«تشات جي بي تي» يتخذ 72 % من القرارات السريرية الطبية

يشمل ذلك الرعاية الأولية أو الطوارئ

كان «تشات جي بي تي» أكثر مهارة في الوصول إلى التشخيص النهائي بمعدل دقة 77 % (شاترستوك)
كان «تشات جي بي تي» أكثر مهارة في الوصول إلى التشخيص النهائي بمعدل دقة 77 % (شاترستوك)
TT

«تشات جي بي تي» يتخذ 72 % من القرارات السريرية الطبية

كان «تشات جي بي تي» أكثر مهارة في الوصول إلى التشخيص النهائي بمعدل دقة 77 % (شاترستوك)
كان «تشات جي بي تي» أكثر مهارة في الوصول إلى التشخيص النهائي بمعدل دقة 77 % (شاترستوك)

في دراسة شاملة أجراها باحثون من مستشفى «Mass General Brigham» في الولايات المتحدة، تم وضع كفاءة محرك «تشات جي بي تي» في اتخاذ القرارات السريرية تحت المجهر.

وقد أشارت النتائج إلى أن «ChatGPT» روبوت المحادثة الشهير الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي عبر نموذج اللغة الكبيرة (LLM)، أظهر مستوى دقة جديراً بالثناء يبلغ نحو 72 في المائة في مجموعة متنوعة من المهام السريرية.

نطاق دراسة واسع

من خلال تغطية مختلف التخصصات الطبية، أظهر «تشات جي بي تي» كفاءة متسقة، سواء كان ذلك في سياقات الرعاية الأولية أو الطوارئ.

وقد قيمت الدراسة دعم القرار في «ChatGPT» بدءاً من التفاعلات الأولية مع المريض وحتى سيناريوهات الرعاية الكاملة أي بدءاً من صياغة التشخيصات المحتملة وحتى التشخيصات النهائية واتخاذ قرارات الرعاية المستنيرة.

أظهر «تشات جي بي تي» كفاءة متسقة سواء كان ذلك في سياقات الرعاية الأولية أو الطوارئ (شاترستوك)

ولإجراء هذا التقييم، استخدم الباحثون 36 مقالة سريرية موحدة، تم إدخال هذه المقالات القصيرة بشكل منهجي في «ChatGPT»، كانت المهمة الأولية لبرنامج الدردشة الآلي هي اقتراح قائمة بالتشخيصات المحتملة باستخدام البيانات الأولية للمريض، مثل العمر والجنس والأعراض ومدى إلحاح الحالة. ومع تقديم المزيد من التفاصيل، توسعت مهمة «ChatGPT» لتشمل قرارات الإدارة وتحديد تشخيص نهائي.

وبهدف الوصول إلى تقييم نقدي، تم قياس تشخيصات «ChatGPT» وقراراتها وفقاً لمعايير التشخيص التفريقي والاختبارات التشخيصية والتشخيص القاطع وقرارات الرعاية اللاحقة. تضمنت مقاييس التقييم منح نقاط لاتخاذ قرارات دقيقة والاستفادة من الانحدارات الخطية لتحديد ما إذا كان أداء روبوت الدردشة له أي علاقة بالخصائص الديموغرافية للمقالات القصيرة.

مؤلف الدراسة وجد إلى أن «ChatGPT» واجه صعوبة في اقتراح تشخيصات تفريقية وهو جانب أساسي من الطب (شاترستوك)

نتائج واعدة

وكانت النتيجة الشاملة هي أن «ChatGPT» تمكّن من تحقيق دقة إجمالية تبلغ نحو 72 في المائة. يكشف تحليل للنتائج أنه كان أكثر مهارة في الوصول إلى التشخيص النهائي بمعدل دقة 77 في المائة. ومع ذلك، فقد تعثر قليلاً عند اقتراح التشخيص التفريقي، حيث بلغت نسبة نجاحه 60 في المائة فقط. وعندما تم تكليف «ChatGPT» بقرارات الإدارة السريرية، مثل تحديد أفضل الأدوية بعد التشخيص الصحيح، حقق دقة بنسبة 68 في المائة.

