«أبل» تفتح الباب للمطورين لنشر تطبيقاتهم عبر الإنترنت

من الشروط الصعبة للمطورين أن يكون لديهم تطبيقات حققت أكثر من مليون تحميل في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (أ.ف.ب)
من الشروط الصعبة للمطورين أن يكون لديهم تطبيقات حققت أكثر من مليون تحميل في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

«أبل» تفتح الباب للمطورين لنشر تطبيقاتهم عبر الإنترنت

من الشروط الصعبة للمطورين أن يكون لديهم تطبيقات حققت أكثر من مليون تحميل في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (أ.ف.ب)
من الشروط الصعبة للمطورين أن يكون لديهم تطبيقات حققت أكثر من مليون تحميل في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (أ.ف.ب)

في خطوة جريئة ومثيرة، أعلنت شركة «أبل» عن إتاحة الفرصة للمطورين لنشر تطبيقاتهم مباشرةً على الإنترنت في الاتحاد الأوروبي، ما يعد تغييراً كبيراً في كيفية وصول المستخدمين إلى التطبيقات خارج متجر «آب ستور». لكن، هذه الخطوة ليست مفتوحة للجميع؛ فهي تأتي مع مجموعة من الشروط التي يجب على المطورين استيفاؤها.

ما الجديد في السياسة؟

للمرة الأولى، سيكون بمقدور المطورين الذين تنطبق عليهم معايير محددة من «أبل»، نشر تطبيقاتهم على مواقعهم الخاصة. هذا يعني أن المستخدمين سيتمكنون من تحميل تطبيقات مباشرةً من المواقع الإلكترونية دون الحاجة للمرور بمتجر «آب ستور». لكن، ليست كل التطبيقات ستتمكن من الاستفادة من هذا الخيار. يجب على المطورين أن يكونوا أعضاء في برنامج «أبل» للمطورين لمدة عامين على الأقل، وأن تكون لديهم تطبيقات حققت أكثر من مليون تثبيت في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي.

لماذا هذه الخطوة؟

«أبل» تقول إن هذا التغيير يأتي لتحسين الأمان وتقليل مخاطر البرمجيات الخبيثة من التطبيقات المحملة خارج المتجر الرسمي. كما يأتي هذا التغيير في أعقاب تطبيق قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، الذي يطالب بمزيد من الفتح والتنوع في أسواق التطبيقات.

التحديات والانتقادات

مع هذا الإعلان، واجهت «أبل» انتقادات من بعض الأطراف التي ترى أن الشركة تحاول الالتفاف على قانون الأسواق الرقمية بشكل سطحي، مع استمرار فرض قيود كبيرة على المطورين. البعض يرى أن الشروط المفروضة على المطورين للاستفادة من هذا الخيار صارمة للغاية وقد تحد من قدرتهم على المنافسة.

ماذا يعني هذا للمطورين والسوق؟

هذا التغيير يعد بفتح آفاق جديدة للمطورين، خصوصاً الكبار منهم مثل «إكس بوكس» وغيرها من الشركات الكبرى، الذين يمكنهم الآن تقديم تطبيقاتهم مباشرةً إلى المستخدمين. كما يعد بمزيد من التنوع والمنافسة في السوق، ولكن مع الحفاظ على معايير الأمان والخصوصية التي تضعها «أبل».

تمثل خطوة «أبل» هذه تحولاً كبيراً في كيفية وصول المستخدمين إلى التطبيقات على أجهزة «آي أو إس». وبينما تأتي مع مجموعة من التحديات والانتقادات، فإنها تفتح الباب أمام إمكانات جديدة للمطورين وتعزز التنوع والابتكار في السوق.


مقالات ذات صلة

كيف تتيح منصة «n8n» ربط التطبيقات وأتمتة الأعمال دون تدخل يدوي متكرر؟

تكنولوجيا خدمة أتمتة متقدمة تتيح إنشاء سير عمل مرن يدمج أكثر من 400 تطبيق مما يسهل تنفيذ المهام تلقائياً دون تدخل يدوي (n8n)

كيف تتيح منصة «n8n» ربط التطبيقات وأتمتة الأعمال دون تدخل يدوي متكرر؟

توفر المنصة بيئة منخفضة التعليمات البرمجية ومفتوحة المصدر، مما يسمح للمستخدمين بتشغيلها على خوادمهم الخاصة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)

خاص كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي يجتمعان لقيادة الابتكار العلمي، مع تقدم سريع في التطبيقات التجارية، من اكتشاف الأدوية إلى الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (سياتل)
علوم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد حققت قفزات متوالية في مجال جراحة العظام (جامعة برنو للتكنولوجيا)

ثورة في جراحة العظام: كيف تحسّن «الغرسات المطبوعة» زراعة المفاصل؟

مع التطور السريع في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، شهد قطاع الرعاية الصحية تحولاً جذرياً في تصنيع الغرسات الطبية، لا سيما في جراحة العظام واستبدال المفاصل.

