هاريس تدفع بسياسات ضبط الهجرة من الحدود مع المكسيك

ترمب وصفها بـ«مهندسة الدمار» وانتقد «غزو» المهاجرين

هاريس برفقة السيناتور من أريزونا مارك كيلي قبل توجّهها إلى الحدود مع المكسيك الجمعة (أ.ف.ب)
هاريس برفقة السيناتور من أريزونا مارك كيلي قبل توجّهها إلى الحدود مع المكسيك الجمعة (أ.ف.ب)
TT

هاريس تدفع بسياسات ضبط الهجرة من الحدود مع المكسيك

هاريس برفقة السيناتور من أريزونا مارك كيلي قبل توجّهها إلى الحدود مع المكسيك الجمعة (أ.ف.ب)
هاريس برفقة السيناتور من أريزونا مارك كيلي قبل توجّهها إلى الحدود مع المكسيك الجمعة (أ.ف.ب)

تدفع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بسياساتها للحدّ من الهجرة غير القانونية، خلال زيارة تقوم بها الجمعة إلى دوغلاس في أريزونا، عند الحدود الأميركية - المكسيكية. وتسعى هاريس لاستغلال هذه الزيارة، وهي الأولى التي تقوم بها إلى الحدود منذ حلّت مكان الرئيس جو بايدن بصفتها مرشحة الحزب الديموقراطي في يوليو (تموز)، للرّد على اتّهامات خصمها الجمهوري دونالد ترمب بشأن فشلها في مواجهة أزمة الهجرة.

انتقاد حاد

مهاجرون يصطفون على الحدود الأميركية - المكسيكية في 6 يونيو (رويترز)

وهاجمت هاريس خلال الأسابيع الماضية المزاعم الصادرة عن المرشح الجمهوري، ونائبه جي. دي. فانس، بحق المهاجرين الهايتيين، كما انتقدت تعهّداتهما بعمليات ترحيل واسعة النطاق.

وفادت حملة هاريس بأنها ستدعو إلى تشديد الإجراءات الأمنية عند الحدود، وحمّلت ترمب مسؤولية فشل جهود بايدن الرامية لتمرير مشروع قانون مشترك بين الحزبين بشأن الهجرة. ويتوقع أن تقول في خطاب، بحسب حملتها، إن «الشعب الأميركي يستحق رئيساً يهتم بأمن الحدود أكثر من الألاعيب السياسية».

وتتهم المرشحة الديموقراطية ترمب بالضغط على الجمهوريين في الكونغرس لرفض مشروع القانون الذي سيخصص مزيداً من التمويل لأمن الحدود، نظراً لخشيته من أن ذلك قد يؤذيه سياسياً. كما ستجتمع هاريس مع عناصر من حرس الحدود خلال الزيارة، التي ستسترجع المرشحة البالغة 59 عاماً خلالها مسيرتها المهنية السابقة بصفتها مدعية معنية بالتعامل مع عصابات تهريب المخدرات عبر الحدود، بحسب الحملة.

ولطالما عدّ الجمهوريون هاريس ضعيفة في مجال الهجرة والاقتصاد. وأظهرت استطلاعات الرأي مؤخراً تقدّمها في هذا الملف على بايدن منذ خلفته بصفتها مرشحة الحزب، رغم أن ترمب ما زال في الصدارة بفارق كبير بما يكفي لاستدعاء زيارة، يوم الجمعة.

«مهندسة الدمار»

أكّد ترمب على نبرته المناهضة للمهاجرين، إذ يرى الرئيس السابق البالغ 78 عاماً بأنها تلقى أصداء في أوساط قاعدته من الناخبين، ومعظمهم من العمال البيض. وعشية زيارة هاريس، انتقد نائبة الرئيس واصفاً إياها بأنها «مهندسة هذا الدمار»، وقال إنها «دمّرت بالكامل» الحدود الجنوبية مع المكسيك.

