دبلوماسي: روسيا قد تحتاج توسيع وتحديث ترسانتها النووية لمواجهة الغربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5106979-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D8%AA%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AA%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8
دبلوماسي: روسيا قد تحتاج توسيع وتحديث ترسانتها النووية لمواجهة الغرب
دبلوماسي روسي يقول إن بلاده قد تكون في حاجة لتوسيع وتحديث ترسانتها النووية (أ.ب)
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
20
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
دبلوماسي: روسيا قد تحتاج توسيع وتحديث ترسانتها النووية لمواجهة الغرب
دبلوماسي روسي يقول إن بلاده قد تكون في حاجة لتوسيع وتحديث ترسانتها النووية (أ.ب)
قال دبلوماسي روسي في مقال صحافي الخميس إن روسيا قد تكون في حاجة لتوسيع وتحديث ترسانتها النووية، وهي بالفعل الأكبر في العالم، لمواجهة التهديد الذي تواجهه من الغرب.
ووفقاً لـ«رويترز»، قال السفير الروسي المتجول غريغوري ماشكوف لصحيفة «شؤون دولية روسية»: «في ظل الحقائق التي تظهر، لم يعد من الممكن الحديث عن استقرار استراتيجي (نووي) في سياقه الثنائي الكلاسيكي».
وأضاف أن سباق تسلح يجري الآن، وأن هناك دولاً مختلفة تعمل على تطوير تكنولوجيا الصواريخ.
وأردف: «من الممكن أنه في الظروف الحالية من المواجهة مع الغرب وسياساته الصريحة المتمثلة في إلحاق الضرر الاستراتيجي بروسيا، قد نواجه مسألة الابتعاد عن الحد من الترسانات النووية والصاروخية لصالح زيادتها من حيث الكم والنوع».
حرب أوكرانيا تمهّد لـ«حرب الروبوتات»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5127241-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%91%D8%AF-%D9%84%D9%80%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%AA
جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)
تُصنّف الحرب بأنها أعنف اجتماع بشريّ. إهدار الدم فيها، هو الذي يُميّز بين المنتصر والمهزوم. وصفها كارل فون كلوزفيتز بـ«الحرباء» التي تتلوّن حسب محيطها. ويُحذّر ونستون تشرشل رجل الدولة من الذهاب إلى الحرب، فيقول: «على رجل الدولة الذي يستسلم لحمى الحرب أن يدرك أنه بمجرد إعطاء الإشارة، لن يعود سيد السياسة، بل عبد الأحداث غير متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها».
وإذا كانت الحرب دمويّة بامتياز، فهي وفي مجالات عدّة أسهمت وبطريقة غير مباشرة، في تطوّر البشريّة عبر ما قدّمته من ابتكارات واختراعات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر الكثير من العلماء أن النابغة الإنجليزي آلان تورينغ أب للذكاء الاصطناعي. فهو الذي فكّ رموز آلة التشفير الألمانيّة «إنيغما» خلال الحرب العالميّة الثانيّة، الأمر الذي قصّر مدة الحرب، وقلّل من حجم الخسائر البشريّة كما يقول المؤرخون.
وصنّف القائد الألماني هلموت فون مولتكيه الأكبر الحرب بأنها «ركنٌ من أركان نظام العالم الذي شرعه الله»، فيها تتبلور أسمى فضائل البشرية: الشجاعة ونكران الذات، والإخلاص للواجب، وروح التضحية؛ فالجندي يضحّي بحياته. ويرى أن لولا الحرب، لركد العالم وضاع في المادية.
ابتكارات الحرب
ويقول الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه إن الأفكار تُسيّر العالم. هكذا الحرب التي تُنتج الابتكارات وتضعها في القطاع الخاص والأسواق. في الستينات، وبدعم من وزارة الدفاع الأميركيّة، بدأت فكرة الحاسوب، الأمر الذي أدّى إلى محاولة ربط الحواسيب ببعضها، فكانت شبكة «الإنترنت». وفي الإطار نفسه، وفي الستينات، كان البنتاغون الأميركي يحاول تعقّب الغواصات الأميركيّة التي تحمل رؤوساً نوويّة عبر الأقمار الاصطناعيّة، إلى جانب استعمال «إشارات الراديو»، فكان نظام تحديد المواقع (GPS).
فرق إنقاذ أوكرانية في موقع هجوم مسيّرة أميركية على خاركيف 29 مارس (إ.ب.أ)
تنصب الحرب الكمائن لمَن يبدأها. فتسمح له بتحقيق نجاحات مُحدّدة تتناسب مع إمكاناته العسكريّة. فإذا تجاوز هذه الإمكانات، وطمع في تحقيق مكاسب أكبر بكثير من إمكاناته، فهذا يعني أنه قد وصل إلى «الامتداد الأقصى لقدراته»، أو إلى نقطة الذروة. وبعد هذه النقطة، يأتي العقاب القاتل. هكذا حصل مع نابليون، كذلك الأمر مع هتلر.
