ترمب: «أميركا عادت»... وستضم غرينلاند وتستعيد قناة بنما

الرئيس الأميركي يقر بأن زيلينسكي مستعد للتفاوض مع روسيا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب: «أميركا عادت»... وستضم غرينلاند وتستعيد قناة بنما

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، أنّ «أميركا عادت»، وأنّ الحلم الأميركي «لا يمكن إيقافه»، مشدداً على أنّ الولايات المتّحدة تستعيد اليوم ثقتها بنفسها بعد مرور شهر ونصف شهر على بدء ولايته الثانية.

وعلى جري العادة تمّ الإعلان بصوت عالٍ عن وصول الرئيس البالغ من العمر 78 عاماً إلى قاعة مجلس النواب. واخترق الملياردير صفوف البرلمانيين الجمهوريين، قبل أن يصل إلى المنصة ليلقي خطابه تحت أنظار رئيس مجلس النواب، ونائب الرئيس جي دي فانس الذي يتولّى رسمياً منصب رئيس مجلس الشيوخ.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه في الكونغرس أمس (د.ب.أ)

وفي قاعة المجلس، جلست السيدة الأولى ميلانيا ترمب، ومستشار الرئيس المقرب جداً منه إيلون ماسك، وقد نال كل منها تصفيقاً حاراً من الحضور. بالمقابل، ارتدى نواب ديمقراطيون الأصفر والأزرق، لوني العلم الأوكراني، في لفتة أرادوها دعماً لأوكرانيا، بعد أن قرّر ترمب قطع المساعدات العسكرية الأميركية عن كييف.

«الحلم الأميركي ينمو»

وقال الرئيس الجمهوري في أول خطاب له أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، إنّ «أميركا عادت». وأضاف: «الحلم الأميركي ينمو أكبر وأفضل من أي وقت مضى. الحلم الأميركي لا يمكن إيقافه، وبلادنا على وشك تحقيق عودة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل، وربما لن يشهد مثيلاً لها مجدداً».

إيلون ماسك خلال خطاب الرئيس ترمب في الكونغرس (رويترز)
إيلون ماسك خلال خطاب الرئيس ترمب في الكونغرس (رويترز)

وما إن بدأ ترمب إلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات الاستهجان لمقاطعة الرئيس. وبعدما قاطع البرلمانيون مراراً خطاب ترمب، هدّدهم رئيس مجلس النواب بإخراجهم من القاعة إذا لم يكفّوا عن المقاطعة، وبالفعل تم إخراج النائب الديمقراطي آل غرين من القاعة بعد تعطيل خطاب ترمب.

«أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة»

ووصف الرئيس الأميركي سلفه جو بايدن بأنه أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. كما أشاد الرئيس الأميركي بمستشاره الملياردير إيلون ماسك، وما تقوم به «إدارة الكفاءة الحكومية» التي يقودها لجهة خفض نفقات الحكومة الفيدرالية. وقال ترمب مخاطباً ماسك بعد أن وقف الأخير وسط تصفيق المشرّعين الجمهوريين: «شكراً لك إيلون. إنّه يعمل بجدّ. شكراً جزيلاً لك، نحن نثمّن ذلك».

عصر «الرسوم الجمركية»

وقال ترمب إنّ «الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنيّة وعظيمة مرة أخرى. هذا الأمر سيحدث، وسيحدث بسرعة كبيرة. ستكون هناك بعض الاضطرابات؛ لكننا راضون عن ذلك، وتأثيرها لن يكون كبيراً». وأضاف أنّ «الرسوم الجمركية لا تتعلّق فقط بحماية الوظائف الأميركية؛ بل تتعلق بحماية روح بلادنا».

وحذّر الرئيس الجمهوري من أنّ أولئك الذين لا يصنعون منتجاتهم في الولايات المتحدة سيضطرون إلى دفع رسوم جمركية «ستكون في بعض الحالات كبيرة إلى حدّ ما».

ووعد ترمب بأن تدرّ هذه الرسوم الجمركية عائدات بـ«تريليونات الدولارات»، مؤكداً أنها ستخلق كذلك فرص عمل. وفي الشأن الداخلي، كذلك، تعهد ترمب «شنّ حرب على عصابات المخدّرات المكسيكية» التي تشكّل «تهديداً خطراً للأمن القومي» للولايات المتّحدة. وقال إن «العصابات تشنّ حرباً على أميركا، وقد حان الوقت لأميركا لتشنّ حرباً على العصابات، وهذا ما نفعله»، مذكّراً بأنّه أدرج كثيراً من هذه الكارتيلات على قائمة المنظمات الإرهابية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطاب أمام الكونغرس (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطاب أمام الكونغرس (رويترز)

وفي خطابه، هاجم ترمب الاتّحاد الأوروبي ودولاً مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية، بسبب ما عدَّها ممارسات تجارية «غير عادلة». وقال: «هذا يحدث من قبل الأصدقاء والأعداء على حدّ سواء. هذا النظام ليس عادلاً للولايات المتحدة، ولم يكن كذلك أبداً». وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من أبريل (نيسان) تعريفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها.

