هل «تشات جي بي تي» عالم نفسي جيد لعلاج المستخدمين؟

يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية (شاترستوك)
يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية (شاترستوك)
TT
20

هل «تشات جي بي تي» عالم نفسي جيد لعلاج المستخدمين؟

يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية (شاترستوك)
يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية (شاترستوك)

هل يساعد «تشات جي بي تي» المستخدمين على العلاج النفسي؟ هذا ما لمّحت إليه مسؤولة في شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن أيه آي» التي تقف وراء برنامج الدردشة الآلية الشهير، مما أثار انتقادات كثيرة بسبب تقليلها من صعوبة علاج الأمراض العقلية، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويذكر أنه في أواخر سبتمبر (أيلول) كتبت ليليان ونغ، المسؤولة عن المسائل الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، على خدمة «إكس» (تويتر سابقاً): «لقد أجريتُ للتو محادثة شخصية عاطفية جداً مع (تشات جي بي تي) عبر الصوت، حول التوتر والتوازن بين العمل والحياة».

وتساءلت ونغ: «من المثير للاهتمام أنني شعرت بالاستماع والراحة. لم أجرّب العلاج من قبل، لكن هل الأمر على هذا النحو على الأرجح؟». وقد سعت ونغ من خلال رسالتها في المقام الأول إلى تسليط الضوء على وظيفة التوليف الصوتي الجديدة (المدفوعة) لروبوت الدردشة الذي طُرح قبل عام تقريباً والساعي إلى اعتماد نموذج اقتصادي خاص به.

ومن جهتها، ردت المطورة والناشطة الأميركية شير سكارليت، بحدة على هذا التصريح، قائلة إن علم النفس «يرمي إلى تحسين الصحة العقلية، وهو عمل شاق».

وأضافت: «أن يرسل المرء مشاعر إيجابية لنفسه أمر جيد، لكن لا علاقة لذلك بالعلاج»، ولكن هل يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية التي وصفتها ليليان ونغ؟ بحسب دراسة نُشرت قبل أيام في المجلة العلمية «نيتشر ماشين إنتلجنس» (Nature Machine Intelligence)، يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال تأثير الدواء الوهمي.

ولإثبات ذلك، استطلع باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) وجامعة أريزونا، آراء 300 مشارك، موضحين للبعض أن روبوت الدردشة لديه تعاطف، ولآخرين أنه كان متلاعباً، في حين قالوا لأفراد مجموعة ثالثة إنه ذو سلوك متوازن.

ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين اعتقدوا أنهم يتحدثون إلى مساعد افتراضي قادر على التعاطف معهم، كانوا أكثر ميلاً إلى اعتبار محدّثهم جديراً بالثقة.

وقال بات باتارانتابورن، المشارك في إعداد الدراسة: «لقد وجدنا أن الذكاء الاصطناعي يُنظر إليه بطريقة ما بحسب تصورات المستخدم المسبقة».

ومن دون اتخاذ الكثير من الاحتياطات في مجال لا يزال حساساً، انطلقت شركات ناشئة كثيرة في تطوير تطبيقات من المفترض أن تقدم شكلاً من أشكال المساعدة في مسائل الصحة العقلية، ما تسبب في نشوء جدالات متنوعة.

واشتكى مستخدمون لـ«ريبليكا» (Replika)، وهو تطبيق شائع معروف بتقديم منافع للصحة النفسية، بشكل خاص من أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح مهووساً بالجنس أو متلاعباً.

كما أقرت المنظمة الأميركية غير الحكومية «كوكو»، التي أجرت تجربة في فبراير (شباط) على 4000 مريض قُدمت لهم نصائح مكتوبة باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي «جي بي تي-3»، بأن الاستجابات الآلية لم تنجح كعلاج.

وكتب المؤسس المشارك للشركة روب موريس على «إكس»: «محاكاة التعاطف تبدو غريبة، ولا معنى لها». وتعكس هذه الملاحظة نتائج الدراسة السابقة حول تأثير الدواء الوهمي؛ إذ شعر بعض المشاركين وكأنهم «يتحدثون إلى الحائط».

