قضية إبستين تربك الصف الجمهوري

البيت الأبيض ينفي تورط ترمب في «كتاب العيد الخمسين»

ترمب يتحدث للصحافيين في 7 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث للصحافيين في 7 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

قضية إبستين تربك الصف الجمهوري

ترمب يتحدث للصحافيين في 7 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث للصحافيين في 7 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

يتخبط الجمهوريون في تداعيات قضية جيفري إبستين، رغم مساعيهم المتكررة لتخطي الأزمة والتركيز على ملفات يعدّونها أساسية لضمان فوزهم في الانتخابات النصفية. فهذه القضية، التي تتسارع تفاعلاتها مع صدور معلومات شبه يومية نتيجة رفع السرية عن عدد من الملفات المرتبطة بها، تؤرق القيادات الجمهورية والرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يجد نفسه في قلب المعركة، مع تردّد اسمه في الوثائق، رغم مساعيه المستمرة لوقف الحديث عن هذه المسألة.

رسالة مزعومة من ترمب

احتجاجات داعية لرفع السرية عن ملفات إبستين أمام الكونغرس في 3 سبتمبر 2025 (إ.ب.أ)

ففي دفعة جديدة من الوثائق التي رفعت السرية عمّا يدعى بـ«كتاب عيد ميلاد» إبستين، الذي يتضمن رسائل من مسؤولين وغيرهم لرجل الأعمال المدان بالاتجار بقصّر بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، أصدر الديمقراطيون رسالة يزعمون أنها من ترمب، يهنئ فيها إبستين بعيده، وفيها رسم لجسد امرأة يقول فيها: «كل عيد وأنت بخير، عسى أن يحمل كل يوم سراً جميلاً آخر».

وسارع البيت الأبيض لنفي الخبر، مؤكداً أنه مزيف، وأن التوقيع ليس خاصاً بالرئيس، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في تصريح: «كما قلت من قبل، من الواضح أن الرئيس ترمب لم يرسم الصورة، ولم يوقّع عليها».

وتابعت كارولين ليفيت مهددة: «أن فريق الرئيس القضائي سوف يستمر في متابعة الدعاوى القضائية بشكل حازم». وتقصد هنا الدعوى القضائية التي بدأت مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، والتي كانت أول من نشرت الصورة المذكورة في شهر يوليو (تموز)، حينها قال ترمب إنها مزيفة، ورفع دعوى قضائية ضد الصحيفة بقيمة 10مليارات دولار.

ارتباك جمهوري

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يتحدث مع الصحافيين في 8 سبتمبر 2025 (أ.ب)

ويسعى الجمهوريون لرص صفهم وراء ترمب، فاتهم رئيس لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي الجمهوري، جيمس كومر، الديمقراطيين في اللجنة بـ«انتقاء الوثائق وتسييس المعلومات» التي حصلوا عليها من ممتلكات إبستين.

وقال: «يُركّز الجمهوريون في لجنة الرقابة على إجراء تحقيق شامل يضمن الشفافية والمساءلة من أجل الناجين من الجرائم البشعة التي ارتكبها إبستين، ومن أجل الشعب الأميركي».

لكن من الواضح أن الديمقراطيين يرون في القضية مناسبة لهم لتعزيز استراتيجيتهم الهجومية ضد ترمب وحزبه، فدعوات قاعدة مناصريه له لمزيد من الشفافية في الملف، بالإضافة إلى تخبط الجمهوريين لرسم استراتيجية واضحة للتعامل مع التغطية الإعلامية للقضية، هي فرصة ذهبية لحزب يعاني بدوره من رسم استراتيجية انتخابية واضحة.

وقد قُدِّمت لهم هذه القضية على طبق من فضة، ويعولون عليها لتعميق الانقسامات الجمهورية. ولعلّ ما زاد الطين بلة بالنسبة للجمهوريين هو تخبط رئيس مجلس النواب مايك جونسون في دوّامة تصاريح مثيرة للجدل، بدأها عندما قال للصحافيين إن ترمب كان مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ليعود ويوضح قائلاً: «لا أعرف إن كنت قد استخدمت الكلمة الصحيحة. قلتُ مُخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ولستُ متأكداً، فأنا لم أكن هناك... أنا فقط أكرر ما هو معروف على نطاق واسع ومنشور منذ وقت طويل: الرئيس ترمب لم يكن يوماً عائقاً أمام تحقيقات إبستين، بل كان يُحاول المساعدة فيها».

