إدارة ترمب تفوّض الـ«سي آي إيه» بتنفيذ عمليات «مميتة» في فنزويلا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

إدارة ترمب تفوّض الـ«سي آي إيه» بتنفيذ عمليات «مميتة» في فنزويلا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، التقارير التي أفادت بأنه فوّض وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، في خطوة تمثل تصعيداً حاداً في جهود واشنطن للضغط على نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وتابع ترمب أنه يفكر بتوجيه غارات على الأراضي الفنزويلية تستهدف كارتيلات المخدرات.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، في وقت سابق اليوم، أن إدارة الرئيس ترمب فوضت الـ«سي آي إيه» سراً بالقيام بعمليات سرية في فنزويلا.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أن التفويض الجديد يسمح للوكالة بتنفيذ عمليات «مميتة» في فنزويلا، فضلاً عن العمليات في منطقة الكاريبي.

والإجراء الجديد هو أحدث خطوة في حملة الضغط المكثفة التي تشنها إدارة ترمب ضد فنزويلا، حيث استهدف الجيش الأميركي على مدى أسابيع قوارب قبالة الساحل الفنزويلي يقول إنها تنقل المخدرات، ما أسفر عن مقتل العشرات.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين ذكروا في تصريحات خاصة أن الهدف النهائي هو إزاحة الرئيس مادورو عن السلطة.


مقالات ذات صلة

الجيشان الأميركي والصيني بين التطهير والتطوير

تحليل إخباري وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يصفق للرئيس دونالد ترمب خلال مباراة كرة قدم أميركية في لاندوفر - ميريلاند (أ.ف.ب)

الجيشان الأميركي والصيني بين التطهير والتطوير

يشهد الجيشان الأميركي والصيني بشكل متزامن عمليات تطهير في الرتب العسكرية العليا، بالإضافة إلى تطوير الترسانات العسكرية في تصعيد للحرب الباردة بين البلدين.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب) play-circle

ترمب مبرراً الضربات العسكرية: اعتراض قوارب المخدرات «غير مجد»

أكد الرئيس الأميركي، في تبريره للضربات العسكرية التي استهدفت قوارب تهريب للمخدرات، أن استراتيجية اعتراض هذه القوارب في عرض البحر كانت فشلاً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ النائبة عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حساب النائبة الأميركية عبر منصة إكس)

حليفة سابقة لترمب تؤكد تلقيها تهديدات «بتشجيع» منه

قالت النائبة عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين، الحليفة السابقة لدونالد ترمب، إنها تتلقى تهديدات كثيرة «بتشجيع» من الرئيس الأميركي الذي وصفها بأنها «عار».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب  (أ.ف.ب)

ترمب يصدر عفواً عن متهم في أحداث 6 يناير

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عفواً ثانياً عن متهم في أحداث السادس من يناير ظل سجيناً رغم صدور عفو شامل عن المتورطين في أعمال شغب

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أدريانا كوغلر تتحدث إلى النادي الاقتصادي في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

ما السر وراء استقالة أدريانا كوغلر المفاجئة من مجلس «الفيدرالي»؟

كشف مكتب الأخلاقيات الأميركي، عن أن أدريانا كوغلر، التي استقالت فجأة من منصبها في مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، انتهكت قواعد التداول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجيشان الأميركي والصيني بين التطهير والتطوير وسط «حرب باردة»

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يصفق للرئيس دونالد ترمب خلال مباراة كرة قدم أميركية في لاندوفر - ميريلاند (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يصفق للرئيس دونالد ترمب خلال مباراة كرة قدم أميركية في لاندوفر - ميريلاند (أ.ف.ب)
TT

الجيشان الأميركي والصيني بين التطهير والتطوير وسط «حرب باردة»

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يصفق للرئيس دونالد ترمب خلال مباراة كرة قدم أميركية في لاندوفر - ميريلاند (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يصفق للرئيس دونالد ترمب خلال مباراة كرة قدم أميركية في لاندوفر - ميريلاند (أ.ف.ب)

ازدادت في الآونة الأخيرة المؤشرات إلى اتساع نطاق الحرب الباردة بين الولايات والمتحدة والصين، في ظلّ دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل العودة إلى التجارب النووية وخطوات وزارة الحرب (البنتاغون) لإحداث تغييرات كبيرة في الجيش، بموازاة قرارات اتّخذها الرئيس الصيني شي جينبينغ لتوسيع القدرات النووية لبلاده والقيام بحملة تطهير بين القادة العسكريين في البلاد.

