روسيا تحذف وثيقة على موقعها الإلكتروني حول خطة لتغيير حدودها على البلطيق

مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تحذف وثيقة على موقعها الإلكتروني حول خطة لتغيير حدودها على البلطيق

مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)

حذف الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، دون إعطاء أي تفسير، مقترحاً لوزارة الدفاع الروسية بشأن خطة لتغيير حدود روسيا على بحر البلطيق وتوسيع مياهها الإقليمية المتاخمة لفنلندا وليتوانيا، والذي أثار ردود فعل حادة من جانب ليتوانيا وفنلندا.

وبحسب وكالة «الأنباء الألمانية»، طرحت الوزارة، في وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة للمناقشة العامة، قائمة بالإحداثيات المعدلة للنقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية الروسية، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وإذا تمت الموافقة على النقاط الجديدة، فإنها ستغير حدود الدولة حول جيب «كالينينجراد» الروسي المتاخم لدولتي ليتوانيا وبولندا العضوتين في حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وقالت الوثيقة إن الوزارة تريد تعديل إحداثيات النقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية لروسيا، مشيرة إلى وثيقة أقرها الاتحاد السوفياتي في عام 1985 لتبرير المقترح.

وأضافت الوثيقة أن المشاورات العامة ستستمر لمدة 15 يوماً حتى 4 يونيو (حزيران) المقبل، وأن موعد تغيير الحدود سيكون في يناير (كانون الثاني) 2025.

وقال الموقع الإلكتروني، اليوم (الأربعاء)، إن المشروع قد تم حذفه.

وقبل حذف المشروع، نشرت ثلاث وكالات أنباء روسية رئيسية بياناً نسبته لـ«مصدر دبلوماسي عسكري» لم يذكر اسمه ينفي فيه أن يكون لدى موسكو أي خطط لمراجعة الحدود بين الدول في بحر البلطيق أو لمراجعة مياهها الإقليمية.

ولم تذكر الوكالات الروسية سبب نشر الوثيقة.

 


مقالات ذات صلة

أميركا تعرب عن قلقها من تهديد بوتين بإرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية

الولايات المتحدة​ مركبات مدفعية ذاتية الحركة K-55 تابعة للجيش الكوري الجنوبي خلال مناورة عسكرية بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين في باجو بكوريا الجنوبية في 29 نوفمبر 2017 (رويترز)

أميركا تعرب عن قلقها من تهديد بوتين بإرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية محذرةً من أن ذلك «سيزعزع استقرار» شبه الجزيرة الكورية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيسان الفيتنامي والروسي في القصر الرئاسي بهانوي أمس (أ.ب)

بوتين يحشد الدعم في فيتنام بعد كوريا الشمالية

عزَّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى فيتنام أمس مسار إحياء التحالفات القديمة لبلاده، وحشد التنسيق مع شركاء تقليديين عبّروا عن دعم لمواقف موسكو.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا أندريه بيلوسوف (يسار) في منصب وزير الدفاع ليحل محل سيرغي شويغو (أ.ف.ب)

هل يجهز بوتين «ألكسي ديومين» لخلافته بعد تركه الرئاسة؟

تثير مسألة خلافة بوتين بعد انتهاء فترة رئاسته تكهنات ومناقشات واسعة على الساحة السياسية الروسية والدولية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة من داخل قاعة المحكمة لكسينيا كاريلينا الروسية الأميركية المتهمة بالخيانة 20  يونيو (أ.ف.ب)

محاكمة أميركية - روسية بتهمة الخيانة في روسيا

بدأت اليوم الخميس في مدينة يكاترينبورغ الروسية محاكمة امرأة تحمل الجنسيتين الأميركية والروسية، بتهمة التبرع بنحو 50 دولاراً لجمعية خيرية موالية لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفيتنامي تو لام (رويترز)

روسيا وفيتنام تدعمان إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفيتنامي تاو لام تطلع موسكو وهانوي إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما.

