«أبل» تطلق هواتف «آيفون 15» بقدرات جديدة وتكشف عن الجيل التاسع من ساعتها الذكية

تضمنت تغيراً تاريخياً في منافذ الشحن عبر الانتقال إلى كابلات «يو إس بي سي»

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» (إ.ب.أ)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» (إ.ب.أ)
TT

«أبل» تطلق هواتف «آيفون 15» بقدرات جديدة وتكشف عن الجيل التاسع من ساعتها الذكية

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» (إ.ب.أ)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» (إ.ب.أ)

كما كان متوقعاً أطلقت شركة «أبل» اليوم الإصدار الجديد من سلسلة هواتفها «آيفون 15» من خلال أربع نسخ تضمنت تغيراً تاريخياً في منافذ الشحن، والتي شهدت الانتقال من استخدام كابلات «لايتينيغ» إلى كابلات «يو إس بي سي» التي تستخدمها «أبل» في أجهزة الكومبيوتر المحمولة وأجهزة آيباد. ووصف تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» نسخ «البرو» المصنوعة من التيتانيوم، بأنها أقوى الهواتف الذكية التي صنعتها على الإطلاق.

آيفون 15 برو

طرحت «أبل» اليوم جهازي «آيفون 15 برو» و«آيفون 15برو ماكس»، المصممين من التيتانيوم فائق الجودة والمستخدم في مجال الطيران والفضاء، مشيرة إلى أنه يجمع بين القوة وخفة الوزن ليقدم أخف موديلات «برو» من «أبل» على الإطلاق. وقالت الشركة الأميركية إن التصميم الجديد يقدم زوايا انسيابية وزر إجراءات قابلاً للتخصيص، ما يسمح للمستخدمين بتخصيص تجربة جهاز الآيفون. وتتيح التحديثات القوية للكاميرا ما يعادل سبع عدسات احترافية مع جودة صور عالية، بما في ذلك كاميرا رئيسية أكثر تطوراً بدقة 48 ميغا بكسل، تتيح التقاط صور في الوضع الافتراضي بدقة فائقة تصل إلى 24 ميغا بكسل، مع توفر جيل جديد من صور البورتريه مع نمط التركيز وميزة التحكم في العمق، وتحسينات في نمط الليل وميزة «إتش دي آر» الذكية، وكاميرا تقريب مسافات إكس فايف جديدة كلياً وحصرياً على آيفون 15 برو ماكس. وتتيح شريحة «إيه 17 برو» مستوى جديداً من تجارب الألعاب والأداء الاحترافي. في الوقت الذي تضمّن الهاتفان موصل «يو إس بي - سي» الجديد بسرعات «يو إس بي 3» بما يصل إلى 20 مرة من «يو إس بي 2»، في الوقت الذي تشير فيه «أبل» إلى أنه مع تنسيقات الفيديو الاحترافية الجديدة أصبح من الممكن إنجاز المهام الاحترافية الأكثر تعقيداً بقوة غير مسبوقة. كما تضمنت الهواتف إضافة خدمة المساعدة على الطريق عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تعتمد تشكيلة «آيفون 15 برو» على البنية التحتية المبتكرة للأقمار الاصطناعية من «أبل» لتوصيل المستخدمين بسُبل المساعدة إذا واجهتهم مشكلة في السيارة أثناء وجودهم خارج الشبكة. سيتوفر الهاتفان بأربعة ألوان جديدة مذهلة، تشمل التيتانيوم الأسود، والتيتانيوم الأبيض، والتيتانيوم الأزرق، والتيتانيوم الطبيعي. وسيبدأ الطلب المسبق يوم الجمعة الموافق 15 سبتمبر (أيلول)، على أن يبدأ التوفر من يوم الجمعة 22 سبتمبر الحالي. وقال جريج جوسوياك، نائب الرئيس الأول للتسويق على مستوى العالم في «أبل»: «هذه مجموعة برو الأكثر احترافية على الإطلاق، فهي تتميز بتصميم متطور من التيتانيوم، وأفضل نظام كاميرا في آيفون حتى الآن، ما يتيح مستوى جديدا لإنجاز المهام سيغيّر قواعد اللعبة، بالإضافة إلى شريحة (إيه 17 يرو)، التي تبشر بمرحلة جديدة غير مسبوقة من الأداء والألعاب على آيفون. ويمثل (آيفون 15 برو) و(آيفون 15 برو ماكس) أفضل تصميمات (أبل) والابتكارات الأولى من نوعها في المجال للمساعدة في إثراء التجارب اليومية لمستخدمينا، ومساعدتهم على إطلاق العنان لإبداعاتهم».

