ديمقراطيو بنسلفانيا يؤكدون دعمهم إسرائيل و«حقها في الرد» على إيران

وسط تنافس شديد بين ترمب وهاريس على أصوات الناخبين اليهود

كامالا هاريس تزرع مع زوجها دوغ إمهوف شجرة رمّان في حديقة منزلهما بواشنطن خلال إحيائهما ذكرى هجمات 7 أكتوبر (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تزرع مع زوجها دوغ إمهوف شجرة رمّان في حديقة منزلهما بواشنطن خلال إحيائهما ذكرى هجمات 7 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

ديمقراطيو بنسلفانيا يؤكدون دعمهم إسرائيل و«حقها في الرد» على إيران

كامالا هاريس تزرع مع زوجها دوغ إمهوف شجرة رمّان في حديقة منزلهما بواشنطن خلال إحيائهما ذكرى هجمات 7 أكتوبر (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تزرع مع زوجها دوغ إمهوف شجرة رمّان في حديقة منزلهما بواشنطن خلال إحيائهما ذكرى هجمات 7 أكتوبر (أ.ف.ب)

مع اشتداد المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين للفوز بالسباق الرئاسي ومجلسي الشيوخ والنواب، كثّف الحزبان حملتهما لكسب أصوات الناخبين اليهود، خصوصاً في الولايات المتأرجحة، حيث تشير كل الاستطلاعات إلى أنها قد تحسم السباق.

ودخل الحزبان في مزايدة لإظهار دعمهما إسرائيل في الحرب التي تقول إنها تخوضها ضد إيران وأذرعها في المنطقة، بعد تصاعد «الخلاف» بين إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، حول الضربة التي تستعد تل أبيب لتوجيهها لها.

دعم قرارات إسرائيل العسكرية

في ولاية بنسلفانيا، التي تعد ساحة معركة رئيسية، وتحظى بـ19 صوتاً في المجمع الانتخابي، ما يجعلها أهم ولاية بين الولايات المتأرجحة، قال مسؤولان ديمقراطيان، هذا الأسبوع، تعليقاً على المكالمة الهاتفية التي جرت بين بايدن ونتنياهو، إن على الولايات المتحدة السماح لإسرائيل باتخاذ قراراتها العسكرية بنفسها. وهو ما عُدَّ إشارة، ليس فقط إلى أن الحزب الديمقراطي يريد من إدارة الرئيس بايدن منح مساحة أوسع لإسرائيل مع تصاعد القتال في المنطقة، بل كذلك للتغيير الذي طرأ على مواقف التيار التقدمي في الحزب من إسرائيل.

السيناتور بوب كيسي خلال فعالية انتخابية لدعم هاريس في بيتسبيرغ ببنسلفانيا (أ.ف.ب)

وقال السيناتور بوب كيسي والنائب كريس ديلوزيو، في مقابلات، إنهما يدعمان قدرة إسرائيل على الرد على «حزب الله» في لبنان، وكذلك على إيران، و«حماس» في غزة. ورغم حثهما على «ضبط النفس حسب الحاجة» لمنع توسع الصراع، لكنهما أوضحا أنهما يريدان رؤية استمرار الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي.

وقال كيسي: «يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم الأمنية الوطنية بأنفسهم. نحن نقدم لهم كثيراً من الدعم العسكري، وسأستمر في دعم ذلك. يجب أن يكون لديهم القدرة للرد على إيران والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة بقوة».

وقال ديلوزيو إنه «ليس من الواقعي أن نطلب من الإسرائيليين عدم اتخاذ أي إجراء في مواجهة حرب متعددة الجبهات الآن، والإيرانيون أنفسهم يطلقون الصواريخ عليهم».

«تناغم» مع حملة هاريس

تناغم موقف المسؤولين من إيران، مع الموقف المفاجئ الذي اتخذته مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس كامالا هاريس حين قالت، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «سي بي إس» قبل أيام، إن «الخطر على أميركا هو إيران وليس الصين». ويشكل هذا التصريح تغييراً لأولويات استراتيجية الأمن القومي التي وضعتها إدارة بايدن وهاريس عام 2022.

ويخوض كل من كيسي وديلوزيو، سباقات صعبة لإعادة انتخابهما في بنسلفانيا، حيث يشكل الناخبون اليهود كتلة حاسمة هذا الخريف. وعُدَّت تصريحاتهما قبل أسابيع قليلة من الانتخابات، إشارة قوية إلى أن «المقاومة» التي واجهتها إدارة بايدن بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، قد تراجعت.