«الشرق الأوسط» (هانوي)

حربا السودان وغزة ترفعان عدد النازحين قسراً

أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلتهم في خيمة في دير البلح الخميس (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلتهم في خيمة في دير البلح الخميس (د.ب.أ)
TT

حربا السودان وغزة ترفعان عدد النازحين قسراً

أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلتهم في خيمة في دير البلح الخميس (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلتهم في خيمة في دير البلح الخميس (د.ب.أ)

يصادف اليوم الخميس «اليوم العالمي للاجئين» الذي خصصته الأمم المتحدة لتكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم، والاحتفاء بقوة وشجاعة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من وطنهم هرباً من صراع أو اضطهاد، بأمل بناء التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بقدرتهم على الصمود في إعادة بناء حياتهم، فيما تشكل صورهم وظروفهم «إدانة فظيعة لحالة العالم»، بحسب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

وتظهر أبعاد هذه الظاهرة الموجعة في حقيقة أنه في كل دقيقة، يترك 20 شخصاً كل شيء وراءهم هرباً من الحرب أو الاضطهاد أو الإرهاب، وهم يتوزعون على فئات عدة تحت مسمى «النازحين قسراً»: اللاجئون وطالبو اللجوء والنازحون داخلياً وعديمو الجنسية.

وكشف تقرير الاتجاهات العالمية للنزوح القسري لعام 2024، الذي أصدرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأسبوع الماضي، عن أرقام صادمة، فقد بلغ عدد اللاجئين والنازحين الذين اضطروا لترك ديارهم بسبب الحروب والعنف والاضطهاد 120 مليون شخص حول العالم، في عدد قياسي يتزايد كل عام.

سودانيات مع أطفالهن في مركز للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور (أرشيفية - رويترز)

ومن شأن هذا الرقم، وفقاً للتقرير، أن يجعل عدد النازحين يعادل تقريباً عدد سكان اليابان التي تحتل المرتبة الـ12 في قائمة أكبر دول في العالم.

وقالت المفوضية إنّ العدد ارتفع من 110 ملايين لاجئ ونازح قبل عام، ويزداد منذ 12 عاماً متتالياً. وقد تضاعف ثلاث مرّات تقريباً منذ عام 2012 في ظل مجموعة من الأزمات الجديدة والمتغيّرة والإخفاق في حل تلك القائمة منذ مدة طويلة.

النزاعات هي المحرك الأكبر

وأضافت المفوضية أن «الصراع الذي يعصف بالسودان يبرز كأحد العوامل الرئيسية التي دفعت عدد النازحين قسراً للارتفاع؛ إذ نزح نحو 11 مليون شخص من منازلهم بنهاية عام 2023». كما أجبر الملايين في جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار وغزة على النزوح داخلياً في العام الماضي نتيجة «القتال العنيف» هناك. وفي حين بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسراً حول العالم نهاية عام 2023 نحو 117.3 مليون شخص، ارتفع أواخر أبريل (نيسان) 2024 إلى 120 مليون نازح حول العالم.

صورة نشرتها المنظمة السورية للطوارئ لأطفال نازحين في مخيم الركبان المعزول جنوب سوريا يطالبون بالتدخل الدولي للمساعدة في تخفيف وضعهم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال غراندي للصحافيين إنّ «النزاع ما زال محرّكاً كبيراً جداً للنزوح الجماعي، وإنه صُدم من العدد الكبير للنازحين عندما تولّى منصبه قبل ثماني سنوات». وأضاف أنّه منذ ذلك الحين ازداد العدد «بأكثر من الضعف». ومن إجمالي عدد النازحين المسجّل أواخر 2023 والبالغ 117.3 مليون، نزح 68.3 مليون شخص داخل بلدانهم، بحسب التقرير، ليرتفع عدد اللاجئين وغيرهم ممن يحتاجون إلى حماية دولية إلى 43.4 مليون.

ورفضت المفوضية الفكرة السائدة بأن جميع اللاجئين والمهاجرين يتوجّهون إلى الدول الثرية. وأوضحت: «ظل معظم اللاجئين قريبين من الدول التي يتحدرون منها، علماً بأن 69 في المائة كانوا يعيشون في دول مجاورة لبلدانهم في نهاية عام 2023. وما زالت الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط تستضيف الغالبية العظمى من اللاجئين؛ أي 75 في المائة يعيشون في هذه البلدان».

