الكرملين ينتقد تمسك إسرائيل بالحل العسكري ويحذر من «تصعيد أوسع»

موسكو جددت عرض الوساطة وسرّعت إجلاء مواطنيها من إيران

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عمل في الكرملين الثلاثاء (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عمل في الكرملين الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

الكرملين ينتقد تمسك إسرائيل بالحل العسكري ويحذر من «تصعيد أوسع»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عمل في الكرملين الثلاثاء (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عمل في الكرملين الثلاثاء (أ.ف.ب)

وجه الكرملين انتقادات جديدة لإسرائيل، وقال إنها لا ترغب في اتباع مسار سياسي لتسوية الصراع القائم. وصعدت موسكو من لهجة تحذيرها حول تفاقم خطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وتوقع تدهور الموقف نحو «تصعيد أسوأ»، لكنها في الوقت ذاته جددت التأكيد على استعدادها لبذل جهود للوساطة بين إسرائيل وإيران.

وقال الناطق الرئاسي الروسي، ديمتري بيسكوف، إن بلاده «ترى إحجام إسرائيل عن اتباع مسار التسوية السلمية مع إيران»، وانتقد امتناع تل أبيب عن قبول عروض الوساطة لوقف التصعيد ووضع الأمور على مسار الحل السياسي.

وكانت موسكو قد انتقدت بقوة منذ اليوم الأول الهجومَ الإسرائيلي على إيران، ووصفته بأنه «غير مقبول بشكل قاطع».

وكرر بيسكوف موقف بلاده، وقال إن الجانب الروسي، وعلى وجه الخصوص الرئيس فلاديمير بوتين، أكد عدة مرات أن «روسيا مستعدة لتقديم كل جهود الوساطة الممكنة عند الضرورة. وفي الوقت الحالي، نرى امتناعاً، على الأقل من جانب إسرائيل، عن التعامل مع أي جهود للوساطة وعن اتباع المسار السلمي للتسوية بشكل عام».

ونبه الناطق الروسي إلى أن «الوضع في الشرق الأوسط مُقلق وخطر للغاية، ويتجه حالياً نحو مزيد من التصعيد».

دخان فوق وسط طهران إثر غارة إسرائيلية الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقال إن روسيا في هذه الظروف «تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل الانتقال إلى المسار السياسي والدبلوماسي للتسوية».

ولفت بيسكوف إلى أن بلاده تراقب التصريحات وردود الفعل الصادرة من الولايات المتحدة وإسرائيل حول آفاق تصعيد الموقف. وأوضح أن «الكرملين اطلع على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إيران».

وعلق على دعوة ترمب لسكان طهران للإجلاء، وكذلك تصريح نتنياهو حول احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأن «الوضع مقلق وخطر للغاية. بالطبع، رأينا وسمعنا هذه التصريحات».

وبرزت المخاوف الروسية من تواصل التصعيد في المنطقة مع تسريع خطوات إجلاء الرعايا الروس من إيران. وقال بيسكوف إن السفارة الروسية في طهران تُجري تنسيقاً مكثفاً بشأن مسألة إجلاء الروس.

وأوضح أن عملاً واسعاً بالتعاون مع أذربيجان لنقل الرعايا الروس براً إلى نقطة تفتيش على الحدود الأذرية. مشيداً بجهود باكو وتعاونها مع موسكو في هذا الشأن.

في الأثناء، جدد نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، عرض بلاده بتنشيط جهود للوساطة، وقال إن روسيا «مستعدة لتقديم كل جهود الوساطة الممكنة لإيران وإسرائيل لحل النزاع، وكلا الجانبين يدرك ذلك». وقال إن هذا كان جوهر المكالمات الهاتفية التي أجراها بوتين مع نظرائه في الولايات المتحدة وإيران وتركيا وغيرها من البلدان. وكرر المسؤول الروسي أن موسكو «ستكون مستعدة للانخراط بشكل نشط في جهود الوساطة إذا طلب منها الطرفان (الإيراني والإسرائيلي) ذلك».

في السياق ذاته، شدد نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي، سيرغي ريابكوف، على أن رهان إسرائيل على الحسم العسكري «لا أساس له» وقال إنه «لا يوجد، ولا يمكن أن يكون هناك، بديل عن تسوية سياسية ودبلوماسية للصراع بين إسرائيل وإيران، بما في ذلك البرنامج النووي».

