رئيس الوزراء الأرميني يتّهم أذربيجان بالتحضير لـ«استفزاز عسكري»

رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو بروسيا في 25 مايو 2023 (رويترز)
رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو بروسيا في 25 مايو 2023 (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الأرميني يتّهم أذربيجان بالتحضير لـ«استفزاز عسكري»

رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو بروسيا في 25 مايو 2023 (رويترز)
رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو بروسيا في 25 مايو 2023 (رويترز)

اتهمت أرمينيا أذربيجان (الخميس) بالإعداد لـ«استفزاز عسكري» ضدّ قواتها، ونشر عناصر على طول الحدود المشتركة بين الخصمين اللدودين وقرب إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، وهو ما سارعت باكو إلى نفيه، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

والجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان تتنازعان منذ أكثر من 30 عاماً السيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ ذات الغالبية الأرمنية.

وتصاعد التوتر بين باكو ويريفان بشدّة في الأشهر الأخيرة، وتبادل الطرفان التهم بشنّ هجمات عبر الحدود. وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في اجتماع حكومي في يريفان، «تفاقم الوضع العسكري السياسي في منطقتنا بشكل خطير».

وأشار إلى أن أذربيجان «تركّز» قوات لها عند حدود البلدين وقرب الإقليم الجبلي الذي يسيطر عليه انفصاليون. وأضاف: «تُظهر أذربيجان نيتها القيام باستفزاز عسكري جديد ضد ناغورنو كاراباخ وأرمينيا».

من جهتها، وضعت باكو الاتهامات في خانة «تلاعب سياسي كاذب جديد». وقالت وزارة خارجية باكو في بيان: «على أرمينيا التخلي عن مطالبتها الإقليمية لأذربيجان، وإنهاء الاستفزازات العسكرية السياسية، والتوقف عن وضع عقبات أمام عملية السلام».

وجاءت تصريحات باشينيان قبل انتخابات رئاسية مبكرة في الجيب الانفصالي (السبت)، وقبل أيام من مناورات مشتركة لحفظ السلام بين القوات الأرمينية والقوات الأميركية، تستضيفها يريفان.

وانتقد الكرملين (الخميس) هذه المناورات، عادّاً أنها ستضرّ بالاستقرار الهشّ في منطقة القوقاز التي تعدها موسكو امتداداً لنطاق أمنها القومي على المستوى الاستراتيجي.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «لا شكّ في أن إجراء هذا النوع من التدريبات لا يساعد في استقرار الوضع أو تعزيز أجواء الثقة المتبادلة في المنطقة». وأضاف «تواصل روسيا أداء دورها بوصفها ضامنة للأمن» في القوقاز.

وتتهم يريفان باكو منذ أشهر بالتسبب في «أزمة إنسانية» من خلال إعاقة وصول المعونات الإنسانية إلى ناغورنو كاراباخ من خلال إغلاق ممر لاتشين، وهو المعبر البري الوحيد بين الإقليم وأرمينيا. وانتقد باشينيان موسكو لفشلها في فتح المعبر الذي تحرسه قوات حفظ السلام الروسية. وقال رئيس الوزراء أخيراً إن موسكو «إما عاجزة عن السيطرة على ممر لاتشين، أو لا تريد ذلك».

وفيما يُعدّ تحولاً كبيراً في السياسة الخارجية الأرمينية، قال باشينيان أيضاً إن اعتماد يريفان الطويل الأمد على روسيا لضمان أمن البلاد كان «خطأ استراتيجياً». ورأى باشينيان في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في يوليو (تموز)، أن اندلاع حرب جديدة مع أذربيجان «مرجح جداً».

وخاض البلدان حربين للسيطرة على ناغورنو كاراباخ، آخرها في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية، وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار. دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، بينما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.


مقالات ذات صلة

مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود الباكستانية في هجوم

آسيا أرشيفية لعناصر من  الشرطة الباكستانية عند نقطة تفتيش بعد صدور إنذار أمني في إسلام آباد (إ.ب.أ)

مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود الباكستانية في هجوم

أعلنت السلطات الباكستانية، صباح اليوم (الجمعة)، مقتل عشرة من عناصر شرطة الحدود في هجوم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا جندي بولندي من قوات حفظ السلام التي يقودها «الناتو» يقف عند المعبر الحدودي الرئيسي بين كوسوفو وصربيا في ميردار (رويترز)

كوسوفو تعيد فتح معبرين حدوديين مع صربيا

أعادت كوسوفو فتح معبرين مع صربيا السبت بعد إغلاقهما خلال الليل إثر تظاهرات على الجانب الصربي أدت إلى توقف حركة المرور، وفق ما أعلن وزير الداخلية الكوسوفي.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
المشرق العربي أرشيفية لمعبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية فبراير 2023 (إ.ب.أ)

«باب الهوى» يعود للعمل و«هدوء حذر» يسود شمال غربي سوريا

عاود معبر «باب الهوى» الحدودي العمل صباح الأربعاء، بعد إغلاق أعقب الاحتجاجات التي سادت أرياف حلب وإدلب والاشتباكات مع القوات التركية.

«الشرق الأوسط» (إدلب)
آسيا صورة من كوريا الشمالية (بكساباي)

كوريا الشمالية تبني طرقاً وجدراناً داخل المنطقة منزوعة السلاح

أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، السبت، بأنّ الجيش الكوري الشمالي بنى طرقاً وجدراناً داخل المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الشمال والجنوب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أفراد من الجيش الهندي ينظرون أثناء عملية بحث في رياسي في 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس (أ.ف.ب)

السلطات الهندية تنفذ عملية بحث واسعة في كشمير بعد هجوم على حجاج هندوس

نفّذ الجيش في كشمير الهندية عملية بحث واسعة النطاق الاثنين، وفق ما أعلنت الحكومة، غداة مقتل تسعة حجاج هندوس في هجوم يعد الأكثر دموية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.