الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود»: نتميز عن منافسينا باتساق ووحدة الخدمة السحابية في الشرق الأوسط وأميركا

«غوغل كلاود»: الذكاء الاصطناعي يفرض على الشركات إجراء تغييرات رائدة في كيفية عملها وتفاعلها مع العملاء (شاترستوك)
«غوغل كلاود»: الذكاء الاصطناعي يفرض على الشركات إجراء تغييرات رائدة في كيفية عملها وتفاعلها مع العملاء (شاترستوك)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود»: نتميز عن منافسينا باتساق ووحدة الخدمة السحابية في الشرق الأوسط وأميركا

«غوغل كلاود»: الذكاء الاصطناعي يفرض على الشركات إجراء تغييرات رائدة في كيفية عملها وتفاعلها مع العملاء (شاترستوك)
«غوغل كلاود»: الذكاء الاصطناعي يفرض على الشركات إجراء تغييرات رائدة في كيفية عملها وتفاعلها مع العملاء (شاترستوك)

تتوسَّع السحابة الرقمية لتصل إلى كل ركن من أركان العالم. وفي قلب هذا المشهد، ترسم «غوغل كلاود» مساراً جديداً لتلك التقنية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن السحابة الرقمية ليست مجرد ابتكار تكنولوجي، بل جسر يربط بين الاقتصادات المتنوعة، ويسهِّل النمو الدولي.

ويُعدّ توسيع البنية التحتية العالمية لـ«غوغل كلاود»، بمثابة شهادة على التزامها بتوفير خدمات قوية وآمنة. ويضمن وجودها الممتد عبر 14 منطقة و121 نطاقاً قدرة الشركات على العمل مع ضمان تكرار البيانات والحد الأدنى من زمن الوصول. كما تُعدّ هذه البصمة العالمية خطوة استراتيجية لتقريب الخدمات السحابية من مكان عمل الشركات، مما يضمن معدلات نقل أسرع للبيانات والامتثال لمتطلبات موقع البيانات المحلية.

توماس كوريان الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود» خلال لقائه مع «الشرق الأوسط» في لاس فيغاس (غوغل)

 

ويوضح توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل كلاود»، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، على هامش حدث «غوغل كلاود نكست 24»، في مدينة لاس فيغاس الأميركية هذا الأسبوع أن «حضور (غوغل كلاود) في السعودية وقطر والكويت هو ما يميزها عن منافسيها من شركات السحابة الرقمية الأخرى».

ويشير إلى أن الخدمات التي تقدمها «غوغل كلاود» في تلك الدول هي نفسها التي تقدمها في الولايات المتحدة، أي أنها تتمتع بالاتساق العالمي، وهي موحدة. ويعدّ كوريان أن «لبعض مقدمي الخدمات الآخرين (أي المنافسين) خدمات مماثلة، ولكنها ليس جميعها متاحة في تلك الدول مقارنة بـ(غوغل كلاود)، وهذا ما يميزنا». ويرى كوريان أنه مقارنةً باللاعبين الآخرين في المنطقة، تتمتع (غوغل كلاود) «بفوارق في كل جزء من محفظتها السحابية».

وينوه بأن شركته كانت أحد منشئي فكرة «السحابة المفتوحة»، أو ما يُطلق عليها «السحابة المتعددة» التي تسمح للشركات باستخدام تقنيات متعددة من شركات متعددة في الوقت ذاته.

عبد الرحمن الذهيبان: الذكاء الاصطناعي سيغير كل شيء (غوغل)

 

يُقدر حجم سوق الخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية بنحو 4.04 مليار دولار أميركي في عام 2024، ومن المتوقَّع أن يصل إلى 8.80 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركَّب قدره 16.85 في المائة خلال الفترة المتوقعة (2024 - 2029)، بحسب شركة أبحاث السوق البارزة «Mordor Intelligence».

