«الناتو» سيبدأ مناورات نووية سنوية وسط تهديد روسيا لداعمي أوكرانيا الغربيين

جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
TT

«الناتو» سيبدأ مناورات نووية سنوية وسط تهديد روسيا لداعمي أوكرانيا الغربيين

جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)

قال رئيس «الناتو» ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن الحلف سيعقد مناورات نووية كبيرة مخططاً لها منذ فترة طويلة الأسبوع المقبل، بعد أسابيع قليلة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تغييرات في العقيدة النووية الروسية لتثبيط حلفاء أوكرانيا الغربيين عن دعم الهجمات الأوكرانية على بلاده.

وتبدأ مناورات «الظهيرة الثابتة» يوم الاثنين، وستستمر لمدة أسبوعين تقريباً. وستقود هذه المناورات بلجيكا وهولندا، وتستخدم 8 قواعد عسكرية، وتشمل 2000 فرد و60 طائرة من 13 دولة.

تقام المناورات في الوقت نفسه تقريباً من كل عام لأكثر من عقد، وتشارك فيها طائرات قاذفة وأخرى مقاتلة، يمكنها حمل رؤوس حربية نووية. ولا يجري استخدام ذخيرة حية، وفق ما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

ويتم إجراء الجزء الأكبر من المناورات على بُعد نحو 900 كيلومتر من روسيا في بحر الشمال.

قال مسؤولون في «الناتو» إن موسكو أُبلغت بالتدريبات. وقال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، للصحافيين في لندن: «في عالم غير مؤكد، من الأهمية بمكان أن نختبر دفاعنا، وأن نعززه، حتى يعرف خصومنا أن (الناتو) جاهز وقادر على الرد على أي تهديد».

وتُشكل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بقواتهما النووية الاستراتيجية، مفتاح الردع الأمني ​​لحلف شمال الأطلسي. كما تمتلك فرنسا أسلحة نووية، ولكنها ليست جزءاً من مجموعة التخطيط النووي للمنظمة.

وقال أنغوس لابسلي، الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للسياسة الدفاعية والتخطيط، إن التدريبات تهدف إلى إثبات أن قدرة التحالف على مواجهة أي تهديد لدوله الأعضاء، البالغ عددها 32 دولة، موثوقة وشيء «يجب على أي خصم أن يأخذه على محمل الجد حقاً».

وأضاف لابسلي: «أن حلف شمال الأطلسي كان يراقب ظهور كوريا الشمالية بصفتها قوة نووية، والتوسع السريع للقدرات النووية للصين والتطورات في إيران، لكن من الواضح أن ما يقلقنا أكثر هو روسيا».

وقال: «إن موسكو كانت تستثمر في قواتها النووية (بكثافة متسارعة) على مدى العامين الماضيين، وأنها تقدم كثيراً من الأنظمة الجديدة، وتضع مزيداً من التركيز على الاستثمار في أنظمة الأسلحة قصيرة ومتوسطة المدى».

وأشار لابسلي إلى أن موسكو كانت مؤخراً «تتحدث كثيراً عن عقيدتها النووية، وكيف قد تتطور أو لا تتطور». وقال إنه يبدو كأنه «محاولة واضحة للتأثير علينا» عندما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا.

لقد هدد بوتين وأصوات أخرى في الكرملين الغرب بشكل متكرر بالترسانة النووية الروسية. وفي تحذير قوي جديد في أواخر الشهر الماضي، قال بوتين إن الهجوم التقليدي على روسيا من قبل أي دولة بدعم من قوة نووية سيعدّ هجوماً مشتركاً.

وعند توليه منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، أكد روته أنه في حين كان خطاب بوتين النووي «متهوراً وغير مسؤول»، فلا يوجد دليل على أي تهديد وشيك باستخدام الأسلحة النووية.

وقال روته إنه من المهم ترك بوتين «للحديث عن ترسانته النووية. إنه يريد منا أيضاً مناقشة ترسانته النووية، وأعتقد أنه ليس علينا فعل ذلك».

