بايدن لصفقة «الفرصة الأخيرة» لـ«حماس» وإسرائيل... ومهلة أسبوع للرد

مسؤولون: الضغط على نتنياهو سيكون في «أعلى مستوياته»

TT

بايدن لصفقة «الفرصة الأخيرة» لـ«حماس» وإسرائيل... ومهلة أسبوع للرد

الرئيس جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين قبل اجتماعه بفريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين قبل اجتماعه بفريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يقوم بالجهد الكافي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وقال بايدن للصحافيين قبل بدء اجتماعه مع نائبته كامالا هاريس وفريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، صباح الاثنين، إنه تحدث مع والدي الرهينة الأميركي هيرش غولنبرغ، مشدداً على أن إدارته لن تستسلم وستناقش تقديم صفقة نهائية إلى جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري، وقال: «سنواصل الضغط بقدر ما نستطيع».

وأكد الرئيس الأميركي أنهم يقتربون من إتمام صياغة هذه الصفقة. وحينما سئل عن سبب اعتقاده بأن هذه الصفقة الجديدة ستنجح بينما لم تنجح بها صفقات أخرى، قال بايدن: «الأمل موجود إلى الأبد». وفي إجابته عن إذا كان نتنياهو يبذل جهداً كافياً لتأمين صفقة الرهائن، قال الرئيس الأميركي: «لا».

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال حدث انتخابي في سافانا بجورجيا الجمعة (أ.ب)

وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الاجتماع الذي شاركت فيه نائبه الرئيس كامالا هاريس مع فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض يسعى إلى تحديد مقترح «الفرصة الأخيرة» لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لتقديمه إلى إسرائيل و«حماس» خلال أيام قليلة.

صور الرهائن الست الذين أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثامينهم في قطاع غزة (أ.ب)

وأقر المسؤولون بأن مقتل الرهائن الست أدى إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية والمفاوضات التي وصفوها بالصعبة والمضنية، لكنهم أشاروا إلى الحاجة الملحة لإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن، لكن القلق يساور بعض أعضاء الفريق الأميركي المفاوض، حول مدى جدية «حماس» في التوصل إلى اتفاق.

وأكد المسؤولون أن إدارة بايدن ستفرض ضغوطاً جديدة وهائلة على نتنياهو للتوصل إلى نوع من الاتفاق. واكتفى المسؤولون بالقول إن هذا الضغط سيكون في «أعلى مستوياته» دون تحديد ماهية وأدوات هذا الضغط، مشيرين إلى ضغوط أخرى تتعرض لها حكومة نتنياهو وتأتي من داخل إسرائيل نفسها.

ماذا لو رفض الجانبان؟

انتقادات إدارة بايدن تزايدت إزاء مقاومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق. وتراهن الإدارة الأميركية على صياغة صفقة «الفرصة الأخيرة» وتقدمها للأطراف، مع إعطاء فترة أسبوع للجانبين للرد بالموافقة على تنفيذها والالتزام بها، وتتضمن اقتراحاً أميركاً جديداً بشأن ممر فيلادلفيا الذي يعد من القضايا الخلافية القوية، أما إذا رفضها الجانبان فقد يعني ذلك أن تسحب الولايات المتحدة يدها من القضية وتنتهي معها جهود المفاوضات.

شارك في الاجتماع مع الرئيس بايدن ونائبته، كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومدير الاستخبارات الأميركية ويليام بينز، ومستشار الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وموظفين كبار بمكتب شؤون الرهائن، حيث يعمل فريق المفاوضين على مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق.

وبعد اجتماع استمر ساعتين، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس بايدن ناقش مع المفاوضين الأميركيين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، في أعقاب مقتل الأميركي هيرش غولنبرغ وخمسة رهائن آخرين. وتلقى تحديثاً حول الاقتراحات التي طرحتها الولايات المتحدة مع قطر ومصر، وناقش الجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن واستمرار المشاورات مع الوسطاء.

وأعرب الرئيس عن غضبه وحزنه إزاء عملية قتل الرهائن الست، وأكد على أهمية محاسبة قادة «حماس».

وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن سيعرض تفاصيل المقترح الجديد خلال أيام، بعد قيام المسؤولين الأميركيين بعرض المقترح ومناقشته مع الأطراف الإقليمية كافة.

متظاهرون يشعلون النيران أثناء إغلاق الطريق السريع الرئيسي أيالون خلال مظاهرة احتجاجية في تل أبيب مطالبين نتنياهو بالتوقيع «فوراً» على صفقة الرهائن. (إ.ب.أ)

جاء الاجتماع في حين يتظاهر مئات الآلاف في شوارع القدس وتل أبيب غضباً من الحكومة الإسرائيلية، لفشلها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وأنه كان بالإمكان إنقاذ الرهائن الذين قتلوا إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل المزيد من الجهد. وتشير التقديرات إلى أن هناك 120 ر‏هينة لدى «حماس» بينهم سبعة أميركيين، ويعتقد أن أكثر من ثلث الرهائن المتبقين قد لقوا حتفهم وأن هناك أربعة أميركيين فقط ما زالوا على قيد الحياة.

