بايدن يدعو سوريا لإطلاق سراح الأميركي أوستن تايس بعد 12 عاماً من اختطافه

والدة أوستن (يمين) مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان عام 2022
والدة أوستن (يمين) مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان عام 2022
TT

بايدن يدعو سوريا لإطلاق سراح الأميركي أوستن تايس بعد 12 عاماً من اختطافه

والدة أوستن (يمين) مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان عام 2022
والدة أوستن (يمين) مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان عام 2022

دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، السلطات السورية إلى الإفراج العاجل عن الأميركي أوستن تايس، الذي تم اختطافه منذ 12 عاماً داخل سوريا، مشيراً إلى أن اليوم يصادف مرور 12 عاماً «طويلة ومروعة» منذ اختطافه.

وقال بايدن في بيان، الأربعاء، إن إدارته «ضغطت مراراً وتكراراً» على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد للعمل معهم للإفراج عن أوستن تايس، الصحافي والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية المحتجز لدى السلطات السورية. وأضاف: «اليوم أدعو مرة أخرى إلى إطلاق سراحه فوراً».

الرئيس الأميركي جو بايدن يدعو سوريا لإطلاق سراح أوستن تايس (أ.ف.ب)

وأوضح بايدن: «حرية الصحافة ضرورية، ويلعب الصحافيون مثل أوستن دوراً حاسماً في إعلام الجمهور، ومحاسبة أصحاب السلطة».

وتابع: «نحن متضامنون مع أوستن وعائلته، وجميع الأمريكيين المحتجزين ظلماً، والمحتجزين رهائن في الخارج. سأستمر في بذل كل ما في وسعي للدفاع عن إطلاق سراحه ودعم أحبائه حتى يعود بسلام إلى وطنه».

اختفى تايس بسوريا في أغسطس (آب) 2012 أثناء تغطيته للحرب الأهلية في البلاد، بصفته صحافياً مستقلاً لصالح جريدة «واشنطن بوست» وصحف أخرى. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه احتُجز عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية جنوب غربي دمشق في 14 أغسطس من ذلك العام. وظهر مقطع فيديو بعد ستة أسابيع من اختفائه يزعم أنه يظهره في الأسر. وقد عملت كل من إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والرئيس السابق دونالد ترمب، ثم إدارة الرئيس الحالي جو بايدن على محاولات باءت جميعها بالفشل للإفراج عن تايس.

إعادة الأميركيين

الرئيس الأميركي ونائبته يحييان المراسل إيفان غيرشكوفيتش بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى بين روسيا والولايات المتحدة في 1 أغسطس 2024 (أ.ب)

وتسعى إدارة بايدن إلى تحقيق انفراجة في مجال تأمين إطلاق سراح أميركيين محتجزين في الخارج من دولة معادية، وتسجيل إنجازات تحسب لإرث الرئيس بايدن قبل خروجه من السلطة ومغادرة البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل. وقد نجح خلال الشهر الماضي في تأمين إطلاق سراح الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، والجندي السابق في البحرية الأميركية بول ويلان، وآخرين من روسيا، كما شملت صفقة التبادل 24 شخصاً في سبع دول مختلفة، فيما عدته الإدارة الأميركية انتصاراً دبلوماسياً واضحاً. لكن تظل مفاوضات إطلاق سراح تايس تراوح مكانها دون تحقيق نجاح مأمول.

التقى بايدن بوالدي تايس في البيت الأبيض عام 2022، وتعهد بالتواصل مع السوريين بشكل مباشر. وفي بيان في ذلك الوقت، أعرب الرئيس عن «يقينه» من أن الأسد يحتجزه، مضيفاً: «أنا أدعو سوريا إلى إنهاء هذا».

وخلال عام 2023، كان فريق بايدن يأمل في أن تؤدي المحادثات الهادئة مع دمشق إلى تحقيق تقدم في قضية تايس. لكن هجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام، والحرب التي تلتها في غزة، عطل المناقشات. وقال أحد المسؤولين إن القنوات تظل مفتوحة، إذ يواصل المسؤولون الأميركيون الضغط على الحكومة السورية للحصول على إجابات.

يقول مسؤولون إن المعلومات الاستخباراتية حول مكان وجود تايس وحالته، خصوصاً إذا كان محتجزاً حياً أم ميتاً كانت غامضة منذ فترة طويلة، ولا تزال كذلك، ولا توجد معلومات مؤكدة حول حالته الصحية لكن الاعتقاد الأغلب أنه ما زال حياً.

وقد أرسل اثنان من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، هما السناتور الديمقراطي كريس فان هولين من ماريلاند، والسناتور الجمهوري جون كورنين من تكساس، رسالة إلى الرئيس، الأسبوع الماضي، وقّع عليها 34 عضواً آخرين في مجلس الشيوخ، تدعو الإدارة إلى إعطاء الأولوية لقضية تايس والإسراع في الجهود لإعادته إلى الوطن.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه بقادة كوبيين أميركيين بالبيت الأبيض في واشنطن 30 يوليو 2021 (رويترز)

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر رفع كوبا عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

تعهدّ دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

السيسي وبايدن يبحثان جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة

قالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث مع نظيره الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون يزور لبنان الجمعة

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة لبنان على ما أعلن البلدان الثلاثاء في أول زيارة لرئيس دولة لبيروت منذ وصول جوزيف عون إلى سدّة الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ التجهيزات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول (إ.ب.أ)

«الشيوخ» يتأهب للمصادقة على فريق ترمب

يسعى الجمهوريون للمصادقة على تعيينات ترمب الوزارية واستكمال فريقه، الذي تنتظره مهمات شاقة ومتشعبة في الإدارة الجديدة.

رنا أبتر (واشنطن)

حرائق لوس أنجليس: فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة

رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

حرائق لوس أنجليس: فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة

رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

استعد رجال الإطفاء في لوس أنجليس، اليوم (الثلاثاء)، لعودة ريح جافة شديدة قد تؤجج مجدداً حريقي غابات هائلين أوديا بحياة 24 شخصاً على الأقل، وتسببا في تسوية أحياء بأكملها بالأرض واحتراق منطقة كبيرة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتتوقع خدمة الطقس الوطنية أن تشهد مناطق كبيرة من لوس أنجليس ومقاطعة فينتورا زوابع تصل سرعة الريح فيها إلى ما بين 80 و110 كيلومترات في الساعة من اليوم إلى غد الأربعاء، مع اشتداد رياح «سانتا آنا» الخطيرة بعد هدوء نسبي لأيام قليلة.

وأثار تحذير باللون الأحمر أصدرته خدمة الطقس الوطنية، الذي يشير إلى «وضع شديد الخطورة» مخاوف من احتمال اشتعال حرائق جديدة واستعار الحالية.

وقالت كريستين كرولي، مديرة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجليس للسكان المحليين: «لا يمكن أن يكون هناك أسوأ من هذا الوضع. لسنا في مأمن».

وتأهُباً للريح، كافح أكثر من 8500 فرد إطفاء أكبر حريقي غابات مستعرين من الجو والأرض، بهدف منع توسعهما حتى صباح غد.

ونشرت السلطات أمس (الاثنين) طواقم إطفاء في المناطق المعرضة للخطر في جنوب كاليفورنيا.

وشب حريقا باليساديس وإيتون على الجانبين الغربي والشرقي لمدينة لوس أنجليس وسط ريح شديدة، الأسبوع الماضي، لكن أطقم الإطفاء أحرزت تقدماً في السيطرة عليهما منذ مطلع هذا الأسبوع.

وقالت السلطات في لوس أنجليس إن 24 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرائق، يوم الثلاثاء الماضي، وإن العدد مرشح للزيادة إذ تقوم أطقم الإنقاذ بتفتيش المنازل في الأحياء المتضررة.

وأدت حرائق الغابات إلى تدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 12 ألف مبنى، وتحويل أحياء بأكملها إلى رماد مشتعل وأكوام من الأنقاض، مما ترك مشهداً كارثياً.

وبحلول أمس، بقي أكثر من 92 ألف شخص في لوس أنجليس قيد أوامر الإجلاء، بعد أن وصل العدد إلى أكثر من 150 ألفاً، بينما واجه 89 ألفاً تحذيرات بالإجلاء.