ويقول عبد الرحمن الذهيبان، المدير العام لـ«غوغل كلاود» في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن شركته تحرز تقدماً هائلاً بفضل استثماراتها العميقة في الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي. ويضيف: «لقد عرفنا منذ فترة أن الذكاء الاصطناعي سيغير كل شيء، في الصناعة والشركات، وأيضاً في عملنا نحن». ويعدّ الذهيبان أن الحكومات والمنظمات في الشرق الأوسط تجني الفوائد الكاملة لاستثمارات «غوغل كلاود» في الذكاء الاصطناعي بفضل مناطقها في الدمام والدوحة التي تم إطلاقها في مايو (أيار) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين على التوالي.

«متجر بقالة» من الاختيارات السحابية

إحدى النقاط المحورية في حديث توماس كوريان لـ«الشرق الأوسط» تمحورت حول الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق الحلول المتطورة ونشرها عبر الصناعات. ويصف كوريان بأنه عند الانتقال من البرامج التجريبية إلى الإنتاج واسع النطاق، يجد العملاء أنفسهم في حاجة ليس فقط إلى عدد قليل من أدوات الذكاء الاصطناعي المعزولة، بل إلى نظام أساسي شامل يقدم مجموعة غنية من النماذج وقواعد البيانات والتطبيقات. وينوه بأن «هذا هو الجانب الذي يميز (غوغل كلاود) من خلال توفير ما يصفه بـ(متجر بقالة) من الاختيارات التي تلبي الاحتياجات المتنوعة للشركات».

ويشدد كوريان على أن «نموذجاً واحداً من الذكاء الاصطناعي لن يفوز بكل شيء. ما تحتاج إليه الشركات منصة سحابية تتضمن العديد من الخدمات، كي تختار ما تريده بحسب طبيعة عملها وحاجتها».

توماس كوريان: أكثر من مليون مطور يستخدمون «جيمناي» برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي من «غوغل كلاود» (شاترستوك)

تسعى السعودية إلى تعزيز مكانتها بوصفها مركزاً رئيسياً للبيانات في المنطقة عبر خطة استراتيجية تبلغ قيمتها الإجمالية 18 مليار دولار أميركي تركز على بناء شبكة واسعة النطاق من مراكز البيانات الحديثة موزَّعة على عدة مناطق استراتيجية في المملكة.

وبحسب توماس كوريان، تمثل الشبكة الأساسية العالمية لـ«غوغل كلاود» أحد الجوانب المحورية لاستراتيجيتها؛ ما يعدّها عاملاً تمييزاً رئيسياً يتيح للشركات العالمية العمل بسلاسة عبر الحدود.

ويقول كوريان إن «الشركات في السعودية وقطر والكويت التي ترغب في التحول إلى العالمية، يمكنها أن تصبح عالمية مع (غوغل كلاود)». ويعدّ أن هذا الاتصال السلس يسهل التلاقح بين الأفكار والمواهب والنمو، مما يجعل (غوغل كلاود) «الشريك المفضل للشركات ذات الرؤية العالمية».

عام على إطلاق الذكاء الاصطناعي التوليدي

قبل نحو عام فقط، كانت الضجة حول الذكاء الاصطناعي تنعكس في الفضول حول تطبيقات الدردشة. ولكن الآن بدأ المشهد في التغير بشكل واضح. يقول ويل غرانيس نائب الرئيس لـ«غوغل كلاود»، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن الذكاء الاصطناعي التوليدي «لا يُعدّ مجرد تقنية تجريبية، ولكنه عنصر أساسي يقود إلى خلق القيمة داخل المؤسسات».

ويوضح غرانيس أنه لا توجد صناعة اليوم لم تتأثر بالذكاء الاصطناعي، بدءاً من البرمجة وصولاً إلى معالجة المستندات. ويتابع: «إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت أفقية بقدر ما هي متنوعة». ويشير إلى أن القدرة على تفريغ قاعدة تعليمات برمجية مكونة من 70 ألف سطر في نافذة السياق الطويلة لنموذج مثل «جيمناي» تعني أنه حتى التبعيات المعقدة تصبح قابلة للفك.

ويسلط غرانيس ​​أيضاً الضوء على دور الهندسة السريعة في جعل التفاعلات مع الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة. ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه بفضل إمكانات التقييم الجديدة في «Vertex AI»، يمكن للشركات تقييم مدى فعالية عمل مطالباتها عبر نماذج متعددة، مما يقلل من منحنى التعلم ويزيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي.