ومن جهته، قال ديفيد شو من جامعة بازل السويسرية، إنه ليس مندهشاً من هذه النتائج السيئة. ويشير إلى أنه «يبدو أنه لم يتم إبلاغ أي من المشاركين بغباء روبوتات الدردشة»، لكن فكرة المعالج الآلي ليست جديدة. ففي ستينات القرن العشرين، طُوّر أول برنامج من نوعه لمحاكاة العلاج النفسي، حمل اسم «إليزا»، باستخدام طريقة عالم النفس الأميركي كارل روجرز.

ومن دون فهم حقيقي لأي شيء عن المشكلات التي طُرحت عليه، كان البرنامج يعمد ببساطة إلى توسيع المناقشة بأسئلة قياسية معززة بالكلمات الرئيسية الموجودة في ردود محاوريه.

وكتب جوزيف وايزنباوم، مبتكر البرنامج، لاحقاً عن سلف «تشات جي بي تي» هذا: «ما لم أدركه هو أن التعرض القصير للغاية لبرنامج كمبيوتر بسيط نسبياً يمكن أن يحفز أفكاراً وهمية قوية لدى الأشخاص العاديين تماماً!».


مقالات ذات صلة

مع تصاعد التوترات التجارية... «مايكروسوفت» تتعهد باحترام القوانين الأوروبية

تكنولوجيا شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)

مع تصاعد التوترات التجارية... «مايكروسوفت» تتعهد باحترام القوانين الأوروبية

تعهدت شركة التكنولوجيا والبرمجيات الأميركية العملاقة «مايكروسوفت» لعملاءها الأوروبيين باحترام قوانين الاتحاد الأوروبي في محاولة لطمأنة إحدى أسواقها الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق  الإفراط في استخدام الإيموجي قد يكشف الكثير عن جوانب الشخصية (رويترز)

بين التعبير عن «اللطافة» والتلاعب بالآخرين... كيف يكشف الإفراط في استخدام الإيموجي شخصيتك؟

كشفت دراسة جديدة أن الإفراط في استخدام الرموز التعبيرية (الإيموجي) قد يكشف الكثير عن جوانب الشخصية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يفيد مستخدمون بأن الإصدار الجديد من «شات جي بي تي» أصبح يبالغ في الإطراء ويبدو مفرط الحماسة حتى في أبسط التفاعلات (أدوبي)

هل بات «تشات جي بي تي» متملقاً أكثر من اللازم؟ جرّبناه لنكتشف

شكاوى من مستخدمين وحتى سام ألتمان بأن ردود «GPT - 4o» أصبحت أشبه بتحفيز مفرط وابتسامة رقمية لا تختفي، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد شريحة إلكترونية في معهد أبحاث أشباه الموصلات في تايوان (رويترز)

تايوان ترفع توقعات النمو لعام 2025 بشكل مفاجئ

رفعت تايوان، بشكل مفاجئ، توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2025، بعد أداء قوي في الربع الأول.

«الشرق الأوسط» (تايبيه )
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (رويترز)

لمنافسة «شات جي بي تي»... «ميتا» تطلق تطبيقاً مستقلاً للذكاء الاصطناعي

كشفت شركة «ميتا» العملاقة في مجال التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، عن أول تطبيق مستقل لها لخدمات المساعدة بالذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا
TT
20

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

تحدثتُ مع صديق لي مؤخراً، الذي اشتري جهاز كمبيوتر جديداً يعمل بنظام «ويندوز»، ويفكر في شراء برنامج مكافحة فيروسات جديد، وسألني عن برنامج مكافحة الفيروسات الذي أستخدمه.

وكان آخر جهاز كمبيوتر لديه عمل لأكثر من عشر سنوات، وكان يستخدم إحدى حزم برامج مكافحة الفيروسات الكبيرة برسوم مالية سنوية.

برامج مكافحة الفيروسات

تمتلك شركات مثل «نورتون»، و«مكافي»، و«إيه في جي»، و«بت ديفيندر»، حلولاً لمكافحة الفيروسات وتُساعد في الحفاظ على أمان جهاز الكمبيوتر، ولكن هذه الميزات تتداخل مع العديد من ميزات، برنامج «ديفندر» Defender المدمج في ويندوز.

