كيف تختلف حرب ترمب التجارية الجديدة عن سابقتها؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

كيف تختلف حرب ترمب التجارية الجديدة عن سابقتها؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

وصف موقع «أكسيوس» الأميركي الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على كندا والمكسيك والصين، بأنها مختلفة عن تلك التي شنها في ولايته الأولى؛ لأن نطاقها أوسع بكثير، وتؤثر على عدد أكبر من المنتجات.

وقال إنه في ولاية ترمب الأولى كان يعلن عن تعريفات جمركية جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعدها تنقل وسائل الإعلام تحذيرات خبراء الاقتصاد من الخطر المقبل جراء تداعيات تلك الإجراءات، ولكن هذا الأمر اختلف، فهذه المرة يختار الرئيس الأميركي التعريفات الجمركية الشاملة بدلاً من التعريفات المستهدفة، مع التمتع بسلطة قانونية مع قيود أقل، ولا يسمح للشركات بالوقت الكافي للدفاع عن موقفها للحصول على استثناءات خاصة.

فريق يجهز الزهور لمختصي الزراعة في الجمارك وحماية الحدود الأميركية للتفتيش عن الآفات والأمراض الأجنبية (أ.ف.ب)

وكل هذا يزيد من احتمالات أن تكون الحرب التجارية أشد وضوحاً للأميركيين؛ مما يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد والتسبب في ارتفاعات ملحوظة بأسعار بعض السلع.

ووفقاً لتحليل الأرقام الذي أجراه «مختبر الميزانية» في جامعة ييل، فعندما تولى ترمب منصبه عام 2017، كانت عائدات التعريفات الجمركية نحو 1.5 في المائة من إجمالي واردات السلع الأميركية، وبحلول عام 2019، ضاعف ذلك تقريباً إلى 2.9 في المائة.

وإذا ظلت التعريفات الجمركية الشاملة، التي نُفّذت على كندا والمكسيك والصين هذا الأسبوع، سارية لبقية العام، فإن هذا الرقم في طريقه إلى الارتفاع إلى 9.5 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ عام 1943.

وكانت هناك إشارات في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إلى أن الإدارة الأميركية قد تسعى إلى تهدئة التوترات، لكن ترمب هدد أيضاً بفرض تعريفات جمركية أخرى واسعة النطاق؛ بما في ذلك على المنتجات الزراعية والسيارات.

شاحنة نقل سيارات تعبر جسراً بعد اجتياز الجمارك الأميركية خلال دخولها الولايات المتحدة من المكسيك يوم 4 مارس 2025 (رويترز)

وكان ترمب استعان بالفقرتين «232» و«301» من قوانين التجارة؛ الأولى تمنح الرئيس سلطة فرض الرسوم لأسباب تتعلق بالأمن القومي، والثانية لمكافحة ممارسات التجارة غير العادلة، خلال تنفيذ التعريفات الجمركية لعامي 2018 و2019.

وتتطلب هذه القوانين دراسات واستئنافات؛ مما أدى إلى إبطاء تنفيذها مع منع العواقب غير المقصودة.

وعلى النقيض من ذلك، استشهدت جولة التعريفات هذا الأسبوع بقانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة، الذي يمنح الرئيس سلطات واسعة، مع القليل من الضوابط، «للتعامل مع أي تهديد غير عادي واستثنائي».

وقال جيسون فورمان، من جامعة هارفارد: «خلال ولاية ترمب الأولى، كانت هناك تغطية متلاحقة وهوس بالتعريفات الجمركية، ولكن دون أي تأثير اقتصادي واضح، هذه المرة الأمر عكس ذلك؛ التعريفات الجمركية ليست سوى واحدة من كثير من القصص الإخبارية، لكن ما ضاع هو حقيقة أنها أكبر بكثير، وتأتي أسرع كثيراً، وهذه المرة قد تبدأ رؤيتها بالفعل في البيانات الكلية».