وتزامنت الخطوات التي تقوم بها إدارة الرئيس ترمب مع ظهور منافسة شديدة في مجال التكنولوجيا، على الرغم من تقدم الولايات المتحدة بفارق شاسع عن الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تصاعد مؤشرات معاناة الصناعات والمؤسسات الصينية المختلفة، ومنها كثير مما يمكن استخدامه عسكرياً؛ بسبب القيود المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات الأميركية المتقدمة إلى الصين.

موظفون يعملون على خط تجميع السيارة الكهربائية الطائرة داخل مصنع لشركة «آريدج» في غوانغتشو بجنوب الصين (أ.ف.ب)

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من تدخل السياسيين في الجيش، يسعى وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث إلى تثبيت ما يسميها «قاعدة التفوق العسكري الدائم للولايات المتحدة» عبر خطوات شملت منذ بداية العهد الرئاسي الثاني لترمب، طرد أو تهميش ما لا يقل عن 20 جنرالاً وأدميرالاً من دون أن يوضِّح أسباب ذلك. كما أرجأ أو ألغى ترقيات ما لا يقل عن 4 من كبار الضباط لأنهم عملوا سابقاً مع الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الذي اتهمه ترمب مراراً بعدم الولاء. ومن هؤلاء الجنرال جيمس باتريك وورك، الذي كان من المتوقع أن يكون نائب قائد القيادة الوسطى.

وطرد هيغسيث أيضاً قائد قوات البحرية الخاصة «سيلز»، الأدميرال ميلتون ساندز؛ بسبب سعيه إلى وجود مدربات لهذه القوات. وكذلك استقال قائد القيادة الجنوبية الأدميرال ألفين هولسي بعدما أثار تساؤلات حول الضربات ضد القوارب المتهمة أميركياً بتهريب المخدرات عبر البحر الكاريبي. وأجبر ضابط الاستخبارات لدى القوات الجوية الجنرال جيفري كروس على ترك منصبه، بعدما شكَّك في تأكيدات الرئيس ترمب بأنَّ الغارات الجوية الأميركية في يونيو (حزيران) الماضي «اجتثت» البرنامج النووي الإيراني.

تشابه مع الصين

وصفت السيناتورة الديمقراطية أليسا سلوتكين، التي عملت سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، تحركات هيغسيث بأنها «تطهير» على غرار ما يحصل في الصين.

لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الصينية حول حاملة الطائرات الثالثة «فوجيان» خلال تجارب بمكان غير محدد في مايو 2024 (أ.ف.ب)

ومع ذلك، بدت عمليات التطهير التي يقوم بها الرئيس الصيني في جيش التحرير الشعبي أعمق بكثير؛ إذ قام بعملية تغيير هزَّت «قوة الصواريخ»، وهي الفرع الذي يشرف على القوات النووية الصينية، وتعدّ جزءاً أساسياً من طموح شي لبناء «جيش من الطراز العالمي» بحلول عام 2049. واختفى عدد من كبار القادة، وسُجن آخرون، وجُرِّد متعاقدون من ألقابهم الحزبية واحتُجزوا رهن التحقيق. وهذه الخطوات تنبع من درس استخلصه الرئيس الصيني من التاريخ: «إن الحزب الشيوعي لا يبقى إلا عندما يطيع الجيش قائداً واحداً من دون مساءلة».

وكان شي حذَّر في بداية حكمه من أن الاتحاد السوفياتي انهار لأن الحزب فقد السيطرة على جيشه، ولم يتقدم أي «رجل حقيقي» للقيادة، كما ذكر الأستاذ المشارك لدى الجامعة الأميركية جوزيف توريجيان لصحيفة «نيويورك تايمز».

اختراق غربي

وفي ظل الحرب الباردة الحالية مع الجانب الأميركي، يرجّح أن تعكس عمليات التطهير العسكرية التي يُجريها شي استعداده لأسوأ السيناريوهات في الداخل والخارج، كالحاجة إلى خوض حرب ضد الولايات المتحدة في تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتُطالب بكين بالسيادة عليها.

حاملة الطائرات «يو إس إس جورج واشنطن» بقاعدة بحرية في بوسان الكورية الجنوبية (إ.ب.أ)

ورأى توريجيان، الذي درس علاقات القادة الصينيين بالجيش، أن شي يعتقد أن المادية والفساد يُشكِّلان تهديداً مباشراً لقدرة الجيش على هزيمة الأعداء. وقال: «في رأي شي، يجعل هذا أفراد الجيش عرضةً للاختراق الغربي»، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ونشرت الصحيفة الرسمية لجيش التحرير الشعبي الصيني أخيراً أنه «بالنسبة لجيشنا، تُعدّ مكافحة الفساد صراعاً سياسياً كبيراً لا يمكنه تحمل خسارته، ويجب ألا يخسره. إنها تعني الاستقرار الطويل الأمد للحزب والبلاد، وضمان عدم تغيير اللون الأحمر للدولة الاشتراكية أبداً».