لكن الديمقراطيين انقضوا على الجمهوريين، فقال كبير الديمقراطيين في لجنة المراقبة روبرت غارسيا: «نحن نعلم الآن أن دونالد ترمب كان يكذب، وأنه فعل ما بإمكانه لإخفاء الحقيقة».

ترمب وماغا

النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في مؤتمر صحافي أمام الكابيتول مع ضحايا إبستين 3 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

أما ترمب، فيتصدّى للهجمات بهجمات مماثلة، ويصف القضية بـ«الخدعة الديمقراطية»، في توصيف مطابق لذلك الذي كرره في تحقيق الديمقراطيين فيه بتهمة التواطؤ مع روسيا في عهده الأول. لكن الفارق الأساسي هنا هو تشكيك قاعدته الشعبية بتعامل إدارته معها، إذ أشار استطلاع لوكالة «رويترز»، بالتعاون مع «إيبسوس»، أن 69 في المائة من الجمهوريين يعتقدون أن الحكومة تخفي معلومات متعلقة بملف إبستين، فيما أظهر استطلاع لجامعة كينيباك انقساماً في صفوف الجمهوريين في هذا الملف، إذ وافق 40 في المائة منهم فقط مع تعاطي الإدارة مع الملف، فيما عارضه 36 في المائة، و24 في المائة من الجمهوريين لم يحسموا موقفهم بعد.


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن

الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن

غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، إلى الولايات المتحدة، في زيارة عمل رسمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد» التي تضم أيضاً «يو إس إس وينستون تشرشل» و«يو إس إس ماهان» و«يو إس إس بينبريدج» تبحر في اتجاه البحر الكاريبي تحت قيادة طائرات «سوبر هورنت إف إيه 18 إي إف» وقاذفة «بي 52 ستراتوفورتريس» في المحيط الأطلسي (رويترز)

ترمب يفتح باباً للدبلوماسية ويضاعف ضغوطه على فنزويلا

ضاعف الرئيس دونالد ترمب ضغوطه على فنزويلا مع دخول كبرى حاملات الطائرات الأميركية إلى الكاريبي. لكنه عرض إجراء «مناقشات» مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

رئيس «بي بي سي»: سنتصدى لأي دعوى قضائية يرفعها ترمب

عبّرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن «تصميمها على التصدي» لأي دعوى قضائية يرفعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص محافظ «صندوق الاستثمارات العامة» ياسر الرميان خلال جلسة حوارية في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

خاص «السيادي» السعودي يضع بصمته في الاقتصاد الأميركي باستثمارات تفوق 170 مليار دولار

في وقتٍ تتجاوز فيه استثمارات «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي في الولايات المتحدة حاجز 170 مليار دولار، تترسخ ملامح شراكة استراتيجية تُعد الأكبر من نوعها.

زينب علي (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)

ترمب يتراجع ويدعم تصويت النواب لنشر «ملفات إبستين»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه يدعم جهود النواب لنشر مزيد من الملفات المتعلقة بقضية جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، على الرغم من معارضته السابقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إصدار زينة تذكارية بمناسبة قرب احتفال أميركا بعيد تأسيسها الـ 250

الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)
الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)
TT

إصدار زينة تذكارية بمناسبة قرب احتفال أميركا بعيد تأسيسها الـ 250

الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)
الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

عندما قررت المنظمة غير الربحية المسؤولة عن التخطيط لاحتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة أنها تريد إصدار زينة تذكارية لهذه المحطة التاريخية، كانت تعرف تماماً إلى أين تتوجه للحصول على الإرشاد.

فقد تعاونت منظمة «أميركا 250» America250. org مع «جمعية البيت الأبيض التاريخية»، التي دأبت منذ عام 1981 على بيع زينة عيد الميلاد الشهيرة التي تكرّم أحد الرؤساء، أو تحيي ذكرى بارزة في تاريخ البيت الأبيض. ويُباع أكثر من مليون قطعة من هذه الزينة سنوياً.

الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

عملت الجهتان معاً لإنتاج تذكار خاص لإحياء مناسبة الذكرى اﻟ250 لتأسيس الولايات المتحدة، وكشفت منظمة «أميركا 250» عن هذا التذكار يوم الاثنين، وفق ما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس».

الزينة محدودة الإصدار، ومصنوعة يدوياً، وتضم إعلان الاستقلال، الوثيقة التي استخدمها الكونغرس القاري الثاني (الأميركي) لإعلان الانفصال عن بريطانيا في 4 يوليو (تموز) 1776، ويحتفظ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسخة من هذه الوثيقة معلّقة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

جينيفر كوندون نائب الرئيس التنفيذي لجمعية «أميركا 250» تعرض الجزء الأمامي من الزينة التذكارية التي أصدرتها الجمعية للذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي في عام 1776... واشنطن 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

يعرض أحد جانبي التذكار نص الوثيقة مطبوعاً على قماش الكتّان، والجانب الآخر يُظهر الأعلام الأميركية مرفوعة فوق البيت الأبيض مع شعار «أميركا 250» America250 وشريطاً أحمر يحمل سنوات 1776–2026. والزينة مطلية بذهب عيار 24.

الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» للذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي في عام 1776... واشنطن 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

يقول المنظمون إنهم يرون في الاحتفال بتأسيس الولايات المتحدة فرصة للمساعدة في توحيد بلد يعاني من انقسام سياسي. وقالت جينيفر كوندون، نائبة الرئيس التنفيذي لجمعية «أميركا 250»:

«إنها لحظة نتأمل فيها الـ250 عاماً الماضية، والأهم من ذلك، نسأل أنفسنا: إلى أين نتجه في الـ250 عاماً المقبلة؟».

وأضافت أنها تأمل أن تلعب هذه الزينة دوراً صغيراً في هذا المسعى بوصفها «رمزاً للوحدة التي نسعى إليها».

جينيفر كوندون نائب الرئيس التنفيذي لجمعية «أميركا 250» تعرض الجزأين الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية للذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي في عام 1776... في العاصمة الأميركية واشنطن 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

من النادر أن تُصدر «جمعية البيت الأبيض التاريخية» زينة خارج سلسلتها السنوية الخاصة بالأعياد. وقال ستيوارت ماكلورين، رئيس الجمعية، إن منظمته ساعدت في ابتكار قطعة مقتناة «تجسّد روح وتاريخ أمتنا».

الجزءان الأمامي والخلفي من الزينة التذكارية التي أصدرتها جمعية «أميركا 250» بمناسبة الذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776... في العاصمة واشنطن في 13 نوفمبر 2025 (أ.ب)

القطعة من صنع شركة في مدينة رود آيلاند يمتلكها قدامى المحاربين، وهي نفس الشركة التي تنتج زينة الجمعية، وستُباع حصرياً ابتداءً من يوم الاثنين على موقع America250. org مقابل 26.95 دولار للقطعة، وعلى موقع «جمعية البيت الأبيض التاريخية» بدءاً من يناير (كانون الثاني).


ترمب يفتح باباً للدبلوماسية ويضاعف ضغوطه على فنزويلا

مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد» التي تضم أيضاً «يو إس إس وينستون تشرشل» و«يو إس إس ماهان» و«يو إس إس بينبريدج» تبحر في اتجاه البحر الكاريبي تحت قيادة طائرات «سوبر هورنت إف إيه 18 إي إف» وقاذفة «بي 52 ستراتوفورتريس» في المحيط الأطلسي (رويترز)
مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد» التي تضم أيضاً «يو إس إس وينستون تشرشل» و«يو إس إس ماهان» و«يو إس إس بينبريدج» تبحر في اتجاه البحر الكاريبي تحت قيادة طائرات «سوبر هورنت إف إيه 18 إي إف» وقاذفة «بي 52 ستراتوفورتريس» في المحيط الأطلسي (رويترز)
TT