وذكر الموقع أن هذا لا يعني بالضرورة تباطؤاً مفاجئاً أو ركوداً أو تضخماً على غرار عام 2022، «فالولايات المتحدة دولة كبيرة تزرع معظم طعامها، وتولد معظم طاقتها، ولكن تشير التقديرات السائدة إلى أن هذه التعريفات الجمركية لها تأثيرات اقتصادية كبيرة بما يكفي ليشعر بها الأميركيون».

شاحنة نقل سيارات تمر عبر الجمارك بعد عبورها من ديترويت بولاية ميشيغان إلى ويندسور بكندا في اليوم الأول من تطبيق رسوم ترمب الجمركية (أ.ف.ب)

وتعتقد كاثي بوستجانسيك، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة «نيشون وايد»، أنه إذا استمرت، فإنها ستخصم نقطة مئوية واحدة من نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وترفع التضخم بنسبة 0.6 نقطة مئوية، مع ارتفاع ملحوظ بشكل خاص بنسبة 10 في المائة بأسعار السيارات وقطع الغيار.

وأضافت بوستجانسيك في مذكرة: «قد يؤدي التدهور في الثقة إلى دفع الشركات نحو تقليص أو، على الأقل، تأخير الاستثمارات وعمليات التوظيف الجديدة، والمستهلكين إلى تأخير المشتريات؛ مما يسفر عن زيادة التقلبات».


مقالات ذات صلة

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

وافقت المحكمة العليا الأميركية على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرياضة الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب) play-circle

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)

المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

ستنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في 11 يونيو (حزيران) بمواجهة المكسيك، إحدى ثلاث دول تستضيف البطولة، أمام جنوب أفريقيا في استاد أزتيكا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عربية قرعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)

مجموعات متباينة القوة للمنتخبات العربية في قرعة مونديال 2026

أسفرت قرعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، التي جرت الجمعة، بمركز كيندي في العاصمة الأميركية واشنطن، عن مجموعات متباينة للفرق العربية.

مهند علي (القاهرة)
رياضة عالمية ترمب مع رئيس وزراء كندا مارك كارني ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم (أ.ب)

ترمب يخطف الأضواء في حفل قرعة كأس العالم 2026

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهدف من حضوره قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 ليس الحصول على جائزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وافقت المحكمة العليا الأميركية ذات الغالبية المحافظة، الجمعة، على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

وأعلنت المحكمة في بيان موجز أنها ستنظر في طعن إدارة ترمب في أحكام صادرة من محاكم أدنى خلصت جميعها إلى أنه غير دستوري.

ويحظر الأمر التنفيذي على الحكومة الفيدرالية إصدار جوازات سفر أو شهادات جنسية للأطفال الذين تقيم أمهاتهم بشكل غير قانوني أو مؤقت في الولايات المتحدة.

كما يستهدف النص الأطفال الذين يقيم آباؤهم بشكل مؤقت في الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة أو عمل أو سياحة.

بعد تعليق العديد من المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف مراسيم رئاسية وقرارات حكومية، أصدرت المحكمة العليا حكماً في 27 يونيو (حزيران) يقيّد سلطة قضاة المحاكم الأدنى في تعليق قرارات الإدارة على مستوى البلاد.

ووقع ترمب المرسوم المتعلق بحق المواطنة بالولادة فور عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، وأدرجه في سياق مساعيه لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وتطبق الولايات المتحدة منذ 150 عاماً مبدأ المواطنة بالولادة، المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور، ويرد فيه أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة هو مواطن أميركي تلقائياً.

تم اعتماد التعديل الرابع عشر عام 1868، بعد الحرب الأهلية وإلغاء العبودية، لضمان حقوق العبيد المحررين وذريتهم.


أميركا: قاضٍ فيدرالي يأمر بكشف محاضر هيئة المحلفين الكبرى في تحقيق إبستين

جيفري إبستين (أ.ب)
جيفري إبستين (أ.ب)
TT

أميركا: قاضٍ فيدرالي يأمر بكشف محاضر هيئة المحلفين الكبرى في تحقيق إبستين

جيفري إبستين (أ.ب)
جيفري إبستين (أ.ب)

أمر قاضٍ فيدرالي في فلوريدا، اليوم (الجمعة)، بكشف محاضر هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بقضايا الاتجار بالجنس الفيدرالية الخاصة بجيفري إبستين وغيسلين ماكسويل.

وقال قاضي المحكمة الجزئية، رودني سميث، إن القانون الفيدرالي، الذي صدر مؤخراً، والذي يأمر بالكشف عن المحاضر المتعلقة بالقضايا يتجاوز القاعدة الفيدرالية، التي تحظر الكشف عن الأمور المطروحة أمام هيئة محلفين كبرى.

والشهر الماضي، طلبت وزارة العدل الأميركية من قاضٍ فيدرالي، رفع السرية عن مواد هيئة المحلفين الكبرى، وإلغاء الأوامر الحمائية المرتبطة بقضيتي جيفري إبستين وغيلين ماكسويل، وذلك بعد توقيع الرئيس دونالد ترمب «قانون شفافية ملفات إبستين»، وفق ما نشرت شبكة «فوكس نيوز».

وبموجب القانون، الذي وقّعه ترمب في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، يتعين على وزيرة العدل بام بوندي نشر جميع السجلات والاتصالات والمواد التحقيقية غير المصنفة المرتبطة بإبستين خلال 30 يوماً.


ترمب يكشف عن استراتيجية لمنع اندلاع صراع مع الصين بشأن تايوان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يكشف عن استراتيجية لمنع اندلاع صراع مع الصين بشأن تايوان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

أظهرت وثيقة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسعى إلى منع حدوث صراع مع الصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي، عبر تكثيف بناء قوة عسكرية للولايات المتحدة وحلفائها، وفق ما نشرت «رويترز».

وحدّدت إدارة ترمب نهجها تجاه واحدة من أكثر القضايا الدبلوماسية حساسية في العالم في وثيقة تتعلق باستراتيجية الأمن القومي تتألف من 29 صفحة، ومؤرخة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ولكن لم تُنشر على الإنترنت إلا في الآونة الأخيرة.

وجاء في الوثيقة أن «منع الصراع بشأن تايوان، من خلال الحفاظ على التفوق العسكري، يُمثل أولوية».

وتعدّ الصين أن تايوان، التي تنعم بحكم ديمقراطي، جزءاً لا يتجزأ منها، ولم تتراجع بكين مطلقاً عن فكرة استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها. كما أن للصين مطالبات بالسيادة على مناطق شاسعة، تشمل بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، وهو بحر متنازع عليه مع عدد من جيرانها الأصغر.

وليس للولايات المتحدة، شأن معظم الدول، علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان. لكن واشنطن هي أهم داعم دولي للجزيرة، وهي ملزمة بحكم القانون بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها.

وتوضح الوثيقة أن إدارة ترمب ترى أن عدم الاستقرار قرب تايوان يُشكل خطراً بسبب هيمنة الجزيرة على تصنيع أشباه الموصلات، ولأن حصة كبيرة من التجارة العالمية تمر عبر المياه القريبة.

ودائماً ما كانت هذه القضية مصدر إزعاج في العلاقات الأميركية الصينية.

وتجنّب الرئيس الجمهوري إلى حد بعيد التصريح مباشرة بالطريقة التي يمكن أن يرد بها على تصاعد التوتر بشأن الجزيرة، وقال إنه يتطلع إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وحضّ كذلك اليابان وكوريا الجنوبية، وهما حليفتان إقليميتان رئيسيتان، على زيادة الإنفاق الدفاعي.

وورد في أحدث وثيقة «سنكّون جيشاً قادراً على صد العدوان في أي مكان، في سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى جنوب شرق آسيا... لكن الجيش الأميركي لا يستطيع القيام بذلك بمفرده، وينبغي ألا يضطر إلى ذلك».