وفي تعليقه على النتائج، أشار الدكتور مارك سوتشي، مؤلف الدراسة، إلى أن «ChatGPT» واجه صعوبة في اقتراح تشخيصات تفريقية، وهو جانب أساسي من الطب، حيث يقرر الطبيب الخطوات التالية. وشدد على أن «هذا يسلط الضوء على الخبرة المحورية للأطباء، خاصة في المراحل الأولى من رعاية المرضى عندما تكون هناك تشخيصات محتملة متعددة».

على الرغم من أن دمج أدوات مثل «ChatGPT» في المجالات السريرية يعد أمراً واعداً، فإن بعض الخبراء يرون أنه ليس بديلاً لخبرة الأطباء، حيث تظل الأبحاث المعيارية الصارمة والفحوصات التنظيمية أمراً ضرورياً.


مقالات ذات صلة

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا ميزة الصوت المتقدمة مع أصوات جديدة تدعم 50 لغة لتحسين التفاعل الصوتي في «تشات جي بي تي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تطلق ميزة «وضع الصوت المتقدم» للمستخدمين

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» إطلاق ميزة «وضع الصوت المتقدم» لمستخدمي «تشات جي بي تي» (ChatGPT) في خطط «بلس» و«تيمز» بصفة تدريجية هذا الأسبوع.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا شعار «أوبن إيه آي» في هذه الصورة الملتقطة في 3 فبراير 2023 (رويترز)

نموذج جديد للذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على «التفكير»

أطلقت شركة «أوبن إيه آي»، الخميس، نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد «o1» القادر على التفكير والإجابة عن أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مجال الرياضيات.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا يعد «GPT-4o mini» نموذج ذكاء اصطناعي صغيراً فعالاً من حيث تكلفة العملاء (شاترستوك)

200 مليون مستخدم نشط في «تشات جي بي تي» أسبوعياً

صرحت شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)»،الناشئة للذكاء الاصطناعي، بأن روبوت الدردشة الخاص بها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» لديه الآن أكثر من 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة... لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف، على الأقل بالنسبة إلى بعض الشركات.

باتت قيمة «أوبن إيه آي»، الشركة الناشئة في سان فرنسيسكو التي أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع برنامجها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» في نهاية عام 2022، تبلغ 157 مليار دولار، بعد جمع 6.6 مليار دولار من التمويل.

وبعدما كانت غير معروفة لعامة الناس قبل عامين فقط، تعزز الشركة تالياً مكانتها لاعباً أساسياً في قطاع التكنولوجيا، رغم مغادرة عدد كبير من المديرين مناصبهم فيها أخيراً، وسلسلة فضائح هزتها، والمنافسة الشرسة مع شركات أخرى في القطاع، والأهم من ذلك كله، غياب أي احتمال فوري لتحقيق الربحية.

لكن ذلك كله لا يكفي لتثبيط حماسة المحللين الذين ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه «ثورة» حقيقية.

يؤكد دان آيفز وزملاؤه في شركة «ويدبوش (Wedbush)» الاستشارية أن «الثورة الصناعية الرابعة ستصل إلى أشباه الموصلات والبرمجيات والبنية التحتية والإنترنت والهواتف الذكية خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة».

ويضيف هؤلاء: «لقد كانت (تشات جي بي تي) بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما كان آيفون بالنسبة للهواتف الذكية»، إذ «فتحت أوبن إيه آي المجال أمام نجاح الذكاء الاصطناعي واعتماده من جانب (نفيديا) و(مايكروسوفت) و(غوغل) وعالم التكنولوجيا بأكمله».