ويل غرانيس نائب رئيس «غوغل كلاود»: لا توجد صناعة اليوم لم تتأثر بالذكاء الاصطناعي (ويل غرانيس)

التطلع نحو المستقبل

يتصور ويل غرانيس أننا سنشهد في غضون عام اتجاهاً مستمراً حيث تقوم المؤسسات ببناء تجارب مولِّدة للقيمة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويعدّ ذلك تطوراً يمهد الطريق لإجراء تغييرات رائدة في كيفية عمل الشركات وتفاعلها مع عملائها. ويشدد أيضاً على أنه بفضل توفير أكثر من مليون ساعة من التدريب ونظام بيئي شريك قوي، تعمل «غوغل كلاود» على سد فجوة المهارات، مما يضمن أن المؤسسات، بغض النظر عن موقعها الجغرافي، يمكنها تسخير قوة الذكاء الاصطناعي. ويشير غرانيس إلى أن «إمكانات عمليات التعلم الآلي الخاصة بـ(Vertex AI) تدعم هذا المسعى، مما يتيح التطوير والاستكشاف التكراري الذي يؤدي إلى نتائج حقيقية».

يرسم التقدم الذي تم إحرازه خلال العام الماضي صورة حية لمستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للشركات الاستفادة من بياناتها الخاصة، والتوافق مع عملياتها الفريدة، وتوليد ميزة تنافسية كبيرة. إن التقاء نماذج الذكاء الاصطناعي مع رؤية المؤسسة وبياناتها هو المكان الذي تولد فيه المنفعة الحقيقية.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحقق مع «غوغل» بشأن استخدام المحتوى لتدريب الذكاء الاصطناعي

الاقتصاد شعار «غوغل» على هاتف ذكي أمام علم الاتحاد الأوروبي في بروكسل (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يحقق مع «غوغل» بشأن استخدام المحتوى لتدريب الذكاء الاصطناعي

أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء أن شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، تواجه تحقيقاً من قِبل الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا» جنسن هوانغ يتحدث قبل انطلاق مؤتمر تقنية وحدات معالجة الرسوميات في واشنطن - 28 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

يُشعل النقص العالمي الحاد في رقاقات الذاكرة سباقاً محموماً بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية لتأمين إمدادات آخذة في التراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن )
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» (رويترز)

شركة «أوبن إيه آي» تعلن حالة طوارئ في «تشات جي بي تي» بسبب المنافسة الشديدة

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان عن حالة طوارئ شاملة في الشركة، في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها تقنيات برنامجها «تشات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مجلة «تايم» تختار «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025

غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
TT

مجلة «تايم» تختار «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025

غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)

اختارت مجلة «تايم»، اليوم الخميس، «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025. وقالت المجلة إن 2025 هو العام الذي «ظهرت فيه بقوة» إمكانات الذكاء الاصطناعي من دون تراجع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت المجلة، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «لتقديمهم عصر الآلات المفكرة، ولإبهارهم البشرية وإثارة قلقها، ولتحويلهم الحاضر وتجاوز الممكن، مهندسو الذكاء الاصطناعي هم اختيار (تايم) لشخصية عام 2025».

وظهر على غلاف المجلة صورة لمجموعة من أبرز الأسماء في عالم «الذكاء الاصطناعي» منهم؛ جنسن هوانغ ومارك زوكربيرغ وسام ألتمان وإيلون ماسك.


بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين
TT

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

تُشير التقارير إلى أن الحكومة الأميركية تُكثّف استثماراتها في مجال سريع النمو لتعزيز قدرتها التنافسية مع الصين.

من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات

على مدى أشهر، ركّزت إدارة ترمب بشكل كبير على صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث دفعت باتجاه سنّ تشريعات وأصدرت أوامر تنفيذية تهدف إلى تخفيف القيود التنظيمية المفروضة على الذكاء الاصطناعي وتسريع تبنّي هذه التقنية. وقد صرّح البيت الأبيض بأن الهدف هو أن تُهيمن أميركا على هذه الصناعة.

