كيف تقتل الهواتف الذكية أطفالنا؟

الهواتف الذكية والشاشات تؤثر سلباً على النمو الطبيعي للأطفال (أ.ف.ب)
الهواتف الذكية والشاشات تؤثر سلباً على النمو الطبيعي للأطفال (أ.ف.ب)
TT

كيف تقتل الهواتف الذكية أطفالنا؟

الهواتف الذكية والشاشات تؤثر سلباً على النمو الطبيعي للأطفال (أ.ف.ب)
الهواتف الذكية والشاشات تؤثر سلباً على النمو الطبيعي للأطفال (أ.ف.ب)

أكد عالم نفس اجتماعي أميركي شهير أن الهواتف الذكية تدمر الأطفال وتقتلهم بشكل غير مباشر حيث تشجعهم على إيذاء أنفسهم وتؤثر سلباً على نموهم العقلي والجسدي.

وتحدث عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت في كتابه الجديد «الجيل القلق» عن كيفية تدمير الهواتف الذكية والشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال، وتسببها في وباء من الأمراض العقلية.

وعن الكتاب، قال هايدت لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «قديماً كان الآباء يتركون أطفالهم يلعبون مع الأطفال الآخرين بالشوارع والحدائق، لكننا تخلينا تدريجياً عن هذا الأمر في الثمانينات والتسعينات بسبب مخاوفنا المتزايدة من الاختطاف والتهديدات الأخرى».

وتابع: «بعد ذلك، ظهرت التكنولوجيا واعتقدنا أن الإنترنت سيكون منقذ الديمقراطية وأنه سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءً. ولأن معظمنا كان متفائلاً بالتكنولوجيا، لم تقم الحكومات والمؤسسات بإصدار تحذيرات من قضاء الأطفال بضعة ساعات يومياً على هواتفهم والشاشات الأخرى».

أضاف هايدت: «لقد بالغنا في حماية أطفالنا في العالم الحقيقي في حين أننا لم نهتم بحمايتهم بالشكل اللازم على الإنترنت».

وأكد عالم النفس الاجتماعي أن الهواتف الذكية والشاشات تؤثر سلباً على النمو الطبيعي للأطفال، جسدياً ونفسياً.

ولفت إلى أن استخدام مواقع التواصل يزيد من معدلات القلق لدى الأطفال بشكل ملحوظ.

وأوضح قائلاً: «الفتيات بشكل خاص يتشاركن المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من الأولاد. فهن يتحدثن عن مشاعرهن أكثر، وهن أكثر انفتاحاً على بعضهن البعض. هذا الأمر في الحقيقة يرفع مستويات القلق لدى الفتيات في سن الطفولة والمراهقة. وهذا القلق قد يتسبب في إيذاء النفس».

وفي عام 2010، تضاعفت زيارات غرفة الطوارئ في المستشفى (بسبب إيذاء النفس) للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاماً ثلاث مرات تقريباً، وفقاً لهايدت، الذي قال إن هذه هي واحدة من أكبر الزيادات في علامات المرض العقلي التي رآها في جميع البيانات التي قام بمراجعتها.

وتابع: «عندما تنظر إلى حطام الصحة العقلية للأطفال والمراهقين وتنظر إلى الزيادات في معدلات إيذاء النفس والانتحار، وتنظر إلى انخفاض درجات الاختبارات الدراسية منذ عام 2012 في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، ستتأكد أن الهواتف الذكية تقوم بالفعل بقتل وتدمير أطفالنا».

وأكد هايدت أنه يجب ألا يتم السماح للأطفال باستخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل إلى أن يبلغوا سن 16 عاماً.

ولفت إلى أن منصات التواصل ليست مخصصة للأطفال.

وفي حين شكك البعض في العلم وراء أطروحة هايدت، إلا أنه أكد أن هذا الرأي جاء بعد سنوات من البحث في مختلف الأدلة العلمية.

وقد رددت جمعية علم النفس الأميركية مخاوفه في تقرير جديد يؤكد أن منصات التواصل الاجتماعي «غير آمنة بطبيعتها للأطفال».