ويشير المحللون في تقديراتهم إلى أن جميع هذه الشركات ستنفق 1000 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا مكلفة للغاية، إذ إن إنتاج النصوص والصور والمحتويات الأخرى بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية يحتاج إلى نماذج للذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي 4 (GPT-4)» لـ«تغذيتها» بكميات هائلة من البيانات.

وبالتالي، تتطلب نماذج التدريب والتشغيل بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، والكثير من الطاقة، ومهندسين مؤهلين تأهيلاً عالياً، وما إلى ذلك.

وقد ضخت «مايكروسوفت» 13 مليار دولار في «أوبن إيه آي»، وأعلنت أكثر من 15 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية في الذكاء الاصطناعي هذا العام، من ألمانيا إلى إندونيسيا.

وأفرجت «غوغل» عن أكثر من 13 مليار دولار على شكل «عقارات ومعدات» في الربع الثاني، أي ما يقرب من الضعف مقارنة بالمبالغ المرصودة قبل عام، وهي ميزانية تعكس احتياجاتها لمراكز البيانات الجديدة والرقائق المتطورة للغاية.

لكن هذا الإنفاق «بالكاد حقق نتائج حتى الآن، باستثناء المكاسب على صعيد الكفاءة للمطورين»، وفق ما أفاد مصرف «غولدمان ساكس» في يونيو (حزيران) الماضي في تقرير له.

يقول المحلل المستقل روب إنديرلي: «نشهد حالياً فقاعة ينادي فيها جميع الموردين بضرورة نشر (الذكاء الاصطناعي التوليدي) في جميع الاتجاهات»، في حين أن العملاء «ليسوا مستعدين بعد».

ووفق إنديرلي، فإن «أكثر من 80 في المائة من عمليات الطرح الأولى كانت فاشلة».

لكن كبار شركات التكنولوجيا لا تتطلع بعد إلى تحقيق الأرباح، كما توضح المحللة في «إي ماركتر» غريس هارمون.

وتشدد على أن هذه الشركات تخشى قبل كل شيء «التقصير في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخسارة (...) حتى لو لم تكن عوائد الاستثمارات مضمونة».

سواء كنا نشهد فقاعة أم لا، يدرك معظم المراقبين حجم الإمكانات المرتبطة بهذه التكنولوجيا الجديدة على المديين المتوسط أو البعيد.

يقول مدير معهد «سبسكرايبد إنستيتيوت» البحثي مايكل مانسارد: «هل هناك تقييمات مرتفعة للغاية؟ نعم، ولكن هل هناك قيمة وراء ذلك؟ نعم».

ووفق هذا الخبير في القطاع، فإن التحدي الذي يواجه الشركات يكمن في إيجاد نموذج اقتصادي يضمن بقاءها بعد انفجار محتمل للفقاعة.

ويوضح مانسارد: «بالنسبة إلى شركة مصنِّعة للبرمجيات، فإن الحصول على 200 عميل بدلاً من 100 لا يكلف ضعف التكلفة المرتبطة بتشغيل البنية التحتية، ولكن بالنسبة لشركة مزودة للذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا الأمر ممكن».

على الرغم من نجاحها العالمي والاشتراكات المدفوعة للأفراد والشركات، فإنه من المتوقع أن تتكبد «أوبن إيه آي» خسائر تبلغ 5 مليارات دولار هذا العام، مقابل 3.7 مليار دولار من الإيرادات، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ليس لدى المحللة المستقلة كارولينا ميلانيسي أدنى شك في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصبح قريباً جزءاً من الحياة اليومية، ولكن للبقاء في السباق، وفرض أدوات المساعدة العاملة بالذكاء الاصطناعي وسائر الأدوات، تُضطر الشركات إلى الاستثمار.

وتشير ميلانيسي إلى أنه «من الصعب تحديد نموذج العمل؛ لأنه كلما استخدمت النموذج أكثر، أنفقت أكثر»، مضيفة: «إنه موقف دارويني إلى حد ما: أي أن البقاء سيكون للأقوى فقط».