«استعادة» قناة بنما وغرينلاند

وأعلن الرئيس الأميركي أنّ بلاده باشرت «استعادة» قناة بنما، وذلك إثر إبرام شركة من هونغ كونغ اتفاقاً مبدئياً مع كونسورتيوم أميركي، لبيعه ميناءين يقعان على طرفي القناة. وقال إنه «من أجل تعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، ستستعيد إدارتي قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في القيام بذلك. نحن نستعيدها».

وجدّد الرئيس الأميركي رغبته في أن تسيطر بلاده على غرينلاند، مؤكّداً لسكّان الإقليم الدنماركي المتمتّع بحكم ذاتي، أنّ الولايات المتّحدة «ستحافظ على سلامتكم». وقال: «نحن بحاجة إلى (غرينلاند) حقّاً من أجل الأمن العالمي الدولي. وأعتقد أنّنا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى سنحصل عليها (...) معاً، سنأخذ غرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل».

زيلينسكي مستعد للمفاوضات

وقال ترمب إنه تلقى رسالة من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبَّر فيها عن استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف: «في وقت سابق اليوم، تلقيت رسالة مهمة من الرئيس زيلينسكي رئيس أوكرانيا. وجاء في الرسالة أن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم. لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين».

وتابع ترمب: «قال: (أنا وفريقي جاهزان للعمل بقيادة الرئيس ترمب القوية من أجل إحلال سلام مستدام. نثمن حقاً كل ما فعلته أميركا لمساعدة أوكرانيا في الحفاظ على سيادتها واستقلالها)». وكان زيلينسكي قد أعلن في وقت سابق أمس (الثلاثاء) أنه يريد «تصحيح الأمور» مع ترمب، بعد المشادة الكلامية بينهما، الجمعة، في المكتب البيضاوي، على خلفية موقف واشنطن من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وغادر زيلينسكي البيت الأبيض من دون توقيع الاتفاقية الإطارية حول استغلال موارد أوكرانيا الطبيعية من المعادن. وأعلن ترمب لاحقاً تعليق المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا.

وقال ترمب في خطابه أمام الكونغرس: «فيما يتعلق بالاتفاقية حول المعادن والأمن، أوكرانيا على استعداد لتوقيعها في أي وقت يناسبكم». وتابع: «أقدر له توجيه هذه الرسالة. تسلَّمتها قبل وقت قصير». وقال: «في الوقت نفسه، أجرينا محادثات جدية مع روسيا، وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام». وختم: «ألن يكون هذا رائعاً؟».


مقالات ذات صلة

ظل ترمب يهيمن على اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

الاقتصاد رجل أمن يقف بالقرب من اللافتات الإعلانية لاجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن (أ.ف.ب)

ظل ترمب يهيمن على اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

ستكون اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي تستهل يوم الاثنين المقبل، من أكثر الاجتماعات متابعةً في ظل تصاعد الحرب التجارية.

هلا صغبيني (الرياض)
الولايات المتحدة​ سياح يمرون بجوار العلم الأميركي الذي يرفرف في جامعة هارفارد (أ.ف.ب)

مسؤولون بإدارة ترمب: «خطأ» تسبّب في إثارة المواجهة مع «هارفارد»

تلقت جامعة هارفارد رسالة عبر البريد الإلكتروني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، تضمنت سلسلة من المطالب المرتبطة بالتوظيف والقبول والمناهج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مقر المحكمة العليا الأميركية في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

المحكمة العليا الأميركية تمنع مؤقتاً ترحيل الفنزويليين بموجب قانون من القرن الـ18

أوقفت المحكمة العليا الأميركية اليوم السبت، وفي الوقت الحالي، ترحيل أي فنزويلي محتجز في شمال ولاية تكساس بموجب قانون يعود إلى زمن الحرب في القرن الثامن عشر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جيه دي فانس وزوجته أوشا فانس وابنتهما ميرابل يحضرون قداس الجمعة العظيمة الذي يقوده الكاردينال كلاوديو غوجيروتي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان (أ.ب)

فانس يزور الفاتيكان لتبرير حملة ترمب على المهاجرين

يعتزم نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس عقد اجتماع مع المسؤول الثاني في الفاتيكان، في أعقاب غضب بابوي لافت من حملة إدارة ترمب على المهاجرين.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بعد نحو 322 كيلومتراً (200 ميل) جنوب طهران (رويترز) play-circle

إسرائيل تفكر في شن هجوم «محدود» على منشآت إيران النووية

يستعد المفاوضون الأميركيون والإيرانيون لجولة ثانية من المحادثات النووية التمهيدية في روما اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسؤولون بإدارة ترمب: «خطأ» تسبّب في إثارة المواجهة مع «هارفارد»

سياح يمرون بجوار العلم الأميركي الذي يرفرف في جامعة هارفارد (أ.ف.ب)
سياح يمرون بجوار العلم الأميركي الذي يرفرف في جامعة هارفارد (أ.ف.ب)
TT
20

مسؤولون بإدارة ترمب: «خطأ» تسبّب في إثارة المواجهة مع «هارفارد»