وتعهَّد الرئيس شي بإضفاء طابع احترافي على جيش التحرير الشعبي الصيني، وضمان خضوعه له بصفته رئيساً للحزب. وقد أجرى عمليات تطهير شملت الجنرال هي ويدونغ، الذي كان يحتل المرتبة الثالثة في التسلسل العسكري في الصين عندما طُرد من الحزب في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بتهمة الفساد وإساءة استخدام السلطة، والأدميرال مياو هوا الذي أشرف على الانضباط السياسي في الجيش ووُضع قيد التحقيق العام الماضي، والجنرال لين شيانغيانغ الذي كان مسؤولاً عن قيادة المنطقة الشرقية المحورية في أي حرب حول تايوان.

ولعل أكثر ما تُقلق شي هي علامات الفساد في «قوة الصواريخ»، التي تسيطر على كل الصواريخ النووية الصينية تقريباً، التي كانت تُعدّ من أهم أركان الجيش الصيني. ومنذ عام 2023، شهدت هذه القوة سلسلةً من عمليات التطهير لكبار القادة بسبب الفساد؛ ما أثار تساؤلات حول فاعليتها. وذكر تقرير صادر عن «البنتاغون»، العام الماضي، أن الاحتيال في «قوة الصواريخ» أدى إلى مشكلات تتعلق ببناء صوامع صواريخ تحت الأرض.

الأسلحة الصينية

وفي الوقت نفسه، يتقدَّم التحديث العسكري الصيني بوتيرة متسارعة. وظهر في عرض عسكري في بكين هذا العام بعض أحدث المسيَّرات والغوَّاصات المسيَّرة والصواريخ الأسرع من الصوت. كما عُرضت أحدث الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، في تذكير بتعزيز الصين للأسلحة النووية الذي قد يضاعف ترسانتها تقريباً بحلول عام 2030.

صاروخ «لونغ مارش 2 إف» يحمل مركبة الفضاء «شنتشو - 21» وعلى متنها رواد الفضاء تشانغ هونغتشانغ وتشانغ لو وأوو في لدى انطلاقه إلى محطة الفضاء الصينية «تيانغونغ» بمركز جيوكوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية (رويترز)

لكن السؤال الأكبر المطروح الآن هو ما إذا كانت الصين تسعى إلى السيطرة قريباً على تايوان، وما إذا كانت جهود أميركا كافية لردعها؟ وتلعب «قوة الصواريخ» الصينية دوراً بارزاً في هذه الخطط؛ لأن الصين طوَّرت صواريخ مضادة للسفن، تُعرف باسم «قاتلة حاملات الطائرات»؛ بهدف منع الحاملات الأميركية من الوصول إلى المنطقة في حال النزاع على تايوان. كما صنعت صواريخ أسرع من الصوت مُصمَّمة لضرب القواعد الأميركية عبر المحيط الهادئ، بما في ذلك غوام، والفلبين، وكوريا الجنوبية، واليابان.

وكانت لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حذَّرت، العام الماضي، من أن الصين تتفوَّق على الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ بفضل عقدين من الاستثمار المركز. وقالت لجنة استراتيجية الحزب الحاكم: «ما لم تُحدث الولايات المتحدة تغييراً جوهرياً، سيستمر ميزان القوى في التحول لصالح الصين».


البيت الأبيض يبحث خيارات العمل العسكري في فنزويلا

مادورو يشارك في مظاهرة بمناسبة «يوم الشباب» في كاراكاس يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)
مادورو يشارك في مظاهرة بمناسبة «يوم الشباب» في كاراكاس يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يبحث خيارات العمل العسكري في فنزويلا

مادورو يشارك في مظاهرة بمناسبة «يوم الشباب» في كاراكاس يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)
مادورو يشارك في مظاهرة بمناسبة «يوم الشباب» في كاراكاس يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنه اتخذ قراراً بشأن ما سيقوم به حيال فنزويلا، بعدما عززت واشنطن انتشارها العسكري في أميركا اللاتينية ضمن حملةٍ تقول إن هدفها مكافحة تهريب المخدرات، لكنها تثير مخاوف من مواجهة واسعة النطاق.