في الحرب، كما في المنافسات الرياضيّة، هناك مرحلة الاستعداد، كما مرحلة التحمية وذلك قبل البدء بالصراع والتنافس. بدأ الرئيس بوتين قبل حربه على أوكرانيا، بعمليّة التحضير والاختبار، كما التحمية في كل من جورجيا عام 2008، وفي سوريا عام 2015.
يعد دائماً مَن يذهب إلى الحرب بأنها الحرب التي ستنهي كل الحروب. وعلى أن عالم ما بعد الحرب سيكون حتماً أفضل مما قبلها. أثبتت التجارب عكس ذلك. يعد العاملون في قطاع الذكاء الاصطناعي بعالم أفضل إبّان سعيهم للسيطرة على البيانات (الداتا)، كما على المواد الأوليّة التي يعتمد عليها هذا القطاع. هذا مع التذكير، أن الذكاء الاصطناعي هو تقليد مباشر للعقل البشري وبكل تفاصيله. لكن الفارق بينهما، يتعلّق فقط بحجم «الداتا» المستعملة في الذكاء الاصطناعي، والسرعة الكبيرة في معالجتها لإعطاء الأجوبة والأنماط التي تساعد على اتخاذ القرار.
يقول الخبراء الاستراتيجيون إن طبيعة الحرب ثابتة، فهي تُخاض لأهداف سياسيّة. لكن المُتغيّر هو خصائص الحرب في ثلاثة أبعاد هي: الاجتماعي والسياسي والاقتصاديّ.
«روبوتات أوكرانيا»
عادة، تخدم الأسلحة المُصنّعة عقيدة عسكريّة معيّنة. لكن بعد كلّ حرب، تتظهّر حاجات جديدة لأسلحة ووظائف جديدة. وكي تؤدّي هذه الأسلحة وظيفتها، فهي تمرّ بثلاث مراحل مهمّة هي: التصميم، والاختبار، والإدماج في المنظومة القائمة. لكل سلاح اختصاص معيّن. ولكل اختصاص تدريب معيّن، وتوصيف وظيفي مختلف. تبقى الصعوبة في القتال المشترك للعديد من الأسلحة (بر وبحر جوّ).
ذخائر مسيّرات في مستودع أسلحة أوكراني بدونيتسك 19 مارس (أ.ف.ب)
في هذا الإطار، يُقدّم المسرح الحربي الأوكراني خدمة جُلّى للصناعات الحربيّة. ففي هذا المسرح، تُصمم الأسلحة، وتختبر مباشرة، ويتم تعديلها فوراً كي تتناسب مع المتطلّبات الميدانيّة. وبذلك، قد يمكن القول إن المسرح الأوكراني قلّل كثيراً، أو حتّى فرّغ دائرة الوقت التي يتطلبّها تصميم السلاح، واختباره ومن ثمّ إدماجه. بكلام آخر، أصبحت ثلاثيّة التصميم والاختبار والإدماج، ثلاثيّة آنيّة.
فما الجديد على المسرح الأوكراني، الذي قد يغيّر نظرة المفكّرين للحرب المستقبليّة؟
في مكان ما شرق مدينة خاركيف الأوكرانيّة، خطّطت وحدة أوكرانيّة متخصّصة بقتال المسيّرات عمليّة هجوميّة على مركز عسكري روسيّ. رُسم المُخطّط، تم تأمين الوسائل اللازمة للعمليّة كما يتطلّب العلم العسكريّ. لكن الفارق بين هذه العملية، والعمليات العسكريّة التقليديّة، أن القتال المشترك بين الأسلحة، سيكون بين مسيّرات جوّيّة، وأخرى بريّة، تُشغّل من مركز قيادة بعيد عن موقع العمليّة بضعة كيلومترات. جُهّزت المسيرات الجويّة بقنابل لإلقائها على الهدف، كما ساندتها مسيّرات أخرى استطلاعيّة، تنقل صورة المعركة مباشرة إلى مركز القيادة، وتسهم في تقوية (Relay) الإشارة الإلكترونيّة للمسيّرات البريّة. جُهّزت أيضاً المُسيّرات البريّة ببنادق ورشّاشات للقتال والدفاع عن نفسها في الوقت نفسه. بدأت العمليّة، واجهت المسيّرات البريّة صعوبات تتعلّق بتضاريس الأرض، كما في تركيبة ونوعيّة التربة. لكن، وعندما اقتربت هذه المنظومة من المركز الروسيّ، بدأت المسيّرات الروسيّة (FPV) بالانقضاض على المسيّرات الأرضيّة لمنعها من الوصول إلى هدفها. وبذلك، وبغض النظر عن نتيجة الاشتباك، قد يمكن القول: «أهلاً بكم إلى حرب الروبوتات، وحرب الآلات». وإذا كانت هذه الحرب الجديدة بين الآلات قد نُفّذت بسيطرة وقيادة بشريّة كاملة حتى الآن، فمَن يدري ما الذي سيأتي به مستقبل الحروب؟