رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

استبعد توسع رقعة النزاع وأكد الاستعداد لـ«الدفاع عن إسرائيل»

الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
TT

رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال سي.كيو. براون، إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط «انحسرت إلى حد ما» بعد تبادل إسرائيل و«حزب الله» في لبنان إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران «لا تزال تشكل خطراً كبيراً» بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل.

وكان براون تحدث لوكالة «رويترز» بعد رحلة استغرقت 3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط، ذهب فيها إلى إسرائيل بعد ساعات فقط من إطلاق «حزب الله» مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان «لإحباط هجوم أكبر».

الجنرال براون مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركانه الجنرال هيرتسي هاليفي في تل أبيب (د.ب.أ)

وأشار براون إلى أن هجوم «حزب الله» كان «واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما» ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة... كما تهدد إيران بشن هجوم رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران الشهر الماضي.

وعندما سئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، ردّ براون: «إلى حد ما... نعم». وقال لدى مغادرته إسرائيل: «كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان؛ حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مُضي الثاني».

وأضاف: «كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا».

كما حذر براون من أن «هناك أيضاً خطراً يشكله حلفاء إيران المسلحون، في أماكن مثل العراق وسوريا، الذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيون في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيّرة على إسرائيل».

براون مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

وقال: «هل يتصرف هؤلاء الآخرون بالفعل بشكل فردي لأنهم غير راضين... الحوثيون على وجه الخصوص؟»، واصفاً الحوثيين بأنهم يتصرفون «بالوكالة عن غيرهم».

وأكد الجنرال براون أن «الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط، مما كان عليه الأمر في 13 أبريل (نيسان)» الماضي، عندما شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، وأطلقت مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، غير أن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين تمكنوا من تدمير كل الأسلحة تقريباً قبل أن تصيب أهدافها.

وقال براون: «نحن في وضع أفضل». وأشار إلى قرار يوم الأحد الماضي الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من طائرات «إف22» المقاتلة. وأضاف: «نحاول التحسين عمّا فعلناه في أبريل» الماضي.

من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجنرال براون والوفد المرافق (أ.ف.ب)

وأوضح رئيس الأركان الأميركي، رداً على سؤال، أنه «مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار».

وأضاف: «يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد... لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع».


مقالات ذات صلة

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

الولايات المتحدة​ تمثال برونزي يمثّل العدالة في محكمة ألبرت في برايان الأميركية في أليكساندريا بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة 1 سبتمبر 2020 (رويترز)

قاض من تكساس يعلّق إصلاحاً حول الهجرة أصدره بايدن

أمر قاض في ولاية تكساس، الاثنين، بتعليق السياسات الرامية لتسهيل حصول أزواج رعايا أميركيين على وضع قانوني في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)

البيت الأبيض: سندافع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، اليوم (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا أصحاب عربات تشاديون ينقلون متعلقات سودانيين فرّوا من الصراع في منطقة دارفور بالسودان أثناء عبورهم الحدود بين السودان وتشاد في أدري... تشاد 4 أغسطس 2023 (رويترز)

أميركا تدعو الطرفين المتحاربين في السودان لكبح جماح الانتهاكات

دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الثلاثاء، الطرفَين المتحاربَين في البلاد إلى فرض مدوّنة سلوك؛ للحدّ من الانتهاكات الواسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية لإحياء قضية الوثائق السرية ضد ترمب

سعت وزارة العدل الأميركية إلى نقض قرار قاضية المحكمة الابتدائية في فلوريدا آيلين كانون التي رفضت القضية الجنائية في الوثائق السرية ضد الرئيس السابق دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

​أكثر من 200 موظف جمهوري سابق يؤيدون هاريس

حذّرت رسالة مفتوحة من أكثر من 200 جمهوري عملوا مع الرئيس السابق جورج دبليو بوش وكبار المسؤولين من أن رئاسة دونالد ترمب الثانية ستضعف المؤسسات الأميركية.

إيلي يوسف (واشنطن)

وزارة العدل الأميركية لإحياء قضية الوثائق السرية ضد ترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

وزارة العدل الأميركية لإحياء قضية الوثائق السرية ضد ترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

حضّ المستشار القانوني الخاص لوزارة العدل الأميركية، جاك سميث، محكمة استئناف فيدرالية في فلوريدا على نقض قرار لقاضية المحكمة الابتدائية آيلين كانون التي رفضت قبول قضية جنائية ضد الرئيس السابق دونالد ترمب في شأن نقل وثائق سريّة من البيت الأبيض واحتفاظه بها في منزله، مارالاغو، وعرقلة التحقيق الحكومي في شأنها.

وكانت قضية الوثائق السرية، التي كانت قيد النظر في المحكمة الابتدائية الفيدرالية في فورت بيرس بولاية فلوريدا، قبل أن ترفضها القاضية كانون، تبدو ذات يوم الأكثر مباشرة من الملاحقات الجنائية الأربع التي واجهها ترمب في العامين الماضيين. واتُهم ترمب في يونيو (حزيران) 2023 بالاحتفاظ بشكل غير قانوني بكمية كبيرة من المواد الأمنية الوطنية السريّة بعد تركه منصبه، ثم بعرقلة جهود الحكومة لاستعادتها. وكذلك وجهت تهم لاثنين من معاونيه، وهما والت نوتا وكارلوس دي أوليفيرا، اللذين عملا معه في مارالاغو، بفلوريدا.

