سيحتضن وادي نهر أوهايو، حيث كان «الأخوان رايت» (Wright Brothers) الأميركيان رائدين في الطيران البشري، على أراضيه مركز تصنيع طائرات كهربائية متطورة تقلع وتهبط عمودياً، بموجب اتفاق تم الإعلان عنه الاثنين بين الولاية الأميركية وشركة «جوبي» (Joby) للطيران.
قال الحاكم الجمهوري لولاية أوهايو مايك ديواين لوكالة «أسوشيتد برس»: «عندما تتحدث عن سيارات الأجرة الجوية، فهذا هو المستقبل». وأضاف: «نجد هذا مثيراً للغاية - ليس فقط بالنسبة للوظائف المباشرة والوظائف غير المباشرة التي ستخلقها، ولكن مثل شركة (إنتل)، هي إشارة للناس بأن ولاية أوهايو تتطلع إلى المستقبل. هذه صفقة كبيرة بالنسبة لنا».
في جميع أنحاء العالم، تدخل «طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية»، أو ما يُعرف بطائرات «إفتول» (eVTOL)، ضمن التوجه السائد (في صناعة الطيران)، على الرغم من استمرار الأسئلة حول مستويات الضوضاء ومتطلبات الشحن (للبطاريات). ومع ذلك، يقول المطورون إن الطائرات تقترب من اليوم الذي ستوفر فيه بديلاً واسع النطاق لنقل الأفراد أو المجموعات الصغيرة من أسطح المنازل ومواقف السيارات إلى وجهاتهم، مع تجنب الطرق المزدحمة أدناها.
وقال نائب حاكم أوهايو الجمهوري جون هوستد، إن قرار شركة «جوبي» بتحديد موقع أول منشأة تصنيع لها على مساحة 57 هكتاراً (570 ألف متر مربع) في مطار دايتون الدولي بأوهايو، يجسد عقدين من العمل الأساسي الذي وضعه قادة الولاية. والأهم من ذلك أن الموقع يقع بالقرب من قاعدة رايت باترسون الجوية ومقر مختبرات أبحاث القوات الجوية الأميركية.
وأضاف هوستد: «على مدى مائة عام، كانت منطقة دايتون رائدة في مجال ابتكار الطيران»، مضيفاً: «لكن الحصول على شركة تصنيع طائرات كبيرة الحجم كان دائماً بعيد المنال عن الاقتصاد المحلي هناك. وبهذا الإعلان، تحقق هذا الطموح».
عاش الأخوان رايت، أورفيل وويلبر، وعملا في دايتون. وفي عام 1910، افتتحا أول مصنع طائرات أميركي هناك. لإضفاء طابع تاريخي على الحدث، تم إعلان «جوبي» الرسمي يوم الاثنين في منزل أورفيل رايت، هوثورن هيل، واختتم باستعراض جوي احتفالي لنسخة طبق الأصل من طائرة «رايت موديل بي فلاير».
انطلاق الرحلات عام 2025
تم تصميم طائرة إنتاج «جوبي» لنقل طيار وأربعة ركاب بسرعات تصل إلى 200 ميل (321.87 كيلومتر) في الساعة، وبمدى أقصى يبلغ 100 ميل (160.93 كيلومتر). وقالت الشركة إن مستوى الضجيج الهادئ الخاص بها بالكاد يكون مسموعاً مقارنة بضجيج معظم المدن، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس».
وتتمثل الخطة في وضع هذه الطائرات ضمن شبكات الرحلات الجوية بدءاً من عام 2025.
يتم دعم جهود الشركة التي يقع مقرها في سانتا كروز بولاية كاليفورنيا من خلال شراكات مع «تويوتا» و«دلتا إيرلاينز» و«إنتل» و«أوبر». «جوبي» هي شركة عمرها 14 عاماً وتم طرحها للاكتتاب العام في عام 2021، وأصبحت أول شركة «إفتول» تحصل على شهادة صلاحية الطيران للقوات الجوية الأميركية.
المشروع الذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار، مدعوم بما يصل إلى 325 مليون دولار من الحوافز من ولاية أوهايو ومكتب التنمية الاقتصادية «جوبز أوهايو» (JobsOhio) والحكومة المحلية. ومن خلال هذه الأموال، تخطط شركة «جوبي» لبناء منشأة في ولاية أوهايو قادرة على إنتاج ما يصل إلى 500 طائرة سنوياً وخلق 2000 فرصة عمل.
ودعت وزارة الطاقة الأميركية «جوبي» لتقديم طلب للحصول على قرض لدعم تطوير المنشأة كمشروع للطاقة النظيفة.
وأشار جو بن بيفيرت، الرئيس التنفيذي لشركة «جوبي»، إلى أن العمليات والتوظيف سيبدأن على الفور من المباني القائمة بالقرب من موقع التطوير، بشرط إزالة العقبات القانونية والتنظيمية. وأن الموقع كبير بما يكفي لاستيعاب 2 قدم مربع (18.58 هكتار) من مساحة التصنيع.
وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، قال بيفيرت إن شركة «جوبي» تعتزم البدء في التوظيف «على الفور» لدعم تصنيع مكونات الطائرات في المباني القائمة في موقع دايتون. وسيبدأ بناء منشأة الإنتاج الجديدة في عام 2024، على أن تبدأ الإنتاج في عام 2025.
وأضاف بيفيرت لـ«رويترز»، أن الشركة «تعمل على تكثيف فريق الاختبار بقوة» لإجراء آلاف الاختبارات والتقييمات اللازمة للحصول على شهادة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) الأميركية.
ووفق وكالة «أسوشيتد برس»، عملت شركة «تويوتا»، المستثمرة بالمشروع، مع «جوبي» في عام 2019 لتصميم وإطلاق خط إنتاجها التجريبي بنجاح في مارينا بكاليفورنيا. وقالت «جوبي» إن شركة صناعة السيارات (تويوتا) ستواصل تقديم المشورة لها بينما تستعد لإنتاج واسع النطاق لطائرة الركاب الجوية التجارية.