وقال الدبلوماسي: «الوضع اليوم، بالطبع، واضحٌ جلياً: إنه صعب للغاية ويثير قلقاً بالغاً»، مشيراً إلى أن «رهان الجانب الإسرائيلي بأن مثل هذه الضربات ستُزيل كلاً من البنية التحتية النووية ومصادر القلق الأخرى التي يُعاني منها القادة والجيش الإسرائيلي، لا أساس له من الصحة».

وكان الكرملين عرض القيام بتحرك للوساطة خلال مكالمة هاتفية بين بوتين وترمب قبل أيام، وكرر العرض خلال اليومين الماضيين، موضحاً أن بمقدور موسكو القيام بخطوات عملية لتخفيف مخاوف إسرائيل والغرب عموماً من البرنامج النووي الإيراني، وضمان نقل اليورانيوم المخضب من إيران لتخزينه في روسيا. وهذا التوجه سبق لموسكو أن قدمته في إطار الاتصالات الروسية الأميركية، وهو يشكل تكراراً لدور قامت به موسكو عند توقيع الاتفاقية النووية مع إيران في عام 2015.

لكن واشنطن وتل أبيب تجاهلتا العرض الروسي، على الرغم من أن الرئيس الأميركي رحّب في وقت سابق بدور محتمل لموسكو في تقريب وجهات النظر ودفع إيران إلى إبرام صفقة جديدة.


مقالات ذات صلة

عراقجي: مستعدون للتفاوض مع أميركا إذا عوّضتنا عن الأضرار التي لحقت بنا

شؤون إقليمية وزير خارجية إيران عباس عراقجي (أ.ب) play-circle

عراقجي: مستعدون للتفاوض مع أميركا إذا عوّضتنا عن الأضرار التي لحقت بنا

نقل التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم (السبت) عن عباس عراقجي وزير الخارجية قوله إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة إذا قام الأميركيون بتعويض إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إيرانيون يسيرون قرب جدارية دعائية في طهران تستلهم شخصية من الأساطير الفارسية وهي تطلق صواريخ الأربعاء (إ.ب.أ) play-circle

«سناب‌ باك» يعمق التوتر بين طهران والغرب

حذر نائب إيراني بارز من لجوء طهران إلى خيارات «غير متوقعة» للأوروبيين، إذا أقدمت فرنسا وألمانيا وبريطانيا على تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يتوسط نظيره الإيراني عباس عراقجي ومدير «الذرية الدولية» رافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

مصر تؤكد أهمية استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني

شددت القاهرة على «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل»، مؤكدة أهمية استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أرشيفية - أ.ب)

إسرائيل سترفع الإنفاق الدفاعي لمواجهة التحديات الأمنية

أعلنت وزارتا المالية والدفاع الإسرائيليتان، اليوم (الخميس)، أن إسرائيل سترفع الإنفاق الدفاعي 42 مليار شيقل (12.5 مليار دولار) خلال العامين الحالي والمقبل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية ملصق لمنشأة تخصيب اليورانيوم في «فوردو» يُعرض خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون يوم 26 يونيو الماضي (أ.ف.ب) play-circle

الضربة الأميركية دمّرت منشأة نووية واحدة فقط في إيران

أفاد تقرير استخباراتي أميركي بأن غارات الشهر الماضي ضد منشآت نووية إيرانية أسفرت في الغالب عن تدمير موقع واحد فقط من أصل 3.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)

ترمب: مجموعة «بريكس» ستنهار «سريعاً» إذا شكلت يوماً أي كيان فاعل

TT

ترمب: مجموعة «بريكس» ستنهار «سريعاً» إذا شكلت يوماً أي كيان فاعل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده، الجمعة، بفرض رسوم جمركية على الدول الأعضاء في مجموعة «بريكس» وقال إنها «ستنهار سريعاً» إذا حاولت يوماً أن تشكل أي كيان فاعل له شأن حقيقي.

وقال: «عندما سمعت عن هذه المجموعة... بريكس، ست دول بالأساس، استهدفتهم بقوة بالغة. إذا شكلوا يوماً وحقاً أي كيان فاعل له شأن، ستنهار المجموعة بسرعة كبيرة» دون ذكر أي دولة بالاسم.

وأضاف: «لا يمكننا أن ندع أحداً يتلاعب بنا أبداً».

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، أكد ترمب أنه ملتزم بالحفاظ على المكانة العالمية للدولار باعتباره عملة الاحتياطي النقدي، وتعهد بعدم السماح أبداً بتأسيس بنوك مركزية للعملات الرقمية في أميركا.

وفي أول قمة لها عام 2009، ضمت مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم إليها جنوب أفريقيا لاحقاً. وفي العام الماضي ضمَّت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء.