مسؤول بـ«كاوست» يدافع عن الذكاء الصناعي ويعد استقالة هينتون «دعائية»

يورغن شميدهوبر تحدث عن إنجازات «عالمية» لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية

يورغن شميدهوبر مدير مبادرة الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية «كاوست» (يورغن شميدهوبر)
يورغن شميدهوبر مدير مبادرة الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية «كاوست» (يورغن شميدهوبر)
TT

مسؤول بـ«كاوست» يدافع عن الذكاء الصناعي ويعد استقالة هينتون «دعائية»

يورغن شميدهوبر مدير مبادرة الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية «كاوست» (يورغن شميدهوبر)
يورغن شميدهوبر مدير مبادرة الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية «كاوست» (يورغن شميدهوبر)

في الوقت الذي أعطت استقالة العالم جيفري هينتون من «غوغل»، زخماً للحديث عن أخطار الذكاء الصناعي، بسبب إعلانه أنها «بسبب رغبته في الحديث عن أخطار الذكاء الصناعي بحرّية»، فإن هناك اتجاهاً آخر من العلماء يمثلهم يورغن شميدهوبر، مدير مبادرة الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية «كاوست»، والذي يرى أنه «ليس شراً محضاً»، وأن «إيجابيات الذكاء الصناعي تفوق سلبياته إلى حد بعيد».

وفي مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط»، قال خلالها شميدهوبر، والمعروف في الأوساط العلمية والأكاديمية بأنه «أحد آباء الذكاء الصناعي القدامى»، إن «حديث الأخطار والسلبيات دائماً ما يجذب الاهتمام الجماهيري، بشكل يفوق حديث الإيجابيات، وهذا هو السبب في أن أفلام (أرنولد شوارزنيغر) عن الروبوتات القاتلة، تحظى بشعبية أكبر من الأفلام الوثائقية حول فوائد التطبيقات الطبية للذكاء الصناعي».

ولفت شميدهوبر إلى أن «حديث السلبيات ليس جديداً، بل يعود إلى عام 1816 مع رواية (ساندمان) للكاتب الألماني (إرنست هوفمان)، والتي تدور أحداثها حول شاب يقع في حب سيدة جميلة، يتضح فيما بعد أنها آلة، وينتهي الأمر كله بالسوء».

وأضاف أنه «يتم استدعاء مثل هذه الروايات والأفلام عند الحديث عن الذكاء الصناعي، لأنه بشكل عام، تحظى سيناريوهات يوم القيامة باهتمام أكبر من التوقعات الإيجابية، وهذا هو السبب في استدعاء الجانب السلبي في تطبيق مثل (تشات جي بي تي)».

وأعرب شميدهوبر عن «سعادته بنجاح (تشات جي بي تي)، لأنه يعتمد على شبكة عصبية صناعية تسمى (المحولات القائمة على الانتباه)، وقبل أكثر من 30 عاماً، نشرت (تحت اسم مختلف) أول متغير للمحولات القائمة على الانتباه يسمى الآن (Transformer with)، والأهم من ذلك، ورقة بحثية تم نشرها في 2021».

وأشار إلى أن «تطبيقات الذكاء الصناعي، التي تم تطويرها طوال 3 عقود، جعلت حياة الإنسان أطول وأكثر صحة وأسهل»، وضرب مثلاً أنه «في عام 2012 عندما كانت تكلفة الحوسبة 100 مرة أكثر من اليوم، كان لدى فريقه أول شبكة عصبية صناعية تفوز بمسابقة التصوير الطبي، للكشف عن السرطان، واليوم، يستخدم الكثير من الشركات والمستشفيات هذه الشبكة لتحسين التشخيص والعلاجات الطبية».

استقالة هينتون

وعن تفسيره استقالة هينتون من «غوغل»، قال شميدهوبر إنه «يجيد الأمور النفسية، ويعرف كيفية تشغيل آلة الدعاية والعلاقات العامة، فهو يعلم أن سيناريوهات يوم القيامة تحظى باهتمام أكبر من التوقعات الإيجابية». وأعرب عن اعتقاده بأن حديث هينتون عن أنه نادم على (عمل حياته)، يريد به أن يشير ضمناً إلى أن (عمل حياته) كان مهماً للحالة الحالية للذكاء الصناعي، وهذا ليس حقيقياً، لأن الخوارزميات الأساسية للذكاء الصناعي، كما يكشف الاستبيان الذي أشرت إليه سابقاً، كانت من اختراع آخرين».

وقلل شميدهوبر إلى حد كبير من تأثير الذكاء الصناعي على الوظائف البشرية، مؤكداً تمسكه برؤيته التي أعلنها في الثمانينات، وقال إنه «من السهل وفق هذه الرؤية التنبؤ بالوظائف التي ستختفي، لكن من الصعب توقع الوظائف الجديدة التي سيتم إنشاؤها».

وأضاف أنه «قبل 200 عام، كان معظم الوظائف في العالم الغربي في الزراعة، لكن اليوم، فإن النسبة لا تتجاوز 2 في المائة، وبالمثل، قبل عدة عقود، توقع الناس أن الروبوتات الصناعية سوف تسبب الكثير من فقدان الوظائف، ومع ذلك، فإن معدلات البطالة اليوم منخفضة في البلدان التي بها عدد كبير من الروبوتات لكل فرد (على سبيل المثال، اليابان وألمانيا وكوريا وسويسرا)، وهذا سببه أنه تم اختراع الكثير من الوظائف الجديدة».

إنجازات «كاوست»

وعن الإنجازات التي تحققت في مجال الذكاء الصناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، قال شميدهوبر إن «هناك الكثير من الإنجازات العالمية، من بينها ما حققه اثنان من زملائه، وهما البروفسور برنارد غانم، والبروفسور بيتر ريشتاريك، فالأول أصبح صاحب الرقم القياسي للأبحاث المنشورة في المؤتمر العلمي الأكثر تأثيراً في العالم، والذي يسمى رؤية الكومبيوتر والتعرف على الأنماط (CVPR)، حيث كان لبرنارد وفريقه ما لا يقل عن 7 أوراق في مؤتمر 2022، وقبل أسابيع قليلة فقط، ظهرت نتائج الأوراق المقبولة في مؤتمر 2023، وحطم فريق برنارد رقمه القياسي، حيث تم قبول 8 أوراق بحثية».

وأضاف: «بالمثل بالنسبة لبيتر، فإن أهم مؤتمر للذكاء الصناعي يسمى (NeurIPS)، قَبِل 12 بحثاً لبيتر وفريقه عام 2022»، مشيراً إلى أن «واحداً فقط هو (رئيس معهد ماكس بلانك في ألمانيا) كان لديه عدد أبحاث أكبر في المؤتمر».


مقالات ذات صلة

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

الاقتصاد بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» (رويترز)

«إنفيديا» تكثف التوظيف في الصين مع التركيز على سيارات الذكاء الاصطناعي

ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن شركة «إنفيديا» أضافت نحو 200 شخص في الصين هذا العام لتعزيز قدراتها البحثية والتركيز على تقنيات القيادة الذاتية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة يوم الأربعاء، حيث لم تُظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق روبوت دردشة يشجع مراهقاً على قتل والديه (رويترز)

بسبب تحديدهما وقتاً لاستخدام الشاشة... «تشات بوت» يشجع مراهقاً على قتل والديه

رفعت دعوى قضائية في محكمة في تكساس بعدما أخبر روبوت محادثة (تشات بوت) شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً، بأن قتل والديه كان «استجابة معقولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين: روسيا تتعاون مع دول «بريكس» لتكوين تحالف في الذكاء الاصطناعي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا ستطور الذكاء الاصطناعي مع شركائها في مجموعة «بريكس» ودول أخرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.