وقال في تصريحات أدلى بها للصحافيين في نيويورك، الخميس: «كان عليها أن تُوفّر ثمن تذكرتها. عليها العودة إلى البيت الأبيض، والقول للرئيس بأن يغلق الحدود». وكرّر ترمب أيضاً مزاعمه بأن المهاجرين «يصيبون بلدنا»، مستخدماً لغة سبق لبايدن أن شبّهها بتلك المستخدمة في ألمانيا النازية. وقال إن «الأميركيين راقبوا مجتمعاتهم وهي تدمّر بهذا التدفق المفاجئ والخانق للأجانب غير الشرعيين. إنه اكتساح. إنه غزو».

وروّج كل من ترمب وفانس، في الأسابيع الأخيرة، لروايات كاذبة بشأن أكل المهاجرين الهايتيين حيوانات أليفة في سبرينغفيلد في أوهايو. وأشاعت ادعاءاتهما، التي لا أساس لها والتي تم تفنيدها بشكل واسع، جواً من الخوف في أوساط الهايتيين. لكن فانس ذهب إلى حد القول إنه مستعد «لاختلاق الروايات ليلتفت الإعلام الأميركي إلى القضية». ونددت هاريس بترمب، واصفة إياه بـ«المتطرف» لنشره الروايات عندما اجتمعا في أول مناظرة متلفزة لهما في العاشر من سبتمبر (أيلول).


مقالات ذات صلة

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

اتهم دونالد ترمب الجمعة محرك البحث غوغل بعرض "مقالات سيئة" فقط عنه، متعهدا بمقاضاة عملاق التكنولوجيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

الولايات المتحدة توجه اتهامات لـ 3 إيرانيين بالقرصنة والتدخل في الانتخابات

كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق 3 إيرانيين على خلفية القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

واشنطن تفرض عقوبات على طهران بدعوى التدخل في الانتخابات الأميركية

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن فرضت، الجمعة، عقوبات جديدة مرتبطة بإيران بسبب ما قالت إنه تدخل في الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرضت حملتا هاريس وترمب لمحاولات اختراق أجنبية (أ.ف.ب)

تحذير أميركي من تكثيف محاولات التدخل الأجنبي في الانتخابات الأميركية

تُواجه الحملات الانتخابية الأميركية «أكثر التهديدات السيبرانية تعقيداً» وفق تقييم الأجهزة الأمنية، مع تكثيف روسيا والصين وإيران أنشطة التضليل الإلكتروني.

إيلي يوسف (واشنطن)

ترمب يلتقي زيلينسكي وسط مخاوف أوكرانية من عدم استمرار الدعم الأميركي

ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)
ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)
TT

ترمب يلتقي زيلينسكي وسط مخاوف أوكرانية من عدم استمرار الدعم الأميركي

ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)
ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)

لم يحقق لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب في نيويورك، صباح الجمعة، ما كان يطمح زيلينسكي إلى تحقيقه. ورغم ترحيب ترمب واعترافه بالتحديات التي تواجه أوكرانيا، فإنه أشار إلى أن الحرب يجب أن تنتهي في مرحلة ما، وكرر تفاخره بقدرته على التفاوض لإنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ ثلاث سنوات ضد أوكرانيا، فيما شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا يجب أن تنتصر، وقدم لترمب خطة النصر التي قدمها أيضاً للرئيس بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

ورغم حصوله على حزم مساعدات عسكرية وأمنية من إدارة الرئيس بايدن فإن الرئيس الأوكراني بدا محبطاً ومتخوفاً من استمرار الدعم الأميركي لبلاده إذا فاز ترمب في الانتخابات المقبلة.

ولم يكن الاجتماع على أجندة ترمب الذي أبدى غضبه من تصريحات زيلينسكي لمجلة «نيويوركر» التي أشار فيها إلى أن ترمب يبسط الصراع، ولا يفهم أوكرانيا، كما وصف المرشح لمنصب نائب الرئيس الجمهوري جي دي فانس بأنه متطرف للغاية من خلال دعوته لأوكرانيا بالتخلي عن أراضيها. لكنه وافق على عقد اللقاء بعد محاولات من مكتب زيلينسكي.