«آيفون 15 برو» (الشرق الأوسط)

«آيفون 15»

وكشفت «أبل» اليوم عن «آيفون 15» و«آيفون 15 بلس» اللذين قالت إنهما يتميزان بسطح خلفي من الزجاج بلون مدمج مع طلاء مركب غير لامع، وحواف انسيابية جديدة في هيكل من الألمنيوم. كما تضمن كلا الطرازين ميزة «دينامك آيلاند» مع نظام كاميرا متقدم مصمم لمساعدة المستخدمين على التقاط صور عالية الجودة، حيث تتيح الكاميرا الرئيسية القوية بدقة 48 ميغا بكسل التقاط صور فائقة الدقة وتوفر خيار التقريب البصري للمسافات (2x) لمنح المستخدمين ثلاثة مستويات من التكبير والتصغير البصري، كما لو كان لديهم كاميرا ثالثة. وتقدم تشكيلة «آيفون 15» جيلاً جديداً من صور البورتريه، تجعل التقاط صور البورتريه أسهل مع إظهار مزيد من التفاصيل وتقديم أداء أفضل في الإضاءة الخافتة. كما تضمن الإصدار الخامس عشر من الآيفون واعتماداً على البنية التحتية للأقمار الاصطناعية من «أبل» خدمة المساعدة على الطريق عبر الأقمار الاصطناعية حيث توصيل المستخدمين باتحاد السيارات الأميركي «إيه إيه إيه» إذا واجهوا مشكلة في السيارة أثناء وجودهم خارج الشبكة. وأوضحت أنه مع شريحة «A16 بايونك» التي تقدم أداءً قوياً قد أثبت جدارته، في حين تضمن منفذ الشحن عبر طريق كيابل «يو إس بي- سي»، وهو معيار مقبول عالمياً للشحن ونقل البيانات، ليصبح من الممكن استخدام الكابل نفسه لشحن الآيفون والماك والآيباد وسماعات إير بودز الإصدار الثاني المحدث، ويدعم كلا الموديلين «ميغا سيف» وشواحن «كيو آي 2» اللاسلكية المستقبلية. وقالت كايان درانس، نائبة رئيس شركة «أبل» لقسم تسويق منتجات آيفون حول العالم: «يمثل آيفون 15 وآيفون 15 بلس قفزة نوعية هائلة مع ابتكارات الكاميرا المثيرة التي تلهم الإبداع، وميزة (دينامك آيلاند) سهلة الاستخدام، وشريحة A16 بايونك لأداء قوي أثبت جدارته. وهذا العام، نرتقي بقدرات التصوير الحسابي إلى مستويات غير مسبوقة مع الكاميرا الرئيسية بدقة 48 ميغا بكسل التي تقدم صور 24 ميغا بكسل في الوضع الافتراضي الجديد، ليحصل المستخدمون على جودة صور هائلة، وميزة تقريب المسافات 2x، وجيل جديد من صور البورتريه».