وانتشرت الاحتجاجات الغاضبة والإضرابات، بعد أنباء أنه كان من الممكن إطلاق سراح ثلاثة أو أربعة من الأسرى الستة الذين قتلوا، في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل. ما يعني أن المفاوضين سيحتاجون إلى إعادة النظر في قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومستشار الرئيس للشرق الأوسط بريت ماكغورك اجتماعا عبر الإنترنت مع عائلات الرهائن الأميركيين، يوم الأحد، لطمأنة الأسر حول الجهود الدبلوماسية الجارية عبر أعلى مستويات الحكومة الأميركية، للتوصل لاتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، مؤكداً على التزام الرئيس بايدن وإدارته بإعادة الرهائن الـ101 المتبقين في أقرب وقت ممكن.

امرأة تحمل لافتة بينما يتظاهر الناس ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن في غزة. (رويترز)

وطالبت عائلات الرهائن بالضغط على رئيس الوزراء نتنياهو لإتمام الصفقة مع «حماس»، وإعادة الرهائن إلى الوطن، وأوضحت في بيان أن مقتل الأميركي هيرش غولنبرغ بعد أشهر من ظهوره في مقطع فيديو نشرته «حماس»، دليل على أن الحركة تقتل الرهائن، وأن «فرص إعادة أي شخص على قيد الحياة معرضة للخطر مع مرور كل يوم».

 

على المسار نفسه، تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مساء الأحد، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، داعياً الحكومة إلى التراجع عن قرارها باستمرار سيطرتها على ممر فيلادلفيا والحدود بين غزة ومصر، الذي يعد نقطة خلاف رئيسية في المحادثات. وشدد أوستن على ضرورة التوصل بسرعة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.

ودأب مسؤولو البيت الأبيض على إعلان أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال أصبح في متناول اليد، وأبدوا الكثير من التفاؤل خلال الأسابيع الماضية حول المفاوضات التي جرت في الدوحة والقاهرة، وأن الفريق الأميركي يعمل على سد الفجوات بين الجانبين.

من جانبها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان حادث مقتل الرهائن الست، سيزيد أو يقلل من احتمالية توصل إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق، وما إذا كان الرئيس بايدن سيتمكن من ممارسة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، للموافقة على المقترحات الجديدة. ووفقاً للصحيفة، فإن المقترح الذي طورته الإدارة الأميركية بالتشاور مع مصر وقطر، كان قيد الإعداد قبل اكتشاف إسرائيل لجثث الرهائن الست.

 

 


مقالات ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي يجهض حظر إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل

الولايات المتحدة​ مجلس الشيوخ الأميركي (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي يجهض حظر إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل

أحبط مجلس الشيوخ مساعي صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة، وفشل داعمو الطروحات في الحصول على الأصوات اللازمة لإقراره.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

أتم الرئيس الأميركي جو بايدن 82 عاماً، اليوم (الأربعاء)، وهو عمر لم يسبق لرئيس أميركي بلوغه وهو في السلطة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الصواريخ الأميركية التي سمح بايدن لأوكرانيا باستخدامها في منطقة روسية (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تعارض السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية في روسيا

أعلنت تركيا معارضتها قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لتنفيذ ضربات داخل روسيا.

سعيد عبد الرازق
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ يصوّت مجلس الشيوخ الأربعاء على تجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على مشاريع تهدف إلى صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة.

رنا أبتر (واشنطن)

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها "لا تسعى إلى حرب مع روسيا"، متهمة موسكو بـ"إثارة التصعيد" في أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الصراع في هذا البلد اكتسب "عناصر ذات طابع عالمي".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن "روسيا هي من يتسبب بالتصعيد" في أوكرانيا، بينما تتهم موسكو واشنطن بتصعيد النزاع عبر السماح للجيش الأوكراني بقصف عمق الأراضي الروسية. وأضافت جان-بيار "التصعيد الأساسي يتمثل في أن روسيا تستعين ببلد آخر"، في إشارة إلى مشاركة جنود كوريين شماليين في قتال كييف.

من جهتها، أكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى صراع إقليمي أوسع" في أوروبا. وقالت "نحن لا نسعى إلى الحرب مع روسيا" ، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستواصل "تسليح أوكرانيا ودعمها".

وغداة تنفيذ أوكرانيا أولى ضرباتها على الأراضي الروسية مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية، قال بوتين الخميس إنّ "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي". وحذّر من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية. وأعلن بوتين أنّ قواته قصفت أوكرانيا بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة منه إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو، ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا.

وكانت روسيا قد حذّرت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاق الصاروخ، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين. وأكدت سينغ أن واشنطن "أُبلِغت قبل فترة وجيزة من إطلاق" روسيا للصاروخ، وذلك عبر "قنوات الحد من المخاطر النووية". وعندما سئلت عن تصريحات بوتين، أجابت سينغ "سنكون دائما قلقين حيال الخطاب الخطير" لموسكو وإزاء "إجراءات التصعيد".