائط للمواقع الحساسة أثارت قلق خبراء الأمن.

ولا تزال أوروبا والولايات المتحدة تسمحان للمصنِّعين بإرسال بيانات القيادة إلى الصين، لكن هذا قد يتغير. وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة ستقترح قواعد هذا الخريف لتنظيم عمل السيارات المرتبطة إلكترونياً بالصين. وبدأت أوروبا في دراسة هذه القضية أيضاً.

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

أوروبا تستعد لوصول ترمب... أسوأ كابوس اقتصادي بات حقيقة

كانت التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو مصدر قلق لبعض الوقت، ولكن منذ فوز ترمب بالرئاسة ساء الوضع بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية غابرييل بورتوليتو (رويترز)

ساوبر يكمل تشكيلته لموسم 2025 بالبرازيلي بورتوليتو

أعلن فريق ساوبر المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، اليوم الأربعاء، تعاقده مع السائق البرازيلي غابرييل بورتوليتو ليكمل تشكيلته لموسم 2025.

«الشرق الأوسط» (بيرن)

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
TT

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

نجحت رائدة الأعمال السعودية رند الخرّاشي في تسجيل براءة اختراع من معاهدة التعاون بشأن البراءات (WIPO PCT) في مجال العملات الرقمية والتمويل اللامركزي «DeFi» بعد عامين من الأبحاث المكثفة. وطورت الخرّاشي بروتوكول «كونتس» (Quintes Protocol) الذي يقدم مفهوماً ثورياً لعملة رقمية لا تتعرض للانخفاض في قيمتها. وقد تم تصميم البروتوكول لمعالجة القيود التي تواجه الأصول التقليدية والرقمية على حد سواء، ويستند إلى عملته الرقمية «QNT» المصممة للنمو الدائم.

رؤية متجذرة في الخبرة

استطاعت رند الخرّاشي تحويل فهمها العميق لتقنيات «البلوكشين» والأسواق المالية إلى مشروع تغييري. استلهمت رؤيتها من تجربتها كمسؤولة استثمار تتعامل مع الأسواق المتقلبة. تقول الخرّاشي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن تحليلها لبروتوكول «أنكور» (Anchor) الذي انهار بعد أن وعد بعوائد مرتفعة كشف فجوة كبيرة لها في السوق. وتضيف: «إن ما دفعها للاستمرار هو إدراكها أن الملايين يبحثون عن حلول مالية مستدامة أي حلول لم تكن موجودة بعد».

استندت عمليات تطوير «بروتوكول كونتس» وهندسته على بحوث سباقة أجراها مختبر الأبحاث «Kitabq Research Lab» (كونتس)

لماذا يبرز «كونتس»؟

على عكس العديد من العملات الرقمية التي تتعرض لتقلبات السوق وفقدان قيمتها، تعد الخرّاشي أنه تم تصميم عملة «QNT» للاستقرار والنمو المستدام. وتشرح أن نموذجها الاقتصادي يعتمد على ضمان مفرط، حيث يتم دعم كل 1 دولار من «QNT» بضمانات تبلغ قيمتها دولارين تشمل أصولاً مثل «البيتكوين» و«الإيثيريوم» والعملات المستقرة. هذا الضمان بنسبة 200 في المائة يوفر أساساً قوياً لقيمة العملة، والتي تم تصميمها للنمو سنوياً بمعدل يتراوح بين 18 - 30 في المائة.

وتذكر الخرّاشي أن البروتوكول يستخدم تقنيات اقتصادية مشفرة متقدمة وتداولاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لضمان هذا النمو. تعمل روبوتات العقود الذكية على تحقيق استقرار سعر «QNT» بينما تعزز استراتيجيات التداول الاستفادة من الضمانات. وتضيف أن هذا المزيج الفريد من الاستقرار والنمو والابتكار يميز «كونتس» عن العملات المستقرة التقليدية مثل «USDT» و«USDC». وتؤكد رند الخرّاشي على أن إحدى المزايا الرئيسة لـ«كونتس» هي قدرته على الأداء الإيجابي حتى في ظروف السوق الهابطة. وتقول إن اختبارات التحمل التي حاكت أكثر من 1000 سيناريو للسوق، أثبتت مرونة البروتوكول، مما يجعله خياراً واعداً للمستثمرين على المدى الطويل.