«آيفون 15»

الجيل التاسع من الساعة

وطرحت «أبل» اليوم «أبل ووتش سيريس 9»، مضيفة بذلك ميزات جديدة إلى ساعتها الأكثر مبيعاً في العالم، ما يعد علامة بارزة ضمن مبادرتها البيئية، حيث تتميز الساعة الجديدة بإمكانيات أقوى بكثير مقارنة بالموديلات السابقة، وذلك بفضل شريحة S9 الجديدة بنظام دوائر متكاملة مجمعة «إس آي بي» التي تزيد من فاعلية الأداء والقدرات: تشمل حركة الضغط مرتين الجديدة الساحرة، بالإضافة إلى شاشة أكثر سطوعاً، وسرعة أكبر لاستخدام خاصية الأوامر الصوتية «سيري» على الجهاز، مع توفير إمكانية الوصول إلى البيانات الصحية وتسجيلها، وميزة العثور الدقيق لهاتف الآيفون، وغير ذلك الكثير. وتعمل الساعة بنظام التشغيل «ووتش 10» الذي تتوفر عليه التطبيقات بتصميم جديد، مع ميزة «الحزمة المكدسة الذكية» الجديدة، وواجهات ساعة جديدة، وميزات جديدة لركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى أدوات لدعم الصحة النفسية. وقالت «أبل» إنه للمرة الأولى، أصبح بإمكان المستخدمين انتقاء اختيار محايد كربونياً من «أبل ووتش»، وتمثل هذه المنتجات الجديدة علامة بارزة باتجاه تحقيق هدف «أبل 2030»، وهذه هي خطة «أبل» التي تعمل عليها لتكون محايدة كربونياً في سلسلة التوريد الخاصة بها ودورة حياة منتجاتها بالكامل بحلول عام 2030. تشكيلة «أبل ووتش» متاحة للطلب الآن، وستتوفر في المتاجر اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 22 سبتمبر. وقال جيف ويليامز مدير عام العمليات في «أبل» إن «(أبل ووتش) هي الرفيق المثالي الذي يساعد ملايين المستخدمين على تعزيز صحتهم ولياقتهم البدنية، فضلاً عن تحسين أساليب التواصل وتدابير السلامة. نحن نطرح تشكيلة (أبل ووتش) الأفضل على الإطلاق، فقد زودناها بإمكانيات جديدة مذهلة وميزات تقنية متقدمة، تشمل حركة الضغط مرتين الجديدة، وشاشة أكثر سطوعاً، وميزة (Siri) على الجهاز، إضافة إلى أنها من أول منتجاتنا المحايدة كربونياً على الإطلاق. سواء كان المستخدمون يريدون الترقية من موديلات أقدم أم يريدون شراء ساعة من (أبل) لأول مرة». من جهتها قالت ليزا جاكسون، نائبة رئيس شركة «أبل» لشؤون البيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية: «نحن في (أبل) ملتزمون بتصميم منتجات يحبها العملاء وتحافظ على البيئة في الوقت نفسه. وهذا العام، حققنا إنجازاً مهماً في طريقنا نحو هدف (أبل 2030)، فقد صُنعت منتجاتنا المحايدة كربونياً وفقاً لأسلوب (أبل) المتفرد، وهي بذلك تقلل كثيراً من انبعاثات الكربون الناتجة عن المواد والكهرباء ووسائل النقل، مع ميزات إبداعية وتصميم فريد».وأصبح استخدام ساعة «أبل ووتش» أكثر سهولة وبساطة، بفضل الابتكارات؛ مثل التاج الرقمي ومحرك الحس اللمسي، بالإضافة إلى الإيماءات مثل النقر، والتمرير، ورفع المعصم، وتغطية الساعة لكتم الصوت. يمكن للمستخدمين التحكم بسهولة في الساعة باستخدام حركة الضغط مرتين الجديدة بيد واحدة من دون الحاجة إلى لمس الشاشة؛ حيث يمكنهم الضغط بالسبابة والإبهام معاً باستخدام اليد التي عليها الساعة لتنفيذ كثير من الإجراءات الشائعة بسرعة وسهولة على «أبل ووتش 9». ووفق العرض فإن حركة الضغط مرتين في الزر الرئيسي تتحكم في أي تطبيق، حيث يمكن استخدامها لإيقاف أحد المؤقتات، أو تشغيل الموسيقى وإيقافها مؤقتاً، أو ضبط غفوة المنبه. كما يمكن استخدام هذه الإيماءة للرد على مكالمة هاتفية أو إنهائها، والتقاط صورة بريموت الكاميرا في ساعة «أبل ووتش». يؤدي الضغط مرتين أيضاً إلى فتح ميزة الحزمة المكدسة الذكية من واجهة الساعة، كما يمكن استعراض الأدوات في الحزمة المكدسة الذكية عند تكرار الضغط مرتين. تعتمد حركة الضغط مرتين الجديدة على المحرك العصبي الأكثر سرعة في ساعة «أبل» الجيل التاسع، وهو يعمل على معالجة البيانات من مقياس التسارع والجيروسكوب والمستشعر البصري لنبض القلب باستخدام خوارزمية جديدة للتعلم الآلي. وترصد الخوارزمية الحركات والتغييرات البسيطة في تدفق الدم عند استخدام السبابة والإبهام للضغط مرتين. وستتوفر حركة الضغط مرتين في تحديث للبرامج يصدر الشهر المقبل.