سياح يمرون بجوار العلم الأميركي الذي يرفرف في جامعة هارفارد (أ.ف.ب)
سياح يمرون بجوار العلم الأميركي الذي يرفرف في جامعة هارفارد (أ.ف.ب)

تلقت جامعة هارفارد رسالة عبر البريد الإلكتروني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، تضمنت سلسلة من المطالب المرتبطة بالتوظيف والقبول والمناهج الدراسية، والتي كانت صعبة للغاية لدرجة أن مسؤولي الجامعة قرروا أنه لا خيار أمامهم سوى مواجهة البيت الأبيض، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

أعلنت الجامعة عن نياتها يوم الاثنين، ما أشعل فتيل معركة حامية بين إحدى أعرق جامعات البلاد ورئيس الولايات المتحدة. ثم، على الفور تقريباً، وردت مكالمة محمومة من مسؤول في إدارة ترمب.

أبلغ هذا المسؤول جامعة هارفارد بأنه ما كان ينبغي إرسال رسالة فرقة العمل المعنية بمعاداة السامية التابعة للبيت الأبيض في 11 أبريل (نيسان)، وأنها «غير مصرح بها»، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

ومرسل الرسالة هو شون كيفيني، القائم بأعمال المستشار العام لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وفقاً لثلاثة أشخاص آخرين، تم إطلاعهم على الأمر. وكيفيني عضو في فرقة العمل المعنية بمعاداة السامية.

ليس من الواضح ما الذي دفع إلى إرسال الرسالة يوم الجمعة الماضي. قال الأشخاص الثلاثة إن محتواها كان حقيقياً، ولكن كانت هناك روايات متباينة داخل الإدارة حول كيفية التعامل معها. يعتقد بعض الأشخاص في البيت الأبيض أنه تم إرسالها قبل الأوان، وفقاً للأشخاص الثلاثة، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً عن المناقشات الداخلية. يعتقد آخرون في الإدارة أنه كان من المفترض توزيعها بين أعضاء فرقة العمل بدلاً من إرسالها إلى هارفارد.

ولكن توقيتها كان مهماً. وصلت الرسالة عندما اعتقد مسؤولو هارفارد أنه لا يزال بإمكانهم تجنب المواجهة مع الرئيس ترمب. على مدار الأسبوعين الماضيين، انخرطت هارفارد وفرقة العمل في حوار. لكن مطالب الرسالة كانت متطرفة لدرجة أن هارفارد خلصت إلى أن التوصل إلى اتفاق سيكون مستحيلاً في النهاية، بحسب الصحيفة.

طلاب يتجولون في حرم جامعة هارفارد في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)
طلاب يتجولون في حرم جامعة هارفارد في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)

بعد أن رفضت هارفارد المطالب علناً، زادت إدارة ترمب الضغط، وجمدت مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي للجامعة، وحذرت من أن وضعها المعفي من الضرائب في خطر.

صرحت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض بأن الإدارة ملتزمة بالرسالة، واصفة قرار الجامعة برفضها علناً بأنه مُبالغ فيه، ومُلقية باللوم على هارفارد لعدم استمرارها في المناقشات.

وقالت ماي ميلمان، كبيرة مُخططي السياسات في البيت الأبيض: «كان من سوء التصرف من جانب مُحامي هارفارد عدم الاتصال بأعضاء فريق عمل مكافحة معاداة السامية الذين كانوا يتحدثون معهم لأسابيع. بدلاً من ذلك، شنت هارفارد حملةً للتظاهر بأنها ضحية».

مع ذلك، أفادت ميلمان بأن هناك مساراً محتملاً لاستئناف المناقشات إذا التزمت الجامعة، من بين إجراءات أخرى، بما يريده ترمب، واعتذرت لطلابها عن دعم حرم جامعي شهد معاداة للسامية.

ورفضت جامعة هارفارد ادعاء البيت الأبيض بأنه كان ينبغي عليها مراجعة محامي الإدارة بعد تسلم الرسالة. وقالت جامعة هارفارد في بيان إن الرسالة «موقّعة من ثلاثة مسؤولين فيدراليين، ومُرفقة بأوراق رسمية، ومُرسلة من صندوق بريد مسؤول فيدرالي رفيع المستوى - في 11 أبريل (نيسان)».

وأضافت: «إن مُتسلمي هذه المراسلات من الحكومة الأميركية - حتى عندما تتضمن مطالب شاملة مُذهلة في تجاوزاتها - لا يُشككون في صحتها أو جديتها».

وتابع البيان: «لا يزال من غير الواضح لنا تحديداً ما هي الأخطاء التي اتُّهمت بها الحكومة مؤخراً، أو ما الذي قصدت الحكومة فعله وقوله. ولكن حتى لو كانت الرسالة أرسلت خطأً، فإن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة هذا الأسبوع لها عواقب واقعية على الطلاب والموظفين، وعلى مكانة التعليم العالي الأميركي في العالم».

ورداً على قرار هارفارد بمواجهة الجامعة، أعلن البيت الأبيض أن ترمب جمّد منحاً بقيمة 2.2 مليار دولار للجامعة. وفي غضون يوم واحد، هدّد بإلغاء إعفاء هارفارد من الضرائب.