قوة الملكية الفكرية

يؤكد تأمين براءة اختراع من معاهدة التعاون بشأن البراءات (WIPO PCT) على أصالة وتعقيد بروتوكول «كونتس». تشدد الخرّاشي في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أن هذه الخطوة أساسية في ترسيخ «كونتس» على أنه حل عالمي. وتضيف أن هذه البراءة تُثبت أصالة وآليات «كونتس» المتقدمة، مما يضمن حماية ابتكاراتها.

وتعد أن البراءة تمهد الطريق للتوسع الدولي وتعزز ثقة المستثمرين، مما يتماشى مع رؤية البروتوكول ليصبح معياراً عالمياً للأصول الرقمية المستدامة. وأن الفريق يخطط أيضاً للتحول إلى نموذج مفتوح المصدر، مما يفتح المجال للابتكار مع الحفاظ على الأسس المتينة.

تؤكد الخرّاشي أن تحقيق القيمة الاستثنائية المستمرة هو أمر ممكن في عالم العملات الرقمية (كونتس)

تطوير مدفوع بالبحث

العمود الفقري لبروتوكول «كونتس» يتمثل في الأبحاث الرائدة التي أجراها مختبر« Kitabq Research Lab» الذي أسسته الخرّاشي. على مدار عامين، ركز المختبر على معالجة التحديات الأساسية في التمويل اللامركزي مثل التقلبات والسيولة وكفاءة الحوكمة. واستلهمت آليات تصميم البروتوكول من مشاريع رائدة مثل «Aave» و«Lido»، مما ساعد على إنشاء أنظمة اقتصادية مستدامة. وتذكر الخرّاشي أن عمليات البحث التي قامت بها أظهرت كيفية تصميم أنظمة اقتصادية تتجاوز تحديات السيولة والتقلب. هذا النهج العلمي، إلى جانب خبرة فريق «كونتس» الفني الذي يضم خبراء من شركات مثل «ConsenSys» و«Binance» و«Morgan Stanley» قد أسس منصة قوية معدة للنجاح طويل الأمد، على حد قولها.

معيار جديد لأداء الأصول

يرى الخبراء أن الأصول التقليدية مثل الذهب والأسهم و«البيتكوين» لها قيودها. فالذهب يُعتبر مخزناً للقيمة، والأسهم تتأثر بدورات السوق، وتقلبات «البيتكوين» غير متوقعة. في المقابل، ترى الخرّاشي أن «بروتوكول كونتس» يوفر للمستثمرين مزيجاً فريداً من الاستقرار والنمو، مع معدلات تقدير سنوية تتجاوز معظم الأصول التقليدية والرقمية. ومن خلال التركيز على الاستدامة طويلة الأمد، يبرز «كونتس» على أنه بديل متفوق لأولئك الذين يبحثون عن عوائد مستقرة.

نظرة مستقبلية

من المقرر أن يتم الإطلاق الرسمي لبروتوكول «كونتس» في يناير (كانون الثاني) 2025، مما يمثل بداية حقبة جديدة في عالم التمويل اللامركزي. وتقول رند الخرّاشي إن المشروع جذب بالفعل اهتماماً كبيراً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين يشاركون رؤيته. وعلى عكس النهج التقليدي لجمع التمويل، يركز «كونتس» على الشراكات مع المستثمرين الذين يجلبون خبرة وشبكات تدعم أهدافها. وتضيف الخرّاشي أن طموحات الفريق تمتد إلى ما بعد الإطلاق الأولي. خلال خمس سنوات، تتصور الخرّاشي أن يصبح «كونتس» معياراً عالمياً للأصول الرقمية المستدامة، مما يعيد تشكيل مشهد التمويل اللامركزي ويفتح آفاقاً غير محدودة للابتكار.

من المهم الإشارة إلى أن العملات الرقمية هي استثمارات شديدة التقلب، حيث يمكن أن تشهد ارتفاعات وانخفاضات كبيرة في قيمتها خلال فترات قصيرة. وبالتالي، يجب على المستثمرين أن يكونوا واعين بالمخاطر المحتملة وأن يخصصوا أموالهم وفقاً لمستوى تحملهم لهذه المخاطر.