«ساعة أبل» الجيل التاسع

ساعة ألترا

وتضمن المؤتمر الكشف عن ساعة «أبل ووتش ألترا 2»، والتي قالت «أبل» إنها تضمن ميزات جديدة من خلال الإمكانيات الموجودة في النسخة الأولى، وأضيف إليها شريحة «S9» الجديدة القوية بنظام دوائر متكاملة مجمعة (إس آي بي SiP)، وحركة الضغط مرتين الجديدة، مع شاشتها الأكثر سطوعاً في «أبل»، ونطاق ارتفاع موسّع، بالإضافة إلى واجهة ساعة جديدة تحمل اسم «Modular Ultra»، وعلاوة على جميع التحديثات الجديدة، تتمتع ساعة ألترا الجديدة بعمر البطارية نفسه الذي يدوم لمدة 36 ساعة مع الاستخدام العادي، بالإضافة إلى 72 ساعة في نمط الطاقة المنخفضة.

سماعات «إير بودز» المحدثة

وكشفت «أبل» أيضاً عن سماعات إير بودز برو (الجيل الثاني) مع منفذ شحن «يو إس بي سي ميغا سيف»، في إضافة جديدة إلى إمكانيات السماعات، مشيرة إلى أنها تصل لضعف إمكانيات الإصدار السابق في مستوى إلغاء الضجيج النشط، وشفافية صوت متقدمة، وتجربة صوت مكاني.

الكشف عن منفذ شحن (يو إس بي سي) في هواتف «آيفون 15 برو» (الشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

تكنولوجيا «ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: سيصل إنفاق الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على الذكاء الاصطناعي إلى 7.2 مليار دولار بحلول 2026.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون تعد عنصراً أساسياً في تشغيل السيارات الكهربائية (رويترز)

بطارية جديدة لزيادة كفاءة السيارات الكهربائية

طوّر باحثون في جامعة دوشيشا اليابانية بطارية ليثيوم أيون شبه صلبة مبتكرة تتميز بكفاءة وأمان أعلى وعمر أطول مقارنة بالبطاريات التقليدية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ صاروخ «نيو غلين» التابع لشركة «بلو أوريجين» أثناء الاستعدادات للإطلاق في مجمع الإطلاق 36 بمحطة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة في 13 يناير 2025 (إ.ب.أ)

شركة جيف بيزوس الفضائية تلغي إطلاق صاروخها الضخم الجديد في اللحظات الأخيرة

ألغت شركة «بلو أوريجين» الإطلاق الأول لصاروخها الضخم الجديد في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين بسبب مشكلة فنية، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
TT

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)

شهد عام 2024 تطوراً متسارعاً للذكاء الاصطناعي، فارضاً تحديات كبيرة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم. وبينما تستعد الشركات للمعضلات التكنولوجية والأخلاقية المقبلة، يدعو قادة الصناعة إلى اتباع نهج أكثر توازناً لتبني الذكاء الاصطناعي. من كفاءة الطاقة وجودة البيانات إلى التسويق الشخصي والاستخدام الأخلاقي، يتشكل عام 2025 ليكون عاماً محورياً في ثورة الذكاء الاصطناعي.

البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي

أثارت متطلبات الذكاء الاصطناعي للطاقة مخاوف بشأن تأثيره البيئي. ووفقاً لجيري ويليامز، كبير مسؤولي البيئة في شركة «ساس» (SAS)، فإن مسؤولية تقليل البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي تقع على عاتق كل من مقدمي الخدمات السحابية ومستخدمي الذكاء الاصطناعي. تستهلك نماذج الذكاء الاصطناعي غير الفعّالة، مدفوعة بالاندفاع نحو تبني التكنولوجيا، كميات هائلة من موارد السحابة. ويؤكد ويليامز أن «الكفاءة الأكبر في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ستقلل من النفايات واستهلاك الطاقة، مما يقلل من التأثير البيئي».

يشبّه برايان هاريس، كبير مسؤولي التكنولوجيا في «ساس»، الجهود بالتقدم المحرز في كفاءة الطاقة في صناعات الأجهزة والسيارات. يمكن أن يؤدي تسريع تدريب النماذج وتحسين الكفاءة الخوارزمية إلى خفض متطلبات الذكاء الاصطناعي للطاقة بشكل كبير، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة للذكاء الاصطناعي.

«ساس»: يقسم الذكاء الاصطناعي التوليدي الشركات إلى قادة ومتخلفين بناءً على جودة البيانات (شاترستوك)

من المبالغة إلى القيمة العملية

لقد ولّدت الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي انقساماً بين المنظمات. تتوقع مارينيلا بروفي، رئيسة «استراتيجية سوق الذكاء الاصطناعي/ الجيل العالمي» في «ساس»، أنه بحلول عام 2025 ستتفوق بعض الشركات بالذكاء الاصطناعي التوليدي، متجاوزة المنافسين بإطلاق المنتجات بشكل أسرع وتجارب العملاء المخصصة. ومع ذلك، قد تتخلى شركات أخرى عن مشاريع الذكاء الاصطناعي بسبب ضعف جودة البيانات. وتنصح بروفي أن المنظمات تحتاج إلى التراجع ومعالجة مشكلات البيانات الشاملة، مشددة على أن البيانات الجيدة ضرورية لأداء الذكاء الاصطناعي الفعال.

يتحول الذكاء الاصطناعي التوليدي من كونه «لعبة جديدة لامعة» إلى أداة عملية تقدم نتائج أعمال ملموسة. ويقترح جاريد بيترسون، نائب الرئيس الأول لهندسة المنصات في «ساس» تبسيط الأساليب المتبعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي والتركيز على التطبيقات المستهدفة. ويشمل ذلك الجمع بين نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) ونماذج اللغة الصغيرة المتخصصة (SLMs) لتحقيق نتائج أكثر تحديداً وكفاءة.

صعود الذكاء الاصطناعي المتخصص

مع تحول نماذج اللغة الكبيرة إلى سلعة أساسية في عام 2025، ستحول المنظمات تركيزها إلى تطبيقات محددة المجال مبنية على هذه النماذج. يتوقع أودو سغلافو، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي التطبيقي والنمذجة في «ساس»، انهيار نماذج تسعير الذكاء الاصطناعي للقدرات الأساسية ما يفسح المجال للابتكار في الحلول المخصصة والمفتوحة المصدر. سيعطي مشهد الذكاء الاصطناعي اللامركزي الأولوية للتكامل والتخصص. إن انتشار الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة السحابية يدفع ما يسميه ستو برادلي، نائب الرئيس الأول لحلول المخاطر والاحتيال والامتثال في «ساس»، «بالترشيد العظيم لتكنولوجيا المعلومات». ومن المقرر أن تعمل الشركات على تبسيط الأنظمة المنعزلة من خلال الاستفادة من المنصات السحابية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وتعد هذه المنصات بمزيد من المرونة وخفض التكاليف وقدرات البيانات المتكاملة التي تمتد عبر دورة حياة العميل بالكامل.

