«موجة حمراء» لم تكتسح البيت الأبيض فقط؛ بل وصلت توابعها إلى الكونغرس الأميركي، فاقتحمت مجلس الشيوخ ذا الأغلبية الديمقراطية، ليصبح تحت سيطرة جمهورية يزداد نفوذها كل لحظة مع سقوط مقاعد متتالية في قبضة الجمهوريين. حتى الساعة، انتزع الجمهوريون مقاعد حاسمة في ولايات أوهايو ونيبراسكا وويست فيرجينا ومونتانا، ولا يزال العدّ جارياً في ولايات أخرى على الأرجح أنها ستعزز أغلبيتهم أكثر فأكثر في الأيام المقبلة، مما قد يمهد الطريق أمامهم للسيطرة على المجلس في عام 2025، فيما لا تزال السيطرة على مجلس النواب غير مؤكدة، وقد لا تكون معروفة لأيام أو حتى لأسابيع.
ويخوض أعضاء مجلس النواب الـ435 السباق التشريعي كل عامين. وعلى الرغم من أن الأرقام النهائية فيه لم تتضح بعد، فإن المشهد لا يبشر الديمقراطيين بالخير، مما يوحي بأن اللون الطاغي على المرافق الفيدرالية في واشنطن سيكون على الأرجح هو «اللون الأحمر». معادلة وقعتْ وطأتها كالصاعقة على رؤوس الديمقراطيين الذين تحطمت آمالهم الرئاسية والتشريعية بعد نتائج مخيبة للآمال دفعت بهم إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم السياسية وتقييمها.
وإذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، فسوف يكون ذلك مشهداً مكرراً لما حدث في انتخابات عام 2016. ففي ذلك العام، فاز ترمب بالرئاسة وسيطر الجمهوريون على مجلسَي النواب والشيوخ.
وقال الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في خطاب الفوز، إن الجمهوريين فازوا بمجلس الشيوخ، وأضاف: «يبدو أننا سنحتفظ أيضاً بالسيطرة على مجلس النواب... هذا نصر رائع للأميركيين». ووصف هذه الانتصارات الجمهورية في سباقات مجلسَي الشيوخ والنواب بأنها «تفويض قوي» من الشعب الأميركي لتنفيذ أجندته.
وفي حين يعزز الجمهوريون قبضتهم على مراكز صنع القرار، فإنهم سيمهدون الطريق للرئيس المقبل دونالد ترمب لإقرار مشاريع قوانين تعهد بها، والمصادقة على تعييناته الرئاسية من وزراء وسفراء، وصولاً إلى قضاة المحكمة العليا. وأعرب ترمب عن دعمه رئيس مجلس النواب مايك جونسون؛ الجمهوري من ولاية لويزيانا.
ومع انتظار اتضاح الصورة النهائية، يُذكر أن الأغلبية الجديدة لن تتسلم الحكم قبل مطلع العام المقبل، حيث سيلتئم الكونغرس بأغلبيته الجديدة، وتُختار قيادات الحزبين، مما قد يعني تغييراً حتمياً في قيادات مجلس الشيوخ الجمهوري، خصوصاً في ظل إعلان زعيم الجمهوريين ميتش مكونيل تنحيه عن منصبه بعد علاقة متأزمة جداً جمعته بالرئيس السابق. ومما لا شك فيه أن نتيجة هذه الانتخابات ستعزز من موقع ترمب في الحزب الجمهوري، وتبعث برسالة تحذيرية لمعارضيه داخل الكونغرس، خصوصاً في صفوف حزبه.