ترمب يفتح باباً للدبلوماسية ويضاعف ضغوطه على فنزويلا

مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد» التي تضم أيضاً «يو إس إس وينستون تشرشل» و«يو إس إس ماهان» و«يو إس إس بينبريدج» تبحر في اتجاه البحر الكاريبي تحت قيادة طائرات «سوبر هورنت إف إيه 18 إي إف» وقاذفة «بي 52 ستراتوفورتريس» في المحيط الأطلسي (رويترز)
مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد» التي تضم أيضاً «يو إس إس وينستون تشرشل» و«يو إس إس ماهان» و«يو إس إس بينبريدج» تبحر في اتجاه البحر الكاريبي تحت قيادة طائرات «سوبر هورنت إف إيه 18 إي إف» وقاذفة «بي 52 ستراتوفورتريس» في المحيط الأطلسي (رويترز)

عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إجراء «بعض المناقشات» مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تتعرض بلاده لضغوط مضاعفة من الولايات المتحدة مع دخول كبرى حاملات الطائرات الأميركية، وأحدثها «يو إس إس جيرالد فورد» إلى البحر الكاريبي، وإعلان وزير الخارجية ماركو روبيو، خطوات لتصنيف «كارتيل دو لوس سوليس» للمخدرات في فنزويلا، بوصفها «منظمة إرهابية أجنبية».

ولم يكشف ترمب تفاصيل المناقشات المحتملة مع مادورو، لكنه قال إن «فنزويلا ترغب في التحدث». وعندما سأله صحافي الأحد عما يعنيه بقوله هذا، أجاب ترمب: «ماذا يعني ذلك؟ أخبرني أنت، لا أعرف». ثم أضاف بعد لحظات: «سأتحدث إلى أي شخص. سنرى ما سيحدث».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الجيش الأميركي أنه نفذ أحدث غارة جديدة ضد قارب متهم بنقل مخدرات في شرق المحيط الهادئ، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص كانوا على متنه، في عملية هي الرقم 21 في منطقة الكاريبي. ونشرت القيادة الجنوبية للجيش الأميركي مقطع فيديو يُظهر تفجير القارب. ومنذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، أدت الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل.

تدريبات عسكرية

ويمثل انضمام حاملة الطائرات وقوتها الضاربة إلى سفن حربية أخرى أرسلت سابقاً إلى منطقة الكاريبي نقطة تحول رئيسية، لأنها تمثل أكبر حشد للقوة النارية الأميركية في المنطقة منذ أجيال، ضمن مهمة «عملية الرمح الجنوبي» التي تشارك فيها الآن 12 سفينة حربية ونحو 12 ألف جندي من البحارة ومشاة البحرية «المارينز»، في وقت تصر فيه إدارة ترمب على أنها تقوم بعملية لمكافحة المخدرات.

وأعلنت البحرية الأميركية أن مجموعة حاملة الطائرات، التي تضم أسراباً من الطائرات المقاتلة ومدمرات الصواريخ الموجهة، عبرت ممر أنيغادا قرب جزر فيرجن البريطانية صباح الأحد. وقال قائد المجموعة الأدميرال بول لانزيلوتا، إن قواته ستعزز قوة كبيرة بالفعل من السفن الحربية الأميركية من أجل «حماية أمن بلادنا وازدهارها من إرهاب المخدرات في نصف الكرة الغربي» من الأرض.

وأفاد القائد المشرف على منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية، الأدميرال ألفين هولسي في بيان، بأن القوات الأميركية «على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية التي تسعى إلى زعزعة استقرار منطقتنا». وأضاف أن نشر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «خطوة حاسمة في تعزيز عزمنا على حماية أمن نصف الكرة الغربي وسلامة الوطن الأميركي».

ويُجري الجيش الأميركي تدريبات في ترينيداد وتوباغو، التي تبعد 7 أميال فقط عن فنزويلا. وقال مسؤولون حكوميون هناك، إن القوات بدأت «تدريبات» مع الجيش الأمريكي ستستمر طوال معظم الأسبوع. ووصف وزير الخارجية شون سوبرز التدريبات المشتركة بأنها الثانية في أقل من شهر، مضيفاً أنها تهدف إلى التعامل مع الجرائم العنيفة في الجزيرة، التي أصبحت نقطة توقف لشحنات المخدرات المتجهة إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وأيد رئيس الوزراء بقوة الضربات العسكرية الأميركية.

وكذلك أعلن وزير الجيش الأميركي دان دريسكول، أن قواته تتدرب في بنما، مؤكداً تركيز الإدارة المزداد على أميركا اللاتينية. وقال عبر شبكة «سي بي إس» للتلفزيون: «نعيد تفعيل مدرستنا التدريبية في بنما. سنكون مستعدين للتحرك في أي وقت» يحتاج إليه ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

وأصرت إدارة على أن تعزيز القوات في المنطقة يهدف إلى وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، لكنها لم تقدم بعد أي دليل يدعم تأكيداتها بأن قتلى القوارب من «إرهابيي المخدرات». وأشار ترمب إلى أن العمل العسكري سيتجاوز الضربات البحرية، قائلاً إن الولايات المتحدة «ستمنع وصول المخدرات براً».

وعندما سئل عما إذا كان حسم أمره حيال ما ينوي فعله بخصوص فنزويلا، أجاب ترمب: «حسمت أمري نوعاً ما».

منظمة إرهابية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو متحدثاً في كاراكاس الأحد (إ.ب.أ)

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة لا تعترف بمادورو زعيماً شرعياً لفنزويلا، بدعوى أنه سرق انتخابات العام الماضي. ووصف حكومة كراكاس بأنها «منظمة شحن» تتعاون علناً مع تجار المخدرات. وقال روبيو إن وزارة الخارجية تعتزم تصنيف «كارتيل دو لوس سوليس»، أي «كارتيل الشمس»، منظمة إرهابية أجنبية، مضيفاً أن مادورو وأعضاء حكومته يرأسون هذا «الكارتيل». وأضاف أن «كارتيل دو لوس سوليس، بالتعاون مع كارتيلات أجنبية أخرى مصنفة إرهابية، منها ترين دي أراغوا وكارتيل سينالوا، مسؤولون عن أعمال عنف إرهابية في كل أنحاء النصف الغربي للكرة الأرضية، بالإضافة إلى تهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا».

وعندما يدخل هذا التصنيف حيز التنفيذ في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سيُجرم تقديم «دعم مادي» لـ«الكارتيل» أو أعضائه.


رئيس «بي بي سي»: سنتصدى لأي دعوى قضائية يرفعها ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

رئيس «بي بي سي»: سنتصدى لأي دعوى قضائية يرفعها ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

عبّرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن «تصميمها على التصدي» لأي دعوى قضائية يرفعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكدة، الاثنين، عدم وجود أساس قانوني لمقاضاة الشبكة في دعوى تشهير بسبب تحرير أحد خطاباته.

وقال ترمب، الجمعة، إنه سيتخذ على الأرجح إجراءً قضائياً ضد «بي بي سي» هذا الأسبوع للمطالبة بما يصل إلى خمسة مليارات دولار بسبب تحرير مقتطفات منفصلة من أحد خطاباته بطريقة أعطت انطباعاً بأنه حرَّض على أعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.

وقالت «بي بي سي»، الخميس، إن رئيسها سمير شاه أرسل رسالة شخصية إلى ترمب للاعتذار عن طريقة تحرير الخطاب، لكن الهيئة أكدت عدم وجود أساس قانوني لرفع دعوى تشهير.

وقال شاه في رسالة بالبريد الإلكتروني لموظفي «بي بي سي»، الاثنين، إن هناك الكثير من التكهنات حول إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية، بما في ذلك التكاليف أو التسويات المحتملة.

وأضاف: «في خضم كل ما نمرّ به، نحن بالطبع ندرك تماماً امتياز تمويلنا والحاجة إلى حماية دافعي رسوم الترخيص، وهم الجمهور البريطاني». ومضى قائلاً: «أريد أن أكون واضحاً جداً معكم، موقفنا لم يتغير. لا يوجد أساس لقضية تشهير ونحن مصممون على التصدي لهذا الأمر».