زيادة في هجمات انتحال الهوية والاختراقات بنسبة 538 %

في تقرير «كراود سترايك» لتتبّع التهديدات لعام 2023

«كراود سترايك»: تسجيل زيادة هائلة في هجمات انتحال الهوية بنسبة 583 % (شاترستوك)
«كراود سترايك»: تسجيل زيادة هائلة في هجمات انتحال الهوية بنسبة 583 % (شاترستوك)
TT

زيادة في هجمات انتحال الهوية والاختراقات بنسبة 538 %

«كراود سترايك»: تسجيل زيادة هائلة في هجمات انتحال الهوية بنسبة 583 % (شاترستوك)
«كراود سترايك»: تسجيل زيادة هائلة في هجمات انتحال الهوية بنسبة 583 % (شاترستوك)

في عالم أصبحت فيه كل نقرة وكل تفاعل وكل بصمة رقمية مهمة، تحتل الهوية الإلكترونية على الإنترنت قيمة لا يمكن تعويضها، لتشكل النقطة المحورية للجرائم الإلكترونية؛ فقد ظهرت هذه الهجمات المدفوعة بإساءة استخدام المعلومات الشخصية والسرية في كثير من الأحيان كتهديد قوي للأفراد والمؤسسات على حد سواء، مما أدى إلى زعزعة أساس الثقة والأمن في نظامنا البيئي الرقمي.

«كراود سترايك»: 62 % من جميع عمليات الاختراق التفاعلية تضمنت إساءة استخدام للحسابات الفعّالة (شاترستوك)

كشف تقرير جديد لـ«كراود سترايك» لتتبّع التهديدات في عام 2023 عن زيادة هائلة في هجمات انتحال الهوية بنسبة 583 في المائة وارتفاع مقلق يصل إلى 6 أضعاف على مدى العام الماضي في الهجمات القائمة على انتحال الهوية.

وبحسب التقرير، فقد تضمنت 62 في المائة من جميع عمليات الاختراق التفاعلية إساءة استخدام للحسابات الفعّالة، في حين كانت هناك زيادة كبيرة بنسبة 160 في المائة في محاولات الاستحواذ على المفاتيح السرية وبيانات الاعتماد الأخرى عبر واجهات برمجة تطبيقات البيانات الوصفية للمثيلات السحابية (API).

وقال آدم مايرز رئيس عمليات مواجهة التهديدات لدى «كراود سترايك» إنه «خلال متابعة أكثر من 215 مهاجماً في العام الماضي، نمت التهديدات من حيث التعقيد والعمق مع تحول المهاجمين إلى استخدام التكتيكات والأنظمة الأساسية الجديدة. تشمل تلك التكتيكات استغلال بيانات الاعتماد الفعّالة لاستهداف نقاط الضعف في الأنظمة السحابية والبرامج».

«كراود سترايك»: تسجيل انخفاض قياسي في المدة اللازمة للاختراق والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق وهو 79 دقيقة (شاترستوك)

تهديدات أنظمة المراقبة والإدارة عن بُعد

تشكل الهجمات المستندة إلى الهوية الإلكترونية تهديدات كبيرة لأنظمة المراقبة والإدارة عن بُعد (RMM). يمكن للمهاجمين من خلال طبيعة عمل «RMM» الوصول إلى نقاط النهاية لدى العميل والشبكات وأجهزة الكمبيوتر، وأن تكون الآثار المترتبة على مثل هذه الهجمات شديدة؛ فقد أظهر تقرير «كراود سترايك» تسجيل زيادة سنوية ضخمة بنسبة 312 في المائة في هجمات استخدام «RMM»، الأمر الذي يؤكد على مصداقية تقارير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA).

يعمد المهاجمون بشكل متزايد إلى استخدام التطبيقات المشروعة والمعروفة جيداً لإدارة تكنولوجيا المعلومات عن بُعد بهدف تجنب الاكتشاف والاندماج في بيئة المؤسسة من أجل الوصول إلى البيانات الحساسة ونشر برامج الفدية أو تثبيت تكتيكات وبرامج متابعة أكثر تخصيصاً.

كما أشار التقرير إلى انخفاض قياسي في المدة اللازمة للاختراق وصل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق وهو 79 دقيقة؛ فقد انخفض متوسط الزمن الذي يستغرقه المهاجم للانتقال بصورة أفقية من وضع الاختراق المبدئي وصولاً إلى المضيفين الآخرين في النظام المستهدف، عن المستوى الأدنى السابق له وهو 84 دقيقة في عام 2022. كما تم تسجيل أسرع زمن اختراق خلال العام بلغ 7 دقائق فقط.

