قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، عودة إلى المحطات الرئيسية في الحملة التي شهدت أحداثاً وتقلبات كثيرة.
انتخابات تمهيدية من دون منافسة فعلية
انطلق السباق إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني). لم يواجه الرئيس الأميركي أي منافسة جدية في الحزب الديموقراطي وفرض نفسه بسهولة رغم حركة اعتراض على دعمه إسرائيل في حرب غزة.
في المعسكر الجمهوري، شكلت سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي منافسة نسبية لدونالد ترمب إلا أن نجاح الرئيس السابق كان كاسحاً.
إلا أن المبارزة بين ترمب وبايدن التي اتخذت طابعاً رسمياً في مارس (آذار) لم تثر حماسة الأميركيين.
إدانة ترمب
بعد جلسات محاكمة استمرت لأسابيع وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، أدين ترمب بتهمة دفع أموال بطريقة سرية لنجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية في 2016.
إلا أن هذا الحكم غير المسبوق والاتهامات الثلاث الأخرى الموجهة إليه جنائياً، لم تنل من شعبيته في صفوف أنصاره الذين ينددون على غراره بتسييس القضاء.
وبات الديمقراطيون يصفونه بأنه «مجرم مدان» إلا أن المحكمة العليا خففت خلال الصيف من الملاحقات الجنائية في حقه مع إلغاء تلك الموجهة إليه في فلوريدا فيما أرجأ القاضي الذي يرأس محاكمته في نيويورك إصدار الحكم إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
المناظرة المفصلية
فقد شكلت المناظرة بين ترمب وبايدن إخفاقاً مدوياً للرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً بسبب تلعثمه وعدم تركيزه في بعض المرات.
سادت حالة من الذعر في المعسكر الديمقراطي وبدأت تصدر أولى الدعوات المطالبة بانسحاب جو بايدن من السباق. وراحت من بعدها هذه الأصوات تتصاعد.
أمام متاعب منافسه، اختار دونالد ترمب بشكل لافت ضبط النفس والامتناع عن التعليق.
ترمب ينجو من الموت
وقد أصيب إصابة طفيفة في الأذن إلا أن صور الحادث دخلت التاريخ مع رفعه قبضته وهو مصاب صارخاً «ناضلوا».
وقد زاد الحادث من شعبيته في صفوف مؤيديه المتحمسين وقد اختير رسمياً بعد أيام قليلة مرشحاً للحزب الجمهوري خلال المؤتمر العام للحزب في ميلووكي.
وقد ظهر في المؤتمر مع ضمادة كبيرة على أذنه. واختار يومها السيناتور جاي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه.
في سبتمبر (أيلول)، تعرض المرشح الجمهوري مرة أخرى لمحاولة اغتيال جديدة في مضمار الغولف الذي يملكه في فلوريدا.
بايدن ينسحب
وبعد تكهنات استمرت لأسابيع حول قدراته الجسدية والذهنية وبعدما خلص ربما إلى أنه لن يفوز، خضع الرئيس للضغوط مقدماً دعمه لنائبته كامالا هاريس.
تتويج هاريس
وأعاد دخول هذه المرأة السوداء ذات الأصول الجامايكية والهندية، التي تصغر ترمب بنحو عشرين عاماً خلط أوراق السباق الرئاسي كلياً. وتسبب هذا التطور باهتزاز في صفوف المعسكر الجمهوري.
إلى جانب تيم والز المدرس السابق ومدرب كرة القدم الأميركية، الذي اختارته لمنصب نائب الرئيس في حال فوزها، توجت هاريس مرشحة رسمية للحزب الديمقراطي خلال مؤتمره العام في أغسطس (آب).
مناظرة حادة
واتفق المراقبون عموماً على أن كامالا هاريس تفوقت على منافسها الجمهوري، مهاجمة إياه على مواضيع تنال من غروره مثل عدد المشاركين في تجمعاته الانتخابية أو سمعته الدولية.
أما دونالد ترمب، فقد اكتفى بوجهه المقطب بشن هجماته الاعتيادية ولا سيما على صعيد الهجرة متهماً منافسته بأنها «ماركسية». وبعد انتهاء المناظرة، حمل على الصحافيين الذين أداروا النقاش مشككاً بحيادهم.
وقد تابع أكثر من 67 مليون مشاهد المناظرة إلا أن تأثيرها على مجريات الحملة الانتخابية يبقى غامضاً إذ لا تزال استطلاعات الرأي تتوقع نتائج متقاربة جداً.