وقد صرح ترمب مراراً بأن فلاديمير بوتين لم يكن ليتجرأ على غزو أوكرانيا لو كان هو رئيساً في وقت الغزو في فبراير (شباط) 2022، وأشار إلى زيلينسكي بأنه بائع ماهر يأتي إلى واشنطن ويعود بأموال مساعدات أميركية ضخمة، كما دعا الولايات المتحدة إلى الخروج وإنهاء تورطها في الصراع بين أوكرانيا وروسيا، وأكد أنه سيتمكن من الوصول إلى صفقة لإنهاء الحرب.

وقال ترمب في حدث انتخابي، الأربعاء، إن «أي صفقة، حتى لو كانت أسوأ صفقة ستكون أفضل مما لدينا الآن»، وهو ما يوضح اعتراض ترمب على تقديم حزم مساعدات أمنية وعسكرية تستنزف الموارد الأميركية، ويتفق معه عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، بينما يعتقد عدد آخر من الجمهوريين بضرورة دعم أوكرانيا لحماية المصالح الأميركية.

الاختلاف بين ترمب وهاريس

نائبة الرئيس كامالا هاريس التقت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس وتعهدت بدعم أوكرانيا إذا فازت بالانتخابات (أ.ب)

وقد رسم ترمب خطوطاً واضحة بين سياساته بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، وسياسات منافسته كامالا هاريس التي أكدت دعمها لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي. وفي لقائها، الخميس، مع زيلينسكي دافعت هاريس عن أوكرانيا، وأشارت إلى أن ضغط ترمب على أوكرانيا لإبرام صفقة سريعة لإنهاء الحرب لا يعد مقترحاً للسلام، بل هو مقترح للاستسلام وعدّتها مقترحات خطيرة وغير مقبولة.

وأكدت هاريس أن دعمها للشعب الأوكراني راسخ، وأن الصراع الحالي هو معركة من أجل المبادئ الأساسية للحرية والاستقلال، وقالت: «إذا سمح لبوتين بالفوز فسوف يصبح المعتدون المحتملون أكثر جرأة، ويذكرنا التاريخ بأن الولايات المتحدة لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تعزل نفسها عن بقية العالم».

خطة النصر

زيلينسكي (وسط) مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر (يمين) ديمقراطي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل جمهوري (أ.ف.ب)

وجاء اللقاء مع ترمب بعد لقاءات مع قائدَي الحزبين: السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، والسيناتور الديمقراطي تشاك شومر، واجه فيها زيلينسكي أسئلة صعبة حول جدوى خطة النصر التي عرضها على المشرعين، واعتراضات وتخوف من مطالب زيلينسكي بتوفير أسلحة أميركية وصواريخ بعيدة المدى لتوجيه ضربات داخل روسيا؛ خوفاً من أن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى حرب ساخنة مع روسيا.

وانقسمت الآراء في الكونغرس بين جمهوريين يصفون خطة زيلينسكي بأنها مجرد حيلة سياسية، وآخرين يطالبون الرئيس بايدن بمنح أوكرانيا الإذن بضرب روسيا وفرض مزيد من العقوبات على موسكو؛ حتى يقبل بوتين التفاوض.

اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض مساء الخميس (د.ب.أ)

وفي الاجتماع مع الرئيس جو بايدن، مساء الخميس، بالمكتب البيضاوي، تفاءل زيلينسكي بتصريحات بايدن بأن روسيا لن تنتصر في الحرب، وتعهداته بالاستمرار في دعم أوكرانيا الآن وفي المستقبل، وإمدادها بما يلزمها لتحقيق الفوز.

وقد أعلن بايدن قبل لقائه زيلينسكي عن حزمة مساعدات أمنية وعسكرية لأوكرانيا بقيمة 8 مليارات دولار، لكنه أرجأ مناقشة مطالب زيلينسكي برفع القيود الأميركية على حصول أوكرانيا على صواريخ طويلة المدى وضرب عمق الأراضي الروسية، إلى منتصف الشهر المقبل، حيث أعلن بايدن استضافة اجتماع على مستوى القادة لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يضم 50 من حلفاء أوكرانيا.