إذا بحثتَ عن توصيات لأفضل حزمة برامج مكافحة فيروسات، فستجد العديد من القوائم. وبالمثل، إذا بحثتَ عن تعبير: «هل أحتاج إلى برنامج مكافحة فيروسات؟»، فستجد بعض الحجج الوجيهة التي تُشير إلى إمكانية الاستغناء عنه.

الحالة الشخصية تحسم القرار

أعتقد أنك بحاجة إلى دراسة حالة استخدامك الشخصي عند شراء برامج مكافحة الفيروسات والأمان.

وتوصيتي الشخصية هي أن معظم المستخدمين المنزليين لا يحتاجون إلى دفع ثمن برامج مكافحة الفيروسات أو برامج الأمان.

توفر مايكروسوفت وآبل حلولاً مدمجة لمكافحة الفيروسات. كما تُحذّرك متصفحات مثل «غوغل كروم»، وغيرها، بشكل ممتاز عند دخولك منطقة خطرة على الإنترنت. وكذلك يقوم مزودو خدمات البريد الإلكتروني مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ياهو» بفحص بريدك الإلكتروني بحثاً عن المرفقات الخطيرة.

نظام تشغيل «وندوز»

إذا كنت تستخدم نظام التشغيل «Windows 11»، يمكنك الانتقال إلى الإعدادات «Settings»، ثم «الخصوصية والأمان»، ثم «أمان ويندوز» Windows Security لعرض لوحة معلومات لفئات الأمان المختلفة التي يراقبها النظام.

وبالنقر على «الحماية من الفيروسات والتهديدات» Virus & Threat Protection، سترى آخر فحص ونتائجه، بالإضافة إلى تاريخ آخر تحديث لتعريفات الفيروسات. وتوجد أيقونات حالة حمراء وصفراء وخضراء لكل قسم، ما يتيح لك رؤية أي مناطق تحتاج إلى اهتمامك في لمحة. فقط تأكد من مواكبة التحديثات.

نظام تشغيل «أبل»

وينطبق الأمر نفسه على أجهزة كمبيوتر «أبل». ما عليك سوى تحديث نظام التشغيل وتحديثات الأمان. ماذا يحدث إذا نقرت على شيء ما في المتصفح وبدأت تظهر لك نوافذ منبثقة غريبة أو صفحات ويب تُعيد توجيهك إلى صفحة إعلانات احتيالية؟ هذا وارد الحدوث.

وفي هذه الحالات، فإني أقوم بتنزيل واستخدام Malwarebytes، الذي يفحص نظامك ويصلحه عندما تشك في أنك نقرت على شيء سيئ.

برنامج حماية

يتوفر «Malwarebytes» بنسخة مجانية (لأنظمة ماك أو ويندوز)، ويمكنك تجربته إذا كنت بحاجة إليه. أنصحك بالدفع المالي مقابله إذا كنت تحتاج إليه بانتظام، لكنني لا أنصح بتركه مُثبتاً على جهاز الكمبيوتر. عندما اضطررت لاستخدامه، كنت أُحمّله وأُشغّله وأتركه يُنظّف النظام ثم أُزيل تثبيته.

تصوراتي واعتقاداتي

وحسب اعتقادي، فإن أي برنامج يعمل على نظامك ويُؤدي وظيفة برنامج الأمان المُدمج نفسها، ليس بالأمر الجيد. من تجربتي، يُمكن لتطبيقات الحماية المباشرة من الفيروسات من جهات خارجية أن تُبطئ النظام، وهي تفعل ذلك بالفعل.

أتوقع تماماً أن الكثير منكم سيختلف معي، ولا أمانع. فالحذر ليس بالأمر السيئ. إذا كنت تستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص بك في مشروع صغير، أو كنت تكسب عيشك منه، فقد تشعر بأمان أكبر مع تثبيت برنامج أمان. لا

أمانع استخدام أي برنامج يساعدك على الشعور بأمان أكبر على الإنترنت.

* خدمات «تريبيون ميديا»