ويقول التقرير، الذي صدر أمس (الثلاثاء)، إن الأطفال ليس لديهم «الخبرة والحكمة اللازمة» للتعامل مع تلك المنصات. وتقول الجمعية إن العبء لا ينبغي أن يقع بالكامل على عاتق الآباء أو متاجر التطبيقات أو الشباب، بل يجب أن يقع على عاتق مطوري المنصات.

إلا أن هايدت يرى أن العبء الأكبر يقع على الآباء، حيث قال: «لا يستطيع الآباء الاعتماد على المطورين تماماً. نحن عند نقطة تحول كمجتمع، وإذا لم يتخذ الكبار الإجراءات اللازمة، فقد يخاطرون بالصحة العقلية بأبنائهم إلى أجل غير مسمى».


مقالات ذات صلة

هاتف ذكي جديد للأطفال من دون «تيك توك» أو «فيسبوك»

تكنولوجيا ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات لديهم هواتف ذكية خاصة بهم (رويترز)

هاتف ذكي جديد للأطفال من دون «تيك توك» أو «فيسبوك»

يقوم صانعو أجهزة «نوكيا» بتطوير هاتف للأطفال مزوّد بالإنترنت، ولكن لا يخولهم الوصول إلى «تيك توك»، أو «إنستغرام»، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شاشة مقاومة للصدمات والخدوش بمستويات أداء متقدمة وتصميم أنيق

تعرف على مزايا الذكاء الاصطناعي المتقدم في هاتف «أوبو رينو12»

يستطيع فتح عيون الأفراد في الصور بعد التقاطها وعيونهم مغمضة

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا «واتساب» سيطلق قريباً ميزتي الترجمة التلقائية وأسماء المستخدمين لتعزيز التواصل والخصوصية (أبل)

«واتساب» يختبر ميزة الترجمة التلقائية للمحادثات وأسماء المستخدمين

بهدف تعزيز التواصل والخصوصية...

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يزود «Galaxy Z Flip6 Olympic» بشريحة «eSIM» مع 100 غيغابايت من بيانات 5G لدعم تواصل أفضل للرياضيين (سامسونغ)

«سامسونغ» تكشف عن إصدار خاص من «Galaxy Z Flip6» لرياضيي أولمبياد 2024

إنها المرة الأولى التي يتوفر فيها أحدث منتجات «سامسونغ» للرياضيين قبل إطلاقه رسمياً في السوق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تصاميم جميلة وأنيقة تختلف لكل لون

تعرف على مزايا هاتف «أونر 200 برو» المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي التصويري

تعاونت «أونر» مع استوديو «هاركورت» الفرنسي المتخصص في تطوير التصميم

خلدون غسان سعيد (جدة)

تعرف على مزايا الذكاء الاصطناعي المتقدم في هاتف «أوبو رينو12»

شاشة مقاومة للصدمات والخدوش بمستويات أداء متقدمة وتصميم أنيق
شاشة مقاومة للصدمات والخدوش بمستويات أداء متقدمة وتصميم أنيق
TT

تعرف على مزايا الذكاء الاصطناعي المتقدم في هاتف «أوبو رينو12»

شاشة مقاومة للصدمات والخدوش بمستويات أداء متقدمة وتصميم أنيق
شاشة مقاومة للصدمات والخدوش بمستويات أداء متقدمة وتصميم أنيق

تخيل هاتفاً يستطيع فتح عيون الأفراد في الصور بعد التقاطها وعيونهم مغمضة، مع قدرته على إزالة جميع الأفراد والعناصر المختلفة من خلفية الصور المهمة بضغطة زر واحدة دون الحاجة لتحديد أي من هذه العناصر.

ما رأيك بقدرته على التركيز على أوجه أكثر من شخص في الصور الجماعية، والتقاط الصورة بوضوح كامل لجميع الأوجه في الوقت نفسه؟

هل تريد هاتفاً يستطيع الاستماع إلى التسجيلات الصوتية وتحويلها إلى نصوص، ومن ثم تلخيصها وتحضير قوائم بالخطوات التالية وفق المحادثة؟

كل هذه المزايا أصبحت واقعاً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وذلك في هاتف «أوبو رينو12 5 جي (Oppo Reno12 5G)»، الذي سيتم إطلاقه في المنطقة العربية نهاية الأسبوع المقبل. وحضرت «الشرق الأوسط» فعالية الإطلاق في المنطقة العربية، ونذكر أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي التي يقدمها.