وفي الوقت نفسه، قال روته إن الاستسلام لأي تهديد «سيشكل سابقة مفادها أن استخدام القوة العسكرية يسمح لدولة ما بالحصول على ما تريد، ولا يمكننا أن نسمح بذلك».

وقال دانيال بانش، رئيس العمليات النووية في المقر العسكري لحلف شمال الأطلسي، إنه في حين تشارك العشرات من الطائرات، فإن كثيراً من التدريبات تجري خلف الكواليس.

وأضاف بانش: «في إطار مناورات (الظهيرة الثابتة) نسعى إلى تأكيد النظام العام؛ ووضع الناس في مواقف صعبة، ووتيرة عمليات عالية». وقال: «إن التحدي المتمثل في تنسيق الأمور حرفياً حتى الدقيقة التي نصوب فيها سلاحاً على الهدف، هو نشاط معقد للغاية».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وسوريا يناقشان مستجدات أوضاع المنطقة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وسوريا يناقشان مستجدات أوضاع المنطقة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره السوري بسام صباغ، الجمعة، مستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
أوروبا مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور (رويترز - أرشيفية)

المخابرات البريطانية: روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا

قال مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، إن روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا، وإن بوتين لن يتوقف عند حد تحويل أوكرانيا إلى دولة خاضعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا لويز هاي وزيرة الدولة البريطانية للنقل تغادر بعد اجتماع مجلس الوزراءفي  30 أكتوبر 2024 (أ.ب)

ضربة جديدة لحكومة ستارمر... وزيرة النقل البريطانية تستقيل

استقالت وزيرة النقل البريطانية لويز هاي بعد أنباء عن إدانتها في قضية احتيال سابقة تتعلق بهاتف جوال خاص بالعمل، ما يوجه ضربة لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تركيا تُعلن استعدادها «لتقديم الدعم اللازم للبنان»

لبنانيون يسيرون بجانب السيارات في شوارع بيروت (رويترز)
لبنانيون يسيرون بجانب السيارات في شوارع بيروت (رويترز)
TT

تركيا تُعلن استعدادها «لتقديم الدعم اللازم للبنان»

لبنانيون يسيرون بجانب السيارات في شوارع بيروت (رويترز)
لبنانيون يسيرون بجانب السيارات في شوارع بيروت (رويترز)

أعلنت تركيا، الأربعاء، أنها «مستعدة لتقديم الدعم اللازم للبنان» بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيّز التنفيذ.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها «ترحب بالنتيجة الإيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، وتأمل أن يكون دائماً».

وأضافت: «على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل للاحترام الصارم لوقف إطلاق النار، والتعويض عن الأضرار التي سببتها في لبنان»، معربة عن «دعم» أنقرة لهذا المسار، من دون مزيد من التوضيحات، وفقاً لما ذكرته الـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار بيان الخارجية: «بهذه المناسبة، نودُّ أن نذكر بأنه من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، يجب إعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن، ويجب وضع حد لسياسات إسرائيل العدوانية».

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» حيّز التنفيذ في الساعة الرابعة فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي للبنان. ووسّعت إسرائيل حربها التي تشنّها على قطاع غزة، لتشمل لبنان في الفترة الماضية، وقتلت عدداً من كبار قادة جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد ذكر تركيا، الثلاثاء، «إلى جانب مصر وقطر وإسرائيل وغيرها»، خلال تعداده الدول الوسيطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس».

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، إن تركيا مستعدة للمساعدة بأي طريقة ممكنة للتوصل لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، وعبّر عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في لبنان.

وكانت حركة «حماس» قد أعلنت اليوم أنها «جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى» مع إسرائيل، موضحة أنها أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بذلك.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستدفع مرة أخرى باتجاه التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة «مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل ودول أخرى».