قد تُحال أجهزة التلفزيون المنزلية ذات الشاشات المسطّحة الكبيرة على التقاعد قريباً، إذ باتت شركتا الإلكترونيات الكوريتان الجنوبيتان العملاقتان «سامسونغ» و«إل جي» تراهنان على شاشات شفافة وبسيطة وذكية تطرحانها خلال الأشهر المقبلة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وسأل مسؤول تنفيذي في شركة «إل جي»، الاثنين، خلال عرض صحافي لجهاز «سيغنتشر أوليد تي» (Signature OLED T) المقرر طرحه في وقت لاحق هذا العام: «ماذا لو كانت لديكم شاشة توفر لكم مساحة؟».
وقال: «مرحبا بكم في عالم يذهب إلى ما هو أبعد من الشاشة المثالية»، وذلك عشية الإطلاق الرسمي، الثلاثاء، لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية (سي إي إس) في لاس فيغاس في غرب الولايات المتحدة.
وتشير الشركة إلى أن الشاشة الجديدة، التي جرى تقديمها وسط ضجة كبيرة، «تصبح غير مرئية عملياً عند إيقاف تشغيلها»، وبالتالي يمكن أن تمتزج بشكل مثالي مع ديكور الغرفة التي توجد فيها.
هذا التلفزيون أشبه بصندوق مستطيل شفاف، وهو يوفر بمجرد تشغيله، مشاهدة للبرامج التلفزيونية بدقة عالية.
ولكن من الممكن أيضاً، من خلال اللعب بالشفافية، عرض صور محيطة واقعية - مثل ألسنة لهب، وأسماك سابحة، وما إلى ذلك - لجعل الجهاز قطعة زخرفية في حد ذاتها.
تكنولوجيا التلفزيون الشفاف ليست جديدة تماماً، لكن الشركات تبذل جهوداً لإقناع المستهلكين بسبب ارتفاع أسعار المبيع.
من جانبها، قدمت «سامسونغ» شاشتها الخاصة، وهي أيضاً شفافة مثل الزجاج، ولكنها مزودة بصمامات ثنائية باعثة للضوء (إل إي دي) للحصول على صور عالية الوضوح.
وقالت «سامسونغ» في بيان: «الثنائيات الشفافة الباعثة للضوء مهيأة لإعادة تعريف التجارب البصرية، ما يجعل من المستحيل عملياً تمييز الخط الفاصل بين المحتوى والواقع».
لطالما كانت الشاشات الكبيرة نجمة معرض لاس فيغاس، وهو حدث سنوي رئيسي في هذه الصناعة.
ومن جانبها، كشفت شركة الإلكترونيات الصينية العملاقة «تي سي إل» (TCL)، عن سلسلة من النماذج التقليدية، بينها تلفزيون عملاق بمقاس 115 بوصة (292 سنتيمتراً عمودياً).
«على الشاشة وخارجها»
ليس من المستغرب أن يهيمن موضوع الذكاء الاصطناعي على معرض لاس فيغاس للإلكترونيات هذا العام، حيث سلطت جميع شركات تصنيع أجهزة التلفزيون الكبرى الضوء عليه، مع التقدم الذي أصبح ممكناً بفضل الرقائق الإلكترونية المدمجة في الشاشات.
وأوضح المسؤول في شركة «سامسونغ إلكترونيكس» إس دبليو يونغ في بيان: «في عصر الاتصال الفائق، لم يعد الأمر يقتصر فقط على توفير تجارب بصرية عالية الجودة»، مضيفاً: «يجب أن تعزز الشاشات حياتنا سواء على الشاشة أو خارجها».
وقد روّج عمالقة الصناعة لمزايا الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور، على سبيل المثال من خلال التحويل الفوري لفيلم كلاسيكي قديم إلى نسق حديث، بما يشمل النسخ المرممة للأفلام، أو من خلال دمج تفضيلات المشاهدين في توصيات البرامج.
ويُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتعزيز قدرات ألعاب الفيديو، فيما يتوقع المتحمسون لهذه التقنيات مزيداً من الانغماس في الأجهزة.
تتضمن أحدث مجموعة من تلفزيونات «هايسنس» (Hisense) أجهزة مزودة بالذكاء الاصطناعي، والتي، من خلال التعرف على المحتوى الموجود على الشاشة، يتم ضبطها في الوقت الفعلي لتحسين وضوح الصورة وتأثير الانغماس.
«ثمن منزل»
وبحسب إس دبليو يونغ، جرى تصميم الذكاء الاصطناعي المدمج في تلفزيونات «سامسونغ» أيضاً كنقطة تحكم لجميع الأجهزة المتصلة في جميع أنحاء المنزل.
تقول مديرة الأبحاث في جمعية تكنولوجيا المستهلك المسؤولة عن تنظيم معرض لاس فيغاس جيسيكا بوث: «سنرى أن أجهزة التلفزيون أصبحت مركز القيادة في المنزل، بما يتخطى مجرد بث البرامج الترفيهية».
بالنسبة للرئيس التنفيذي لشركة «إل جي» ويليام تشو، فإن العالم يمر بـ«نقطة تحول تاريخية» بفضل الذكاء الاصطناعي، وهو التحول الذي يريد الانضمام إليه من خلال استغلال البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار لمئات الملايين من الأجهزة المتصلة المستخدمة حول العالم للكشف عن أنماط السلوك لدى المستهلكين.
وقال المحلل في شركة «تكسبوننشل» المتخصصة آفي غرينغارت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا تزال أجهزة التلفزيون تشغل جزءا كبيرا من مساحة غرفة المعيشة».
وأضاف: «هناك منافسة الآن»، «بالتأكيد، التكلفة تقرب من ثمن منزل، لكن الأمر رائع حقاً».