وقد شهدت هذه الجهود بعض العقبات، مثل فشل محاولة منع الولايات من إصدار لوائحها الخاصة بتنظيم هذه الصناعة، ولكنها شهدت أيضاً الكثير من الإنجازات البارزة، مثل إنشاء «ستارغيت»، وهو مشروع مشترك ضخم سيشهد قيام «أوبن إيه آي» و«سوفت بنك» و«أوراكل» ببناء مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

والآن، مع تقدّم الذكاء الاصطناعي بوتيرة تبدو مُستقرة، تُشير التقارير إلى أن الإدارة تُضيف مجالاً جديداً إلى قائمة أولوياتها، مع احتمال إصدار أمر تنفيذي بهذا الشأن في وقت مبكر من العام المقبل: الروبوتات. وقد أفادت صحيفة «بوليتيكو» بأن وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، يعقد اجتماعات مع الرؤساء التنفيذيين في قطاع الروبوتات؛ بهدف استكشاف سبل تسريع وتيرة التطوير في الولايات المتحدة.

صدارة الصين

تتصدر الصين حالياً المشهد العالمي في مجال الروبوتات، حيث يوجد لديها 1.8 مليون روبوت صناعي قيد التشغيل في المصانع، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات. وهذا الرقم يعادل أربعة أضعاف العدد الموجود في الولايات المتحدة.

وتحظى الروبوتات بأهمية بالغة في الصين، لدرجة أنها استضافت دورة الألعاب العالمية للروبوتات البشرية، المعروفة أيضاً باسم أولمبياد الروبوتات، في أغسطس (آب) الماضي.

تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين

وكان روبرت بلاير، الرئيس التنفيذي لشركة «بوسطن داينامكس»، أكد في تصريح إعلامي، الجمعة الماضي، أن شركته تعمل بنشاط مع «لوتنيك» على وضع استراتيجية وطنية للروبوتات. وأوضح أن الهدف من ذلك هو تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين، وتشجيع الصناعات الأميركية على تبني الروبوتات، ووضع استراتيجيات لتسريع وتيرة العمل في عصر الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: «من الحكمة البدء في قطاعي التصنيع والخدمات اللوجيستية؛ نظراً للطلب الهائل، ولأن هذه البيئات الخاضعة للرقابة تُعدّ مكاناً آمناً لإطلاق هذه التقنية الجديدة. ستدخل الروبوتات المنازل في نهاية المطاف، لكننا لا نعتقد أن هذا هو المكان المناسب للبدء اليوم؛ نظراً للتكلفة والسلامة والوظائف، ولكن خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، سنشهد بالتأكيد إصدارات جديدة من هذه الروبوتات في المنازل».

استراتيجية وطنية

وقد دأبت شركات تصنيع الروبوتات، بما في ذلك «تسلا» و«بوسطن داينامكس»، على الضغط على واشنطن منذ فترة لزيادة التركيز على صناعة الروبوتات، وكذلك فعلت جمعية تطوير الأتمتة Association for Advancing Automation (A3)؛ إذ كتبت في تعليق علني لوزارة التجارة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «يجب أن تكون أي محاولة أميركية لزيادة القدرة المحلية في مجال الروبوتات نتاجاً لاستراتيجية وطنية شاملة للروبوتات».

وترى الجمعية أن من الممكن على المدى البعيد زيادة القدرة الإنتاجية المحلية للروبوتات في الولايات المتحدة بشكل كبير، وتقليل الاعتماد على الروبوتات والمكونات المستوردة. وستُمكّن استراتيجية وطنية للروبوتات الولايات المتحدة من العمل على تحقيق جميع هذه الأهداف.

وكان من بين اقتراحات المجموعة إنشاء مكتب حكومي اتحادي للروبوتات، وهو مرفق مركزي لوضع استراتيجية وطنية والإشراف عليها وتوجيهها. وذكرت «بوليتيكو» أن وزارة النقل تستعد أيضاً للإعلان عن فريق عمل معني بالروبوتات.

كما أشار دان ليفي، المحلل في «باركليز»، إلى إمكانية زيادة اهتمام البيت الأبيض بالروبوتات الشبيهة بالبشر؛ لتسهيل تصنيعها وبيعها. وقال: «يُنظر إلى الروبوتات بشكل متزايد على أنها نقطة تنافس رئيسية مع الصين».