«كراود سترايك»: تسجيل زيادة سنوية كبيرة بنسبة 80 % في عمليات التسلل التفاعلية ضمن القطاع المالي (شاترستوك)

حصة القطاع المالي من الاختراقات

بيّن التقرير أيضاً تسجيل زيادة سنوية كبيرة بنسبة 80 في المائة في عمليات التسلل التفاعلية ضمن القطاع المالي والتي تم كشفها كعمليات تسلل يدوية تستخدم لوحة المفاتيح.

وبشكل عام، ارتفعت نسبة عمليات التسلل التفاعلية بنسبة 40 في المائة.

وبهدف تقليل هذه الاختراقات، يجب أخذ التسارع في قدرات المهاجمين على استخدام تكتيكات مصممة لتجاوز طرق الكشف التقليدية في الحسبان.

كما ينبغي على قيادات الأمن الإلكترونية مناقشة فرق عملهم حول امتلاك الحلول اللازمة لوقف الاختراقات الأفقية في وقت سريع جداً.


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
TT

تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية

يستمر تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع تطور قدرات الحوسبة والتخزين وسرعة نقل البيانات وتطوير خوارزميات جديدة مفيدة للمستخدمين في شتى جوانب الحياة.

سيزداد تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الأجهزة المختلفة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت

وسنسلط الضوء في هذا المقال على أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي سنشهدها خلال عام 2025، مثل تطور تقنيات الرؤية الذكية وظهور الأنظمة المركبة للذكاء الاصطناعي، وانتشار الذكاء الاصطناعي الطرفي، وتطور مساعدات الذكاء الاصطناعي. كما سنتعرّف على أحدث المزايا المقبلة لـ«ذكاء أبل» وكيف ستُسهم في تعزيز تجربة المستخدم. دعونا نستكشف هذا العالم المثير من الذكاء الاصطناعي، ونكتشف كيف سيغيّر هذا التطور من شكل حياتنا في المستقبل.

تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التعرّف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة

اقتراب «ذكاء» المستقبل

التقنية الأولى التي يُتوقع أن تتقدم بشكل كبير هي التعرف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة وتصنيفها بشكل صحيح والتعرف على النصوص فيها «AI Vision»، وذلك بسبب زيادة إنتاج المستخدمين للصور والفيديوهات وتحليل الذكاء الاصطناعي لها من خلال منصات مشاركة هذه الملفات وفهمه للمشاهد المعقدة فيها. ومن المتوقع أن تساعد هذه التقنية في إنتاج صور وفيديوهات توليدية بشكل أكثر إبهاراً، بالإضافة إلى دعم الشركات لها من خلال كاميرات الهواتف الجوالة (مثل «عدسة غوغل» Google Lens للتعرف على العناصر المحيطة بالمستخدم) ومراقبة الأصناف الموجودة في المتاجر والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها. ولكن هذا الأمر قد يشكّل خطراً على خصوصية المستخدمين واحتمال مراقبتهم دون علمهم ما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك.

ومن المتوقع أن يتم استخدام نظم ذكاء اصطناعي مركبة «Composite AI» من أكثر من مصدر تستطيع إتمام مهام أكثر تعقيداً مما يستطيع نظام واحد القيام به. وتستطيع هذه التقنيات إيجاد روابط عميقة بين البيانات المعقدة بسهولة وتقديم فيديوهات تحتوي على الأشخاص أنفسهم عبر الكثير من المشاهد وتعديل الإضاءة حسب البيئة وتغيير لغة المحادثات على الفور، وغيرها. وليس من البعيد تطوير خدمات تقدم مجموعات كبيرة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ليختار المستخدم ما يحتاج إليه منها لتلبية طلبه وتحقيق هدفه، وكأنها «متجر» للذكاء الاصطناعي يقدم للمستخدم الخدمة حسب الحاجة والرغبة.

وبسبب انتشار المعالجات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكمبيوترات والهواتف الجوالة والكثير من الأجهزة الأخرى، فمن المتوقع أن نشهد إطلاق مزيد من التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي مباشرة من على الجهاز عوضاً عن الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت للقيام بذلك عبر «Edge AI».

مثال على ذلك: استخدام معالجات متقدمة في كاميرات المراقبة للتعرف على الكثير من الحالات غير الطبيعية، مثل الحوادث أو السرقات، أو في الأجهزة الطبية لتسريع عملية التشخيص أو التحليل، وغيرها. هذا الأمر من شأنه زيادة مستويات الخصوصية بسبب عدم مشاركة البيانات الحساسة مع الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت، والعمل بكفاءة عالية دون وجود أي اتصال بالإنترنت.

كما سينتشر «عملاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents بشكل متسارع، حيث سنشهد ظهور «برامج» تفهم طلب المستخدم وتقوم بتقسيمه إلى وظائف صغيرة، وتعمل على إتمامها بشكل آلي يحاكي التصرف البشري، وقد تساعد الأطباء في إجراء سلاسل فحوصات على المرضى وتعديل الفحص التالي وفقاً لنتائج الفحص السابق، وهكذا. وقد نشهد دخول هذه التقنية إلى مجال التعليم أيضاً.

تحديثات عديدة مقبلة لـ«ذكاء أبل» على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية

مزايا «ذكاء أبل» المقبلة

أطلقت «أبل» مزايا «ذكاء أبل» Apple Intelligence للذكاء الاصطناعي، وقدمت مجموعة من التحديثات عبر نظامي التشغيل «آي أو إس» و«ماك أو إس»، ولكن لا تزال هناك مزايا ستطلقها خلال العام الجاري، نذكر مجموعة منها:

* الميزة الأولى هي «فيلم الذكريات» Memory Movie على الكومبيوترات التي تعمل بنظام «ماك أو إس»، والتي تقوم بصنع فيلم قصير مكون من الصور وعروض الفيديو الموجودة في تطبيق الصور وفقاً لوصف المستخدم، مثل قيام الميزة بإيجاد فيديو يحتوي على أهم لحظات الإجازة في البحر مع العائلة، أو فيديو للمنزل الجديد الذي انتقل المستخدم إليه، مع القدرة على اختيار مدة الفيلم والموسيقى ومشاركته مع الأهل والأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية. وعلى الرغم من أن هذه الميزة موجودة على هواتف «آيفون» المحدثة، فإنها ستصبح متوافرة على كمبيوترات «ماك» قريباً.

* وبالحديث عن نظام التشغيل «ماك أو إس»، فمن المتوقع أن يحصل الإصدار 15.3 (سيتم إطلاقه في أواخر يناير «كانون الثاني») على ميزة «الرموز التعبيرية التوليدية» Genmoji التي تسمح بصنع «رموز تعبيرية» Emoji مخصصة وفقاً لرغبة المستخدم، بواسطة الذكاء الاصطناعي وكتابة الوصف النصي المرغوب للحصول على رمز تعبيري يمكن مشاركته مع الآخرين بكل سهولة. ويمكن استخدام هذه الأداة لإيجاد شخصيات تشابه الأصدقاء باستخدام صورهم وكتابة وصف للرمز التعبيري الجديد المطلوب.

* وسيحصل مساعد «سيري» على تحسينات مزايا ذكاء اصطناعي ممتدة، تشمل إمكانية البحث عن الملفات وفهم ما يظهر على شاشة المستخدم والتكامل مع الكثير من التطبيقات الأخرى. وسيتمكن «سيري» من تتبع مكان كل شيء على جهاز المستخدم، مثل: الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والملفات، والصور؛ للمساعدة في العثور على أي شيء يتم البحث عنه. كما سيتمكن المساعد من فهم ما يظهر على الشاشة وتنفيذ الأوامر بناء على ذلك، مثل معاينة ملف ما وقول «سيري، أرسل هذه الملف إلى مديري في العمل عبر رسالة بريد إلكتروني»، لتتم العملية بكل سلاسة. كما سيتمكن «سيري» من تنفيذ المهام المعقدة التي تتطلب استخدام أكثر من تطبيق لتنفيذها، مثل تحرير صورة ومشاركتها مع صديق محدد، من خلال أمر واحد.

اصنع فيديوهات مبهرة من صورك وفيديوهاتك آليا باستخدام "فيلم الذكريات" على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية cut out

تجدر الإشارة إلى أن ميزة «ذكاء أبل» تدعم حالياً اللغة الإنجليزية فقط، ولكن من المتوقع أن تدعم الشركة اللغات التالية خلال عام 2025: الصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية والكورية والبرتغالية والإسبانية والفيتنامية.