ميزتا فتح العيون المغمضة وإزالة العناصر من الخلفية بتقنيات الذكاء الاصطناعي

قدرات مطورة للذكاء الاصطناعي

* ميزة «ممحاة الذكاء الاصطناعي (AI Eraser)». يقدم الهاتف هذه الميزة التي تزيل الغرباء العابرين في الصور بنقرة واحدة؛ بسبب قدراتها السريعة على التعرف تلقائياً على الأشخاص والعناصر غير المرغوب بها.

تحسين الصور الجماعية. يدعم الهاتف ميزتَين إضافيَّتين للذكاء الاصطناعي مصممتَين خصيصاً لتحسين الصور الجماعية، الأولى هي «الوجه الواضح (AI Clear Face)»، التي تركز على وجوه جميع الأفراد في الصورة، حتى البعيد منهم عن الكاميرا، وتقديم وضوح كبير من خلال استعادة التفاصيل عالية الدقة مثل محيط الوجه والشعر والحواجب.

وتدعم ميزة «الوجه الأفضل (AI Best Face)» التعرف تلقائياً على الأشخاص الذين ظهروا في الصور وقد رمشت عيونهم، لتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإصلاح الأمر، وجعلهم يظهرون بعيون مفتوحة وبواقعية كبيرة.

* ميزة «استوديو الذكاء الاصطناعي (AI Studio)». تقدم القدرة على إيجاد صور رمزية رقمية أو لوحات فنية من صورة واحدة فقط للمستخدم، بحيث يمكن للمستخدمين إظهار أنفسهم كأنهم رعاة بقر أو نجوم في قصص الرسومات اليابانية «مانغا»، وغير ذلك من إبداعات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

* ميزة «صندوق أدوات الذكاء الاصطناعي (AI Toolbox)». وهي ميزة تتعلق بالإنتاجية والكفاءة، تعتمد على نموذج اللغة الكبير «Large Language Model LLM»، الخاص بمساعد الذكاء الاصطناعي «غوغل جيميناي (Gemini)»، التي تمثل إضافة جديدة إلى الشريط الجانبي الذكي، وتقوم بتعزيز إمكانات التعرف على محتوى صفحات الإنترنت وما يتم عرضه على الشاشة واقتراح وظائف مختلفة مرتبطة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تشمل الإنشاء السريع لمحتوى منصات التواصل الاجتماعي وتلخيص محتوى المقالات الطويلة. ويدعم تطبيق تسجيل الصوتيات أداة «تلخيص التسجيلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI Recording Summary)» لتفريغ واستخراج الملخصات النصية من تسجيل صوتي وتنظيمها في نقاط، مع عرض قوائم المهام والأوقات والمواقع والتفاصيل الأخرى لتحسين مراجعتها بعد الانتهاء من التسجيل.

مقارنة مع هاتف «سامسونغ غالاكسي إس24 ألترا»

ولدى مقارنة هذه المزايا مع هاتف «سامسونغ غالاكسي إس24 ألترا» الذي يُعدّ من أول الهواتف التي دعّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متقدم في الهواتف الجوالة، نجد أن «رينو12» يتفوق في وظائف التصوير الذكية، حيث يدعم مجموعة واسعة من الوظائف التي تشمل فتح عيون المستخدمين بعد التصوير، وحذف عناصر عدة غير مرغوبة في الخلفية بضغطة زر واحدة، إلى جانب القدرة على التركيز على جميع الأوجه في الصورة وجعلها أكثر وضوحاً.

ومن جهته يدعم «غالاكسي إس24 ألترا» وظيفة اختيار عنصر ما من الصورة الملتقطة وتكبيره أو تصغيره وحده فقط، ليقوم الذكاء الاصطناعي بتعديل المحتوى المحيط بذلك العنصر بشكل يجعل الصورة تظهر طبيعية للغاية، مع قدرته على تدوير الصور في أثناء تحريرها من خلال وظيفة «مساعد التصوير (Photo Assist)»، ليقوم الذكاء الاصطناعي بملء الفراغات الموجودة في الزوايا بشكل يتناسق مع محتوى الصورة.