وقال النائب ديلوزيو: «يمكننا أن نكون قوة جيدة لردع العدوان الإيراني» من خلال دعم إسرائيل في الوقت الحالي. هذه ليست مهام صغيرة أو سهلة».

انتقاد التقدميين «المتمردين»

من ناحيته، أشاد السيناتور كيسي بدعم وزارة الخارجية لإسرائيل في تصعيد هجومها على «حزب الله»، بعد مقتل زعيمه حسن نصر الله. وفي انتقاد مباشر للنائبة الديمقراطية من بنسلفانيا، سمر لي، التي تُعَدُّ من مجموعة «كواد» التقدمية، قال كيسي إنه «غاضب» من البيان الذي أصدرته من دون إلقاء اللوم على حركة «حماس»، في الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). وقال كيسي: «كان من الخطأ لأي مسؤول حكومي أن يتحدث عن ذلك، وعن حقيقة هذا الصراع، دون أن يكون واضحاً جداً، وحتى بشكل متكرر، حيث إن (حماس) كانت المحرض عليه، وهي التي جلبت هذا الأذى للشعب الإسرائيلي، واستمرت في البقاء تهديداً لإسرائيل».

ويسعى خصم كيسي، المرشح الجمهوري، ديف ماكورميك، إلى كسب تأييد الناخبين اليهود في الولاية، وقام بمهاجمته منتقداً إياه على عدم توجيه نقد قوي للنائبة لي، وعدم تخليه عن تأييده إياها.

تحذير ترمب من «زوال إسرائيل»

واحدة من أنصار الرئيس الأميركي السابق مرتدية شعار «يهود من أجل ترمب» في فعالية بواشنطن يوم 19 سبتمبر (أ.ب)

في المقابل، حرص ترمب على تأكيد دعمه إسرائيل، منتقداً تعامُل وسلوك إدارة بايدن - هاريس مع الحرب في الشرق الأوسط. ووجد استطلاع أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في 7 ولايات متأرجحة أن الناخبين يفضلون تعامُل ترمب مع هذا الملف، بنسبة 48 مقابل 33 في المائة.

وكان ترمب قد حذر، في كلمة ألقاها أمام القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي - الأميركي في واشنطن، الشهر الماضي، من أن «تزول إسرائيل من الوجود في غضون عامين، إذا فازت هاريس» في الانتخابات. وتابع أن اليهود سيكونون مسؤولين جزئياً عن هذه النتيجة؛ لأنهم يميلون إلى التصويت للديمقراطيين.

وقال ترمب للحشد: «إذا لم أفز بهذه الانتخابات، وسيكون لليهود يد في ذلك إذا حدث، لأنه إذا صوّت 40 في المائة، أعني 60 في المائة من الناس للعدو، فإن إسرائيل في رأيي ستزول من الوجود في غضون عامين». وكان ترمب يشير لاستطلاع قال إنه أظهر أن هاريس حصلت على 60 في المائة من الأصوات بين اليهود الأميركيين. كما عبّر عن استيائه من حصوله على أقل من 30 في المائة من الأصوات بين اليهود الأميركيين في انتخابات 2016 التي فاز بها، وانتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

الانتخابات الأميركية: هاريس تلعب ورقة السن والصحة في مواجهة ترمب

من المقرر أن تنشر كامالا هاريس (59 عاماً)، السبت، تقريراً طبياً يؤكد أنّها تتمتّع «بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة» الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا الرئيس الصيني شي جينبينغ استضاف قادة أفارقة في عشاء فاخر ببكين (أ.ف.ب)

ماذا تعني نتيجة الانتخابات الأميركية للكثير من الدول الأفريقية؟

ظلت الانتخابات الأميركية تاريخياً غير مؤثرة ولا مهمة بالنسبة لدول أفريقيا بسبب الثبات النسبي للسياسة الأميركية تجاه القارة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس (أ.ب)

لإحراج ترمب... هاريس تعتزم نشر بياناتها الطبية

كشف أحد مساعدي كامالا هاريس عن أن نائبة الرئيس الأميركي المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي تعتزم الكشف علناً عن بياناتها الطبية اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس على غلاف مجلة «فوغ»

«المرشحة المناسبة لعصرنا»... هاريس على غلاف مجلة «فوغ» للمرة الثانية

ظهرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض، على غلاف مجلة «فوغ» التي وصفتها بأنها «المرشحة المناسبة لعصرنا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يرفض سكان من فلوريدا مغادرة منازلهم رغم الإعصار «ميلتون»؟

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

لماذا يرفض سكان من فلوريدا مغادرة منازلهم رغم الإعصار «ميلتون»؟

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)

نجت كريستن هيل من إعصار «ميلتون» مرهقة وخائفة، لكن رغم ذلك ترفض مغادرة ولاية فلوريدا التي تضرّرت بشدة، خصوصاً أنها كانت لا تزال تعاني آثار الإعصار «هيلين» الذي سبقه بأسبوعين وأسفر عن مقتل 237 شخصاً في جنوب شرقي الولايات المتحدة.