محمد السيد علي (القاهرة)
علوم جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

كشفت أبحاث حديثة عن اكتشاف جيني قد يمهد الطريق لعلاجات ثورية لإدارة الشيخوخة والحد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
علوم اختراقات علمية وتقنية جديدة

اختراقات علمية وتقنية جديدة

ما الذي سيحمل أهمية حقيقية على المدى البعيد؟ يتوقف خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي أمام هذا السؤال،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
TT

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)

بدأت إحدى الصحف الإيطالية، منذ الثلاثاء، إصدار طبعة مولّدة كلياً بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم، والتي ترمي بحسب مدير الصحيفة «إلى إنعاش الصحافة لا إلى قتلها».

وأكدت «إيل فوليو» Il Foglio، وهي صحيفة يومية جريئة تُطبَع منها نحو 29 ألف نسخة، أنها أول صحيفة في العالم تُصدر أعداداً أُنشئت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية ناشئة تغيّر بسرعة طريقة عمل فرق التحرير.

ويتكوّن كل عدد من الصحيفة يتولى الذكاء الاصطناعي إنشاءه من أربع صفحات تضمّ نحو 22 مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاثة مقالات رأي.

عملياً، يطلب صحافيو «إيل فوليو» البالغ عددهم نحو 20، من نسخة من روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» كتابة مقال عن موضوع محدّد بنبرة معينة، فينتج الروبوت نصاً باستخدام معلومات يجمعها من الإنترنت.

ومن بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، ومقال عن الموضة.

وأوضح مدير «إيل فوليو»، كلاوديو تشيرازا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تفاصيل هذا المشروع الذي يستمر شهراً.

ويتمثل هدف التجربة، من جهة، في الانتقال من النظرية إلى التطبيق، ومن ناحية أخرى، فإن الأمر يتعلق باختبار أنفسنا وبالتالي فهم حدود الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضاً فرصه.

صورة من موقع Il Foglio

وقال تشيرازا في هذا الشأن: «كل هذا يمكن أن يولّد في صحيفة كصحيفتنا، لأنها تتمتع بأسلوب كتابة جريء وساخر ومبدع. نحن نفعل أشياء لا يمكن إنتاجها بسهولة بواسطة آلة»، وأضاف: «كان هدفنا إظهار خصوصيتنا وتجربة شيء لم يختبره أحد آخر في العالم من قبل، من خلال إثارة نقاش، ولكن خصوصاً من خلال محاولتنا أن نفهم بأنفسنا طريقة دمج الذكاء الاصطناعي بالذكاء الطبيعي».

وأوضح أن القيام بذلك يحصل خلال اجتماع هيئة التحرير مع اقتراح مواضيع عدة تُعالَج في الصحيفة العادية، وكذلك من خلال الصحيفة الاصطناعية.

يقول تشيرازا: «كل سؤال يُطرَح على الذكاء الاصطناعي يحتوي على طلب لموضوع، وطلب لنبرة، سواء أكانت محترمة، أو غير محترمة، أو فضائحية، أو استفزازية، وبالتالي نطلب منه أن يعتمد أسلوب الصحيفة. وإذا كان المقال يتضمن الكثير من الأخطاء، فإننا نغيره، وإذا كان فيه القليل منها، فإننا نتركه؛ لأننا نريد أن نظهر حدود قدرات الذكاء الاصطناعي. ليس الهدف إظهار إلى أي مدى هو جميل».

ويخلص الصحافي الإيطالي إلى القول: «يجب القبول بهذا الابتكار؛ إذ لا يمكن إيقافه. يجب فهمه وإتقانه وتحويله إلى فرصة للنمو، فإذا وُجِد يوماً ما طلب على مقالات مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط، فيجب قبول الفكرة، لكنّ هذا الطلب يُفترَض أن يؤدي إلى زيادة إبداع الصحافيين؛ لأن عليهم التعود على ألا يفعلوا إطلاقاً ما يمكن أن تفعله الآلة. إنها بالتالي طريقة لإنعاش الصحافة، وليس لقتلها».