قيود وقيادات جديدة بجامعة كولومبيا مع عودة الطلاب والاحتجاجات للحرم الجامعي

متظاهرون أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2024 (رويترز)
متظاهرون أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2024 (رويترز)
TT

قيود وقيادات جديدة بجامعة كولومبيا مع عودة الطلاب والاحتجاجات للحرم الجامعي

متظاهرون أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2024 (رويترز)
متظاهرون أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2024 (رويترز)

رغم أن العام الدراسي الجديد في جامعة كولومبيا الأميركية لن يبدأ إلا بعد أيام، فإن الاحتجاجات الطلابية عادت للحرم الجامعي في نيويورك الذي كان مركز حركة مظاهرات مناصرة للفلسطينيين انتقلت إلى جامعات حول العالم في الربيع، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وسار نحو 50 متظاهراً على الرصيف، مساء يوم الأحد، وهم يطلقون الصفارات ويقرعون الطبول والأواني والسور الحديدي لبوابات الحرم الجامعي المغلقة، ورددوا هتافات مناصرة للفلسطينيين. وحلّقت فوقهم طائرة استطلاع مسيّرة تابعة لشرطة نيويورك.

وتجمّع أكثر من ألف طالب داخل حرم جامعة كولومبيا لحضور حفل. وتمكّنت كاترينا أرمسترونغ الرئيسة المؤقتة الجديدة للجامعة من التحدث للطلاب وسط ضجيج المحتجين لتشرح رؤيتها للحرم الجامعي بوصفه مكاناً للنقاش المفتوح، حيث لا يشعر فيه أحد بالاستبعاد.

ويأمل مسؤولو الجامعة في تجنب تكرار الاحتجاجات التي هزّتها في وقت سابق من العام، وأدت إلى اجتياح المئات من رجال الشرطة المسلحين الحرم الجامعي في أبريل (نيسان) لإلقاء القبض على أكثر من 30 متظاهراً تحصّنوا داخل مبنى بالجامعة.

ووجد مسؤولو الجامعات داخل الولايات المتحدة وخارجها صعوبة للتعامل مع الخيام التي أقامها المحتجون على غرار ما حدث في جامعة كولومبيا، وذلك بعد خروج احتجاجات مضادة مؤيدة لإسرائيل. واستدعى بعض مسؤولي الجامعات الشرطة، وتوصّل عدد قليل منهم إلى اتفاقات بشأن مطالب الطلاب بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل.

وكتبت أرمسترونغ، عميدة كلية الطب في جامعة كولومبيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى كل المتواجدين في الحرم الجامعي الأسبوع الماضي «إدارة الاحتجاجات والمظاهرات بفاعلية تسمح لنا بتطوير مهامنا التعليمية والبحثية وإتاحة الفرصة أمام حرية التعبير والنقاش».

وتتولى أرمسترونغ رئاسة الجامعة مؤقتاً منذ استقالة مينوش شفيق في وقت سابق من هذا الشهر بعد انتقادات لها بشأن طريقة تعاملها مع الاحتجاجات تضمّنت تصويت أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم على حجب الثقة بعدما أثار قرارها استدعاء الشرطة لاعتقال الطلاب غضبهم.

وتقود الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حملة «جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري»، وهي تحالف طلابي يطالب الجامعة بوقف استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال محمود خليل، وهو طالب دراسات عليا فلسطيني وأحد المفاوضين الرئيسيين عن الحملة إن الوسطاء لم يحرزوا نجاحاً يذكر خلال الصيف في محاولة إحياء المفاوضات بين إدارة الجامعة والحملة.

وأضاف: «يجب أن تتعامل الجامعة مع الطلاب بوصفهم طلاباً وليسوا تهديداً لكولومبيا وصورتها».

ورفضت الجامعة طلبات لإجراء مقابلات مع مسؤوليها. ورفض المتحدث باسمها الإجابة عن أسئلة عن المحادثات مع الحملة.