وقالت كريستن (42 عاماً) في حين كانت تزيل أغصان الأشجار والحطام من المطعم الذي تديره في جزيرة سييستا كي الواقعة بين ساراسوتا باي وخليج المكسيك على الساحل الغربي للولاية: «أنت تثابر عندما تعيش في فلوريدا»، وأضافت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما تعيش في الجنة، هذا هو الثمن الذي تدفعه. لدينا بعض من أفضل الشواطئ في العالم، إنها مذهلة. نحن محظوظون».

مواطنون على شاطئ شبه خالٍ مع بدء المجتمع في التعافي من إعصار «ميلتون» في فلوريدا (أ.ف.ب)

ورغم أن الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة معرّضة بشدة للكوارث الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر وأقوى الأعاصير، لا يبدو أن هناك ما يضعف جاذبيتها.

تُعد فلوريدا ثالث كبرى ولايات البلاد من حيث عدد السكان، وقد أظهرت بيانات التعداد السكاني الأميركي أنه في عام 2023 كان يعيش فيها أكبر عدد من السكان الجدد بعد تكساس.

كما أدت الكوارث الطبيعية المتكررة؛ إذ كان «ميلتون» الإعصار الثالث الذي يضرب فلوريدا في الشهرين الماضيين بعد «ديبي» و«هيلين»، إلى ارتفاع أقساط التأمين على المنازل بشكل كبير.

منزل مدمّر يظهر في أعقاب إعصار «ميلتون» في سانت بيت بيتش بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

وفي عام 2023، دفع أصحاب المنازل في المتوسط 10996 دولاراً لتأمين مساكنهم؛ أي أكثر بنسبة 421 في المائة من المتوسط الوطني، وفق بيانات شركة «Insurify» المتخصصة. لكن يبدو أن أياً من ذلك لا يهم عند مقارنته بجاذبية العيش في مناخ مشمس قرب المحيط.

«أمر مميز»

قالت فيكتوريا ثوما، وهي من سكان ساراسوتا وأتت لتفقد الأضرار التي لحقت بسييستا كي القريبة: «إن الوجود قرب المياه، هو أمر مميز. لا شيء يمكن أن يحل مكانه».

استقرّت هذه الروسية البالغة 49 عاماً على طول الساحل الغربي لفلوريدا قبل عقد بعدما عاشت في ولاية كونيتيكت الشمالية الشرقية. وقالت إنها سعيدة في سييستا كي حيث تعيش مع زوجها وأطفالهما الثمانية. وقالت: «هذا المكان ساحر».

وعلى مقربة، كان السكان الذين تم إجلاؤهم قبل العاصفة يعودون تدريجياً لتفقّد وضع منازلهم.

وتضررت البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة بشدة جراء الإعصارين؛ فقد غمرت المياه الشوارع، واقتُلعت الأشجار، وتناثرت أكوام الحطام الناجمة عن إعصار «هيلين» والتي لم تُزَل؛ نظراً إلى عدم وجود وقت كافٍ مع وصول الإعصار «ميلتون».

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)

على الشاطئ، أوضح مات فويو أنه لا ينوي مغادرة ساحل فلوريدا، تماماً مثل جيرانه. وقال فويو الذي يملك شركة لتأجير القوارب: «جُبت العالم، وزرت العديد من البلدان الأخرى، وشاهدت بعض الأماكن الجميلة. لكن هذا (المكان) فريد من نوعه»، وأوضح: «هناك طاقة جيدة هنا، هناك أشخاص طيبون هنا. هذا مكان مميز جداً».

في ساراسوتا، يراقب آندي جونسون الذي جاء قبل أيام من شيكاغو (شمالاً) لزيارة أقاربه، يختاً تقطعت به السبل في الميناء، ما يدل على القوة المدمرة لـ«ميلتون». وقال: «كان الأمر مرعباً بالنسبة إلى شخص لم يختبر أمراً مماثلاً من قبل. لكن الناس هنا أقوياء. وكما يقول أخي غير الشقيق، فإن ذلك أفضل من إزالة الثلوج في الشمال».