ورسم بيان البيت الأبيض حول اجتماع بايدن مع زيلينسكي درجة من الغموض حول الوعد الأميركي، فرغم الترحيب وإعلان مساعدات عسكرية أميركية لكييف، فإن أهداف زيلينسكي من اللقاء لم تتحقق بالحصول على موافقة أميركية على خطة النصر التي روج لها الرئيس الأوكراني.

وأعلن الرئيس بايدن أنه تسلم خطة زيلينسكي للنصر، وأنه كلف فريقين من الجانبين الأميركي والأوكراني بالانخراط في مشاورات مكثفة بشأن الخطوات المقبلة.

ولم يتم الكشف رسمياً عن تفاصيل هذه الخطة، لكن مصادر أميركية تشير إلى أنها تحتوي على توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، ودعم عسكري من الحفاء الأوروبيين، ومساعدات مالية دولية لإعادة بناء أوكرانيا بعد التدمير الذي أصابها من القصف الروسي. وتهدف الخطة إلى تحقيق مسارين للدبلوماسية مع العمل العسكري؛ كاستراتيجية لكسب النفوذ على طاولة المفاوضات من خلال إظهار قوة أوكرانيا الهجومية، بما يؤدي إلى إجبار روسيا على الدخول في مفاوضات جادة من موقف ضعف.

ويريد زيلينسكي بهذه الخطة نقل الحرب إلى الأراضي الروسية؛ لخلق ضغوط داخلية، وإثارة صراعات داخل النظام الروسي، واستخدام الصواريخ بعيدة المدى في ضرب مستودعات الذخيرة، والمطارات، ومواقع القيادة والسيطرة.

وأشار عدد من المسؤولين الأميركيين إلى أن خطة النصر التي قدمها زيلينسكي تعدّ خطة مبادئ رمزية، أكثر من كونها استراتيجية تفضي إلى تغييرات جذرية على أرض المعركة لصالح أوكرانيا، وأن النهج المزدوج الذي يتبعه زيلينسكي في الجمع بين التصعيد العسكري والدبلوماسية يعيق التوصل إلى مفاوضات، وقد يؤدي إلى تصعيد روسي وجر حلف «الناتو» إلى هذا الصراع. وأن احتمال التزام روسيا وأوكرانيا بالحوار والتفاوض هو احتمال غير وارد في الوقت الحالي.

مخاوف الاستخبارات

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الاستخبارات الأميركية حذرت من مخاطر السماح لأوكرانيا بشن ضربات بعيدة المدى تستهدف عمق الأراضي الروسية، وأشارت إلى أن روسيا قد ترد بقوة متزايدة، وتشن هجمات قاتلة على الولايات المتحدة وحلفائها إذا سُمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى زودتها بها الولايات المتحدة وبريطانيا مثل ATACM وستورم شادور. وأوضحت الاستخبارات الأميركية أن التأثير الاستراتيجي الذي تحدثه هذه الصواريخ بعيدة المدى قد لا يكون كبيراً عند مقارنة المخاطر الكبيرة والفوائد غير المؤكدة للقرار.

ويحدد تقييم الاستخبارات الأميركية مجموعة من ردود الفعل الروسية إذا سمحت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتنفيذ ضربات بعيدة المدى بصواريخ توفرها الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا، وأشارت إلى إمكانية زيادة أعمال تخريب وتدمير تستهدف البنية التحتية للدول الأوروبية، واحتمالات شن هجمات على المنشآت العسكرية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا. ويعتقد المسؤولون أن بوتين سيصعّد من الحملات السرية لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية ضد المصالح والمنشآت العسكرية الأميركية والأوروبية.

عاجل مصادر لـ"رويترز": نقل المرشد الإيراني إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة