يشعر الكثير من العمال والموظفين بالقلق من فكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محلهم في مكان عملهم، وينافسهم على وظائفهم في المستقبل القريب.
وذكر تقرير صادر عن بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس» في مارس (آذار) 2023 أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة.
إلا أن إحدى الدراسات التي أجرتها الأمم المتحدة في أغسطس (آب) الماضي قالت إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يستحوذ على الأرجح على وظائف معظم الأشخاص بالكامل، لكنه سيجعل جزءاً من واجباتهم آلياً، ما يتيح لهم القيام بمهام أخرى.
وفي هذا السياق، قدم زاك كاس، المسؤول السابق بشركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي»، عدة نصائح لتفادي احتمالية استحواذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف في المستقبل، ومحو فكرة أنه قد يحل محل البشر عموماً في مختلف مجالات العمل، حيث قال لموقع «بيزنس إنسايدر»: «في عالم يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي ترميز البيانات، وكتابتها، وتحليلها بكفاءة، فإن أبرز ما يميزنا كـ(بشر) ربما يكون هو وسيلتنا لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي».
وأوضح قائلا: «هذا يعني التوجه إلى المجالات التي لا يزال فيها البشر يتفوقون على الذكاء الاصطناعي، مثل التفكير النقدي».
وقال كاس «على سبيل المثال، في السنوات المقبلة، سيكون من المهم أن يوظف أصحاب العمل موظفيهم ليس لمدى سرعتهم في أداء مهمة ما، ولكن لمدى فهمهم لهذه المهمة، ولمدى قدرتهم على تنفيذها بشكل فريد حقاً».
كما لفت المسؤول السابق بـ«أوبن إيه آي» إلى أهمية أن يكون الشخص «محبوباً»، بحيث يرغب الآخرون في العمل معه.
وأوضح: «الأشخاص المحبوبون الذين لديهم الكثير من الأصدقاء في العمل ليسوا أكثر عرضة للبقاء في وظائفهم فحسب، بل هم أيضاً أكثر إنتاجية، وتفاعلاً، وسعادة، وصحة».
كما أكد أن هناك صفات إنسانية، مثل الشجاعة، والرؤية، والحكمة، والتعاطف، تميز الأشخاص عن الذكاء الاصطناعي، وتساعدهم في التصدي للخطر المحتمل لهذه التكنولوجيا.
وبالإضافة إلى خطره على الوظائف، فقد رسم تقرير جديد، صدر بتكليف من وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي، صورة مثيرة للقلق، للمخاطر «الكارثية» التي قد يتسبب بها الذكاء الاصطناعي سريع التطور على البشرية، والأمن العالمي، محذراً من أنه قد يتسبب في انقراض البشر.
وقال التقرير إن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً يمكن استخدامها أسلحةً لإحداث أضرار لا يمكن إصلاحها، كما أن هناك مخاوف، خاصة داخل مختبرات الذكاء الاصطناعي، من أن العلماء أنفسهم قد «يفقدون السيطرة» في مرحلةٍ ما على هذه الأنظمة أثناء تطويرها، الأمر الذي قد تنتج عنه «عواقب مدمّرة محتملة على الأمن العالمي».