انتعاش في شحنات الهواتف الذكية عالمياً في الربع الثالث من 2023

يقوده نمو مُصنّعين رئيسيين

«هواوي» تحقق نمواً بـ24.4 % في شحنات الهواتف بالربع الثالث من 2023، متفوقة في السوق العالمية رغم التحديات الاقتصادية (أ.ف.ب)
«هواوي» تحقق نمواً بـ24.4 % في شحنات الهواتف بالربع الثالث من 2023، متفوقة في السوق العالمية رغم التحديات الاقتصادية (أ.ف.ب)
TT

انتعاش في شحنات الهواتف الذكية عالمياً في الربع الثالث من 2023

«هواوي» تحقق نمواً بـ24.4 % في شحنات الهواتف بالربع الثالث من 2023، متفوقة في السوق العالمية رغم التحديات الاقتصادية (أ.ف.ب)
«هواوي» تحقق نمواً بـ24.4 % في شحنات الهواتف بالربع الثالث من 2023، متفوقة في السوق العالمية رغم التحديات الاقتصادية (أ.ف.ب)

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم التكنولوجيا، تأتي أخبار الربع الثالث من عام 2023 لتحمل معها بصيص أمل لصناعة الهواتف الذكية. فقد أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن مجموعة البحث «أومديا» أن هناك تباطؤاً في وتيرة تراجع شحنات الهواتف الذكية على مستوى العالم، مع عودة بعض الشركات المصنعة إلى النمو بعد فترة من الركود.

وفقاً للتقرير، بلغ مجموع الشحنات 301.6 مليون وحدة في الربع الثالث من العام، مُسجلةً انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.7 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق. لكن اللافت هو الزيادة الملحوظة بنسبة 13.4 في المائة عند المقارنة بالربع السابق من العام نفسه، ما يشير إلى تعافٍ جزئي في السوق.

وشهدت شركات مثل «أبل» و«شاومي» ومجموعة «ترانسيون» القابضة و«هونر» و«هواوي» ارتفاعاً في أرقام الشحنات، ما يعكس قدرتها على التكيف مع التحديات واستعادة زخم النمو. في حين واجهت شركات أخرى مثل «سامسونغ» و«فيفو» و«ريلمي» انخفاضات كبيرة تعكس التحديات المتباينة في قطاعات السوق التي تعمل فيها.

شحنات الهواتف الذكية تشهد انتعاشاً مع نمو أبرز الشركات في الربع الثالث (أومديا)

تُعدّ «سامسونغ» أكبر الشركات من حيث الشحنات، حتى مع تسجيلها انخفاضاً بنسبة 8.2 في المائة على أساس سنوي، لكنها استطاعت أن تحقق نمواً بنسبة 10.3 في المائة مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه. ومن ناحية أخرى، فإن «أبل» التي تواجه منافسة شرسة في السوق الصينية الضخمة، استطاعت أن تحقق زيادة ملحوظة في الشحنات بنسبة 23.6 في المائة على أساس ربع سنوي، و2.3 في المائة على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب القوي على النماذج الجديدة والتحديثات الهامة التي تم إدخالها على هواتف آيفون.

تعدّ النقلة النوعية التي حققتها شركة ترانسيون القابضة مثيرة للإعجاب بشكل خاص، حيث سجلت نمواً بنسبة 50 في المائة على أساس سنوي، ما يدل على الإمكانات الكبيرة للأسواق الناشئة التي تشهد نمواً متزايداً في الطلب على الهواتف الذكية بأسعار معقولة.

إن التحديات التي تواجه صناعة الهواتف الذكية لا تزال متعددة، منها مشكلات الإنتاج في الصين، والتضخم المرتفع الذي يؤثر سلباً على القوة الشرائية للمستهلكين. ومع ذلك، فإن الانتعاش الذي شهده الربع الثالث يعطي مؤشراً إيجابياً على أن الصناعة قادرة على التكيف ومواصلة النمو رغم العقبات.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحاً حول هل هذه الإشارات الإيجابية ستستمر في الربع الأخير من العام وما بعده، أم أنها مجرد تحسن مؤقت في سوق متقلب؟

بغضّ النظر عن ذلك، فإن القدرة على التكيف والابتكار سيظلان دائماً العاملين الحاسمين للنجاح في هذه الصناعة المتغيرة بسرعة.


مقالات ذات صلة

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق نقضي 3 ساعات تقريباً يومياً في النظر إلى هواتفنا (جامعة الرور)

الإفراط في استخدام الهواتف الذكية أثناء الدوام يقلل الرضا الوظيفي

نقضي 3 ساعات وربع الساعة يومياً، بالمتوسط، في النظر إلى هواتفنا؛ لذا فإن تقليص هذا الوقت بساعة واحدة يساعدنا على الشعور بالسعادة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق كثرة استخدام الآباء هواتفهم قد يؤثر سلباً على تطور اللغة لدى أطفالهم (رويترز)

كيف يؤثر استخدامك هاتفك على أطفالك؟

أظهرت دراسة جديدة أن الآباء الذين يستخدمون هواتفهم لفترات طويلة ويحدقون في شاشاتهم بدلاً من التحدث إلى أطفالهم قد يتسببون في إعاقة تطور اللغة لدى أطفالهم.

«الشرق الأوسط» (تالين (إستونيا))
الاقتصاد أشخاص يتسوقون داخل متجر يبيع هواتف «سامسونغ» الجوالة وملحقاتها في مومباي (رويترز)

«سامسونغ» تخطط لتقليص قوتها العاملة عالمياً بنسبة 30%

تخطط شركة «سامسونغ إلكترونيكس»، أكبر شركة تصنيع للهواتف الذكية وأجهزة التلفاز وشرائح الذاكرة في العالم، لتقليص عدد موظفيها في بعض الأقسام.

«الشرق الأوسط» (سيول - نيودلهي )
تكنولوجيا بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

«آيفون 16» من «أبل» يقف في تحدٍّ واضح أمام الهاتف الأول في العالم ثلاثي الطيات من «هواوي».

نسيم رمضان (لندن)

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.