ومن المتوقع أن يتوسع المسوقون إلى ما هو أبعد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تركز على الإنتاجية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية المتقدمة في عام 2025. وتشير جينيفر تشيس، مديرة التسويق الرئيسية في «ساس»، إلى أنها قد تتحول إلى أدوات مثل البيانات الاصطناعية والتوائم الرقمية والتعلم العميق ما سيمكن من تجارب شخصية مع احترام خصوصية العملاء. وسيؤدي هذا التطور إلى تعزيز الميزة التنافسية ونمو الإيرادات عبر الصناعات.

«ساس»: ينمو إنفاق منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على الذكاء الاصطناعي بنسبة 37% ليصل إلى 7.2 مليار دولار بحلول 2026 (أدوبي)

معالجة التحديات الأخلاقية

لقد أدت قدرات الذكاء الاصطناعي على النطاق والتخصيص إلى ظهور مخاطر أيضاً. يحذر ستيفن تيل، رئيس قسم استشارات حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي في «ساس»، من هجمات الذكاء الاصطناعي التي قد تتلاعب بالمعايير الاجتماعية، أو تعطل الانتخابات، أو تنشر معلومات مضللة. ويؤكد تيل أنه يجب على قادة الأعمال قيادة المحادثة حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي من خلال وضع المبادئ والضوابط.

هذا وتواجه المجتمعات الديمقراطية حاجة متزايدة إلى حماية الخطاب المدني والمعايير الثقافية، مما يؤكد على أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي الشفافة والأخلاقية.

فرصة بقيمة 7.2 مليار دولار

تبرز منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لاعباً رئيسياً في ثورة الذكاء الاصطناعي. وفقاً لتوقعات (IDC)، من المقرر أن ينمو الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في المنطقة بنسبة 37 في المائة سنوياً، ليصل إلى 7.2 مليار دولار بحلول عام 2026. يسلط ألكسندر تيخونوف، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في «ساس»، الضوء على إمكانات المنطقة قائلاً: «نحن ملتزمون بإضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى حلول GenAI وتمكين الشركات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل النمو».

من جانبه يؤكد جاي أبشيرش، كبير مسؤولي المعلومات في «SAS»، أن المنظمات التي تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي هي على استعداد للقيادة في عام 2025، وستقوم بأتمتة المهام الروتينية، ويعد أن تمكين اتخاذ القرارات بشكل أسرع، والتعرف بشكل أسرع على الفرص، والابتكار المتسارع ستحدد «عمالقة الغد» في مشهد الذكاء الاصطناعي التنافسي.

الطريق إلى الأمام

مع بدء عام 2025، يتطور مشهد الذكاء الاصطناعي من المبالغة إلى القيمة العملية، حيث تتنقل الشركات بين الفرص والتحديات عبر المسؤولية البيئية وجودة البيانات والاستخدام الأخلاقي. إن الشركات التي تتبنى كفاءة الذكاء الاصطناعي وتتخصص في التطبيقات وتعالج قضايا الحوكمة لن تزدهر فحسب، بل ستشكل أيضاً مستقبل الصناعات في جميع أنحاء العالم. ففي مناطق مثل منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، حيث يتسارع الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، تتمتع المنظمات بفرصة فريدة لقيادة هذا التحول، ودفع الابتكار مع تعزيز الممارسات المستدامة والأخلاقية.

ويبقى السؤال: مَن الذي سيرتفع إلى مستوى التحدي ويصبح عمالقة الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