روبوتات صناعية

ويُعدّ إيلون ماسك، من أبرز الداعمين للروبوتات، وتحديداً الروبوتات الشبيهة بالبشر. وقد تعهد في أبريل (نيسان) الماضي بأن تُصنّع «تسلا» ما لا يقل عن 5000 روبوت من طراز «أوبتيموس» هذا العام (وربما ضعف هذا العدد)، مع أهداف طموحة لعام 2026 والسنوات اللاحقة.

ومع ذلك، من المرجّح أن يكون التركيز الأولي لأيّ مبادرةٍ من البيت الأبيض في مجال الروبوتات أقلّ على الروبوتات الشبيهة بالبشر، وأكثر على الروبوتات المستخدمة في المصانع. ورغم أنها أقلّ إثارةً، فإنها تُعدّ ذات مزايا في مجال التصنيع؛ ما يُعزّز أهداف ترمب في زيادة عدد المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة.

* خدمات «تريبيون ميديا»

حقائق

1.8

مليون روبوت صناعي قيد التشغيل في المصانع الصينية


لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
TT

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)

أعلنت شركة «أدوبي» (Adobe) عن تكامل رسمي مع منصة «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، في خطوة تُعد من أبرز التطورات التقنية خلال هذا العام، إذ أصبح بإمكان المستخدم الاعتماد على «تشات جي بي تي» لتنفيذ مهام تحرير الصور والملفات والتصميم دون الحاجة إلى فتح برامج «أدوبي» التقليدية. ويُعد هذا الربط نقلة مهمة في مسار دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات الإبداع الرقمية.

التكامل الجديد يتيح للمستخدم تنفيذ أعمال تحرير الصور وتحسين جودتها عبر الأوامر النصية، إضافة إلى القدرة على تحرير ملفات «PDF» ودمجها، وإنشاء تصاميم جاهزة لمحتوى شبكات التواصل. كما يتيح النظام تنفيذ عمليات القص والتعديل وإزالة العناصر غير المرغوبة وتحسين مستوى الإضاءة والألوان، إلى جانب إنتاج مواد بصرية جاهزة للنشر مباشرة، مما يلغي الحاجة للتنقل بين تطبيقات متعددة.

ويعتمد هذا الربط على منصة «أدوبي» تقنية «Apps SDK» التي تسمح بتشغيل أدوات الشركة داخل واجهة «تشات جي بي تي» بشكل مباشر، مع المحافظة على معايير الأمان وسهولة الاستخدام. وقد أكدت «أدوبي» أن التكامل متاح على إصدارات الويب وتطبيق «إي أو إس» ونسخة سطح المكتب، مع إمكانية طلب تسجيل الدخول بحساب «أدوبي» عند استخدام بعض الخدمات المتقدمة.

وترى الشركة أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية لتمكين المستخدمين من إنتاج محتوى احترافي بسرعة وجودة أعلى، فيما يعتقد محللون أن دخول «تشات جي بي تي» إلى مجال التصميم الإبداعي يعد توسعاً طبيعياً للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمهّد لمرحلة جديدة تتداخل فيها قدرات النماذج الذكية مع أدوات التصميم المحترفة في منصة واحدة.

إتاحة «فوتوشوب» و«أكروبات» و«إكسبريس» داخل «شات جي بي تي» في أول تكامل من نوعه (شات جي بي تي)

وتتوقع أوساط تقنية أن يمتد هذا التكامل مستقبلاً ليشمل تحرير الفيديو ومعالجة الصوت، إضافة إلى أدوات أكثر تقدماً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يدعم الاتجاه العالمي نحو منصات موحدة تجمع كل ما يحتاج إليه المصمم وصانع المحتوى في بيئة واحدة.

ويمثل هذا التحول إعادة صياغة لطريقة العمل الإبداعي؛ إذ يجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي AI وقدرات «أدوبي» التقنية، ويوفر للمبدعين إمكانية تنفيذ أعمالهم بشكل أسرع وبخطوات أقل، ليظهر جيل جديد من أدوات الإنتاج المتكاملة داخل منصة واحدة.