صورة جوية لمنتجع مارالاغو الخاص بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في بالم بيتش بفلوريدا (أ.ب)

وقدم سميث ملفاً من 60 صفحة ادعى فيه أن القاضية كانون، التي عيَّنها ترمب في منصبها، ارتكبت سلسلة من الأخطاء عندما رفضت القرار الاتهامي بمجمله في يوليو (تموز) الماضي بعد موافقتها على حجج وكلاء الدفاع عن ترمب بأن تعيين وزيرة العدل ميريك غارلاند للمستشار الخاص كان غير دستوري. وأضاف بلغة معتدلة أن رفض كانون القضية يدوس على عقود من السوابق القانونية وممارسات وزارة العدل فيما يتعلق بتعيين المدعين الخاصين أو المستقلين.

وأصدرت كانون حكمها في اليوم الأول من المؤتمر الوطني الجمهوري، مع قبول ترمب رسمياً ترشيح حزبه الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما وصف بأنه انتصار قانوني كبير في لحظة سياسية مهمة.

وتعدّ مذكرة سميث مجرد بداية لمعركة قانونية يمكن أن تنتهي في المحكمة العليا ومن المرجح أن تستمر حتى بعد الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وإذا فاز ترمب في الانتخابات، ستكون لديه سلطة طرد سميث، ويمكنه أن يأمر وزارة العدل بإسقاط الاستئناف. أما إذا خسر، فإن عملية الاستئناف ستحدد ما إذا كان سيواجه محاكمة في هذه التهم.

وثائق سرية عُثر عليها في مقر إقامة ترمب في مارالاغو (أ.ف.ب)

تحديد السوابق

وفي ملفهم، أخبر نواب سميث لجنة مكونة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف أن القاضية كانون ارتكبت خطأ عندما حكمت بأن أي قانون فيدرالي محدد لا يجيز تعيين مستشارين قانونيين خاصين مثل سميث أو يمنحهم «السلطة القضائية» التي مارسوها لمدة 25 عاماً. وأشاروا إلى أربعة قوانين حالية يعتقدون أنها تمنح وزير العدل السلطة لتسمية المستشارين القانونيين الخاصين. وكتبوا أن «وجهة النظر المعاكسة للمحكمة الابتدائية تتعارض مع مسار القرارات المتواصل، بما في ذلك من المحكمة العليا، بأن وزير لديه مثل هذه السلطة، وهي تتعارض مع ممارسات التعيين الواسعة النطاق والراسخة في وزارة العدل وفي كل أنحاء الحكومة».

ومنذ عام 1999، كان تعيين المستشارين القانونيين الخاصين محكوماً بلوائح داخلية لوزارة العدل، وكان من المعتقد تقليدياً أنها كانت تستند إلى أربعة قوانين فيدرالية على الأقل تحدد هيكل الوزارة وصلاحيات وزير العدل. وجرى تبني هذه الممارسة بعدما سمح الكونغرس بإلغاء قانون المستشارين المستقلين، وهو القانون الذي سمح على وجه التحديد بنوع مختلف من المدعين العامين المستقلين، بعد تحقيق وايت ووتر في عهد الرئيس بيل كلينتون.

ولكن القاضية كانون رفضت هذا التقليد، وحكمت بأن أياً من القوانين التي تحكم سلوك وزراء العدل لا تمنحهم في الواقع السلطة لتعيين مدعٍ عام خاص مثل سميث. كما وجدت أن تعيين سميث غير قانوني؛ لأنه لم يعين من الرئيس (جو بايدن) ولم يصادق عليه مجلس الشيوخ.

وعبّر المدعون العامون عن قلقهم من أن رفض القاضية كانون الاعتراف بصحة الطريقة التي حصل بها سميث على وظيفته يمكن أن «يثير تساؤلات حول مئات التعيينات في كل أنحاء السلطة التنفيذية». واعتبروا أن هذا «قد يعرّض للخطر العمل الطويل الأمد لوزارة العدل».

المستشار القانوني الخاص لوزارة العدل الأميركية جاك سميث (أ.ف.ب)

واستندت القاضية كانون في قرارها برفض قضية الوثائق إلى بند التعيينات في الدستور. وهو يتطلب ترشيح الرئيس وتصديق مجلس الشيوخ على جميع كبار المسؤولين في الحكومة، لكنه يسمح بتعيين ما يسمون «الضباط الأدنى» من قِبَل قادة الإدارات الفيدرالية، بما في ذلك وزير العدل، تحت إشراف قوانين محددة.

قضية ووترغيت

وقال نواب سميث لمحكمة الاستئناف إن القاضية كانون ارتكبت خطأ عندما وجدت أنه لا توجد قوانين تسمح على وجه التحديد لوزير العدل ميريك غارلاند بتعيين سميث لمنصب المستشار القانوني الخاص في نوفمبر 2022. وجرى تكليف سميث مهمة التحقيق في مزاعم مفادها أن ترمب احتفظ بشكل غير قانوني بوثائق سرية بعد ترك منصبه واتهامات منفصلة بأنه تآمر لقلب انتخابات 2020.

في محاولة لإقناع محكمة الاستئناف، أشار فريق سميث في المقام الأول إلى قضية المحكمة العليا، الولايات المتحدة ضد ريتشارد نيكسون، والتي وجدت أن وزير العدل لديه السلطة القانونية لتعيين مدعٍ خاص للتحقيق في فضيحة ووترغيت في أوائل السبعينات من القرن الماضي.

وفي أمر رفضها، اتخذت القاضية كانون موقفاً مفاده أن استنتاج المحكمة العليا في شأن المستشار الخاص في ووترغيت كان جانباً «غير ملزم» من الحكم، والذي ركز إلى حد كبير على القضية المنفصلة المتمثلة فيما إذا كان الرئيس ريتشارد نيكسون مضطراً إلى الامتثال لاستدعاء في التحقيق الأوسع.