مقالات ذات صلة

منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي... تنافس ونمو متسارع

تكنولوجيا  «ميتا إيه آي» القادرة على الإجابة على أسئلة المستخدمين بلغة بسيطة باتت تضم 400 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي... تنافس ونمو متسارع

يستمر استخدام منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي من جانب عامة الناس في النمو بوتيرة متسارعة، على ما تظهر أحدث الأرقام لجهات فاعلة رئيسية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الممثل ماثيو بيري في مركز «بالي للإعلام» في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا بالولايات المتحدة في 15 مارس 2017... توفي بيري في 28 أكتوبر 2023 (رويترز)

منع طبيب متهم في قضية وفاة ماثيو بيري من ممارسة الطب

أصدر قاضٍ بمحكمة اتحادية في الولايات المتحدة حكماً بمنع طبيب متهم في قضية وفاة ماثيو بيري نجم مسلسل «فريندز» بسبب جرعة زائدة من مادة الكيتامين، من ممارسة الطب.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي الخارجية الأميركية: فرض قيود تأشيرات تستهدف 14 مسؤولاً سورياً

الخارجية الأميركية: فرض قيود تأشيرات تستهدف 14 مسؤولاً سورياً

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة فرضت قيوداً على تأشيرات الدخول تستهدف 14 مسؤولاً سورياً، وأرجعت هذا إلى صلتهم بحالات اختفاء قسري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ورينا أميري مبعوثة الولايات المتحدة للمرأة والفتاة الأفغانية وحقوق الإنسان (وام)

الإمارات والولايات المتحدة تجددان التزامهما بحماية حقوق النساء والفتيات في أفغانستان

جددت الإمارات والولايات المتحدة الأميركية التزامهما بتعزيز وحماية حقوق النساء والفتيات في أفغانستان، وأكدتا أن هذه القضايا حاسمة من أجل إيجاد بلاد مستدامة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أوروبا طائرة مقاتلة من طراز «إف-16» تحلق في أوكرانيا (أ.ب)

أوكرانيا: شركاء أميركيون يساعدون في التحقيق بتحطم مقاتلة «إف-16»

ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم (الجمعة)، أنها أرسلت للشركاء الأميركيين تقريراً أوّلياً عن تحطم طائرة مقاتلة من طراز «إف-16» يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هاريس تدعم تزويد إسرائيل بالأسلحة وتتعهد تشديد قواعد الهجرة

هاريس مرشحة الديموقراطيين للرئاسة الأميركية تتحدث على الهاتف مع ابنة إحدى مناصراتها في سافانا أمس (أ.ف.ب)
هاريس مرشحة الديموقراطيين للرئاسة الأميركية تتحدث على الهاتف مع ابنة إحدى مناصراتها في سافانا أمس (أ.ف.ب)
TT

هاريس تدعم تزويد إسرائيل بالأسلحة وتتعهد تشديد قواعد الهجرة

هاريس مرشحة الديموقراطيين للرئاسة الأميركية تتحدث على الهاتف مع ابنة إحدى مناصراتها في سافانا أمس (أ.ف.ب)
هاريس مرشحة الديموقراطيين للرئاسة الأميركية تتحدث على الهاتف مع ابنة إحدى مناصراتها في سافانا أمس (أ.ف.ب)

شددت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على أن الولايات المتحدة "مستعدة لطي صفحة" دونالد ترمب، وذلك في أول مقابلة تجريها بصفتها مرشحة الديموقراطيين لخوض السباق إلى البيت الأبيض، وقد دافعت فيها عن أفكارها بشأن الطاقة والهجرة وإسرائيل.

وفي هذه المقابلة التي أجرتها معها شبكة "سي إن إن" على هامش جولة انتخابية في جورجيا، الولاية الرئيسة جنوبي البلاد، اتهمت هاريس الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم أمتنا". وقالت "للأسف في العقد الماضي كان لدينا... شخص كان يدفع حقا بأجندة وبيئة تدور حول التقليل من شخصيتنا وقوتنا، نحن الأميركيين، وتقسيم أمتنا. وأعتقد أن الناس مستعدون لطي هذه الصفحة". ورأت المرشحة الديموقراطية أنه "سيكون أمرا جيدا للشعب الأميركي إذا كان هناك وزير جمهوري في (إدارتها)" إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي ما يتعلق بالهجرة، أحد المواضيع المفضلة لدى ترمب، قالت الديموقراطية البالغة 59 عاما، إنه يجب أن تكون هناك "عواقب" على الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأكدت نائبة الرئيس أن "قيمها لم تتغير". وأصرّت على أنها "لطالما آمنت (...) بأن التغير المناخي حقيقة واقعة، وأنه مشكلة ملحة" وأن على الولايات المتحدة أن تحقق "الأهداف" في ما يتعلق بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وفي قضية أخرى حساسة سياسيا كررت هاريس دعمها حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها" وأجابت بـ"لا" على سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية للدولة العبرية في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتطرقت هاريس إلى هجوم "حماس" على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ونددت بالعنف، كما تطرقت إلى الحرب التي تشنها إسرائيل ردا على ذلك في قطاع غزة، قائلةً إن "الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا". ودعت هاريس إلى "وقف لإطلاق النار"، لكنها رفضت في الوقت نفسه "تغيير سياسة التسليح".

وأجرت هاريس هذه المقابلة قبل عشرة أسابيع من الاستحقاق المقرر في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وسبق لهاريس التي ستواجه ترمب في الانتخابات، أن أجرت حوارات مقتضبة جدا مع صحافيين منذ إعلان ترشيحها بدلا من بايدن الذي خرج من السباق عقب أدائه الكارثي خلال مناظرة جرت بينه وبين ترمب في نهاية يونيو (حزيران).

لكن هاريس لم تكن مستعدة لإجراء مقابلة رسمية، وبالتالي كانت قد أصبحت تحت ضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى.

وقالت "سي إن إن" إنّ المذيعة دانا باش التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترمب وبايدن، ستجري هذه المقابلة مع هاريس. وسيكون المرشّح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، حاضرا أيضا خلال المقابلة. وعلّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخرا بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز "درعا بشرية".

من جهته، قال إيان سامز أحد الناطقين باسم المرشحة الديموقراطية على منصة إكس إن "إجراء مقابلة مع المرشّحَين (لمنصب الرئيس ونائب الرئيس) في الصيف هو أمر تقليدي في الحملات الانتخابية منذ عشرين عاما" ذاكرا على سبيل المثال المقابلات الثنائية التي أجراها باراك أوباما وجو بايدن، وبايدن وهاريس.

أما من جهة ترمب، فقد أتيح له الكثير من الفرص للإجابة على أسئلة طرحها صحافيون أو محاورون آخرون خلال مقابلات أو جلسات كان آخرها تلك التي أجراها مع رئيس شركة إكس إيلون ماسك المتعاطف مع المرشّح الجمهوري.

وفي 13 أغسطس (آب)، أجرى ترمب جلسة مع مؤيده ماسك خيّمت عليها أجواء مريحة وودّية. كما عقد الملياردير مؤتمرين صحافيين في الشهر نفسه ألقى خلالهما خطابات طويلة وأجاب على أسئلة كانت في معظمها متساهلة.

لكن لهاريس ذكرى مريرة لمقابلة أجرتها في يونيو (حزيران) 2021 على قناة "إن بي سي" وكانت مخصصة لموضوع الهجرة الحساس. وبدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصا عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى إجاباتها.

ويمنح معظم استطلاعات الرأي الديموقراطية أفضلية طفيفة على ترمب، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصا في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة. وستلي المقابلة التي تجريها هاريس مع "سي إن إن" مناظرة مع ترمب مقررة في العاشر من سبتمبر (أيلول) على شبكة "إيه بي سي".