مع استمرار المنصات الرقمية في التوغل داخل نسيج حياتنا اليومية، تواكب تهديدات الأمن السيبرانية وتيرة هذه التهديدات.
في عام 2023 نجح نظام مكافحة التصيد الاحتيالي التابع لشركة «كاسبرسكي» في إحباط أكثر من 709 ملايين محاولة للوصول إلى مواقع التصيد الاحتيالي والاحتيال، وهي زيادة بنسبة 40 في المائة عن العام السابق، ما يشير إلى اتجاه تصاعدي في التهديدات السيبرانية.
لم تميز التهديدات المنتشرة في العالم الرقمي في أهدافها، بل كانت تطبيقات المراسلة ومنصات الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي وعمليات تبادل العملات المشفرة بمثابة مناطق صيد رئيسية لمجرمي الإنترنت. ويسلط التحليل السنوي الشامل الذي تجريه «كاسبرسكي» الضوء على استمرار مثير للقلق في هجمات التصيد الاحتيالي وبلغت ذروتها بشكل ملحوظ في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين. كما يشير المحللون إلى وجود علاقة بموسم العطلات، وهي الفترة المناسبة للمحتالين الذين لديهم صفقات سفر مزيفة تهدف إلى جذب الأشخاص غير الحذرين.
وبينما أصبحت منصات المراسلة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص، نجحت حلول «كاسبرسكي» في تحييد 62.127 محاولة لتضليل المستخدمين عبر منصة «تلغرام» وحدها، ما يمثل زيادة بنسبة 22 في المائة في هذه التهديدات على أساس سنوي. وكما هو الحال في العام السابق، تم حظر معظم محاولات إعادة التوجيه عبر روابط الاحتيال والتصيد الاحتيالي في برامج المراسلة باستخدام حلول «كاسبرسكي» على أجهزة مملوكة لمستخدمين في روسيا. وقد حافظت البرازيل التي ضاعفت عدد هجمات التصيد المحظورة على المركز الثاني، وتبعها كل من تركيا، والهند، وألمانيا، وإيطاليا. واحتل المستخدمون من المكسيك المركز السابع هذه المرة.
وتحذّر أولغا سفيستونوفا، خبيرة الأمن في «كاسبرسكي» من أن «التصيد الاحتيالي لا يزال يمثل تهديداً سائداً في المشهد الرقمي اليوم، ويتطور باستمرار لخداع المستخدمين المطمئنين». وتنصح أيضاً بأن «اليقظة والتشكيك هما أقوى الدفاعات ضد الوقوع ضحية لهذه المخططات الخبيثة». ويوصي خبراء «كاسبرسكي» بالحذر عند فتح رسائل البريد الإلكتروني أو النقر على الروابط، والتحقق من الرسائل الغريبة مباشرة مع المرسلين، والتحقق من وجود تناقضات في عناوين «URL».
مقر إقليمي جديد في السعودية
وخلال مشاركتها في معرض «ليب 2024» الذي استضافته مدينة الرياض بداية شهر مارس (آذار)، أعلنت «كاسبرسكي» عن حصولها على ترخيص المقر الإقليمي لها في السعودية. ويتمثّل الهدف الرئيسي للمقر الإقليمي في تقديم الدعم الشامل لمختلف الأنشطة التشغيلية لمجموعة شركات «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب ضمان تطوير أعمالها المستدامة في المملكة والمنطقة عموماً، مع التركيز على التطوير الاستراتيجي وإجراء الأبحاث المتعلقة بالتهديدات والعمل على تحليلها. وعلاوة على ذلك، ستتمكن الشركة من تقديم خدمات مصممة خصيصاً للمنطقة، ومن ذلك على سبيل المثال الكشف والاستجابة المُدارة المدعومة من قبل مركزها للعمليات الأمنية في المملكة، فريق الاستجابة لحالات الطوارئ السيبرانية لأنظمة التحكم الصناعية (ICS CERT).
التحول الرقمي في مواجهة التهديدات السيبرانية
نظراً لوجود العديد من المبادرات الحالية والمخطط لها لضمان الاستعداد المستقبلي بالتوافق مع «النهج الرقمي أولاً»، سيؤدي اعتماد المملكة للتقنيات المتقدمة، مثل شبكة الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، إلى زيادة اهتمام المجرمين السيبرانيين بالهجمات الموجهة والتهديدات السيبرانية.
وإلى جانب جهود المملكة لبناء بنية تحتية قوية للأمن السيبراني، أطلقت «كاسبرسكي» برنامج الجيل السيبراني للتدريب العام والتدريب الداخلي في المملكة خلال عام 2023. ويستقطب هذا البرنامج التعليمي المواهب الشابة من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات أو الأمن السيبراني أو المجالات الأخرى، كما يهدف إلى زيادة الوعي بالأمن السيبراني، وتمكين تبادل المهارات والمعرفة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة.