«سدايا» تطلق «علاّم» للمحادثة العربية بالذكاء الصناعي

تطبيق يرد على الاستفسارات ويعالج الصور والنصوص

لحظة إطلاق التطبيق في مؤتمر أقامته (سدايا) - واس
لحظة إطلاق التطبيق في مؤتمر أقامته (سدايا) - واس
TT

«سدايا» تطلق «علاّم» للمحادثة العربية بالذكاء الصناعي

لحظة إطلاق التطبيق في مؤتمر أقامته (سدايا) - واس
لحظة إطلاق التطبيق في مؤتمر أقامته (سدايا) - واس

دشنت «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي (سدايا)»، مركز «التميز للذكاء الصناعي التوليدي»، بالتعاون مع الشركة التقنية العالمية «NVIDIA (إنفيديا)»، وأطلقت النسخة التجريبية لتطبيق «علاّم»، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة لأهميتهما في تحقيق الاستفادة من الذكاء الصناعي.

وتتجه السعودية في السنوات الأخيرة إلى تطوير بنيتها الرقمية والاستثمار في تقنيات المستقبل، عبر «سدايا»، التي تم تأسيسها لتحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الصناعي، والإشراف على تأهيل الكوادر البشرية، لتقود القطاع في المستقبل هدفاً من المملكة إلى الريادة فيه.

ويقوم تطبيق «علاّم» بالاستفادة من تقنيات الذكاء الصناعي؛ بالإجابة والرد على استفسارات المستفيدين في عدد من المجالات المعرفية باللغة العربية، وتدعم النسخة الحالية منه مئات الملايين من المقالات العربية والإنجليزية.

ويمكن لمستخدمي التطبيق كتابة النصوص أو تسجيل استفساراتهم بشكل صوتي ليقوم التطبيق بمعالجة المدخلات وإجابتهم بشكل نصي أو صوتي، حسب رغبة المستخدم، من خلال اختيار مجموعة من أهم مصادر المعرفة الموثوقة في السعودية والعالم العربي.

كما يساعد «علاّم» على تقديم المعلومات حول العديد من التخصصات، منها: التاريخ السعودي، والرياضة، والصحة، والتعليم، كما يُمكّن المستخدمين من الاستفادة من العديد من تقنيات الذكاء الصناعي التي تشمل المحادثة النصية والصوتية، وتحسين وتلوين الصور القديمة، وتلخيص الوثائق، وغيرها من المهام المفيدة.

التطبيق يقدم خدمة تلوين الصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي - الشرق الأوسط

ويُعدّ «مركز التميز للذكاء الصناعي التوليدي» أحد مخرجات الشراكة البينية بين «سدايا» و«إنفيديا» في إطار مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان في فبراير (شباط) الماضي، وسيقدم برامج ودورات تدريبية متخصصة تمنح شهادات احترافية لمهندسي الذكاء الصناعي وعلماء البيانات والباحثين في السعودية، وستتضمن الحوسبة المعجلة والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية ورؤية الحاسب الآلي وتوليد الصور.

وستساهم الشراكة في التدريب والبحث والتطوير في مجال الذكاء الصناعي، ومنصة نوعية لمبادرات الذكاء الصناعي على المستوى المحلي والعربي والإقليمي، كما ستعزز تطوير النماذج اللغوية العصبية والرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة، وتمكين «سدايا» من الاستفادة من معهد «إنفيديا» لتعلم الآلة العميق، والعمل المشترك لتطوير المعهد والاستفادة من تقنيات ومنصات «إنفيديا» الحالية والمستقبلية.

وتزامناً مع إطلاق المركز والتطبيق، وقعت «سدايا» مذكرتي تفاهم مع وزارة الصحة السعودية لربط «تطبيق علاّم» مع «تطبيق صحتي» للاستفادة منه في تحسين تجربة المرضى، وإضافة هيئة تقويم التعليم والتدريب لتوظيف التقنية وحلول الذكاء الصناعي التوليدي ومعالجة اللغات الطبيعية في تطبيقات «هيئة».

وسيُمكّن هذا التعاون بين «سدايا» والقطاعات السعودية العاملة في مجال الذكاء الصناعي، عبر الحوسبة عالية الأداء، من تعزيز استخدام الذكاء الصناعي في عدة مجالات، مثل الطاقة والصحة والتعليم والبيئة وغيرها.


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».