وقال ترمب للصحافيين أثناء سفره إلى منتجعه في ولاية فلوريدا الجمعة «لقد اتخذت قراري نوعاً ما». وأضاف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية: «لا يمكنني أن أخبركم ما هو، لكننا أحرزنا تقدماً كبيراً مع فنزويلا في ما يتعلق بوقف تدفق المخدرات».

وجاء تلميح ترمب بعد ساعات من إعلان وزير الحرب بيت هيغسيث بدء عملية عسكرية في أميركا اللاتينية أطلق عليها اسم «الرمح الجنوبي»، مؤكداً أنها تستهدف تجار المخدرات.

وكثفت إدارة ترمب هذا الأسبوع المباحثات حول فنزويلا، وذكرت مصادر أن اجتماعات شارك فيها ترمب وهيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو ركّزت على طيف واسع من «خيارات العمل العسكري».


ترمب مبرراً الضربات العسكرية: اعتراض قوارب المخدرات «غير مجد»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب مبرراً الضربات العسكرية: اعتراض قوارب المخدرات «غير مجد»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تبريره للضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت قوارب يشتبه في تهريبها للمخدرات، أن الاستراتيجية الأمريكية المتبعة منذ سنوات طويلة لاعتراض هذه القوارب في عرض البحر كانت فشلاً كبيراً، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

وكان ترمب قد قال قبل عدة أسابيع: «نفعل ذلك منذ 30 عاماً، وكان عديم الجدوى تماماً».

وجاءت تصريحات ترمب في الوقت الذي أعلن فيه خفر السواحل الأميركي أنه سجل رقماً قياسياً في مصادرات الكوكايين، بكمية بلغت 225 طناً خلال العام السابق. إلا أن هذا الإنجاز لم يُثنِ الرئيس الجمهوري عن قلب عقود من سياسة مكافحة المخدرات الأميركية.

ففي عهد ترمب، فجّر الجيش الأميركي 20 زورقاً يشتبه في تهريبها للمخدرات، ما أسفر عن مقتل 80 شخصاً، في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي.

ويرى ترمب ومسؤولون كبار آخرون أن هذه الزوارق تستخدمها جماعات «الناركو-إرهابية» وأفراد من الكارتيلات، وتُحمّل بمخدرات فتاكة متجهة إلى الولايات المتحدة.

وأثارت هذه الضربات ردود فعل دولية معارضة من قادة أجانب وجماعات حقوقية وديمقراطيين، وبعض الجمهوريين الذين أعربوا عن مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تنخرط في عمليات قتل خارج إطار القانون، مما يقوض مكانتها الدولية.

ويقول قدامى المحاربين في «الحرب على المخدرات» إن الموارد الأميركية سيكون استخدامها أكثر فاعلية لو تم مضاعفة الجهود المبذولة في النهج التقليدي القائم على اعتراض قوارب تهريب المخدرات، خصوصا على المدى الطويل. فطاقم هذه القوارب يمتلك غالباً معلومات استخبارية ثمينة يمكن أن تساعد السلطات في استهداف أفراد العصابات وشبكات التهريب بشكل أفضل.

وكما يقولون: «الموتى لا يروون القصص».

ويخوض خفر السواحل حرب المخدرات منذ زمن طويل على مدى عقود، ويعترض القوارب الصغيرة المشتبه في تهريبها لمخدرات غير مشروعة.

ويركز جزء كبير من ذلك العمل على وقف شحنات الكوكايين، الذي يُنتج معظمه في غابات كولومبيا.

وبالتعاون مع دول شريكة ووكالات اتحادية أخرى كإدارة مكافحة المخدرات ووزارتا الخارجية والعدل، يهدف الخفر إلى إلحاق خسائر كبيرة بالمهربين والحد من كمية المخدرات التي تصل إلى الولايات المتحدة.

وبحسب أحد المقاييس على الأقل، فإن هذه الحملة لم تكن أكثر نجاحاً مما هي عليه الآن، رغم شكاوى خفر السواحل المستمرة من نقص التمويل الذي يمكنه من ضبط كميات أكبر من المخدرات.

فقد سجل خفر السواحل مؤخراً رقماً قياسياً في مصادرة الكوكايين، وكانت الكمية المضبوطة أعلى بنحو 40 في المائة من متوسط السنوات العشر الماضية.

وفي معظم الحالات، جرى نقل المهربين إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم، وتم جمع معلومات مهمة عن طرق التهريب المتغيرة وطرق الإنتاج، وكل ذلك من دون أي خسائر في الأرواح وبتكلفة أقل بكثير على دافعي الضرائب الأميركيين.

ويقول الخبراء إن كل ضربة صاروخية تُنفذ حالياً تكلف غالباً أكثر من قيمة شحنة الكوكايين على متن كل قارب.