كما يتفوق «رينو12» في القدرة على تفريغ التسجيلات الصوتية وتلخيصها وإضافة المهام التي يجب القيام بها في قوائم خاصة.

ويتعادل الهاتفان في القدرة على تلخيص الملاحظات النصية واختيار أسلوب كتابة نصوص محتوى الشبكات الاجتماعية ليقوم التطبيق بتعديل طول الجملة وأسلوب كتابتها، بينما يقدم «غالاكسي إس24 ألترا» القدرة على الترجمة المباشرة للمحادثات الهاتفية (Live Translation) بدعم للغة الغربية على شكل تحديث تم طرحه بعد إطلاق الهاتف بداية العام الحالي. ولكن بعد تجربة هذه الميزة، لم يستطع الهاتف ترجمة المحادثات من اللغة العربية إلى الإنجليزية بشكل دقيق، وكانت النتائج متوسطة في بعض الأحيان وغير صحيحة في أحيان أخرى، وقد يتطلب هذا الأمر مزيداً من التطوير والتحديث لرفع جودة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى. هذا، ويدعم الهاتف ميزة البحث بالضغط على زر الدائرة، بحيث يبحث في الإنترنت عن عنصر ما في الصورة بمجرد تحديده بإصبع المستخدم.

مواصفات تقنية

يبلغ قطر شاشة الهاتف 6.7 بوصة، وهي تعرض الصورة بدقة 2412x1080 وبكثافة 394 بكسل في البوصة وبتقنية AMOLED التي تعرض أكثر من مليار لون بتردد 120 هرتز وبدعم لتقنية HDR10 Plus وبشدة سطوع تبلغ 1200 شمعة، مع مقاومة الخدوش بشكل كبير. واستعرضت الشركة تجربة تشغيل مثقب على الشاشة والضغط عليها، لتقاوم تلك العملية وتستمر الشاشة بالعمل دون أي ضرر أو ظهور أي خدوش.

ويقدم الهاتف مصفوفة كاميرات خلفية ثلاثية بدقة 50 و8 و2 ميغابكسل (للصور عالية الوضوح وبزوايا عريضة وللصور البعيدة) مع استخدام مستشعر Sony LYT-600 فائق الجودة، إلى جانب تقديم كاميرا أمامية بدقة 32 ميغابكسل للصور الذاتية والمكالمات المرئية. ويأتي الهاتف مزوداً بميزة Flash Snapshot التي تضبط عملية التعريض الضوئي للكاميرا والتقاط الإضاءة الواقعية وألوان البشرة بشكل أكثر دقة.

ويعمل الهاتف بمعالج «ميدياتيك دايمنستي 7300-إنيرجي» الجديد ثماني النوى (4 نوى بسرعة 2.5 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 2 غيغاهرتز) بدقة التصنيع 4 نانومتر، ويقدم 12 غيغابايت من الذاكرة التي يمكن توسعتها بـ12 غيغابايت إضافية باستخدام السعة التخزينية المدمجة، مع تقديم 512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة. وتبلغ شحنة البطارية 5000 ملي أمبير - ساعة ويمكن شحنها بقدرة 80 واط من 0 إلى 32 في المائة في خلال 10 دقائق أو بالكامل في 46 دقيقة فقط.

هذا، ويدعم الجهاز تقنية «لينك بوست (LinkBoost )» المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تضمن تحسين زمن استجابة الشبكة في المناطق ذات الإشارة الضعيفة أو الشبكات المزدحمة، وتعزيز التبديل السلس بين شبكات «واي فاي» وشبكة الاتصالات، وتسريع استعادة الإشارة عند الخروج من المصاعد أو مرآب السيارة. كما يدعم الجهاز تقنيات «واي فاي» a وb وg وn وac وax و«بلوتوث 5.4» اللاسلكية وهو مقاوم للمياه والغبار وفقاً لمعيار IP65، ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد 14» وواجهة الاستخدام «كالار أو إس 14.1».

وتبلغ سماكة الهاتف 7.6 مليمتر ويبلغ وزنه 177 غراماً، ويبلغ سعره 1799 ريالاً سعودياً (نحو 479 دولاراً أميركياً)، وهو متوافر في المنطقة العربية باللونين الفضي والبني بدءاً من 1 أغسطس (آب) المقبل.