حرب السودان وغزة

وقال التقرير إن الحرب الأهلية السودانية كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ازدياد الأعداد. ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، أدت الحرب إلى نزوح أكثر من تسعة ملايين شخص إضافي، ليصل عدد السودانيين الذين اضطروا لمغادرة ديارهم نهاية عام 2023 إلى نحو 11 مليون شخص، وفق المفوضية. وقال غراندي إن كثيرين ما زالوا يفرّون إلى تشاد المجاورة التي استقبلت نحو 600 ألف سوداني خلال الأشهر الـ14 الأخيرة، مشيراً إلى أن «المئات والمئات يعبرون يومياً من بلد مدمّر إلى أحد أفقر بلدان العالم».

هاربون من الحرب يخاطرون بعبور البحر بحثا عن أمان (الأمم المتحدة)

وفي قطاع غزة، تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 1.7 مليون شخص (75 في المائة من السكان) نزحوا جراء الحرب التي أدى هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، إلى اندلاعها قبل أكثر من ثمانية أشهر.

اللجوء الفلسطيني

قال جهاز الإحصاء الفلسطيني، اليوم الخميس إن هناك نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأضاف الجهاز في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2000، أن من بين اللاجئين الفلسطينيين هناك 2.5 مليون لاجئ يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح الجهاز في بيانه أن «نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن نحو 40 في المائة من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت هذه النسبة في لبنان وسوريا نحو ثمانية في المائة وعشرة في المائة على التوالي... تمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين؛ إذ لا يشمل هذا العدد مَن تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 حسب تعريف (الأونروا)، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً».

لاجئون من الروهينغا في طريقهم إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئين بعد أن شردهم الصراع والاضطهاد (الأمم المتحدة)

وأُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الرحيل أو ترك مدنهم وقراهم في عام 1948، وأصبحوا لاجئين في وطنهم وفي بلدان أخرى. ولفت البيان إلى نزوح «ما يقارب 2 مليون مواطن داخل القطاع بعيداً عن أماكن سكناهم». وتواصل إسرائيل هجومها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.

الأزمة الأكبر في سوريا

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما، نزح ملايين الأشخاص الإضافيين داخلياً، العام الماضي، هرباً من القتال. أما بالنسبة للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، قدّرت الأمم المتحدة أن نحو 750 ألف شخص إضافي باتوا نازحين داخل البلاد، العام الماضي، ليصل إجمالي النازحين داخلياً في هذا البلد إلى 3.7 مليون في نهاية عام 2023. وأوضحت أن عدد اللاجئين الأوكرانيين وطالبي اللجوء ازداد بأكثر من 275 ألفاً إلى 6 ملايين شخص. ورغم تراجع الأعمال القتالية في سوريا، أكد التقرير أن سوريا لا تزال تمثّل أكبر أزمة نزوح في العالم؛ إذ نزح 13.8 مليون شخص قسراً داخل البلاد وخارجها.

وقال غراندي إن الأرقام ستواصل الارتفاع، مشيراً إلى زيادة ملموسة في الأزمات، لافتاً أيضاً إلى الكيفية التي يؤثّر من خلالها تغيّر المناخ على حركة السكان ويغذي النزاعات. وقال للصحافيين إن المفوضية أعلنت، العام الماضي، عن 43 حالة طوارئ في 29 بلداً، أي أكثر بأربع مرّات من المستوى الطبيعي قبل عدة سنوات. وأوضح غراندي أن الزيادة الأكبر لمستوى النزوح القسري جاءت من جانب الأشخاص المضطرين للفرار داخل حدود بلدانهم، حيث ارتفع عددهم إلى 68.3 مليون شخص؛ أي بزيادة بلغت 50 في المائة على مدى السنوات الخمس السابقة.

ولفت غراندي خصوصاً إلى «الطريقة التي تدار بها النزاعات... في تجاهل تام» للقانون الدولي، و«عادة بغرض محدد قائم على ترهيب الناس»، وهو عامل «يساهم بالتأكيد بقوة في المزيد من النزوح». وأقر غراندي بأن الأمل في تغيّر هذا الاتجاه ضئيل حالياً، قائلاً: «ما لم يطرأ أي تحوّل على الوضع الجيوسياسي الدولي، أرى للأسف أن الرقم سيواصل الارتفاع»