إطلاق أول دفعة من أقمار «ستارلينك» للاتصال المباشر بالهواتف الجوالة دون الحاجة لمعدات

تخطط «سبيس إكس» لبدء اختبارات الاتصال عبر الأقمار مع توقعات توفير خدمات الرسائل النصية هذا العام وخدمات الصوت والبيانات العام المقبل (أ.ب)
تخطط «سبيس إكس» لبدء اختبارات الاتصال عبر الأقمار مع توقعات توفير خدمات الرسائل النصية هذا العام وخدمات الصوت والبيانات العام المقبل (أ.ب)
TT

إطلاق أول دفعة من أقمار «ستارلينك» للاتصال المباشر بالهواتف الجوالة دون الحاجة لمعدات

تخطط «سبيس إكس» لبدء اختبارات الاتصال عبر الأقمار مع توقعات توفير خدمات الرسائل النصية هذا العام وخدمات الصوت والبيانات العام المقبل (أ.ب)
تخطط «سبيس إكس» لبدء اختبارات الاتصال عبر الأقمار مع توقعات توفير خدمات الرسائل النصية هذا العام وخدمات الصوت والبيانات العام المقبل (أ.ب)

في خطوة طموحة نحو تحقيق اتصال عالمي شامل، أطلقت شركة «سبيس إكس» بنجاح دفعتها الأولى من أقمار «ستارلينك» القادرة على الاتصال المباشر بالهواتف المحمولة.

وتم الإطلاق على متن صاروخ «فالكون 9» في وقت متأخر من الليلة الماضية، إذ نُشرت 6 أقمار «ستارلينك» متخصصة مع 15 قمراً آخر.

وتأتي هذه الخطوة بعد حصول الشركة على موافقة من الجهات التنظيمية الأميركية لبدء الاختبارات في شراكة مع «T – Mobile» إضافةً إلى شراكات أخرى في دول مثل أستراليا، وكندا، واليابان.

الأهمية والفوائد

1. تحسين الاتصال في المناطق النائية:

لا يزال كثير من المناطق حول العالم، خصوصاً في الدول النامية أو المناطق النائية، تفتقر إلى وصول موثوق للإنترنت. ستمكّن أقمار «ستارلينك» سكان هذه المناطق من الوصول إلى الإنترنت بسرعات عالية، مما يسهل الأعمال، والتعليم، والرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الأساسية.

2. الاستجابة للطوارئ:

في حالات الكوارث الطبيعية أو الأزمات، قد تتعرض البنية التحتية التقليدية للاتصالات للدمار. الأقمار الصناعية المباشرة قادرة على توفير اتصال طارئ حيوي يمكن أن يساعد في جهود الإنقاذ وتقديم الدعم السريع.

3. تحسين الاتصالات للمسافرين:

لكثيري الأسفار، خصوصاً في المناطق النائية أو البحرية، توفر أقمار «ستارلينك» اتصالاً مستمراً وموثوقاً به، مما يعزز الأمان والتواصل.

4. دفع الابتكارات:

هذا التطور يفتح الباب أمام ابتكارات جديدة في مجالات مثل إنترنت الأشياء «IoT»، والزراعة الذكية، والبحث العلمي في المناطق النائية، وغيرها كثير.

لماذا هذا الإطلاق؟

تهدف «سبيس إكس» من خلال هذا الإطلاق إلى تجربة وإثبات قدرة الأقمار الصناعية على توفير تغطية عالمية ومباشرة للهواتف المحمولة، وهو ما يمثل تحدياً فنياً كبيراً. وتعني القدرة على الاتصال المباشر بالأجهزة المحمولة أنه لا حاجة للمستخدمين إلى شراء معدات إضافية أو خاصة، مما يخفض الحواجز أمام الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة.

الاتصال بالإنترنت سيكون بشكل مباشر للهواتف المحمولة دون معدات إضافية معززاً الاتصال العالمي والوصول للإنترنت في المناطق النائية (ستارلينك)

التحديات والتحفظات:

1. التحديات التقنية والتنظيمية:

إن توفير هذا النوع من الخدمة يتطلب التغلب على تحديات تقنية كبيرة، بالإضافة إلى الحصول على الموافقات التنظيمية من مختلف الدول.

2. المخاوف بشأن التلوث الضوئي والفضائي:

وجود عدد كبير من الأقمار الصناعية في المدار يثير مخاوف من العلماء وعشاق الفلك بشأن التأثير في الرصد الفلكي وزيادة خطر الاصطدامات الفضائية.

يمثل إطلاق «سبيس إكس» لأقمار «ستارلينك» المباشرة خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر اتصالاً وتكاملاً. وبينما يحمل هذا الإطلاق وعوداً كبيرة لتحسين الاتصالات ودفع عجلة الابتكار، فإنه يجلب معه أيضاً مجموعة من التحديات التي تجب معالجتها. ويرى مراقبون أنه يمكن لهذه التكنولوجيا أن تعيد تشكيل طريقة تفاعلنا مع العالم، وأن تفتح الأبواب أمام إمكانات جديدة لم تكن متاحة من قبل.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يريد خفض دور السلطات الفيدرالية الأميركية

قال إيلون ماسك إنه يهدف إلى توفير مئات مليارات الدولارات في النفقات الحكومية، فضلاً عن التخلص من البيروقراطية التي تشكل «تهديداً وجودياً» للديمقراطية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جوشوا أوفنهارتز المحامي الفائز بمبلغ مليون دولار الذي قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية (إكس)

أميركا: الفائز بجائزة المليون دولار من ماسك سيتبرع بأموال لقضايا إسرائيلية

كشف جوشوا أوفنهارتز، الذي فاز بمبلغ مليون دولار قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية التابعة للملياردير إيلون ماسك، عن أنه سيتبرع ببعض الأموال لقضايا إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انطلاق "ستارشيب" العملاق من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

بحضور ترمب... صاروخ «ستارشيب» يضل طريقه ويهبط في البحر (فيديو)

انطلق صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع لشركة "سبايس إكس" الثلاثاء من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (تكساس)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».